الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حوار مع الشاعر والقاص الجزائري الطيب صالح طهوري

الطيب طهوري

2023 / 9 / 19
مقابلات و حوارات


حاوره / صابر حجازي

س 1:- ماذا تقول للقارئ عن تجربتك الشعرية والإنسانية الحافلة بكل هذا الزخم الابداعي ؟
بدأت كتابة الشعر وانا طالب في الثانوي..لم أكن اجتماعيا بالمعنى الاندماجي مع الناس والرضى بما يرتضون..كنت انعزاليا محبا للطبيعة، أتأملها وأصادق عناصرها، طيورا وعصافير..حشائش وأشجارا..شعابا وودينا..حجارة وترابا..يرابيع وأرانب وثعابين..هذه الحالة النفسية كان لابد أن تجرني إلى الشعر..الغريب في الأمر أنني لم أكتب الشعر العمودي إلا نادرا..وجدتني مباشرة في شعر التفعيلة..وفي الرومانسية..لعب جبران خ جبران دورا كبيرا في توجهي الشعري ذاك..كتاباته بما تتميز به من حس إنساني عميق وجمال أسلوبي مؤثر..لا أنسى أصدقائي الشعراء العذريين..لا انسى أيضا مختلف شعراء المهجر الآخرين..
في الجامعة توسع أفقي الشعري ..وجدتني وبتوجيه من بعض أساتذتي، وأخص منهم هنا الدكتور الفلسطيني عبد الرحمان الكيالي ،أقرأ لشعراء التفعيلة: صلاح عبد الصبور، البياتي ، نازك الملائكة، السياب..إلخ، ثم محمود درويش ومحمد علي شمس الدين وشعراء الجنوب اللبناني عموما..بعد هؤلاء الشعراء ظهر الماغوط وأدونيس ..وتتالت الأسماء..
ولأنني من اصول ريفية، ومن أسرة فقيرة انتقلت ، لظروف اجتماعية، من قريتها لتقيم في حي شعبي فوضوي يُنظر إليه من قبل سكان الأحياء النظامية والراقية عموما باحتقار، كان لابد أن يكون شعري مرتبطا بهذا العالم..كنت أشعر بمدى التفاوت الطبقي الذي لم أكن أعرفه في قريتي..
سألني مرة صديق شاعر: في شعرك الكثير من التعبير عن عالم الأكواخ القصديرية وسكانها،هل هي تجربة عشتها أم هي موجة ركبتها؟..خجلت..كانت إجابتي: إنها ركوب للموجة يا صديقي، ليس إلا..
في مرحلة دراستي الجامعية، ومن منطلق الإحساس بالغبن الطبقي الذي كنت اشعر به..ومن منطلق تأثري بأستاذي الكيالي الماركسي صرت ماركسيا وانخرطت في حزب يساري يعرف باسم حزب الطليعة الاشتراكية..وكان لابد ان يسير شعري في هذا الاتجاه..صارت العدالة الاجتماعية ومختلف مبادئ الاشتراكية أبرز مواضيع وقضايا شعري..لم يكن ما أعبر عنه في شعري ركوبا لموجة الاشتراكية التي كان النظام الحاكم في الجزائر ينبناها..كان تعبيري قناعة خالصة..كان نابعا من ذاتي أساسا..
من الجامعة طالبا انتقلت إلى الثانوي مدرسا..في الثانوية وجدتني أرى بعيني شدة ذلك التمايز الطبقي، رغم الاشتراكية المتبناة..كان بعض أبناء المسؤولين تأتي بهم سيارات المؤسسات التي يسيرها آباؤهم..كنت أحتج أحيانا على ذلك..
كان الحي الذي فيه ثانوية عملي حيا فرنسيا سكنه جزائريون..كان حيا راقيا مقارنة بالحي الفوضوي الذي كنت ما أزال أسكنه وأسرتي..وضعي هذا دفعني إلى النضال النقابي مع بعض زملائي من أجل الحصول على حقنا في السكن،من جهة، وإلى تعمق شعري في الاتجاه النضالي من أجل مجتمع العدل والحرية والمواطنة، من جهة أخرى..
من الثانوية إلى الثكنة سارت بي الحياة..سنتان كاملتان فيما يسمى بالخدمة الوطنية/ العسكرية قضيتهما في الصحراء..سنتان كاملتان لا كتابة شعرية فيهما إلا نادرا..أنهيتهما وعدت إلى العمل التدريسي..واصلت نضالي النقابي..واصلت أيضا نضالي الشعري..لم أتحصل على سكن..كان، ربما، ذلك عقابا لي على نضالي النقابي..همشت ثقافيا كذلك..الانتهازية كانت ضاربة اطنابها..من هم من المثقفين مع النظام الحاكم وأحزابه وتنظيماته المدنية لهم كل شيء..هم المثقفون..من هو نقيض ذلك لا اهمية له..له التهميش التهميش..كنت أكتب..ولا إمكانية لي لنشر ما أكتب..
