الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


موعدنا شهر أكتوبر او نونبر النشاء الله

سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)

2023 / 9 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


كثيرا ما تتداول الصحافة الصفراء ، والعديد من المواقع الالكترونية ، ان شخصا او مجموعة أشخاص ، ممنوعون من السفر إلى خارج ارض الوطن . وقد يكون من هؤلاء وزراء ، كتاب عامُّون للوزارات ، ولاة وعمال ، برلمانيون ، رؤساء جهات ، بلديات ، جماعات ، سياسيون ، نقابيون ....... الخ .
إن مثل هذه الإشاعات التي يقاذفها راديو المدينة ، وتُلوّكها ألْسنة العامة في المقاهي ، تبقى مجرد إشاعات ، لا علاقة لها ، لا بالسياسة ، ولا بسوء التسيير ، او التدبير والتبذير ، او الاختلاسات ، او ما شابه ذلك ، لأن في انعدام تصريحات سلطات الاختصاص ، فان القانون لا يمكنه ان يرتب أية نتيجة على الإشاعات التي تبقى كذلك .
ان المغادرة او المنع من المغادرة للتراب الوطني ، قبل ان يكون قرارا سياسيا ، يجب التعامل معه قانونا وحقوقيا ، لان المسألة تتعلق بحقوق منصوص عليها في قوانين الدولة ، ومنصوص عليها في القوانين الدولية التي وقع عليها المغرب ، وهي الحقوق السياسية ، والاجتماعية ، والمدنية ، والاقتصادية ، والحقوقية .
بل حتى حين يحصل تعارض بين القوانين الدولية ، وبين القوانين الوطنية ، فان الأفضلية وحق الترجيح ، تكون دائما للقوانين الدولية التي وقعت عليها الدولة بمحض إرادتها .
ولنا ان نطرح السؤال ، وهنا بعيدين عن الرؤية السياسية والصحافية رغم أهميتها : من هي الجهة المخولة قانونا بإصدار قرار إغلاق الحدود في وجه المواطن ، وأي مواطن كان ؟
بطبيعة الحال فما دامت المسألة تمس الحقوق المنصوص عليها في القوانين الوطنية ، وفي الدستور ، وفي القوانين الدولية ، فان الجهة الوحيدة المخولة سلطات إصدار قرار المنع من عدمه ، تبقى السلطات القضائية ، دون غيرها من السلطات الأخريات ، من تنفيذية ، وتشريعية ، وسلطات محلية .
فإذا كان قرار المنع من المغادرة أصدرته سلطة غير القضائية ، فإن القرار يكون مشوبا بعيب عدم الاختصاص ، ويمثل الإجراء الشاذ هذا في حد ذاته ، تعديا من قبل تلك السلطة الطفيلية ، على الحقوق المكفولة بمقتضى الدستور ، وبمقتضى القوانين الدولية التي وقعت عليها الدولة المغربية ، وهو ما يجعل التصرف ، ليس فقط شططا في استعمال السلطة ، بل يجعل منه جريمة مقترفة عن سبق الإصرار ، في حق الدستور كأسمى قانون في الدولة ، وفي حق سلطات الاختصاص التي تكون قد تعرضت بمثل هذا التصرف الأرعن للإهانة ، والتّبْخيس ، إضافة إلى الإساءة إلى القوانين الدولية المعتمدة من قبل الدولة المغربية .
لذا فثقافة المزاج التي كانت سائدة في العهد السابق ، أصبحت تواجه اليوم من قبل كل الفاعلين ، والمعنيين ، والمتدخلين ، بمادة حقوق الإنسان في صيغتها الكونية ، والدولة المدنية ، ودولة الحق والقانون .
ففرق بين إشاعات الصحف الصفراء وراديو المدينة ، وبين ما ينطق به الواقع ، وأكدته الممارسة السياسية والحقوقية منذ 1999 . فباستثناء القضاء ، فان كل متدخل في هذا المجال ، يكون متطفلا على مادة ومجال ، ليس من اختصاصه .
والقضاء حين يعالج قرارات المنع او غيرها من القرارات التي تمس الحقوق ، فانه طبقا للمادة الخامس عشرة من قانون المسطرة الجنائية ، عليه التزام الكتمان ، والسرية طيلة البحث والتحقيق .
يؤكد الفصل الخامس عشرة من قانون المسطرة الجنائية : " ان المسطرة التي تجري أثناء البحث او التحقيق تكون سرية ، وكل شخص يشارك في إجراءها ، ملزم بكتمان السر المهني ، اعتبارا للشروط ، ونظرا للعقوبات المقررة في القانون الجنائي " .
هذا بالنسبة للشكل والاحتياطات التي اتخذها المشرع خلال البحث او التحقيق ، وفي ذلك حكمة لا تخفى على أولي الألباب .
أما من حيث جهة الاختصاص التي لها صلاحية فتح البحث ، او إجراء التحقيق ، فهي القضاء ، لما في ذلك من حماية للحقوق والحريات ، من أي تجاوز او شطط ، سيّما إذا كان للموضوع صلة مباشرة بالحرية الشخصية .
