الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لن نضرب كفا بكف، و نقول عفا الله عما سلف.....

عساسي عبد الحميد

2006 / 11 / 11
حقوق الانسان


ماذا بقي في جعبة وزير الداخلية المغربي الأسبق إدريس البصري؟؟
بماذا يريد أن يقايض الدولة المغربية عبر رسائل قد تبدو مشفرة وموجهة لصناع القرار بالرباط ولدار المخزن على وجه التحديد؟؟
لماذا يريد الكثيرون أن ندخل أياديا طويلة لإخراج ما تبقى في جوفه و مصارينه؟؟
في أكثر من مناسبة يلمح الوزير الهارب أن لديه إثباتات خطيرة وأسرار في غاية الحساسية والأهمية من شأنها أن تسقط رؤوسا عديدة و تطيح بأعمدة عتيدة من المحسوبين على دار المخزن، وقد تصدم الكثيرين صدمة ستبقى ندوبها بادية على وجوه المغاربة أجمعين لتتوارثها الأجيال كابر عن كابر إلى يوم الدين...
لماذا يغازل الوزير الهارب المؤسسة العسكرية الحاكمة بالجزائر من حين لآخر؟؟ ويذكر جنرالات ومصاصي دماء الشعب الجزائري بخير؟؟ و يذكر كذلك بتركيز أنه كانت له لقاءات عديدة تصل أحيانا إلى حد الحميمية بقياديي البوليساريو وأن ملف الصحراء الغربية يحفظ تفاصيله و دقائقه عن ظهر قلب و أن أسرارا ومخفيات ومساحات داكنة في هذا الملف و غيره لا يعلمها إلا هو ؟؟
لماذا يردد أكثر من مرة أن كرامته قد أهدرت ؟؟؟

لنفترض أن المغرب قد أصبح بين عشية و ضحاها واحة غناء للديمقراطية وجنة فيحاء لحقوق الإنسان، وصار مثالا يحتدى به في التعددية والتنوع والحفاظ على كرامة المواطن، وأن عهود الجمر والرصاص قد رمينا بها في غياهب جب عميق لا قرار له، و ردمنا كل القبيح و الخبيث والمنغص، وكل آلام الماضي و أوجاعه ودعناها بالتوافق و التراضي بين كل مكونات الشعب المغربي،( لنفترض أننا ضربنا كفا بكف..... و قلنا عفا الله عما سلف....)، و لنبدأ صباحا جديدا بالعناق والابتسامة و توزيع الشاي و الحلوى!!!... لكن في قرارات أنفسنا لا يمكننا أن نتحامل على ذاكرتنا ونغمض أعيننا لكي ننسى، و لا يمكننا التكتم وعدم إعطاء الجواب الشافي والضافي لأبنائنا وللأجيال القادمة عن ماضينا القريب و ما اعتراه من خروقات وما شابه من انتهاكات طالت المواطن المغربي في معيشه اليومي وأدمت قلبه الواهن بسهام من الظلم والتعدي، فالذاكرة الشعبية لا يمكنها أن تنسى من هتك عرض الشعب المغربي لسنين طويلة و جعل من مواطنين أحرار عبيدا بسوق النخاسة يتسولون على أبواب الاتحاد الأوروبي و يطرقون منافذ القارة العجوز للهروب و الارتماء ولو بين القمامات مع قطط أوروبا و كلابها السمينة هربا من بلد حوله المجرمون و على رأسهم إدريس الهارب إلى سجن لا يطاق....رجال سلطة عديدون من قياد و باشاوات وعمداء شرطة عديمي الضمير...قليلي الحياء... ملوثي الذمة.... وسخي الأيدي.... كريهي الأفواه.... لا فرق بين ما يخرج من أفواههم ومؤخراتهم، هؤلاء ما زالوا يمارسون مهامهم إلى يومنا هذا و هم بالتأكيد من نتاج الجهاز القمعي السابق الذي شكله و سهر على بنائه حفار القبور لبنة لبنة إلى أن صار صرحا شامخا يعانق عنان السماء و يباهي به طغاة الأمم وجبابرة العالم... إذن فتداعيات إدريس البصري ما زال يعاني منها المغاربة إلى يومنا هذا، و الرهبة ما زالت تسكن قلوب الكثيرين ممن اكتووا بعهده الرهيب و ذاقوا الذل والمهانة في واضحة النهار، ( فلا جبر ضرر يكفي.... و لا تصالح مع الماضي يشفي .....)، فلا يمكننا أن نبدأ عهدا جديدا و جلاد الأمس و حجاج عصره ما زال حرا طليقا يطل علينا من حين لآخر عبر المسموع والمرئي و المكتوب من الإعلام الأجنبي ليستفزنا في عقر بيوتنا بصورته الكريهة، فيذهب الشهية إن كان وقت غذاء، ويقزز سمعنا إن كانت ساعة صفاء، و ليذكر المغاربة أجمعين بفترته الزاهرة، فالأخلاقيات و المبادئ والأعراف تستدعي أن ترفع الدولة المغرية طلبا لنظيرتها الفرنسية للقبض عليه قصد إحضاره للمغرب مكبلا من رجليه و يديه في أقرب الآجال لتتم محاكمته و لكي يتقيأ كل ما في مصارينه لنعرف كل شاذة و فادة عما يخبئه من سنوات البطش و القهر و الظلم والتحقير الذي ميز ولازم عهده الذهبي، فلا يمكننا أن نرغم ذاكرة الشعب المغربي على النسيان و حجاج الأمس ما زال حرا طليقا يأكل جبنة النورماندي و يتذوق أطباق باريس.....
فالضرر لن يجبر والجروح لن تندمل و أرواح الشهداء لن تهدأ إلا بمثول هذا العتل السفاح صحبة معاونيه ممن كانت لهم أيادي في إلحاق الأذى بالمواطن، عليهم أن يمثلوا جميعا و دون استثناء أمام قاض مغربي، ولتنقل جلسات المحاكمة للرأي العام الوطني و الدولي ليتمكن الجميع من معاينة الحدث بالصوت والصورة.....ليس تشفيا، بل من أجل إحقاق الحق وجبر خاطر شريحة مهمة من شعبنا نالها ما نالها من حجاج عصره وسفاح زمانه....ألم يتحدثوا للشعب عن جبر الضرر؟؟ و أفاضوا و أسهبوا و فصلوا أمام الكاميرات الدولية ؟؟والرأي العام العالمي لينالوا حسن السيرة و شهادة التقدير أمام المجتمع الدولي؟؟ جبر الضرر يا سادة لن يكون كاملا إلا بمثول هذا إدريس الهارب أمام القضاء المغربي.....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. معاناة النازحين في رفح تستمر وسط استمرار القصف على المنطقة


.. الصحفيون الفلسطينيون في غزة يحصلون على جائزة اليونسكو العالم




.. أوروبا : ما الخط الفاصل بين تمجيد الإرهاب و حرية التعبير و ا


.. الأمم المتحدة: دمار غزة لم يسبق له مثيل منذ الحرب العالمية ا




.. طلاب جامعة ييل الأمريكية يتظاهرون أمام منزل رئيس الجامعة