بعد انهيار الاتحاد السوفياتي وسقوط جدار برلين وانهيار المنظومة الاشتراكية في مختلف ربوع العالم بدأت مراجعتي الذاتية لقناعاتي الفكرية..لم أتخل عن مبدإ النضال من أجل العدالة الاجتماعية،لكنني أدركت بان العدالة الاجتماعية ليست فعلا ماديا بحتا..العدالة الاجتماعية الحقة هي كرامة الإنسان..هي حقه في التعبير والتنظيم والنضال من أجل مجتمع المواطنين.. وكان ان تبنيت الديمقراطية الاجتماعية..
في هذه الفترة كانت القوى الأصولية الدينية تسير بخطى حثيثة نحو الهيمنة على ذهنيات ومشاعر الناس والتوجه بهم إلى الماضي باعتباره ، في نظرها، المثال الذي يجب أن يبنى الحاضرعلى مثاله..وكان الصراع بينها، ممثلة في حزبها الرئيس الفيس ( الجبهة الإسلامية للإنقاذ) والنظام الحاكم..كان ألمي شديدا على ما كان يحدث في الواقع من خراب اقتصادي وبشري..وكان لابد ان تتوجه كتاباتي للتعبير عن تلك الحال المؤلمة..
الآن تعبيري الشعري صار ينحو أكثر نحو مأساة شعوبنا العربية المتمثلة في الجهل والتخلف والتدين المفرط المغيب للعقول والاستبداد السياسي والاجتماعي القاتل للحرية والإبداع، إذ لا إبداع دون حرية..
مثلما يبرز ما تحدثت عنه من قضايا في شعري يبرز أيضا في عالمي القصصي الذي هو عالم قريب جدا من عالمي الشعري فنيا، حيث أستعمل الرموز وأنسنة أشياء الوجود كنوع من محاولة توسيع العالم البشري الذي نعيش فيه..ربما في عالمي هذا تبدو بعض الروح الصوفية التي تتبنى وحدة الوجود ..
س2:- حدثنا عن نشأتك وطفولتك الباكرة ؟
مارس إله الحرب، تقول الأسطورة..مارس عام 1956 كان الحرب ثلجا..وكنت أنا..في بيتنا الطيني ولدت..قطرات الثلج الذائب تتساقط في الداخل ودموعي تتساقط رجفا..و..كان لابد ان تبني أمي خيمتها الصغيرة داخل الغرفة لتحميني..
كانت قريتنا ( طواهرية) التابعة لبلدية عين الخضراء في الحضنة تقع على الخط الفاصل بين الحمادة، الأرض الحجرية غير القابلة للزراعة، والجلف، الأرض الصالحة لها..
في أسرة فقيرة نشأت..ما تزال بعض صور الجنود الاستعماريين وممارساتهم الشنيعة تلمع في الذاكرة أحيانا..كانت أمي تحمل أخي الأصغر وتمسك بيدي وتفر بنا إلى الشعاب..تلك المرأة التي علقوها من نهديها بعد أن جمعوا الناس من كل جهات البلدية ما يزال أنينها يحفر داخلي..ما يزال مشهد احتفالات الاستقلال يبرق في العمق مني..
ما إن يقترب فصل الصيف حتى ترانا نلف خيامنا ونكتري شاحنة تسافر بنا إلى التلول حيث القرى القريبة من مدينة سطيف شمالا..هناك نبني خيماتنا..خلف حاصدات القمح والشعير نسير..نجمع ما تتركه وراءها من سنابل ندرسها بالأحمرة أو بالهراوات أمام الخيام ..نسرق السنابل ليلا أحيانا أخرى..ينتهي الصيف ونعود إلى بيوتنا الطينية.. في القرية كنت أرعى بعض النعاج لعمي وعنزة أو عنزتين لنا..في التلول أرعى نعاج بعض القرى وأبيع مع جدتي أحيانا بعض الأواني الطينية التي كانت تصنعها أمي..
حفظت نصف القرآن الكريم في كتاب قرانا المتقاربة شمال غرب البلدية..عام 1968 فتحت أول مدرسة في بلدتنا..في العام الموالي دخلتها..منتصف سنتي المدرسية الثالثة كنت في زاوية طولقة..بعدها صرت في زاوية الهامل..ثم كنت في معهد التعليم الأصلي..دراستي كانت دينية..في الجامعة درست في معهد الاداب والثقافة العربية..مدة دراستي كانت 12 سنة ونصف السنة..رجل دين انا إذن..لكنني لم أنخرط سياسيا في الأحزاب التي تسمي نفسها إسلامية.. انخرطت في حزب اشتراكي..
في قريتي أحببت،وبعمق، قريبة لي..لكن ظروف الحياة فرقتنا..ما يزال طيفها يزورني من حين إلى آخر..ما أزال أرى ابتسامتها في الأشجار والأنهار ..في التلال والجبال..في التفاح والإجاص..ما ازال أسمع صدى صوتها في نسمات الصباح والمساء وفي الرياح حين تهب من جهة الجنوب حيث تعيش..