وقرار إغلاق الحدود في وجه المواطنين ، هو إجراء خطير ، لتعلقه بحرية ممارسة حق التجول الذي تضمنته المواثيق الدولية ، خاصة تلك التي صادق عليها المغرب ، وفي مقدمتها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي اعتبرت مادته الثالثة عشرة :
" 1 – لكل فرد الحق في حرية التنقل ، وفي اختيار محل إقامته داخل حدود الدولة .
2 -- لكل فرد الحق في مغادرة أي بلد ، بما في ذلك بلده وفي العودة إليه " .
والعهد الدولي الخاص بحقوق المدنية والسياسية الذي ورد في فصله الثاني عشرة :
" 1 – إن لكل فرد يوجد على نحو قانوني داخل إقليم دولة ، حق حرية التنقل فيه ، وحرية اختيار مكان إقامته .
2 – لكل فرد حرية مغادرة أي بلد ، بما في ذلك بلده الأصلي .
3 – لا يجوز تقييد الحقوق المذكورة بأية قيود ، غير تلك التي ينص عليها القانون .... الخ " .
يلاحظ ان هذه المقتضيات ، هي التي أكد عليها الدستور المغربي ، بتقييده بحقوق الإنسان ، والالتزام بضمان حقوق المواطنين المغاربة ، وحريتهم في التنقل ، والتجول ، وحرية الاستقرار بجميع أرجاء المملكة ، وحقهم في الخروج من المغرب والعودة إليه ، وهي حقوق كلها مضمونة للجميع وفقا للقانون .
ومن البديهي ان مقتضيات القانون التي يتحدث عنها الدستور ، موكول تطبيقها الى القضاء ، الذي له وحده سلطة واختصاص ، إصدار التدابير والإجراءات الضرورية في هذا الشأن ، خاصة تلك التي لها مساس بالحقوق والحريات الشخصية ، ومنها قرار إغلاق الحدود ، إذا كانت ضرورة البحث تدعو إليه .
وإذا كان البحث فعلا قد فتح ، ففي هذه الحالة لا يخرج القرار عن اختصاص جهتين : قاضي التحقيق تلقائيا ، او بطلب من الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف تلقائيا ، او بأمر من وزير العدل ، او رئيس المحكمة بصفته قاضي الأمور المستعجلة ، بطلب من وكيل الملك إذا كان البحث يجري بطلب منه .
وتأسيسا على ما ذكر ، فان هذه المرحلة التي أخذت على عاتقها ، الحرص على حفظ الحريات ، والحقوق ، والتقيد الصارم باحترامها ، تفترض تجنب الأساليب البوليسية التحكمية ، التي طبعت المرحلة السابقة ، التي من المفروض ان تجري تصفيتها شخوصا ، وأساليب ، وعقليات ، تداركا للأخطاء والخطايا التي أنتجت كل هذا الفساد المستشري اليوم على نطاق واسع ، وبذلك ينبغي الاحتراز ، ومراعاة شروط فصل السلط ، والتقيد بالضمانات .
ان اختيار المسائلة ، مطلوب ، وضروري ، ونبيل ، لكن قد تفسده المعالجة الرديئة ، المطبوعة بخرق الحقوق والحريات ، التي كانت من صفات المرحلة السابقة ولا تزال اليوم اكثر مِمّا كانت ، فلا ينبغي معالجة الأخطاء بخطأ ، او غسل الدم بالدم كما يقال .
انطلاقا من هذه الديباجة والمقدمة نطرح السؤال :
هل تستطيع العصابة المجرمة التي أجرمت في حقي ، توريطي في نزاع شخصي مع احد المجرمين المحرضين والمدفوعين ، حيث كل المؤشرات توحي بذلك ، وليتم تحرير محضر مزور على المقاس ، ومن ثم عرضه على المحكمة ، حتى يتمكنوا من عرقلة خروجي من المغرب ، بدعوى أني متورط في نزاع معروض على أنظار القضاء ، ولم يتم الحسم فيه بعد ؟
نعم العصابة المجرمة وكما عودتنا على ذلك سابقا ، تستطيع وبكل سهولة دفع احد المجرمين لاستفزازي بالحي الذي اقطنه ، او بالشارع العام ، لأدخل معه في عراك ، ينتهي به المطاف الى المحكمة ، حتى يسهل عليها عرقلة خروجي من المغرب ، الذي هو حق دستوري ، وتعترف به القوانين الدولية التي وقع عليها المغرب .
لقد حصلت أحداث مماثلة أشرت إليها في كتابات سابقة ، منذ تولي الرديء المدعو الشرقي الشر ضريس ، وبتواطؤ مع فؤاد الهمة ، مقاليد المديرية العامة للأمن الوطني ، حيث كان أول شيء قام به هذا المعتوه ، هو تعيين مخبر دائم أمام مقر إقامتي / منزلي ، وزاد اعتداءه هيجانا ، منذ ان تم تعيينه وزيرا منتدبا في الداخلية ، وتعيين جلاد المملكة المدعوعبداللطيف الحموشي ، مديرا عاما للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني DGST ، ومن بعد مديرا عاما للمديرية العامة للأمن الوطني ، حيث أصبح يتواطأ معه في الاعتداء عليّ ، ورغم انه يعرف أن أصل النزاع ، هو شخصي ، بسبب الحسد ، والبغض ، والإحساس بالدونية أمامي .
