الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ح 6 / اليمن . . ما يحتاجه لعيش العصر بعد الحرب / - أسس إعادة بناء المجتمع ونظامية الحكم -

أمين أحمد ثابت

2023 / 9 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


يتبع ......... الباب الأول : أسس مبدأيه عامة
أولا : مبادئ عامة قبل مبحث إعادة البناء


ه / جزء 2 - وعودة لكشف الغائب عن الوعي الاجتماعي . . ما يجعل انسان المجتمع وخاصة نخبه المثقفة – المتحزبة وغير المتحزبة وفي الدولة – أن تفتقد خاصية التنبه والتركيز على مدى ال 7عقود الأخيرة على ذلك ( الجوهر الرابط ) حضوره في مختلف الاحداث التي مر فيها المجتمع اليمني ، والذي جعل ( متراكم الخبرات ) لمجمل الاحداث عند اليمني – النخبوي – مفرغة القيمة عدا كونها اشرطة أفلام مسجلة في مخزون الذاكرة ليس إلا ، رغم اختلاف الانطباعات التصورية التأويلية والحكمية على كل فيلم باختلاف الأيديولوجية الرؤيوية والتأثر المعتقدي – السياس

ي تحديدا هنا ، حتى عند غير المتحزبين من نخبة المجتمع او عامته – وهو ما يطبع حقيقة الخبرات المخزونة في ذاكرتنا ب ( حكم اللاموجودة او اللاقيمة ) ، حيث كل حدث مزلزل للمجتمع والحياة – سياسي تحديدا لانتزاع الحكم او اغتصابه ، ووفق الطبيعة المجتمعية ( الابوية ) العامة عربيا والخاصة يمنيا ، حيث السياسي يختزل في ذاته بقية المعبرات الأخرى عن المجتمع ، كما وتختزل الدولة ونظامها في سلطة الحكم النافذة مطلقا عن سواها ، والمختزلة شخصنة في بشخص الرئيس الفرد المطلق على الحكم ، والذي عندها يعد المجتمع ( واقعيا ) – رغم التوهيم الدستوري بأن عنصره البشري ( الشعب ) هو مالك سلطات الحكم ، يمنح وينزع الحكم عمن يشاء وفي أي وقت تقره ذاته – يعد المجتمع ليس إلا ( ظاهرة صوتية غير فاعلة ) ، وهو ما يوصفه باللاوجود او الغياب ، كون وجوده خلال مسلك فعله لا يخرج عن طابع الآلي التابع – فاقد الإرادة – ضمن آليات منظومة الحكم المتحركة بمشيئة الحاكم الفرد المطلق بما يخدم مصالحه وامزجته واوهامه ( التفردية الإلهية المطلقة تحكما ) في هذا البلد او ذاك ، بكل ما يحتويه . . حتى انسان المجتمع . . ملكا له يتصرف به وحياته واقداره وفق مشيئته الخاصة - هذا الرابط الجوهري بين مختلف الخبرات المتراكمة عن الاحداث السابقة – التي لا يستقرئها أي يمني كمتكرر عام يكون فيه أي حدث جديد محمولا بجوهر ذات الحدث الذي وقع قبله و . . مجموع الاحداث التسلسلية التي جرت سابقا وفي ازمنة متفاوتة متسلسلة – وهنا لن نخوض حول الجوهر ( الابوي ) المعاد انتاجه بعد كل حدث ، كونه يعد مبحثا اخرا غير الذي نحن بصدده – والمتمثل ببقاء واستمرارية سيادة القيم ( المادية والروحية ) السابقة حضورا بعد كل حدث من سلسلة