س3 :- ارهصات الكتابة الاولية - هل تذكر منها شئا .؟
كنت في الثانوي..في النظام الداخلي كنت..حين يُسمح لنا بالخروج عشية تكون وجهتنا المكتبات..الكتاب مدعم والأسعار في متناول الجميع..أشتري كتابا..زميلي كتابا آخر..الثالث كتابا..نتبادل الكتب ونقرأها..من تلك الكتب كانت البداية..وجدتني احاول الكتابة..جبران خ جبران..المنفلوطي..طه حسين..الشعراء العذريون..شعراء المهجر..إلخ، كانوا كتّابي..أم كلثوم أيضا كان لها آنذاك حضورها القوي في أذني وفي قلبي..البدايات الأولى كانت رومنسية بسيطة..أكثر ارتباطا بالذات ،أحلامها وعوالمها بسيطة..لم تكن كتاباتي عمودية إلا نادرا..كانت حرة في عمومها..تفعيلية مليئة بالأخطاء الوزنية..بعض أساتذة الأدب العربي آنذاك أطلعتهم على بعضها فشجعوني..عناصر الطبيعة وسكن أسرتي فيما يشبه الكوخ في الحي الشعبي الفوضوي المجاور لسوق الأنعام، حيث الأزقة طينية وحيث لا ماء، لا غاز، لا كهرباء، كانت تشكل الكثير من ألفاظ ما كنت اكتب..طيف الحبيبة التي تركتها في قريتي كان يموّج كتاباتي..
لا أحتفظ بأي نص من نصوص تلك البدايات..
بداياتي الحقيقية كانت في الجامعة،شعرا ثم قصة قصيرة وحيدة ألقيتها في سلة المهملات بعد ان قرأها أبوجرة سلطاني الذي كان رئيس تحرير مجلة معهدنا المسماة (الضاد) وكتب: الأخ طواهرية( كان لقبي آنذاك طواهرية) يمتلك لغة نظيفة لكنه يوظفها كرها توظيفا عاريا..نشر مقاطع منها ولم ينشرها كلها..في العام 2006 عدت إليها، كتابة القصة أعني..
س 4:- يلمس القارئ لأعمالك جزالة وفصاحة وتمكنا من اللغة العربية - فما الخلفية الثقافية التي منحتك هذا التميز؟
لغة، أنا عربي بامتياز..لعب المحيط الاجتماعي البدوي الأمي الذي نشأت فيه دورا كبيرا في ارتباطي العميق بالعربية..لم يكن الناس عندنا يعرفون الألفاظ الفرنسية..لغتهم كانت دارجة أقرب إلى اللغة العربية الفصحى..لعب حفظ نصف القرآن الكريم دوره كذلك في توجهي اللغوي الفصيح..دراستي في الزوايا الدينية ومعاهد التعليم الأصلي الدينية أيضا..أخيرا دراستي الجامعية في معهد الآداب والثقافة العربية..
منذ ان دخلت المدرسة دخلت عالم المطالعة باللغة العربية وبشغف كبير..معلمي عبد الله مقعاش في المدرسة الابتدائية كان يعيرني كتبه..في البيت ، وعلى ضوء الشمعة أو المصباح الزيتي ، كنت أنقل المكتوب فيها إلى كراريسي..
مطالعتي لجبران والمنفلوطي وطه حسين والجاحظ وصعاليك الشعراء في الثانوي ساعدتني أيضا على تعميق تعلقي بالعربية..
حين اكتب أتصورني أتحدث مع لغتي..كائنات حية، بشرا وحشائش تصير لغتي..عادة وأنا أمشي أتفادى الدوس على الأعشاب..أحس أنها تتألم مثل البشر..لذلك، حين أكتب أحس بحالة الألفاظ التي أستعملها..التي أكتب بها وأكتبني بها..هذا الإحساس الإنساني في علاقتي باللغة جعلني أحرص دائما على جعلها لغة جميلة..هكذا أزعم..ربما للقراء رأي آخر في لغتي..
‏س5 :- ‏ كيف تحدث من واقع تجربتكم حالة المخاض الشعري للقصيدة - وكيفية ميلادها علي الورق ؟
تتلبسني الحالة الشعرية حلما تارة..واقعا تارة أخرى..في الحلم أراني أكتب..حين أستيقظ أسترجعني..أكتب ما بقي فيَ من ذاك الحلم ثم أؤثثه ليكون نصا شعريا..
في الواقع، اكون، مثلا، في حافلة النقل الحضري أو حافلة النقل العمومي التي تسافر بي بعيدا عن بيتي..من النافذة اتأمل العالم..أشجارا وبشرا ومباني أرى..تأتيني جملة شعرية ما..أخرج القلم وأكتبها على أية ورقة أجدها في جيبي..ثم أؤثثها بعد ذلك تدريجيا..
وقد أكون ماشيا وحدي في الطريق..أو وحدي في البيت..
في العزلة أكتبني..
هكذا أكتبني..