فان يصبح جلاد المملكة متورطا في صراع لا يخصه في شيء ، سيما وانه صراع أصله الحسد والغيرة ، وهو يدرك ذلك ، فالمساءلة ، وأية مسائلة ان كانت مستقبلا ، يجب ان تشمل حتى المدعو الحموشي ، وليس فقط المدعو الشرقي ضريس ، او وزير الداخلية الحالي المدعو عبدالوافي لفتيت ، او رئيسهم رئيس " البنية السرية " المدعو فؤاد الهمة .. لانه هو شخصيا الواقف وراء كل الجرائم التي تعرضت لها ، واتعرض لها الآن . وهناك أكثر من أدلة وحجج دامغة ، تفصح عن كل الجرائم التي تعرضت لها من طرف هؤلاء منذ 1999 والى الآن ، أي منذ تولي الملك محمد السادس الحكم والى اليوم . واني مستعد ، وعلى كامل الاستعداد أن أسهل الأمر ، لأي جهاز موازي ومحايد ، في القيام بالبحث المطلوب ، إذا توافرت الرغبة والإرادة الصادقة ، إعمالا لدولة الحق والقانون ، لا إعمالا بدولة الغاب ، التي تُشرْعن الظلم ، والاعتداءات بدون موجب قانون . واني مستعد ان أسهل الأمر لهؤلاء ، للقيام بالبحث والتحقيق ، وفي تحرير المحضر شكلا ومضمونا ، ومن ثم عرضه على أنظار الغرفة الجنائية بالمحكمة الابتدائية . لكن للأسف ، فجميع الأجهزة متورطة حتى بالسكوت عن جرائم تقترف امام اعينها ، ومن ثم وفي مثل هذه الحالات ، وبسبب الخوف وبسبب الكسب والمصلحة ، فالأجهزة البوليسية المختلفة تتضامن في ما بينها ، حتى ولو كانت الإجراءات المستعملة ضد شخص تعارض المسطر في القوانين الداخلية ، وفي قوانين الأمم المتحدة التي وقع عليها النظام المخزني باليد .
لكن رغم سهولة تعرضي لاستفزاز من احد المجرمين المحرضين ، والمدفوعين من قبل العصابة التي توظف في هذه الأعمال الخسيسة الدائرة الرابعة للشرطة بالمنطقة التي اقطن بها ، والمقاطعة الحضرية الثالثة والرابعة التابعة للولاية ، وعملاء المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني ، بالمناطق البعيدة من محل سكني ، فإنني سأبتلع الضربة مثل السابق ، وسأرفض تدخل البوليس المصطنع ، والمغشوش ، والمخدوم ، الذي يقف وراء كل هذه الاعتداءات المختلفة ، وبدعوى انه لا يمكن تصور قبول دور شخص يقوم بدور الخصم والحكم في آن ، وخاصة وان المحاضر المخدومة التي يحررها شكلا ومضمونا ، تنتهي إمّا بحفظ الملف في المحكمة ، وإمّا تؤدي بأصحابها إلى السجن ظلما ، كما حصل لي وحصل للعديد من أحرار وشرفاء الشعب المغربي القابعين اليوم في مختلف السجون .
لكن وكالمعتاد كذلك ، سألجئ الى المستشفى لتلقي العلاجات ، وتضميد الجراح ، والحصول على شهادة طبية تثبت العجز ، من طرف طبيب مختص بالمستشفى الجامعي ابن سيناء ، رغم أني الضحية المراد به شرا كما حصل في السابق .
هنا سأقطع الطريق على آية محاولة ، أصبحت مفضوحة للعصابة المجرمة ، للحيلولة دون تمكيني من مغادرة التراب الوطني هذا من جهة ، ومن جهة أخرى وأمام هذا الإجراء الشاذ ، يصبح اللجوء الى القضاء ، أمرا ضروريا ، ضد التصرفات المخالفة للقانون ، و المتعارضة مع الدستور ، و بتوكيل محام كفء ومختص في مادة حقوق الإنسان في مواجهة الطغيان والعدوان ، طبعا هنا عندما تكون الدولة التي نعيش فيها ، دولة ديمقراطية تنتصر للحق وللقانون ، ولا تنتصر للظلم وللإجرام بمختلف انواعه .
إن أي منع من مغادرة التراب الوطني ، يجب ان يكون مسنودا بأمر القضاء ، الذي لا يمكن له في مثل هذه الحالة ، تزكية قرارات مخالفة للقانون ، من طرف البوليس الذي يعتبر طرفا رئيسيا في النزاع ، حيث هو خصم وحكم ، إضافة إلى رفع دعوى جنائية ضد المسؤول المباشر ، الواقف وراء قرار المنع الغير القانوني ، والمتعارض مع الشرعية الدولية ، ومع الدستور والقوانين المغربية ، وخاصة إذا كان الهدف من المغادرة هو العلاج ، حيث يكون الآمر بالمنع ، قد ارتكب جناية عرقلة الحق في العلاج ، مما يعني تورطه في جريمة الإضرار بسلامة وصحة الشخص المريض ، الممنوع من المغادرة ، والمعترف بها بمقتضى الدستور ، وتحمُّل كل النتائج السلبية ، التي ستترتب عن مثل هذا الاعتداء الجريمة الأرعن .
ان قرارا عشوائيا من هذا النوع ، يشكل جريمة مكتملة الأركان ، ضد الحق في العلاج ، والحق في اختيار مكان العلاج ، والحق في المغادرة او عدم المغادرة للتراب الوطني ، وحق العودة إليه .
