الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشعائر والطقوس المجتمعية

غالب المسعودي
(Galb Masudi)

2023 / 9 / 18
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


عند مناقشة سيكولوجية الطقوس والمظاهر المصاحبة لها، يتعين أن نكون حذرين في استخدام المصطلحات والتصنيفات النمطية.
الطقوس المقدسة هي عبادات وممارسات دينية تقوم بها مجتمعات مختلفة حول العالم، وتعتبر مهمة جداً في حياة الأفراد والمجتمعات الدينية. يمكن أن تشمل الطقوس المقدسة الصلوات والتضحيات والأغاني والرقص والشعائر الدينية الأخرى. تعتبر هذه الطقوس طريقة للتواصل مع العالم الروحي وتقوية الانتماء الجماعي وتعزيز الهوية الثقافية والدينية,لكن هناك ممارسات قد توسم حتى من قبل بعض المرجعيات بانها بدائية ومتخلفة.
والبدائية والتخلف هما مصطلحان تستخدمان لوصف حالة الشعوب أو الأمم التي لم تتطور بنفس الوتيرة أو الاتجاه مثل الشعوب أو الأمم الأخرى. وقد تكون هذه الحالة ناجمة عن عوامل مختلفة، مثل البيئة، والتاريخ، والثقافة، والدين، والسياسة، والاقتصاد. وقد تختلف آراء الناس حول ما يعنيه التخلف والبدائية، وما هي المعايير التي يجب استخدامها لقياسهما,,
من الصعب تصنيف المجتمعات التي تمارس الطقوس المقدسة بأنها بدائية حيث أن هذه المصطلحات تحمل تحيزًا ثقافيًا وقد يكون من المهم الابتعاد عنها. لان تقدير الطقوس المقدسة يجب أن يكون مستندًا إلى فهم الثقافة والتاريخ والسياق الاجتماعي للمجتمع المعني.
من الناحية النفسية، يمكن أن تلعب الطقوس المقدسة والشعائر دورًا هامًا في تلبية احتياجات الأفراد والمجتمعات الروحية، وتوفير إحساس بالأمان والاتجاه والمعنى في الحياة. تساعد الطقوس المقدسة في تنظيم السلوك وتعزيز الشعور بالتواصل والتلاحم بين أفراد المجتمع.
أما بالنسبة للمظاهر المصاحبة لبعض الطقوس المقدسة والشعائر، فهناك عوامل مختلفة يمكن أن تؤثر على تصرفات الأفراد في هذه الظروف. قد يكون للمظاهر أو الثقافة تأثير كبير على الأفراد، حيث يشعرون بالانتماء والتعبير عن معتقداتهم وقيمهم. ومع ذلك، في بعض الحالات، قد تحدث أعمال عنف أو تصرفات منحطة خلال هذه التظاهرات الطقسية، ويمكن أن ينجم ذلك عن عوامل مثل التوترات السياسية أو الاجتماعية أو الاقتصادية.
من الأهمية بمكان أن نتعامل مع هذه المسائل بشكل شامل وغير مسبق الأحكام، وننفهم التنوع الثقافي والاجتماعي والديني الذي يحيط خلال المظاهرات المصاحبة للطقوس المقدسة.
هناك عدة عوامل يمكن أن تؤثر في حدوث أعمال عنف أو تصرفات منحطة خلال المظاهرات المصاحبة للطقوس المقدسة. ومن بين هذه العوامل
التوترات السياسية والاجتماعية: قد يكون للمظاهر الدينية أو الثقافية تأثير كبير على النسيج الاجتماعي والسياسي. عندما تكون هناك توترات سياسية أو اجتماعية قائمة، قد يتحول الغضب والاحتجاج إلى أعمال عنف أو تصرفات منحطة,
التأثيرات الفردية, قد تلعب العوامل النفسية والشخصية للأفراد دورًا في تصرفاتهم في المظاهر. قد يكون للغضب والإثارة العاطفية تأثير على سلوك الأفراد ويمكن أن يؤدي إلى تصاعد العنف.
التأثيرات الجماعية, قد تكون المجموعات والديناميات الاجتماعية للمظاهرات لها تأثير كبير على سلوك الأفراد. عندما يشعر الأفراد بالمشاركة في جماعة أو حركة قوية، قد يزيد ذلك من احتمالية القيام بأعمال عنف أو تصرفات منحطة.
التأثيرات الاقتصادية, قد تلعب الأوضاع الاقتصادية الصعبة دورًا في تصاعد التوتر والغضب خلال المظاهرات. عندما يعاني الأفراد من ضائقة مالية أو عدم الاستقرار الاقتصادي، قد يزداد التوتر ويمكن أن يؤدي إلى تصاعد العنف.
وأخيرا التدخل الخارجي, قد يكون للتدخل الخارجي دور في تصاعد العنف خلال المظاهرات. قد يشمل المجموعات المتطرفة أو المنظمات السياسية، والتي يمكن أن تؤثر في ديناميكية المظاهرة وتؤدي إلى تصاعد التوتر والعنف.
هذه بعض العوامل الرئيسية التي يمكن أن تؤثر في حدوث أعمال عنف أو تصرفات منحطة خلال المظاهرات المصاحبة للطقوس المقدسة.و يجب أن نحترم تلك الثقافات ونسعى لفهم العوامل التي تؤثر في سلوك الأفراد والمجتمعات
لذا إذا أردنا البحث عن طقوس تعبر عن توجهات عقائدية التي تعتبر شعوبها متخلفة من منظور علمي وموضوعي، فعلينا أولاً أن نحدد ما هي المقاييس التي نستخدمها لقياس التخلف والتقدم. هل نقصد بالتخلف الاقتصادي أو السياسي أو الاجتماعي أو الثقافي أو الأخلاقي؟ وهل نقصد بالعقائد مجرد المذهب الفكري أو المؤسسة الدينية أو الممارسة الشعائرية أو التأثير الروحي؟ وهل نأخذ بالحسبان التاريخ والسياق والظروف التي تؤثر على شكل ومضمون عقائد الشعوب؟
لا شك أن هذه المسائل تحتاج إلى دراسة عميقة وشاملة، لا يمكن إجابتها في رسالة قصيرة, لكن نعرف جيدا.
• إذا كان المجتمع قد تعرض للاستعمار أو الاستغلال أو الظلم أو الحروب أو الصراعات، فإنه يصبح ضحية للهيمنة والقهر والفساد وان اختيار طقوسه لن يكون بعيدا عن التدخل الأجنبي لان المستعمر سيتدخل في كل شيء يضمن بقاءه لفترة طويلة ويصل به الأمر إلى التدخل في نوعية الطقوس الشعائر المصاحبة وإدخال طقوس جديدة إلى المظاهرات المصاحبة مستغلا البعد العاطفي لهذه المناسبات وترسخها لدى جمهور البسطاء لأنه يعرف جيدا, لا ولن تخلق هذه الطقوس المتخلفة استقلالا أو سيادة أو ديمقراطية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا.. مظاهرة في ذكرى النكبة الفلسطينية تندد بالحرب الإسرائ


.. مسيرة تجوب شوارع العاصمة البريطانية لندن تطالب بوقف بيع الأس




.. تشييع جثمان مقاوم فلسطيني قتل في غارة إسرائيلية على مخيم جني


.. بثلاث رصاصات.. أخ يقتل شقيقته في جريمة بشعة تهز #العراق #سوش




.. الجيش الإسرائيلي: دخول أول شحنة مساعدات إنسانية عبر الرصيف ا