الاحداث الماضية ، على نطاق كل من المجتمع ومضمون نظام الحكم وحياة الناس – كأفراد او مجموع بدلالة الشعب – وطبعا لدينا تصور افتراضي شخصي يعلل فقدان العقل اليمني – والعربي – لخاصية التنبه الادراكي لما هو جوهري للحقيقة القائمة وراء كل حدث من تلك الاحداث المتسلسلة بتتابع زمني ، كون عقله – أي المجتمع وانسانه بصورة الفرد – مطبوعا على الغيبية الايمانية وتشكيل قناعاته من خلالها ، حتى المعتقدين بأنفسهم كعلميين ويعدون كأفراد يقفون على اعلى مرتبة وعيية فكرية في المجتمع - بما فيهم نخب اليسار – وهو ما يوسم عقولهم ب ( الانقياد الالي ) لإدراك الاحداث الجارية الملموسة والمحسوسة ( السابقة والحالية ) ، بحيث تكون الآليات الدماغية الموجهة والمنظمة لإدراكاتنا الحسية والتفكيرية المجردة عن الاحداث والوقائع – ليس كما نعتقده في انفسنا بأنها عملية تفكير حر تتعلق بخصوصية كل شخص عن غيره من حيث ما يمتلكه من معرفة وخبرات وتعليم واهتمام بالعمل الذهني او في المتابعة المتقصية عن مجرى الحدث وما يفرز خلاله . . الخ – بل تكون كلية عمليتنا الدماغية العقلية لإدراك واقع الحدث او الاحداث وفهمها في بناء تفسيراتنا واحكامنا موجهة بإملاء مسبق من خلال منظومتنا المعتقدية – الايمانية الغيبية المطلقة – المسيطرة على كلية عقلنا - وهو ما يجعلها متحكمة بآليات منظومات حواسنا وموجهة لعملها لالتقاط من الظواهر والمؤشرات المنقولة عصبيا الى المخ إلا تلك المتوافقة مع بنية الاعتقاد الايماني الغيبي المطلق – حيث لا تلتقط حواسنا من محتوى الحدث ومؤشراته والمنقولة الى المخ سوى تلك الموجهة ( امرا ) لعكسها الى الدماغ . . مع صرف الانتباه وعدم التركيز على مظاهر او مؤشرات أخرى لا تتوافق وتلك البنية المعتقدية المتحكمة على ادمغتنا سلفا - وحتى إن التقطت كامل الظواهر والمؤشرات عن الواقع وعكست الى المخ لتقوم آليات نشاطه بترجمة تلك المنعكسات الى معلومات أولا ومن ثم يكون فعل السيطرة التامة لبنية المعتقد على العقل بالسيطرة الامرة على المخ في حصر آليات نشاطه الادراكي ( الحسي والمجرد ) – لفهم واقع الحدث - على معلومات عن ظواهر وعلامات ومؤشرات محدودة بعينها – وفق الاملاء التوجيهي لعمل المخ التحليلي - مع تجاهل بقية المعلومات عن المظاهر والمؤشرات الأخرى عن واقع الحدث الكلي ، والتي يحدث لها اسقاطا او نفيا لوجودها عند انتقال النشاط الدماغي للمخ من التحليل التنظيمي للمعلومات الواردة انتقاء الى التحليل الفكري المجرد العالي لاكتمال الإدراك المعرفي عن واقعية الحدث ، والمتضمن عندها بعد الفهم التصوري والتفسيري والحكمي الشخصي – التأويلي أصلا – عن الحدث ومجراه ومفرزاته وآثاره المخلفة ملموسا وغير الملموسة المتوقعة بتجريد قياسي على صعيد