لذا فإذا لم تكن سلطة أخرى ، المفروض فيها الى جانب نصرة الحق ، انها مغايرة ،ومحايدة ، وموازية ، مثل الفرقة القضائية للدرك الملكي ، او الإدارة العامة للدراسات والمستندات ، وهما تخشيان وتخافان رئيس " البنية السرية " ( صديق ومستشار ) الملك ، هي من تقف وراء دعوى المنع من المغادرة ، فلا حجية قانونية لأية دعوى تصدر عن هيئة ، هي طرف رئيسي في النزاع ، لأننا هنا سنكون أمام الفوضى التي تسود قانون الغاب الذي نعيشه في المغرب السعيد .
وبالرجوع الى مختلف النصوص والقوانين المتخصصة في هذا الشأن ، نكاد نجزم على تغليب حقوق الضحية المعتدى عليه ، عملا بما ينص عليه الدستور ، وتطبيقا لما تنص عليه القوانين الدولية ، خاصة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والمواطن ، والتزاما بالقوانين الأممية التي وقع عليها المغرب .
إن الأصل الإباحة ، وهي الحرية في السفر ، والمغادرة ، والتجوال وووو . والمنع يبقى هو الاستثناء ، لأنه يمس بحقوق الأفراد والجماعات المعترف بها بمقتضى القانون . لذا فالمنع يجب ان يكون بنص صريح وقرار سليم . وإن كان هناك مجال للتفسير والاجتهاد ، فالتوسع يجب ان يكون في صالح الضحية ، لا في صالح سلطات الظلم والاعتداء ، التي تتبنى اتهامات مبنية على حجج مفبركة ، للوصول الى غايات لا علاقة لها بمضمون القرار المتخذ ، والمسنود الى الأباطيل ، وهو ما يجعل الواقفين وراء قرار من هذا النوع ، يرتكبون جريمة تضليل القضاء ، بِمَدّه بمعلومات ومحضر مزورة ، فتكون الاحكام التي سيتخذها القضاء ، أحكام جائرة ، لاستنادها على محضر مضلل ومطبوخ ، أي أننا سنكون أمام جريمة تزوير المحاضر بتعارض اصلها المحرر من قبل البوليس ، مع الوقائع كما حصلت بالأرض ..
وبالرجوع إلى التاريخ القريب ، سنجد ان تجاوزات كثيرة حصلت ، في مجال المنع من مغادرة التراب الوطني ، رغم أنها كانت تستند فقط على الشك ، او الشبهة ، او كانت بالفعل تهم كيدية كما حصل في اغلب الحالات .
والسلطة في حالات كثيرة ، رغم أنها كانت مقتنعة ببياض سجل وملف الضحية ، الذي يكون في حالات كثيرة قد ترك العمل السياسي ، فإنها كانت تتمادى في طلبات المنع من المغادرة ، قصد ممارسة الابتزاز مع الطرف المعني ، كأن يُطلب منه ان كان يساريا راديكاليا مثلا ، ترك انتماءه الراديكالي التنظيمي ، والانتماء الى حزب يميني مخزني ، يشتغل بطرق مختلفة في كنف السلطة ، كالاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ، او حزب التقدم والاشتراكية ، حتى يكون ضبط المناضل بواسطة عملاء البوليس داخل هذه الأحزاب ، من السهولة بمكان . وقد حصل هذا مع جمال بنعمر ممثل الأمين العام للأمم المتحدة بالملف اليمني ، حين عرض عليه عبدالواحد الراضي الانتماء الى الحزب ( الاتحاد الاشتراكي ) ، مقابل حصوله على جواز السفر ، والسماح له بمغادرة التراب الوطني بدون مشاكل . لكن رغم المنع ، فقد استطاع جمال بنعمر مغادرة المغرب بالطرق المعروفة ( لحريگ ) ، وليصبح فيما بعد مستشارا بمعهد كارتر لحقوق الإنسان ، ثم مستشارا للأمين العام للأمم المتحدة في الملف اليمني .
إن نفس إجراء المنع من المغادرة ، كان ضحيته خِجّي أمين من حزب الطليعة ، لمّا منعته وزارة الداخلية من التوجه لفرنسا ، لاجتياز تدريب بالمعهد العالي للإدارة الترابية ، عندما كان طالبا بالمدرسة الوطنية للإدارة .
كما حصلت حالات مشابهة ، لكنها كانت بالاتجاه المعاكس مع الفقيه محمد البصري ، الذي رغم الحكم عليه بالإعدام في أحداث 16 يوليو 1963 ، فان الجنرال محمد افقير ، مكنه من جواز السفر ، ومن مغادرة مطار الدارالبيضاء تحت أنظار البوليس السياسي ، وليستقبله بمطار أورلي Orly بفرنسا المجرم انطوان لوبيز قاتل المهدي بن بركة .
فاستعمال البوليس لقرارات المنع من مغادرة التراب الوطني من عدمه ، خضع في فترات سابقة وعديدة ، للمصلحة الخاصة ، وكان الابتزاز السياسي هو الأسلوب الأسمى ، للوصول الى غايات وأهداف سياسية ، لم يكن بالإمكان الوصول إليها بالطرق الإدارية العادية .
