الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هِمَمٌ تَطْفَحُ بِآلْمُمْكِنِ وَآلْمُحَالِ

عبد الله خطوري

2023 / 9 / 18
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية


وراء كلِّ مُغامرة خاطئة أو مشروع آنهِزام، تلوح في آلأفق ضحكة حِكمة، إذا كُنا نعي كيف نستخلص ضحكات آلحِكم ... وما أضيق آلعيش لولا فسحة الأمل .. تأكدوا بأنكم لستم الوحيدين، أيها آلشباب، الذين تشعرون بما يمكن أن تسموه إحساسا بالفراغ أو العجز أو الإحباط أو ما شابه من النزوعات النفسية السلبية (١) .. فعلا .. هو إحساس لا غير، لا علاقة له بما هو كائن أو بما يمكن أن يكون .. عليكم التفكير بشكل مغاير للإحساس الذي تحسون به بالقيام ببعض الأمور التي تحبونها قليلا أو كثيرا لا يهم كمشاهدة أشرطة رسوم متحركة من تلك التي علقت بطفولتكم ( قد تبدو سخيفة في أعماركم الحالية لا يهم .. ) أو إلقاء نظرة على ألبوم صور قديم أو تذكر لحظات مرحة أو حكي لحظات شائقة عشتموها ذات ومضة من ومضات حيواتكم الخالية أو التمرن على الابتسام والضحك .. لمَ لا .. مجرد ضحك لا غير ... مثل هذه الأشياء وغيرها التي وإن بدت عادية جدا بسيطة أو بديهية لا جدوى منها، ستجلكم، دون شك، تنيرون بقعا معتمة في حناياكم، وتنعش مساحات في نفوسكم موشومة بغبش البياض، تشحنونها بعزائمكم بأمور جيدة إيجابية محفزة تدفع الأفكار السلبية وتدرأ عنكم خطر فيروسات ذاك الوجع الخفي المقرون بلا جدوى الاستمرار في الحياة ... من التجارب التي أجريت على فئران المختبرات إحضار مجموعة منها ووضعها في إناء زجاجي مستقل كبير ممتليء لمنتصفه بالماء .. ثم قام العلماء بحساب الوقت الذي سيستمر فيه كل فأر على حدة في السباحة ومحاولة الخروج قبل الاستسلام للغرق .. لوحظ أن هناك آختلاف بين فأر وآخر لكن في المتوسط كان الواحد منهم يحاول جهده لمدة خمس عشرة دقيقة تقريبا ثم يستسلم بعد ذلك للغرق .. ثمت إعادة التجربة مع بعض التغيير، حيث أخِذ الفأر في لحظات يأس الاستسلام وأخْرج به من الإناء وتُرك لحاله يستريح لبعض الوقت ثم وُضِع مرة أخرى في الإناء، وبدأ حساب متوسط الوقت في المحاولة الثانية .. فتمت ملاحظة أكثر من ستين ساعة يقضيها الفأر الواحد محاولا النجاة قبل يستسلم لمصير الغرق، بل هناك من الفئران من استمر لمدة واحد وثمانين ساعة تقريبا .. يرى من قام بالتجربة أن الفئران في المحاولة الأولى فقدت الأمل بسرعة إثر تأكدها بلا سبيل للخروج، في حين في المرة الثانية كان لديها خبرة سابقة وقناعة وجود أمل في أي لحظة يمكن أن تمتد لهم يدٌ ما تعينهم تنقذهم من مأزقهم؛ لذا استمروا أكثر في محاولاتهم في آنتظار تحسن الظروف ... هذه القصة تتكرر في كتب التحليل النفسي Positive Psychology كثيرا كدليل على أهمية الأمل والتفاؤل .. بغض النظر عن المقاربة المذكورة لنتيجة التجربة وما يقوله الخبراء والدارسون عن أهمية الأمل في حياة الفرد والجماعة، هناك نقطة أخرى تظهر جلية واضحة من خلال هذه التجارب ومثيلاتها تتجلى في مدى ارتباط القدرة الجسدية بالحالة النفسية للكائن الحي .. قد ينام شخص ما ساعات كافية من النوم ومع ذلك لا يريد الاستيقاظ للذهاب للعمل ويشعر أنه ليس لديه طاقة لذلك، في حين أن شخصا آخر قد ينام ساعة واحدة ثم يقفز من سريره بسرعة لتحضير رحلة ممتعة مع أصدقائه .. الحقيقة أنكم ، أيها آلشباب، لديكم ما يكفي من الطاقة الإيجابية المكنونة في دواخلكم، لكن ليس لديكم رغبة في العمل في لحظة معينة من لحظاتكم المعيشية، تنتظرون مَن يمد يد المساعدة من خارج ذواتكم، تترقبون حوافز افعلْ وآراء الآخرين وتشجيعاتهم لكم، الأمر الذي لا يحصل دائما في الأوقات كلها .. تيقنوا أن أفضل الحوافز ما كان منبعتا من ذواتكم من أنفسكم .. أفي أنفسكم أفلا تبصرون .. معظم الناس يستطيعون بذل مزيد من الجهد عندما يجدون التشجيع الخارجي، ويتوقفون عن العمل مباشرة عندما لا يجدون التقدير الكافي .. وهذا خلل وجب الحذر من الوقوع فيه .. بلسان الدارج المغربي أقولها أعيدها ( شارجيو لاباتري ديال الطاقة ديالكم براسكم ما تستناوش شي حد يشارجيها ف بلاصتكم ) اشحنوا مستودع الطاقة لديكم بأنفسكم اعتمدوا على ذواتكم لا على ذوات الآخرين فلن يحك جلدكم إلا أظفاركم أنتم لا أظفار غيركم .. اعلموا أن أذهانكم تنسج أنسجة لا وجود لها إلا في مخيلتكم، تفرض قيودا من الافتراضات والاحتمالات الخائبة تنصبها أمام قدرات أبدانكم ونفوسكم أو على الأقل توهمكم بوجودها الزائف .. كسروا أغلال هذه الأوهام بإرادتكم بقوتكم الذاتية الفعالة خذوا كتابكم بقوة اعقلوها وتوكلوا زيدو القدام زيدو القدام .. أكيد .. في نهاية مرحلة ما من مراحل رحلتكم في الحياة ستلفون أنفسكم تقطفُون، في أخريات موسم حصاد زاخر بالعطاء بعد مواسم العناء، ما تمكنَتْ منه أيديكم صابرين لوخزات حادة تصيب أناملكم العارية حَذِرين أنْ لا تقعوا في أحد الجُرُف المنتشرة في كل مكان على جنبات الطريق .. تجمعُون بحرصٍ حثيثٍ قطافكم المنثور على الأرض تقصدُون إحدى البرك المائية الصغيرة العميقة المليئة بالطحالب والماء الزلال والأعشاب المتشابكة تنتقون منها ما كان صافيا قليل التلوث خاليا من خليط آلحصى والأتربة والأوراق الميتة المتساقطة المبتلة تغسلون حُبَيْبَاتِ نجاحكم وتفوقكم على ذواتكم وتخلصكم من شوائبها وما علق بها من عُلِّيْق وطفيليات وغبار وأشواك وبقايا أنسجة العناكب ثم بإصرار مُلح تكملُون طريقكم الى أفياء هنااااك في آلآفاق آلرحيبة .. وفي حنايَاكم أفلاذٌ صامتة .. همم جياشة لا لجب في أمْنياتها لا لغب ترقص رقصتها آلأثيرة ريّانة تطفح بآلممكن وآلمحال .. زيدو القدام زيدو القدام ...