النص الذي أكتبه يبقى يشتغل في..يبقى هاجسا يلازمني..أتجنب اللقاء بالناس حتى لا اضيعه..أواصل كتابته إضافة أو إنقاصا أو تغييرا، حتى أحس بأنه استوى فأتركه يستريح..قد أعود إليه بعد أيام..بعد شهور..أقرأه من جديد وأغير فيه..حالتي النفسية ومتغيرات الواقع تلعب دورها في ذلك التغيير حتما..
حالي في القصة هو حالي في الشعر..
الكثير من نصوصي الشعرية يعانقها الحس القصصي..الكثير من نصوصي الشعرية قصص شعرية..
بين قصصي وأشعاري وشائج متينة..حب عميق عميق..
س 6 :- يظل الوطن في قصائدك هو الشق الاهم والاكبر- فما الذي يمثله الوطن بالنسبة لك؟ وما هو موقع الهم العربي بشكل عام في فكرك وابداعك ؟
(حيث تكون كرامة المرء يكون وطنه)، لا أتذكر اسم صاحب المقولة هذه، لكنني أومن بها..في بلادنا العربية حيث لا وطن بهذا المعنى، نعيش رعايا خاضعين، لا مواطنين فاعلين..حيث تغيب المواطنة، بما تعنيه من حرية رأي وتنظيم وامتلاك إرادة فعل وحرية اختيار ومشاركة واعية ومسؤولة في تسيير المجتمع، يغيب المواطن بالضرورة..نعيش في إطار ما يسمى عولمة .. نخضع لها ولمسارها شئنا ام أبينا..في هذه العولمة، وكما في كل تاريخ البشرية ، تعمل القوى الكبرى على فعل الهيمنة..بالعلم ومنتجاته التقنية،بالاقتصاد ، بالمال ،بالمعرفة، بالإعلام..إلخ تهيمن تلك القوى.. الإبداع في كل تلك المجالات لا يتحقق إلا في مجتمع الحرية والتعدد والتعايش بين المختلفين ..حرية الأفراد والجماعات..حرية المرأة..نحن مجتمعات لا حرية لها..لا ديمقراطية.. مجتمعات ذكورية تهيمن عليها العادات والتقاليد التي تجاوزتها البشرية اليوم..مسارها ومصيرها هو التخلف إذن..يشغلني وضع التخلف هذا بشكل كبير..يشغلني السؤال: لماذا نصر على البقاء في التخلف؟..لماذا نحرص على جعل الماضي يتحكم فينا؟..لماذا ننظر إلى المستقبل بأقفيتنا لا بعيوننا؟..
حين نتأمل الواقع نجدنا مجتمعات مستبدة سياسيا واجتماعيا..الأمر ليس جديدا علينا..نحن العربَ لم نعرف طوال كل تاريخنا إلا الخضوع للقوى المستبدة التي تسير شأننا العام..لم تُتح لنا أية فرصة لاختيار حكامنا..لم يُفتح لنا المجال أبدا للمشاركة في التسيير مراقبة ومحاسبة ومعاقبة..لم نمتلك مؤسسات فعل ذلك بشكل ديمقراطي..
فشلت دولنا المسماة وطنية في إدخالنا عالم الحداثة كفاعلين..عمقت تخلفنا وتبعيتنا للقوى الكبرى في هذا العالم..صرنا مستهلكين منتجاتها أكثر..ليس هذا فقط..فشلنا عمق يأسنا وشعورنا بالعجز..وكان من ثمة هروبنا إلى الماضي..صرنا نرى في ماضينا الحل لتخلفنا وتبعيتنا..انفصلنا ذهنيا ونفسيا عن العصر..ارتبطنا بالعصر غريزيا، ليس إلا..صرنا أكثر إفراطا في التدين..أكثر عداء للفكر الحداثي..أكثر اضطهادا للمختلف بيننا..حاصرْنا الفكر النقدي وطمسناه..نفينا مثقفيه أو قتلناهم أو فرضنا عليهم الصمت..في غياب الفكر النقدي يزداد تخلف العقل..يزداد الفشل..يزداد الهروب إلى الماضي والتدين المفرط..يزداد الاستبداد..هكذا رحنا ندور في حلقة مفرغة وضيعنا الإنسان فينا..قضينا على قيمنا الإيجابية..انتشر الفساد وعم..همشنا الكفاءات..هجَّرنا الآلاف من المفكرين والباحثين خارج أوطاننا..صرنا صحراء قاحلة..بدل الحب انتشر بيننا الحقد وعمت الكراهية..بدل الشجاعة تحكم الخوف في نفوسنا .. بدل العمل هيمن الكسل..بدل الشعور بالمسؤولية أمسينا لا مبالين..بدل احترام الوقت والعمل صرنا نمارس النقيض..
الخوف الخوف..سيطر الخوف على ذواتنا..سكن أجسادنا..ننشأ على الخوف منذ صغرنا..من الأب نخاف..من العم..من الأخ الأكبر..من الشارع..من المعلم..الشرطي والدركي والعسكري.. من المسؤول الإداري..من القاضي..من القبر أيضا..من السراط المستقيم..من جهنم..