اليوم ليس هو الأمس ، فرغم استمرار القبضة البوليسية في هكذا إجراءات ، فان تصرف البوليس ، أصبح يخضع لاعتبارات أساسية وحقوقية في بعض الحالات النادرة ، تؤثر في حالة الشطط السلطوية ، وان هي تجاوزت المألوف والاعتياد في الممارسة ، و المنظم بالقوانين الداخلية ، وبالقوانين والحقوق السياسية ، والمدنية ، والاجتماعية الدولية التي وقع عليها المغرب ... أقول أصبحت تؤثر على مجمل الوضع الحقوقي بالمغرب ، خاصة أمام المنظمات الدولية والدول الديمقراطية .
ان التصرف باعتباطية ، وغلظة ، وعجرفة ، ودون تقدير نتائج السياسات التي ستترتب على الفعل اللاّمسؤول ، قد تضر بميادين أخرى ، تكون ذات حساسية مفرطة لأصل الدولة ، ولأصل الحكم فيها .
وبالنسبة للمغرب ترسم هذه الثنائية في العلاقة الجدلية بين استمرار وجود او عدم وجود النظام ، باستمرار وجود او عدم وجود الصحراء تحت إشرافه . فأي تأثير سلبي في ملف الصحراء ، ستكون له انعكاسات سلبية وخطيرة على أصل النظام ، وقد تذهب التأثيرات السلبية الى أصل الدولة نفسها .
لذا فدراسة السياسات الدولية ، وحصرها بالمدد الزمنية ، وبالتحولات الظرفية ، تلعب دورا مهما في رسم حدود ومجال السياسات الوطنية ، وفي تحديد شكل وأنواع الإجراءات التي تباشرها الدولة في مختلف المجالات ، من ضبطية ، وإدارية ، وتشريعية ، وحقوقية ، وسياسية ، وهو ما يسمى في علم السياسة ، بترويض القدرة السياسية التي تتماشى مع التفاعل الداخلي الوطني ، وعلاقة الداخل بالمحيط ، وبالوضع الدولي عامة .
من هنا فان أي تصرف طائش ، يصدر عن مسؤول طائش ، وأجْلفْ وأرْعنْ ، وغليظ الطبع ، وأُمّي ، وفجّْ ، ودون إدراك نتائج تصرفه الأرْعن ، ستترتب عنه اوتوماتيكيا نتائج عكسية ، تفسد وتلطخ الواجهة الديمقراطية المغشوشة ، كما ستعري حقيقتها اللاديمقراطية ، رغم كِيلووَاتْ Des kilos المساحيق التجميلية التي تخفي بها وجهها البشع والقبيح .
والنتيجة من كل ذلك ، هو التسبب في خسارات سياسية ، وحقوقية مع المنظمات الحقوقية الدولية المختلفة ، ومع الدول الديمقراطية التي تركز على الديمقراطية ، واحترام مادة حقوق الإنسان في الدول المحيطية .
وعوض ان يحصل انفراج في العلاقات الدولية للدولة بمحيطها ، تصاب علاقاتها بالتكلس والتشنج ، فتحول النظام المغلف بمثل هذه الاستعارات الفاشية ، الى نظام يعاكس التاريخ ، وخارج الزمن الحديث . وهنا نشير الى تقرير البرلمان الأوربي السلبي بخصوص حقوق الانسان ، والنظام الديمقراطي ، في المغرب ، وفي الصحراء الغربية .. وهو نفسه المشابه تقرير وزارة الخارجية الامريكية التي ادانت النظام البوليسي في مجال الديمقراطية ، ومجال حقوق الانسان في المغرب ، وفي الصحراء الغربية .. التي تنتظر قرارا لمجلس الامن في شهر أكتوبر القادم ، سيكون مغايرا ومختلفا مع التقارير التي سبق للمجلس اتخاذها منذ سنة 1975 ..
لقد أضاع المغرب سنوات مرت عجافا ، كان بالإمكان استغلالها في فرض التنمية الاجتماعية ، والاقتصادية ، وفي بناء ديمقراطية فتية وشابة ، كانت ستكون نموذجا يُحْتدى به في المحيط ، وبالعالم العربي ، وبإفريقيا ، وكانت ستكون تجربة فريدة وممتازة ، تعطي المغرب بعده التاريخي ، ومكانته اللائقة في المحافل الدولية . كما كان يمكن توظيفها دوليا لخدمة نزاع الصحراء الغربية بالتركيز على القوانين الأممية ، لا بالتركيز على الحرب التي اشتعلت منذ 13 نونبر 2020 ولا تزال جارية ، وستتطور تطورات الى الامام ، عند دخول الأسلحة النوعية .
لكن سيادة القبضة الحديدية الفاشية ، واللجوء الى المقاربات البوليسية المقيتة ، لفرض أمر مرفوض وليس بأمر واقع ، وخدمة للعقلية البوليسية المريضة والمتكلسة ، التي ترى كل الكون ظلاما ، ولا ترى إلاّ نصف الإناء لا الإناء كاملا ، وخدمة لعصابات مافيوزية وظفت الصراع في الاستغلال والنهب ، وفي خدمة مصالحها الضيقة المتعارضة مع المصلحة الوطنية .... الخ ، أهدر النظام المخزني الطاقات الوطنية ، وفوّت على المغرب فرصة العمر ، للإقلاع ، وبناء نظام يلتف حوله الشعب ، لا كارها له ، فأصبح معزولا ومنبودا داخليا ، وخارج المغرب ، بفعل حماقة وغبار البوليس السياسي ، وبفعل جبروت وطيش الجهاز السلطوي الطقوسي لوزارة الداخلية .
