الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نبيلة منيب: المغرب دولة ذات سيادة من حقها أن تقبل المساعدات أو ترفضها

أحمد رباص
كاتب

(Ahmed Rabass)

2023 / 9 / 17
السياسة والعلاقات الدولية


في آخر بث صوتي على قنوات التواصل الاجتماعي، قالت للأمينة العامة للاشتراكي الموحد إن من حق المغرب أن يحافظ على سيادته. ففي ظل هذه العولمة المتوحشة تفقد عدة دول، بما فيها المغرب، سيادتها واختياراتها لأنها تكون مثقلة حيث يطلب منها خوصصة المؤسسات العمومية ولا تعود تملك من أمرها شيئا.
لهذا، تواصل المتحدثة، مع هذه المساعدات سواء منها الغربية أو العربية، رفض المغرب اليون استلام البعض منها. لماذا؟ لأنه دولة ذات سيادة، لها الحق في أن ترفض او تقبل.
إذا أخذنا نموذجي فرنسا والجزائر، نجد الدولة الأولى استعمارية لم تخرج منه حتى حافظت على كل مصالحها في بلادنا. اليوم، نرى أن قارتنا الإفريقية تعيش نهضة تحررية نتمنى لها النجاح، لأن الإنسان الإفريقي الذي استعبد وقتل وأبيد، كما حدث في رواندا التي تم التدخل في شؤونها باسم الإرهاب وتحت غطاء الاستحواذ على خيراتها من غاز وبترول وذهب ويورانيوم وغيرها من المعادن الثمينة، توضح النائبة البرلمانية عن حزب الشمعة.
وترى السيدة منيب أن كل القوى الاستعمارية تضع أقدامها على تراب القارة الإفريقية لتنهب خيراتها، ولهذا لم تتطور دولها ولم تحقق التنمية، ثم هناك إفريقيا الفرنسية التي يبدو من خلالها أن فرنسا تلعب دورا كبيرا وانها تقدمت بفضل الدماء التي أريقت في إفريقيا وبفضل خيراتها التي نهبتها.
نحن نعلم أن فرنسا كانت مستعمرة للمغرب الكبير تلعب على حبلين؛ تارة مع الجزائر وتارة أخرى مع المغرب، أحيانا تكون ضد المغرب ومع الجزائر، وأحيانا أخرى ضد الجزائر ومع المغرب. طورا مع تونس، وطورا آخر تدير لها ظهرها. خلال انتفاضة تونس في 2010-2011 قالت وزيرة الدفاع الفرنسي لبن علي حينئذ: سوف نساعدك على قمع المحتجين. وهكذا ظهر الوجه الحقيقي ل"دولة حقوق الإنسان والأنوار" وكيف تتدخل في شؤون تونس لتظل اقدامها ثابتة هناك.
نفس الشيء بالنسبة للجزائر التي ظلت فرنسا تعتبرها أرضا فرنسية وتنهب بترولها وغازها لتحرمها من التطور والتنمية الاقتصادية وبقيت ساكتة على الفساد في الجزائر لأن ما يهمها هو بقاء مصالحها. في المغرب كذلك، باعت لنا فرنسا قطار (تي جي في) في حين أننا في حاجة إلى الطرق والمدارس، ومع ذلك قبلنا منها ذلك على مضض حتى ينجح رئيسها ساركوزي في الانتخابات وحتى تظل متحكمة في رقابنا.
تواصل نبيلة منيب حديثها قائلة: اليوم، أتمنى أن تسير بلادنا بهذا التخطيط في اتجاه التحرر وألا تستبدل شيخا بشيخ آخر. فمع التطبيع واتفاقية ابراهام لا نريد لها أن تعطي زمامها لجهات أخرى. أعتقد أن فرنسا ارتكبت في حقنا عددا كبيرا من الأخطاء. لقد نهبتنا واستفادت من أدمغتنا، من خيرة طلبتنا الذين درسوا في جامعاتها وهم اليوم أطر تعمل على تنمية اقتصادها وغيره من المجالات، ومع ذلك امتنعت عن موافاتنا بالتأشيرة لدخولها. أعرف أساتذة في الطب منعتهم فرنسا من السفر إليها. هل ما زالت فرنسا تستعمرنا؟ ثم قالت إن هناك عددا من المغاربة تريد إرسالهم إلى المغرب، وتبين أنها تختار من تشاء وترفض من تشاء، لأن من تقبلهم ذوو أدمغة ومن ترفضهم عاطلون عن العمل تريد أن تتخلص منهم.
فرنسا تريد أن نبقى ذلك الدركي الذي يوقف زحف الهجرة إليها. فرنسا نهبت خيراتنا، وارتكبت أخطاء كثيرة في حق الدولة المغربية وحاولت إهانتنا ومؤسساتنا. فرنسا حاولت مؤخرا التدخل في سيادة المغرب وفي كل مرة نريد أن نجدد معها شراكة الصيد البحري او الفلاحة تكرفس المغرب وتتعلل بالأقاليم الصحراوية مع أنها تعلم أنها مغربية لأنها كانت تستعمرنا وتختبرنا، فكيف تتعامل معنا بهذا الاستعلاء وبهذه العبودية الجديدة وبهذا الاستعمار الجدبد؟