الاستبداد السياسي والاجتماعي متحالفا مع الديني في ممارسة فعل التخويف جعلنا مجتمعات هشة تخاف من كل شيء..من المتحكم في الداخل..من المهيمن خارجيا..من الغرب وحداثته..
سياط الاستبداد تضربنا من كل الجهات..سياط ثعابين القبور الدينية تضربنا في كل وقت وحين..
مجتمع الخوف لا ينتج إلا نفوسا هلامية لا مبادئ لها ولا آمال..لا نضال لها ولا ضمائر..لا وعي..لا حرية..لا كرامة..لا حياة..
أضيف: نحن مجتمعات ريعية بامتياز..في حياتنا المادية لا ننتج..ما يعطيه لنا باطن الأرض نبيعه ونستورد به ما يشبع حاجاتنا..ريع مادي...في حياتنا الفكرية وآمالنا وطموحاتنا نلجأ، لمواجهة مشاكلنا وأزماتنا، إلى الماضي واسلافنا فيه ( في الغالب)..نبحث عن الحلول فيه.. وهكذا..بعضنا يلجأون إلى حلول وأقوال الآخرين الذين يتحكمون في عصرنا..
لا نقول: يقول العقل..نقول: قال فلان وقال علان..
هذه الجوانب كلها برزت في كتاباتي الشعرية والقصصية..برزت بشكل رمزي أساسا..
في مجموعتي الشعرية ( مقابر عربية) حديث عن حال الإنسان العربي التائه في صحراء الرماد..
في مجموعتي القصصية ( واصل غناءك أيها الرمل..واصلي رقصك أيتها النار) ألم كبير على ما صرنا عليه وإليه..الرمل يغني سعيدا لأننا فتحنا له مجال الزحف على حياتنا التي فقدت خضرتها..النار ترقص منتشية بالفرح لأنها وجدتنا هشيما يسهل احتراقه..
شبابنا صار يمارس فعل ( الحرقة) هروبا من زحف الرمل وناره ..صار يموت في أعالي البحار..وإذا وصل إلى الضفة الأخرى يعيش في الضياع والتخفي خوف القبض عليه وإعادته إلى رمل بلاده ونارها..استبدادِها وقمعها ويأسها..
الموتى أنفسهم صاروا يبحثون عن كيفية ما للهجرة..( الموتى يهاجرون أيضا) عنوان قصة لي..إنه اليأس إذن، وقد أطبق على نفوسنا..
أكتب كثيرا في الحب..مجتمع بلا حب هو مجتمع بلا حياة..
س7 :- هل تجد أن الشعر- بوصفه حافزا - يمتلك القدرة علي الحض والتحريك؟
الشعر في راهننا العربي نوعان:
شعر ما زال يسير في ركاب التقليد شكلا ومضمونا..برؤى القبيلة وعقلية أفرادها..هذا الشعر ما يزال يصر على مخاطبة عواطف الناس وتحريك انفعالاتهم وتحريضهم على التحرك ضد ما يراه ماسا بقيمهم وعاداتهم وتقاليدهم..ومصالحهم أحيانا..هذا الشعر الانفعالي التقليدي لا يحقق له إلا الصراخ..(لا أعمم طبعا)..
شعر آخر تحرر من هيمنة التقليدية واتخذ له مسارا آخر..يخاطب في الإنسان داخله أساسا..يعمل على ان ينتهك الراسخ المتراكم في الفرد العربي لغة وفكرا..عادات وتقاليد بالية..مشاعر ومخيلات..
هذا الشعر لايحرض..لا يثير الانفعالات..إنه يبني أساسا..يزرع في الفرد رؤى جديدة للحياة.. يدفعه إلى التأمل والتفكير..يشغِّل مخيلته ليوسع من عالمه..يخرجه من حال السكون والطمأنينه..يدخله عالم السؤال الذي لا ينتهي..
لا يدعي هذا الشعر انه حامل سيف التغيير..لا يحارب..لا يؤمن بالحرب أساسا..يؤمن بالإنسان..قيم العدل والحرية والمواطنة بما أنها هي مكونات الإنسان الحقيقي هي مجال فكره..الالتحام بالوجود، بما هو وجود، تجب توسعته وحمايته، هو مداره..
يبرز هذا الشعر جمال الحياة في كل شيء..في القبيح حتى..يرى أن بناء الإنسان ليكون إنسانا حقيقيا هو ما سيغير الحياة ويجعلها أرقى وأنقى وأبقى..هو شعر يهمس لا يصرخ..وفي الهمس ذاك يتحرك ..
حين يبنى الإنسان عقلا ومشاعر ومخيلة يبني حياته بما يجعلها تستحق فعلا تسمية الحياة.. على مستوى الفرد كان ذلك أوعلى مستوى الجماعات والمجتمعات..
قصيدة النثر اليوم هي من هذا الشعر الذي يبني..( لا أعمم أيضا)..
في القصيدة هذه يبرز الكثير من الشعراء..تبرز الكثيرات من الشاعرات..يعمل الجميع على خلق تصور أجمل للحياة يتجاوز كل الأطر التقليدية المقيدة للحرية في هذه الحياة..
