الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإنسان صنيعة البيئة التي نشأ وترعرع بها

فلاح أمين الرهيمي

2023 / 9 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


تؤثر البيئة تأثيراً مباشراً وبصورة مباشرة على حياة الإنسان فالحياة والعمران والحالة الاقتصادية والسياسية والمهنية ما هي إلا نتاج للبيئة بمكوناتها المختلفة كما أن السلوك والتصرف البشري يتأثر بالبيئة وإن جميع العوامل الموجودة في المجتمع والبيئة تؤثر في تحديد شخصية الإنسان من خلال تعامله مع أفراد المجتمع المحيطة به وجغرافية البيئة التي يعيش فيها مثل المدرسة والأصدقاء ونظام المجتمع والاقتصاد والسياسة تكون لها تأثير على سلوك الإنسان وتصرفاته في المجتمع ... وللبيئة تأثير مباشر على سلوك الإنسان الذي يعتبر ابن بيئته وسلوكياته نمت وترعرعت وتغذت من أصوله المتجذرة فيها واكتسبت منها صفات وانعكست على سلوكه في تعامله عموماً مع الناس ولذلك نجد اختلافاً وتبايناً بين إنسان وآخر حسب البيئة الناشئ فيها الإنسان من حيث السلوك والتصرف حسب طبيعة البيئة التي نشأ وترعرع بها في حياته.
إن هذه الصفات والطباع تغرز في العقل الباطني للإنسان وتصبح جذور الإنسان يستذكرها في ظروف معينة في كل وقت من حياته عندما يستفز الإنسان أو تعود به الذكريات تظهر تلك الجذور بعد مرور الزمن وتأثر على سلوك وتصرف الإنسان وتصبح نتاج لأعماله وتصرفاته ولذلك أي إنسان يعيش في بيئة معينة من الزمن تنغرز في عقله الباطني تقاليد وعادات تلك البيئة وتنشط هذه الذكريات في المستقبل وتصبح جزء رئيسي من سلوك وتصرفات الإنسان مهما كان ذلك الإنسان عالم أو سياسي أو رجل دين أو موظف أو إنسان عادي ولذلك إن السياسي مهما كان منصبه تستفز فيه تلك الجذور والذكريات عنده وتصبح جزء من عقله ونشاطه السياسي.
إن رئيس الوزراء السوداني قد عاش فترة طويلة في كنف هذا النظام الذي استمر عشرون عاماً تولى فيها مناصب مهمة وهذه الفترة غرزت في عقله الباطني وحينما أصبح رئيساً للوزراء فإن الظروف هي التي حتمت على توليه هذا المنصب وبتوجيه من الإطار التنسيقي سلك طريق الإصلاح من أجل أن يقدم شهادة حسن السلوك إلى الشعب العراقي نيابة عن الإطار التنسيقي وإن كل هذا لا يمكن في نهاية المطاف معالجته بأية طريقة إيجابية في إطار النظام الذي يحكم الشعب العراقي في ظل حكم هذا النظام وعندما يفعل هذا فيزداد سوءً وتتعمق مآسي الشعب من القمة إلى القاع لأن الفترة الطويلة التي حكم بها الأحزاب والكتل السياسية لم يعودوا قادرين على الحكم بواسطة رئيس الوزراء الحالي وإذا كان البعض من الشعب التي اعتادوا الآن على القبول بها فإن ذلك عن قناعة ورغبة وليس طويلة وإن جماهير الشعب العراقي الذي عانى كثيراً من نظام الحكم المحاصصي الطائفي يتطلعون الآن إلى عالم عادل ومستقبل أفضل يستحق الحياة فيه في ظل حكومة المواطنة ذات النظام المدني الديمقراطي وهذا لا يمكن تفعيله في حكومة السوداني التي تكونت على نهج المحاصصة الطائفية وإنما يحتاج إلى البديل في تغيير نظام الحكم وسوف يكون خلاص الشعب من الأمة ومآسيه من خلال دولة المواطنة المدني الديمقراطي التي ترسخ الحكم وفق العدالة الاجتماعية والمساواة بين أبناء الشعب بمختلف طوائفه وأجندته الدينية والقومية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هاريس ُتحرج ترامب بنشر تقرير محدث عن قدراتها العقلية والنفسي


.. حدث فلكي نادر.. مذنب يعود بعد 80 ألف عام




.. من يحرّك قوات اليونيفل في لبنان؟


.. لماذا انتفضت دول أوروبية في وجه إسرائيل بعد قصفها اليونيفيل؟




.. مراسل الجزيرة: الطائرات المسيرة الإسرائيلية تطلق النار على