التصور الذهني – عند الخاصة من الافراد المهتمين بالتفكير المجرد – هذا الناتج الأخير المعرفي ( فينا ) هو الذي يذهب تخزينا في الذاكرة ، ووفق طبيعة الاستدعاء الذاتي – لأي انسان كان - لأي من مخزون تلك الذاكرة ، يتحدد نوع ظهورها ، فإن كان الاستدعاء ( عاطفيا ) فإن حضورها ك ( نوع من التذكر الفلاشي الصوري الممنتج تبعا لأثره ودلالته النفسية ) ، او يكون ( استدعاء فكري تذكري ) من مستحضر الذاكرة لجزئيات منتقاة ورود ذكرها كمشاهد وشواهد يتمنطق من خلالها الطرح الفكري وفق قصديته وتوجهه – ويكون التذكر إما باستحضار واع مقصود مباشر او واع غير مباشر من خلال استدعاء قصدي لذاكرة عن حدث ما من قبل شخص اخر حاضر في الحديث او الحوار ، ومن النوع الأول ، قد يستدعي العقل العاطفي لجزئية من الذاكرة المخزونة وفق املاء الحالة النفسية على المرء في حالة فقدانه ل ( الوعي الحاضر الارادي ) – كأن يكون في حالة نوم كظاهرة الكابوس او مغميا عليه او غائبا عن الوعي بحالة تخدير عصبي دماغي يغلق جانب الادراك او في حالة غير مرضية من لحظات غير سوية مثل الذهان في وقت الصحوة – وبعودة غير بعيدة اثر التوضيح السابق ، يمكننا هنا اثبات ما زعمناه حكما من سابق – بخلل العقل اليمني والعربي من حيث ادراكه وفهمه وتعليله وحكمه على الأشياء والظواهر ، وهنا تحديدا الاحداث التي جرت وتجري في واقعه الذي يعيش فيه ويتفاعل معه ، حيث يخدع المخ لديه في ادراك وفهم تلك الاحداث وتعليل وقوعها والحكم عليها – كما لو انها صحيحة كليا وبإطلاق يقيني – بينما هي قاصرة وقد تكون خاطئة كليا رغم الاستدلالات الحسية المستخدمة ، كون عمل المخ كان خاضعا لموجهات ( البنية العقائدية الغيبية المطلقة ) المسيطرة على الدماغ وآليات منظومات التفكير لدينا ، ومنكشف ذلك الخضوع لنشاط آليات عمل المخ ل ( لبناء الاستقراء والاستنباط والحكم ) ، بانحصاره على المعلومات المحددة انتقاء عن محتوى واقع الحدث والمتوافقه مع طبيعة ذلك المتحكم العقائدي على ادمغتنا ، بينما بقية تلك المعلومات المستقاة عن الحدث والتي تم اهمالها واسقاطها عن منظومات الاستنطاق المعرفي المجرد للمخ ، فتكون غير موجودة في مخزون الذاكرة ، ولكون ذلك الخزن معرفي ( فكري وتصويري حسي تخيلي استرجاعي للحدث الواقعي ) ، يكون في حساباتنا واعتقادنا وفهمنا وتصورنا أن حقيقة الحدث الذي جرى او يجري في الواقع الملموس مطابقا لما هو مخزون في عقولنا ، بينما تكون الحقيقة الموضوعية لواقع الحدث مختلفة في جوهرها عما هو عالق في عقولنا ، وهو ما يعني أن ما نتصوره فهما معرفيا صادقا ومتطابقا مع حقيقة ما جرى او يجري في واقعنا ليس سوى ( وعي فهم زائف لعقل مخدوع ) عن الحقيقة الموضوعية للإحداث ومجراها ومفرزاتها ومسببات وقوعها .