لهذا، نعتقد أن المغرب-ربما - غاضب على هذه الطريقة التي تتعامل بها معنا، وله الحق في ذلك. ثم ننتقل بسرعة إلى الجزائر التي اختلطت دماؤنا بدماء أبنائها في حرب التحرير، ولكن عندما تغيب الديمقراطية وعندما يكون هناك حكام دون المستوى، يتحركون بحقد، ينهبون خيرات الجزائر ، وحتى يغطوا على مصائبهم الداخلية اختلقوا عدوا هو المغرب وقالوا إنهم يساندون الشعب الصحراوي الذي كشف تقرير أولاف لعام 2007 أن المساعدات التي يرسلها له الاتحاد الأوربي تستحود عليها الجزائر وتبيعها في موريتانيا "وما كاين والو"، مع ان قياديي البولزاريو اقتنوا كلهم منازل في جنوب إسبانيا يستمتعون بحياتهم ويحتجزون مواطنين صحراويين في مخيمات لحمادة وفي سجن الرشيد.
الجزائر والبوليزاريو كلاهما تحت رحمة من يتحكمون في خيوط اللعبة العالمية. لا نحتاج إلى دروس من حكام الجزائر. مؤخرا، على الحدود بالقرب من السعيدية، كانت مجموعة من الشباب يلعبون ويمرحون بالزلاجات النفاثة (الجيتسكي) والوقت صيف وإذا بحرس الحدود الجزائريين يطلقون عليهم الرصاص وكأنهم طيور حجل، ولم يرد المسؤولون الجزائريون تسليم الجثتين ولم يطلقوا سراح أحد الشباب الذين اعتقلوه، وقالوا لنا نريد أن نساعدكم. فيم تريدون مساعدتنا؟ فليساعدوا انفسهم في الحقيقة! أعتبر الشعب الجزائري شعبا شقيقا وأن نجاة المغرب مع نجاة الجزائر ويجب بناء النغرب العربي الكبير، ولكن يجب أن تتحرر العقول وأن نودع الفساد بغير رجعة ونبني الشعوب. لا يعقل أن تضربني بالأمس وتأتي اليوم وتقول لي: أريد ان أساعدك. لن يصدقك احد. يجب وضع حد للبروغاندا من كلا الجانبين. كفى من تبادل السباب. ألمانيا استعمرت فرنسا وجرت بينهما المصالحة لأجل بناء الاتحاد الأوربي. إذا كانت لديكم عقول فاجتكموا إليها، وتعالوا إلى تعالوا إلى التعاون الاقتصادي والتعاون في البحث العلمي ولنفتح الحدود لأن بإغلاقها نخدم مصلحة فرنسا والقوى الاستعمارية ولا نخدم مصلحة الشعبين الجزائري والمغربي.
ورغم أن هذا الزلزال كان عنيفا ودمر عدة قرى ودواوير وأسفر عن حصيلة من القتلى قدرت بثلاثة آلاف وهي مرشحة للارتفاع، فالمغرب دولة لها قواته المدنية والعسكرية وله شعب ولسنا في حاجة إلى سبعين الف دولة تتدخل في شؤوننا بدعوى مساعدتنا، فحتى هذه الدول تفتقر إلى اللوجيستيك والمغرب ليس بإمكانه توفير الأخير لمجموعة من الدول قد يصل عددها إلى عشرين. ويكفي أن تسمح سلطات بلادنا لأربعة دول (إسبانيا، بريطانيا، قطر، الإمارات العربية المتحدة) بأن تساعدها بحكم خبرتها في هذا المجال وتدعم مجهوداتنا. ما يجب ان يكون هو التنسيق والانسجام في هذا التعاون والنظرة المستقبلية للاستجابة لما هو مستعجل وسريع وما يمكن إرجاؤه إلى جين. لكن يجب التعجيل بإعادة الإعمار.
نحن نحيي كل الدول التي عبرت عن استعدادها لمساعدتنا. نحن في حاجة لأموال طائلة لإعادة الإعمار . من اراد مساعدتنا عليه أن يساهم في الصندوق ابمفتوح الذي أنشئ لهذا الغرض.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فخر المطعم اليوناني.. هذه أسرار لفة الجيرو ! | يوروماكس


.. السليمانية.. قتلى ومصابين في الهجوم على حقل كورمور الغازي




.. طالب يؤدي الصلاة مكبل اليدين في كاليفورنيا


.. غارات إسرائيلية شمال وشرق مخيم النصيرات




.. نائب بالكونغرس ينضم للحراك الطلابي المؤيد لغزة