ولو لم يكن عنوان المرحلة السابقة ، هو الفشل الذريع الذي أصاب كل المجالات ، لما تكلم الحسن الثاني عن السكتة القلبية ، ولما قدم نقدا ذاتيا حين قال " ملكنا الصحراء ولم نملك قلوب الصحراويين " ، ونحن نقول هل يمكن امتلاك ارض بدون شعب ومن دون جيش ، الذي اعترف بهما النظام عندما اعترف بالجمهورية الصحراوية وبالحدود الموروثة عن الاستعمار في يناير 2017 ، واصدر هذا الاعتراف بالجريدة الرسمية للدولة العلوية عدد يناير 6539 ؟
ان قولة الحسن الثاني هذه ، لو تم تحليلها في وقتها ، لتم تقديم كل الجهاز الأمني المافيوزي الذي بناه الجنرال احمد الدليمي ، ومن بعده إدريس البصري الى المحاكمات ، ولتم رميهم في السجن لسنوات مع التتريك ، لان تفكيرهم الضيق ، وأميتهم ، وجهالتهم ، وسطوتهم البوليسية ، وطغيانهم المريض ، هي التي سببت في الوضعية الحالية التي يمر بها المغرب اليوم منذ 2017 ، في جميع المجالات والميادين ، وبما فيها امتداد السطوة المافيوزية للعصابة البوليسية ، التي كانت وراء كل الأحداث المأساوية التي يعرفها المغرب اليوم بالصحراء ، وبالشمال وبعموم المغرب . ولنا ان نتساءل من وراء المجزرة التي ذهب ضحيتها افارقة بمدينة مليلية ؟ اليس البوليس السياسية ، والجهاز السلطوي ؟ .
وما يؤكد هذه الحقيقة التي تغافل عنها البعض ، وتجاهلها البعض الآخر ، ما صرح به نفسه الحسن الثاني للمجلة الفرنسية " الملاحظ الجديد " ، يومين قبل وفاته ، حين سأله الصحافي قائلا : ما هي الأشياء التي تكونون قد ندمتم عليها في حياتكم ؟ . فأجاب قائلا : ان الشيء الذي ندمت عليه أني كنت أثق كثيرا .
ان هذه مثل سابقتها ، هي نقد ذاتي جاء متأخرا وفي غير محله ووقته ، ومن جهة اعتراف وإقرار بفشل السياسات القمعية المتعاقبة ، ومن جهة إدانة للمافيا البوليسية الفاشية التي تسببت في كل المآسي ، والهزات ، والآلام التي عرفها المغرب منذ استقلال ايكس ليبان ، الذي مكّن المغرب ، ومقدراته الغنية والمتنوعة للخونة وعملاء الاستعمار .
فما قام به الجنرال محمد افقير ، وبعده الجنرال احمد الدليمي ، وبعده الجلاد إدريس البصري ، ثم بعده فؤاد الهمة ، والجنرال الجزار حميدو لعنيكري ، والرديء المدعو الشرقي ضريس ، والجلاد المدعو عبداللطيف الحموشي .... الخ ، سيبقى موشوما في الذاكرة الوطنية الحية للشعب المغربي الى ابد الدهر .
ان حديث الحسن الثاني عن السكتة القلبية هو إقرار بفشل النظام ، وان حديثه عن الصحراء والصحراويين ، هو إقرار بفشل المقاربة البوليسية ، وان حديثه عن الثقة التي ندم في وضعها في من هب ودب ، وفي الخونة وأبناء الاستعمار ، هو إدانة للأجهزة البوليسية المافيوزية . والخطورة أن نفس الصورة ، لا تزال تفعل فعلتها مع فؤاد الهمة ، وعبداللطيف الحموشي ، والرديء المتواري عن الأنظار المدعو الشرقي ضريس .
ان مرآة اليوم تعكس صورة الأمس ، لكن بشكل مأساوي وتراجيدي . الم يعترف محمد السادس بفمه المليان بفشله في الحكم ، وفشل نظامه ، دون طرح البديل لهذا الفشل الذي زاد تعاظما اكثر من أي وقت مضى ؟
-- فعوض الاستفادة من أسباب ومسببات الأزمة ، التي أربكت العملية السياسية النقية التي أصبحت مغشوشة من أصلها .
-- وعوض الاصطفاف نحو ما هو ايجابي وأحسن ، والقطع مع كل السياسات الضيقة ، واللاديمقراطية في التعامل مع الشأن العام .
-- وعوض الانخراط في عملية التحولات الإستراتيجية التي يعرفها العالم ، والتي هي الضامن للاستقرار ، وبث الثقة ، وروح المواطنة الحقيقية .
سارت حليمة الوفية لعاداتها القديمة ، وعوض القفزة النوعية التي تُحدث التمايز الإقليمي والعربي ، غرقنا في مستنقع التجريب بمنطق المخزن ، ولو طارتْ معزة . وما اثر سلبا في الوضع ، وأربك مجهود الإصلاح ، ان ممارسة الشأن العام أُنيطتْ بالأصدقاء والأقارب ، ولم تكن مبنية على خطط ودراسات ، ورسم خارطة طريق في كل مرة تستنفذ فيها مقومات مرحلة من المراحل .