وهنا عودة لذي بدء ، لنقوى على إعادة تخليق واقع وانسان اجتماعي وحياة اجتماعية ونظام حكم سوى قابل للخروج من مخنق التشوه المعاد تخليقه بصورة آلية – أي لتحويل المبادئ وآليات النظرية المفترضة الى تحققها الواقعي – لن يتأتى سوى من خلال فهمنا لحقيقة ( عمل ادمغتنا ) المصاغة حول ادراك حقيقة الواقع والتعامل معه . . ك ( ادراك زائف وفهم خاطئ او مغلوط ) لحقيقة الواقع فيما هو عليه وليس وفق ما تمليه علينا ذواتنا من فهم او حتى من خلال التقاط مؤشرات عن حدث ما واسقاط مؤشرات من زوايا أخرى يتم تجاهلها ومن ثم نطلق الاحكام والاستنطاق التعليلي عن كلية الحدث . كما ومن عيوب ادمغتنا العقلية ، انها وفق مسيطر الغيبي المطلق على عقولنا وعمل ادمغتنا ، تجعلنا نتعامل بقطعية كلية لكل حدث اجتماعي ك ( فترة زمنية قدرية مطلقة ) – كفترة حكم الحمدي في شمال اليمن 1874-1977 ، او حكم علي عفاش 1978-2011م ، وذلك بعزل مطلق بين فترتي الحدث او حتى مع ما قبلهما او بعدهما الى اليوم – ولكون التاريخ الخاص لا يتكرر ، أي أن المتخلقات واقعا وفي المجتمع لن تتكرر في الفترة اللاحقة عن ما كانت في سابقاتها ، وذلك على صعيد الظاهر شكلا من الظواهر والمظاهر والخصائص والسمات وحتى الطباع ، ولكن غير المدرك في العقل اليمني هو ذلك المتكرر العام خلال العقود ال7 وحتى ال10 واكثر ، والمتمثل باستمرار عودة انتاج ( السائد قوة متسلطة قيميا ) على المجتمع والانسان والحياة ، ق ( الابوية ) يظل معاد قوة تسلطها بمكون ما قبل الدولة ، والمتمثلة بالتسلط النفوذي المستقوي للعشيرة والقبيلة على كامل مكونات بنية المجتمع الحديث ، ومثلها من بعد اخر قوة التسلط الاستقوائي لمجاميع الدين السياسي والمذهبي المناطقي على كامل مكونات المجتمع ، حيث تحضر قيم ( العرف ) للأولى اعلى استبدالا للدستور والقانون الذين يبنى على اساسيهما نظام الحكم والدولة ويدار تنظيم المجتمع وحقوق من خلالهما ( افتراضا ) ، كما وتحضر قيم ( التشريع الديني ) للثانية اعلى استبدالا عن التشريع القانوني للدستور والقوانين الوضعية المنظمة للمجتمع - وعليه رغم سيادة مظاهر العصر المدنية على عموم حياة الواقع ( شكليا ) ، إلا ان السائد مضمونا قيم القديم ، حيث تظل آلية اعادة انتاج التمايزات التراتبيات للمكانة والوضع بين مكونات المجتمع ليس على اساس العلم والمعرفة والأخلاق والعمل وطبيعة العطاء ونوعه ، ولكن وفق القيم الرعوية القديمة ، فالمشيخة والعائلة السلالية المذهبية والدينية السياسية – المرتبطة ثلاثتها بالسلطة المانحة لها قوة التنفذ والاستعلاء على كامل المجتمع – وهو ما يجعلها واقعا اعلى رتبة تميز عن سائر أناس المجتمع – وتكون العلاقات الاجتماعية الناظمة للمجتمع موجهة اصطفاء – بفعل التنفذ السيادي الاستقوائي – بما هو مملي عن مشيئة تلك الثلاثية ومصالحها الخاصة – وهنا جرى التحول الزمني الشكلي الحديث على هذا المضمون التقليدي القديم من الوجود الاجتماعي ، بأن رتبة المكانة الاجتماعية الأعلى بدلا عن ما كانت جوهرا تقوم على التوريث السلالي العائلي ، لتقوم على جوهر قيمة وجودها ( السلطوي ) – أي علاقتها بسلطة نظام الحكم وليس على التوارث المجتمعي – لتتخذ شكلها الأكثر حداثة بجمعها امتلاكا صفة السلطة والملك او الثروة – حتى وصلت الى احدث اشكالها العصرية بممارستها كافة الاشغال المديرة للمجتمع والمتحكمة به وحياة افرادة ، كأعمال الإدارة السلطوية في الدولة المدنية والعسكرية ، وإدارة رأس المال الاقتصادي والتجاري ، والإدارة الاجتماعية – بصورة النقابات والمنظمات الاهلية – والإدارة السياسية المجتمعية بصورة عمل الأحزاب والتنظيمات . . بما فيها المعرفة بالمدنية – وبتعبير عامي يمني شائع التداول : ( القبيلي والفقيه والسلالي ) هو الرمز القيمي الأعلى مكانة للمجتمع ويقتدى به ، وهو رأس الدولة والقائد العسكري ، وهو الحكومة بهندامه المدني المعاصر ، وهو التاجر وصاحب الشركات والمصانع ، وهو السفير ، وهو المفكر والمبدع ، وهو أيضا العالم والمخطط ، وهو الأفضل تمثيلا عصريا لليمن في الخارج – أما على صعيد الحكم ، تظل عملية إعادة انتاج دولة ما قبل الدولة بنظاميتها الفاسدة وطابعها الجاهل المعادي للعلم مضمونا هو الثابت واقعا خلال كل الفترات ، ومثلها عملية إعادة الإنتاج المتكرر لنظام حكم الفرد العائلي المطلق الاستبدادي البوليسي – واخر شكل راهن لهذا الأخير بصورة ثلاثي قوى كانتونات الوكالة المليشاوية المسلحة التابعة للخارج .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. النزوح السوري في لبنان.. تشكيك بهدف المساعدات الأوروبية| #ال


.. روسيا تواصل تقدمها على عدة جبهات.. فما سر هذا التراجع الكبير




.. عملية اجتياح رفح.. بين محادثات التهدئة في القاهرة وإصرار نتن


.. التهدئة في غزة.. هل بات الاتفاق وشيكا؟ | #غرفة_الأخبار




.. فايز الدويري: ضربات المقاومة ستجبر قوات الاحتلال على الخروج