☆إشارات :
١_( قال الجدول للساقية وقد تلاقيا لأوّل مرّة فاندمجا:أراك قد ابتلعتني.فكأنني لم أكن . فردّت عليه الساقية:بل على العكس،كنتَ جدولاً فأصبحت ساقية.
وقالت الساقية للنهر وقد تلاقيا فاندمجا : أراكَ قد ابتلعتني،فكأنني لم أكن .
فردّ النهر:بل على العكس،كنتِ ساقيةَ فأصبحتِ نهراً.
وجرى النهرُ مسافةً إلى أن تلاقى والبحر فغابَ فيه فقال للبحر:أراك قد ابتلعتَني. فكأنني لم أكن.
فردّ عليه البحر:كنتَ نهراً فأصبحت بحراً. فهل من شرَفٍ فوقَ هذا الشرف؟ )

_مـيخائيـل نـعيمـه
_من كتاب (ومضات)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الغوطة السورية .. قصة بحث عن العدالة لم تنته بعد ! • فرانس 2


.. ترشح 14 شخصية للانتخابات الرئاسية المرتقبة في إيران نهاية ال




.. الكويت.. أمر أميري بتزكية الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصب


.. حماس ترحب بمقترح بايدن لإنهاء الحرب.. وحكومة نتنياهو تشترط|




.. الجبهة اللبنانية الإسرائيلية.. مزيد من التصعيد أو اتفاق دبلو