هكذا ومن جديد ، غاب منطق الدولة المسؤولة ، وعوّضه العبث واللامسؤولية ، وأصبح الأطفال رغم أميتهم ، يستمدون قوتهم وتحكمهم ، ليس من القوانين والأنظمة الضبطية ، والاستحقاقات المغلفة بمساحيق ولو شعبوية ، مثل الارتباط شكليا بالفقراء ، بل يستمدون التجبر والطغيان ، والنهب والفساد ، باسم الملك ، وباسم درجة التقرب منه . فغابت المعقولية والشفافية ، كما غابت المحاسبة التي لم تكن أبدا في يوم من الأيام ، ولتحل محلهم حقبة الفوضى الخلاقة التي نؤدي اليوم ثمنها غاليا في الصحراء ، وبالريف وبعموم الوطن .
فما أشبه اليوم بالأمس في التردي والأفول والفشل . لكن اليوم ليس هو البارحة ، لان صورة الخوف ، والتردد ، والإنتظارية ، قد سقطت في المغرب قبل سقوط جدار برلين . ولنا ان نتساءل اليوم : إلى أين يسير المغرب اليوم في ظل الظلم المستشري باسم الملك ؟ وفي غياب الملك المستمر ، وغير المنقطع خارج المغرب ؟ ومن يقوده ؟
ان استمرار قبضة العصابة البوليسية الفاشية باسم الدولة البوليسية ، وباسم الدفاع عن القانون الذي يخرقونه عن سبق إصرار ، لمن شأنه ان يُقوض أسس الدولة ، وجرها من ثم ، نحو الهاوية والنهاية الحتمية .
ان الاعتداءات على الناس ظلما ، وتوظيف أجهزة الدولة في الانتقام ، وحسم الصراع الذي أصله شخصي ، هو دليل على قمة الطغيان ، والجبروت المُتحكم في النفسية المريضة للعصابة ، وهو نفسه دليل على جبن هؤلاء الذين يختبئون وراء الدولة ، وكما قال الملك مؤخرا ( يختبئون وراء القصر ) للقيام بممارسات تضر أصل الدولة والنظام ، وتقوض سنده الشعبي الذي تدنى اليوم إلى اقل من 10 في المائة ، بعد ان وصل في بداية حكم محمد السادس الى أكثر من 90 في المائة .
-- ان الانقلاب الذي حدث في كل مفاصل الدولة بعد تفجيرات الدارالبيضاء في 16 مايو 2003 ، وهو انقلاب كان مخدوما ضد الملك الذي انحاز في بداية مشواره الى الشعب ، وانقلابا ضد الشعب لإبعاده عن الملك .
-- وبصدور قانون الإرهاب السيئ الذكر ، تم خلق شرخ عميق بين النظام وبين الشعب ، حين أصبح هذا القانون ، بمثابة سيف دمقليص مسلط على رقاب التحرريين ، وشرفاء ، وأحرار الشعب المغربي ، بغية لجمهم ، وتحويلهم الى مجرد قطيع يصفق ولا يحتج ، وعبيدا طيّعين ، لا مواطنين مُخيرين .
هكذا أصبحت العصابة تستعمل هذا القانون السيئ الذكر ، في لجم المعارضة المسؤولة ، وفي الاعتداء على الناس ، كما استعمله الضّبْطيون الفاسدون ، في تفشي الفساد ، وفي الاغتناء الغير المشروع الذي اتخذ مسارات كثيرة ، وأوجها عديدة .
فهل تستطيع العصابة البوليسية المجرمة التي اعتدت عليّ ، حين أجرمت في حقي ، من منعي من مغادرة التراب الوطني كلما رغبت في ذلك ؟.
عندما خرجت من السجن الذي قضيت فيه أربعة أشهر سجنا ظلما ، بمحضر مزور ومطبوخ ، وباعتراف نائب الوكيل الملك الذي رافع ضدي في المرحلة الابتدائية ، للمحامي حسين غرتي ، وبسبب تضمين ملف الادعاء بالعديد من الكتابات السياسية التي أصدرتها في أوقات منتظمة بالعديد من المواقع ، مما يجعل المحاكمة سياسية والسجن سياسيا ، زارني فريق بوليسي من الدائرة الرابعة للشرطة ، وسلمني استدعاء بالحضور في أسرع وقت .
عندما حضرت الى مكتب التخابر ، وجدت أن سبب الاستدعاء ، يرجع الى كتابات سياسية نشرتها أكثر من ثلاثين شهرا خلت ، وهذا التصرف البوليسي الجديد ، هو دليل ساطع واعتراف من المجرمين ، بان ما تعرضت له من ظلم ، وصل إلى إدخالي إلى السجن ، كان بسبب محضر بوليسي مطبوخ ، ومزور على المقاس ، وكان اعتداء مقصودا .