قصيدة النثر الان هي الشعر الأبرز والأجمل والأكثر انغراسا في الحياة وفي ذات إنسان الحياة..
س8 :- ماذا كتبت أخيرا والوطن يمر بتلك الاحداث الحالية؟
في الوطن العربي كله، بما فيه بلدي الجزائر،يأس كثيف..شعور طاغ بالعجز عن إمكانية إحداث التغيير بنفس الأنظمة التي حكمتنا منذ بداية الاستقلال وما تزال تحكم..إنها انظمة تتحالف مع القوى العظمى في هذا العالم لتبقى حاكمة..تخدم تلك القوى بجعل مجتمعاتتا استهلاكية لما تنتجه مصانعها مقابل حمايتها..هذه الأنطمة ترفض فتح المجال للاستثمار المنتج للثروة حقيقة..وتبقينا في التخلف..
ثارت الشعوب ضد كل ذلك..بشكل سلمي ثارت..لكنها لم تكن تمتلك وعي التغيير المنظم الذي يعرف كيف يسير وإلى أين يسير..الأنظمة التي تحكمنا صحرتنا فكريا..قتلت فينا روح المبادرة الجماعية..استولت على مجتمعنا المدني وجعلته تابعا لها ، خادما لمصالحها على حساب مصالحنا نحن الشعوب..
بلغ السيل الزبى..
تحركت الشعوب في أكثر من قطر فيما سمي بالربيع العربي..
خطط الحكام..خططت القوى الكبرى..وكانت الثورة المضادة التي أفسدت ذلك الربيع وخنقت في المهد أزهاره..
في الجزائر كان حراكنا الشعبي أكثر وعيا..استفدنا من تجربة ما سمي بالعشرية الحمراء أو السوداء..استفدنا من تجربة الربيع العربي..تبنينا مشروعا اجتماعيا واضحا..تبنينا النضال من أجل بناء الدولة المدنية الديمقراطية التي نعيش في إطارها بمختلف تنوعاتنا العرقية والإيديولوجية والثقافية والسياسية..عملت السلطة التي تحكمنا، وبكل الطرق والوسائل، على مواجهتنا بثورتها المضادة..فشلت في كل محاولاتها..لكنها الكورونا..ها هو حراكنا متوقف مؤقتا بسببها..سنعود إلى نضالنا السلمي بعد زوال هذه الـ كورونا..
في هذا لإطار الثوري كبتت الكثير من النصوص الشعرية والقصصية..
عن الثورة التونسية كتبت..عن السورية..اليمنية..وعن الثورة السلمية الجزائرية، بالتأكيد..
س9 :- ما الذي تمثله حالة الكتابة ألشعرية عندك ؟ هل هي لحظة أشتعال أم انكسار؟
أنسى نفسي تماما حين أكتب..أنسى العالم كله..تصير الكتابة هي أنا..هي عالمي..
لا أكتب إلا ما أحس به..إلا ما يشكل هاجسا لي..
يحدث أن أنكسر واقعيا..يحدث ذلك كثيرا..أنا سيد الهزائم ..هزائم ذاتية محضة وهزائم الواقع حيث أتفاعل مع الناس والأشياء، وحيث أعيش..لكنني في كل الحالات أنهض..كطائر الفينيق أنا..أحترق لأحيا من رمادي..يهيمن اليأس علي في الكثير من الأحيان..لكنني لا أفقد الأمل.. الأمل سلاحي ..به أواجه ذاتي وأواجه العالم من حولي..صحيح أن نصوصي تأتي غالبا ملأى بالألم..لكنه الألم الذي ينبئ عن مدى إحساسي بخيبات واقعي ..
في نصوصي يتصارع اليأس والأمل..واقعي ينتصر لليأس..ذاتي تتأرجح بين بين..لكنها في النهاية تتعلق بالأمل..
أرى في رصيف الشارع امرأة تلتحف الحزن مع صغارها وتمد يدها للمارة علَّ بعضهم يرأف بها فيعطيها بعض الدنانير..أتألم..أنتحي جهة ما وأكتب بداية نص ما ثم أسير.. أبقى أشتغل عليه داخلي..حين أعود إلى المنزل أختلي بنفسي وأكتبه بي..
يحدث أن أسمع صوت حبيبتي عبر الهاتف..أنتشي فاكتب نصي بها ..
لا أتكلف في كتابتي..بصدق أكتب..ليس مهما ان أكتب كثيرا..ما يهمني هو أن أكتب بحرارتي..
أثناء الكتابة أستحضرني لغة..تصير ألفاظها أجزاء مني..بعض الألفاظ تصير أصدقائي وصديقاتي..أخاف على ألفاظي..أعاملها بالكثير من الحميمية..بالكثير من الحنين..أتحسس كثيرا وأنا أضع اللفظة في جملتها.. أحس أحيانا بأن لفظة ما تتألم،ليست مرتاحة، فأبادر إلى تغييرها بأخرى وآخذها إلى حيث أحس بفرحها ..
هكذا اكتبني نصوصا قصصية وشعرية..
