الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اللجوء ومسألة صعود اليمين المتطرّف!

نزار فجر بعريني

2023 / 9 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


رؤية تحميل" الهجرة والمهاجرين" ( اللاجئين ) مسؤولية صعود اليميين الأوروبي ، لاتختلف عن نهج تحميل " التراث الاسلامي وثقافته " مسؤولية صعود " الاسلام السياسي"، وما قام به من ادوار في سياق تطييف حراك الشعوب السلمي، وتحويله إلى حروب طائفية !
هي نفس العقلية ، التي تقتصر رؤيتها على " الأعراض " وتتهيّب الغوص عميقا ، لرؤية الأسباب الحقيقية ، وإدراك الفرق بين الاسباب والاعراض، او القوى والأدوات ...

لوافترضنا حقّا ، ومن حيث النتيجة والشكل، بتحمّل " اللاجئين " المسؤولية ، فهل يجب ان يغيب عن بالنا انّ هؤلاء ليسوا ، في نهاية التحليل ، سوى ضحايا سياسات تكتيكية واستراتيجية ، تشارك في تنفيذها ، لمصالحهم الخاصّة ، طيف واسع من القوى ، محليّة وإقليمية ودولية!!
تساؤلات تحتاج إلى إجابات موضوعية :
دون أن نغفل أدوار سلطات الأنظمة التي تمّ تصنيعها بمواصفات تتوافق مع مصالح وآليات نهب أنظمة دول المركز الإمبريالي ، هل يستطيع اي مراقب حيادي أن يتجاهل مسؤوليات حكومات اوروبا والولايات المتّحدة الديمقراطية ، التاريخية والراهنة ، عن ما يحلّ ببنى ومؤسسات دول المنطقة ، ومشاريع نهضتها ، من تخريب ممنهج . طال جميع مستويات البنى الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ، وحدّد الخرائط الجيوسياسية؟
ما هو نصيب حكومات دول اوروبا الديمقراطية من المسؤولية عن عدم نجاح صيرورة حركات التغيير الديمقراطي وبناء مقوّمات المشروع الوطني في" دول الأطراف" ، خاصّة في منطقتنا ، التي كان فشلها ، وما رافقه من حروب ، اهم اسباب التهجير واللجوء !؟
اليست مصالح الولايات المتّحدة واوروبا هي العامل الأساسي في بقاء الانظمة وتأبيد حكمها ، او زوالها ...مع كامل احترامنا لابن خلدون.. وتأكيدنا على واقعية الرؤية الماركسية ؟
من واجب الباحث ان يرى جميع جوانب القضية ، ويركّز على الجوهري ، وليس على النتائج.
"الهجرة " ، وما تتركه من آثار سلبية في دول اوروبا ، هي نتيجة لتفشيل مسارات التنمية ولصيرورة النهب والاستبداد ، التي تشارك فيها ،وتحميها ، وتحمي انظمتها ، الحكومات الديمقراطية في اوروبا والولايات المتّحدة!
هل كان ليستطيع النظام السعودي ، على سبيل المثال ، أن يواجه حركة التحرر الوطني والقومي لشعوب المنطقة خلال الخمسينات والستينات لولا....مظّلة الحماية الأمريكية ؛ ناهيكم عن الدور التخريبي الراهن لعصابة " الكيان " وما تمارسه سياساتها وآلتها العسكرية ( الأمريكية ) من تدمير لمقوّمات الدولة السورية..... بحماية أمريكية / أوروبيّة ، وبذرائع مختلفة ؟!
مَن يرى تقاطعا في هذه القراءة مع " نظرية المؤامرة " فليراجع معلوماته ، ويطابقها مع حقائق الصراع !!
إنّ يسعى مؤدلجو "نظرية المؤامرة" ومروجيها لتحميل الولايات المتّحدة فقط المسؤولية - لتبرأة الذات وتضليل الرأي العام حول واقع تقاطع المصالح وتوافق السياسات والاهداف - لا يجب ان يجعلنا عاجزين عن رؤية حقيقة المصالح والسياسات التي يمارسها الجميع ، على طرفي " خندق المؤامرة " ، وفرز " الديماغوجيا " عن الوقائع !
يجب أن لا نتجاهل أنّ العامل الجوهري في تفشيل" ثورات الربيع العربي" وتحويلها الى " حروب طائفية "، وبيئة منتجة للإرهاب ، ومصدّرة لقوافل المهجّرين ، هو " خارجي " ، محوره مصالح وسياسيات حكومات الولايات المتّحدة واوربا ( الديمقراطية )- التي تجد في حالة سيطرة انظمة الاستبداد ( الوكيل المحلّي، والمسؤول المباشر )البيئة السياسية والاقتصادية والقانونية الأمثل لتابيد آليات النهب والسيطرة التشاركية التي تمارسها بحق ثروات وخيرات وعقول المنطقة طيلة العقد الماضي - وهو العامل الاوّل لتفسير نجاح " الوكلاء " في قطع مسارات الانتقال السياسي والتحوّل الديمقراطي!!
أعتقد أنّ تغليب " الجوهري " على " الثانوي " هي رؤية سياسيّة بإمتياز ، بغضّ النظر عن وعي أصحابها ، وتساهم في تغييب مسؤوليات " الفاعل " الواقعي ، وبالتالي ، تضليل الرأي العام !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الإمارات وروسيا.. تجارة في غفلة من الغرب؟ | المسائية


.. جندي إسرائيلي سابق: نتعمد قتل الأطفال وجيشنا يستهتر بحياة ال




.. قراءة عسكرية.. كتائب القسام توثق إطلاق صواريخ من جنوب لبنان


.. عضو الكونغرس الأمريكي جمال باومان يدين اعتداءات الشرطة على ا




.. أزمة دبلوماسية متصاعدة بين برلين وموسكو بسبب مجموعة هاكرز رو