لكن الغرض الحقيقي ، لم يكن هو إصدار الدراسات ، لان هذه كانت فقط ذريعة ، لتبرير الوصول الى الغرض المبحوث عنه ، الذي هو إرجاعي إلى السجن مرة ثانية من جهة ، وللحيلولة دون خروجي ومغادرة المغرب من جهة أخرى . وكمْ تجلت المؤامرة حين بدأ الضابط الأرعن ، والأجْلف يزبد ويرغد ، وهو في حالة هيجان ، كالمصاب بداء السعار ، عندما أحس وشعر باكتشافي لمخططهم الإجرامي ألمُمْلى عليهم ، من قبل الرديء المدعو الشرقي ضريس ، والجلاد المدعو عبداللطيف الحموشي ، فبدأ يهددني من جديد بتلفيقي تهمة إهانة الضابطة القضائية رغم إني لم أهن احد قط .
لقد توصل هؤلاء الجبناء بخبر سفري من خلال هاتفي المراقب ، وللحيلولة دون الخروج ، ابتكروا مؤامرة الاستدعاء التي انقلبت عليهم حين افتضح أمرهم ، وولوا هاربين كالجبناء .
لقد اعترف لي الضباط البليد ، بسبب فقدانه لأعصابه ، وفقدانه التحكم في حركاته المضطربة ، ان الغرض ، هو الحيلولة دون مغادرة المغرب . ولي أن أتساءل لماذا يريدون منعي من حقوقي المنصوص عليها في الدستور ، وفي القوانين الدولية التي وقع عليها المغرب ، لو لم يكونوا على بينة من جريمة ارتكبوها في حقي وبالحجة والدليل ؟
ولنفرض جدلا أن المتابعة موجودة ، فان اعتراف الضابط بإجراءات المنع ، هو انتهاك لمنطوق الفصل الخامس عشرة من قانون المسطرة الجنائية ، الذي يشدد على السر والكتمان طيلة مراحل البحث ، وهو ما يجعل هذا الضابط وفريقه ، ورئيس الدائرة الرابعة ، و معهم الرديء المدعو الشرقي ضريس ، والجلاد المدعو عبداللطيف الحموشي ، عرضة للعقوبات الجنائية المنصوص عليها في القانون الجنائي المغربي .
الآن وأمام افتضاح المؤامرة ، وباعتراف الضباط الأجْلف الفاقد لأعصابه ، فان المخطط المقبل والذي أضحى واضحا ، هو دفع احد المجرمين لاستفزازي قصد الدخول معه في عراك ، ينتهي به المطاف بالدائرة الرابعة او غيرها من الدوائر التي سيحصل الهجوم بترابها ، ومن تحرير محضر مزور على المقاس ، ينتهي به الأمر في المحكمة ، وقد يبقى هناك حتى ثلاث او أربع سنوات ، دون البث فيه ، او قد يخضع للجرجرة التي ستبقى متواصلة ، ما دام الفريق البوليسي يكابر في منعي من مغادرة المغرب خوفا من ماذا ؟ .
كل المؤشرات تفيد بهذا المخطط . لكن أعد شرفاء وأحرار الشعب المغربي ، إني لن ادخل في نزاع مع احد ، وإن تعرضت لهجوم ، سأرفض قيام البوليس بالبحث وتحرير المحضر ، لأنه هو من يقف وراء الاعتداء كما حصل في السابق ، لكن سأتوجه الى المستشفى لتلقي العلاجات الضرورية ، مع الحصول على شهادة تثبت العجز ومدته ، ولن اطرق بها باب المحكمة أبدا .
إني اتهم هؤلاء بإدخالي إلى السجن أربعة أشهر ظلما ، بمحضر مزور ومطبوخ ، نزولا عند رغبة ونزوات الرديء المدعو الشرقي ضريس وزير منتدب في الداخلية ، كما إني احملهم المسؤولية عن الإمراض المزمنة التي خرجت بها من السجن ، والألم الذي لا يفارقني طيلة الوقت ، كما احملهم المسؤولية عن العذاب التي اجتازته أسرتي الصغيرة ، خاصة زوجتي التي تعاني أمراضا مزمنة وخطيرة ، ورغم سنها الذي جاوز الستين بأربع سنوات خلت ، كما احملهم العذاب الذي قاسته عائلتي ، ومن هنا احملهم كذلك المضاعفات الصحية التي سأجتازها في القادم من الشهور ، او الأسابيع ، او الأيام القادمة .
إن هؤلاء :
1 ) المتواري عن الأنظار الرديء المدعو الشرقي ضريس ، وهو من شحن ضدي وظلما ، فؤاد الهمة وعبداللطيف الحموشي .
2 ) المدعو عبداللطيف الحموشي .
3 ) مستشار الملك وصديقه المدعو فؤاد الهمة .
ومرة أخرى .
موعدنا انشاء الله شهر أكتوبر او نونبر القادم . فاي حماقة يرتكبها البوليس السياسي ، سيكون الرد عليها بالمطار ، او امام الباب الرئيسي للمديرية العامة للأمن الوطني ، او امام وزارة الداخلية .. وسيكون انشاء الله لكل مقال مقام ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فلسطينيون يرحبون بخطة السداسية العربية لإقامة الدولة الفلسطي


.. الخارجية الأميركية: الرياض مستعدة للتطبيع إذا وافقت إسرائيل




.. بعد توقف قلبه.. فريق طبي ينقذ حياة مصاب في العراق


.. الاتحاد الأوروبي.. مليار يورو لدعم لبنان | #غرفة_الأخبار




.. هل تقف أوروبا أمام حقبة جديدة في العلاقات مع الصين؟