س10 :- هل غياب فن الدراسات النقدية ، والناقد الادبي ذو الرؤية، في تناول الابداع الادبي بشتي مجالاتة، عامل بالسلب علي الحركة الادبية بالوطن العربي ؟
النقد ضرورة لابد منها في حياة الفنون بمختلف أنواعها بما فيها الأدب..أعني بالنقد هنا ذاك الذي يغوص في النص الأدبي مفككا له أساسا..كاشفا عن خباياه التي لم يبح بها..مبرزا تناقضاته ومختلف أبعاده..النقد بهذه الطريقة يوسع من عالم النص..بقدر ما يقربه للقارئ معاني وطريقة تعبير بقدر ما يوسع من مداركه ( القارئ) اكثر..يفتح له باب الدخول إليه على مصراعيه..يجعله يتذوقه ويندمج به..يفرح وهو يكتشف مخبوءه..
الأديب بالمعنى الذي وضحت يحتاج إلى الناقد الذي يسبر أغوار نصه ويفككه..ينتبه الأديب بذلك إلى نصه أكثر..يعرف مكامن قوته وضعفه في الكتابة..يجعله يعمل على تحسين أدائه الإبداعي الأدبي أكثر..
للأسف الشديد، النقاد في عالمنا العربي بهذا المعنى قليلون جدا..ما عندنا من نقد يتراوح غالبا بين الانطباعات الصحفية وإسقاط نظريات النقد الغربية ( عادة) على نصوصنا، حيث يكون التنظير والاستشهاد بأقوال المنظرين الغربيين مهيمنا،ومن ثمة شكليا سطحيا يعجز عن الغوص في أعماق النصوص والوصول إلى أسرارها..
يحتاج النص الأدبي العربي، كونه ابن ظروف سياسية واجتماعية وثقافية وحتى اقتصادية خاصة، نسبيا، إلى نقد ينبع منه..يبدع نطرياته وآليات نقده منه، لا من غيره من نصوص الآخرين التي أوجدت لها نقدَها هناك..
في واقع يحارب حرية التفكير والرأي،يرفض المختلف،يحبذ مجتمع التشابه/ القطيع ويحارب الفكر النقدي من الصعب ظهور وانتشار هذا النقد الذي نريد..
في إطار بناء الدولة المدنية التي ننشد، حيث حرية التفكيروالنقد..حيث الحريات الفردية والجماعية..حيث التعدد والاختلاف، سيزدهر الفكر والإبداع،يرتقي النقد ليصير نقدا حقيقيا وتزدهر الحياة..

س11 :- يختبئ داخل كل مبدع طفل ، يمثل له مصدر الدهشة التي لا تنتهي‏,‏ ما الذي تبقي من ذلك الطفل في نفسك ؟
لم أخرج مني أنا الطفل أبدا أبدا..ما يزال الطيب الصغير الذي سماه معلم القرأن سي العمري (مْكيْدش)، وسماه سي السعيد (جْبيْرة) يمارس لعبته المفضلة..لعبة العزلة والرعي..كنت راعيا..كنت مضرب المثل في الرعي..شوفوا ولد الصالح كيفاش يسرح..ديرو كيفو ( انظروا كيف يرعى ابن الصالح قطيعه..افعلوا مثله)، كان يقول رجال ونساء القرية لأبنائهم..ما زلت أحب العزلة والتأمل في الوجود،في الطبيعة وفي وجوه الناس والكائنات صامتا..ما زلت أجري في الخيال وأفتح لي فيه باب الحياة..ما زلت أستمع لأمي وهي تحكي خرافاتها وقصصها الشعبية، تماما مثلما كنت أستمع إليها وأنا صغير..
من حين إلى آخر أجدني أملأ جيوبي بالحلوى وأوزعها على الصغار في الشوارع والأزقة.. وأقول لهم: قولو: يارب أسعدها ( حبيبتي الآن أعني) والتي كتبت لها وفيها مجموعة قصائد حب بيضاء ومجموعة قصص حب بيضاء كذلك..
ما زلت طفلا..ما زلت طفلا..
لن أكبر أبدا أبدا..
س12 :- كيف ينفعل الشاعر الطيب صالح طهوري بما يحدث في بلده الجزائر من أحداث سياسية؟
سياسي أنا، بشكل مباشر عبر انخراطي في حزب سياسي لسنوات..بشكل مستقل الآن..
السياسة تتواجد في كل شيء..الرأي ، بشكل أو بآخر، سياسة..الموقف من قضايا الواقع سياسة..
يساري ديمقراطي أنا..أومن بضرورة النضال من أجل مجتمع عادل، حر ومستقل فعلا..مجتمع يتاح فيه للفرد ، مهما كان موقعه الاجتماعي والسياسي وموقفه من قضايا الحياة أن يكون مواطنا حقيقيا يساهم في بناء مستقبل بلده مع الآخرين من أبناء وطنه..
من هذا المنطلق كان نضالي النقابي من خلال المجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي والتقني ، النقابة التي كنت أول من دعا إلى تكوينها وكتب نداء تأسيسها وبيان إضرابها الأول في ولاية سطيف حيث أقيم وأعمل..في إضرابها الأول ذاك قُدمت مع 14 أستاذا إلى المحكمة الاستعجالية ، حيث صدر الحكم بتحميلنا مسؤولية وجوب إيقاف الإضراب..ولم يتوقف الإضراب..أوقفونا عن العمل تحفظيا لمدة 12 يوما وكانوا ينوون تقديمنا إلى المجلس التأديبي لإقالتنا..لكن وحدتنا الأستاذية أفشلت مشروعهم..
من هذا المنطلق أيضا كان انخراطي في الحراك الشعبي المبارك الذي يطالب ببناء الدولة التي يحلم بها مجتمعنا ويناضل من أجلها..
س13:أنت عضو في العديد من المنتديات الثقافية والادبية ولك موقع خاص باسمك - فهل استطاعت الشبكة العنكبوتية تقديم الانتشار والتواصل المستهذف بين الاديب والمتلقي ؟
في واقعنا العربي الثقافي حيث الثقافة خاضعة للسياسة المهيمنة ، سياسة النافذين المتحكمين،لا مكان للمثقف المخالف، المثقف النقدي..المكان كله لمثقفي النظام..هم من يتحكمون في دواليب التسيير الثقافي..هم من يشكلون شلاتهم ( ج شلة بالتعبير المشرقي)..
في جو خانق كهذا كانت الشبكة العنكبوتية..وكان أن بدأت النشر من خلالها..موقعا أصوات الشمال والحوار المتمدن كانا الموقعين الأولين لنشر نصوصي الإبداعية ومقالاتي الفكرية والأدبية..
الكثير من زملائي وزميلاتي فعلوا مثلي..لولا تلك المواقع ما كان لكتاباتنا أن تَقرأ وتُقرأ..
صحيح أن الشبكة العنكبوتية فتحت مجال النشر ،فكان أن انتشر الغث إلى جانب السمين..ليس ذلك عيبا..ليكتب الجميع..(دع مائة زهرة تتفتح)، كما يقول المثل الصيني..ما يبقى في النهاية غير الإبداع الحقيقي..(ما يبقى في الواد غير حجارو)، يقول المثل الشعبي عندنا في الجزائر ( لا يبقى في الوادي إلا حجارته)..
في مواقع الشبكة العنكبوتية مجال واسع لحرية الرأي والتفكير والإبداع..لا مجال لذلك في واقعنا العربي..
لعبت الشبكة العنكبوتية دورا كبيرا في تعرفي على الأدباء العرب وعلى أدباء العالم..
سعر الكتاب ليس في متناول الجميع..الكثير من الكتب محظور وجودها في عالمنا العربي..الشبكة العنكبوتية سمحت لنا بالاطلاع على تلك الكتب..فتحت لنا مجالا واسعا للنقاش..
لولا تلك الشبكة ، ربما، ما كان لنا هذا الحوار صديقي..
س14:- في نهاية هذا الحوار مع سيادتكم، ماهي كلمتكم الاخيرة في ختامه - ولمن تواجهها ؟
وكفاني أن لي أطفال أترابي..
ولي في حبهم خمر وزاد..
من حصاد الحقل عندي ما كفاني..
وكفاني أن لي عيد الحصاد..
أن لي عيدا وعيد..
كلما ضوَّأ في القرية مصباح جديد..( خليل حاوي)..
لم يبق لنا إلا الآتون أطفالا..وحدهم، ربما، من نأمل فيهم وبهم التغيير الذي ننشده..التغيير الإيجابي الذي يجعل أناسنا مواطنين حقيقيين فاعلين..
من هذا المنطلق أوجه كلمتي إلينا جميعا..
سارعوا إلى العمل على بناء ما أسميه حدائق الطفولة..بدل أن يتوجه أطفالنا أيام عطلهم وفي أوقات فراغهم ،عموما، إلى الشارع حيث يتكونون على أساس ثقافته وسلوكه، يتوجهون إلى تلك الحدائق ..في الحدائق تلك يمارسون مختلف الفنون..يطالعون..يتدربون على التنظيم وتحمل المسؤولية..إلخ..في كل حي حديقة أطفال..في كل قرية..في الحديقة متخصصون في علمي النفس والاجتماع..فنانون..إلخ..
من تلك الحدائق وفيها نبدأ مشروعنا الاجتماعي..مشروع بناء الفرد الواعي المسؤول..
يستلزم هذا تنظيم نسلنا أيضا..
بالتاكيد، لابد من تنظيم نسلنا..
- شكرا جزيلا لك أخي صابر حجازي..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نارين بيوتي تتحدى جلال عمارة والجاي?زة 30 ا?لف درهم! ??????


.. غزة : هل تبددت آمال الهدنة ؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. الحرس الثوري الإيراني يكشف لـCNN عن الأسلحة التي استخدمت لضر


.. بايدن و كابوس الاحتجاجات الطلابية.. | #شيفرة




.. الحرب النووية.. سيناريو الدمار الشامل في 72 دقيقة! | #منصات