الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إنتظار مع قصص أخرى

عبد الرزاق السويراوي

2023 / 9 / 20
الادب والفن


إنْدماج
تثاقلها في سيرها كان يوحي أنّها تعدّتْ الخمسين وربما حتى الستين،  فيما هو ما زال في مقتبل العمر .. لم يكونا في تلك اللحظة، على موعد ، فقط، جَمَعَتْهُما حاجة التبضّع من السوق المزدحم كالعادة في ضحى كل صباح .. قرّر عبور الشارع ثمّ تريّث قليلاً، كانت هي الإخرى تهمّ بالعبورنحو الجهة الإخرى، خمّنَ، بل أيْقن، أنّها سوف لا تتمكّن من العبور بسهولة، فشدة الزحام  تبتلع كل الفراغات .أمْسكَ بيدها وسارا ببطء بضع خطوات .. قبيل وصولهما منتصف الشارع  أصْبحتْ رغبتهما في عبور الشارع حيث  الجهة الإخرى، مستحيلة تماماً , فالمكان بأسْره هزّهُ إنفجار عنيف لم يبْقِ من جسديهما سوى بضع قطع متناثرة من اللحم المتفحّم ..
****
صورة
في لحظةٍ ما، إعتبرتُ نفسي فيها أنني أوفرُ حظاً من غيري، فقد كانت مصادفة أكثر من رائعة، بل وعجيبة، حين شاهدتُ المتنبي، شاعرنا الكبير، يتجوّل في سكك مدينتنا وحاراتها، وللحق، لحظتها، لم أستطع تخمينَ هدف زيارته على وجه الدقة، أهيَ للنزهة أمْ لهدفٍ آخر. وعلى عجل، عرّفته بنفسي كونه لا يعرفني بالطبع، فأدهشني إرتباكُه الشديد والواضح وهو يهمُّ بالإنصراف عني، بل عن المكان كله، قلت له متوسلا .. ” سيدي … شاعرنا العظيم المبجل ، يسعدني بل ويشرّفني أنْ ألتقط معك صورة للذكرى ” . تلفّتَ بكلّ الإتجاهات وهو مذعور ثم قال وبحزم قاطع ” وهل أنا مجنون لأتيح للقتلة الجُدُد فرصة التعرّف بي لإُقتَل من جديد ؟ ” .
****
لقاء
كان صباحاً رائقاً ، إذ إمتدتْ يدُه نحو يد حبيبته التي فارقته منذ مدة قريبة ، مدّ يدَه ثانية وثالثة ، وربما العاشرة، ورغم إشتعال رغبته الشديدة بمصافحتها ، لكن قوة مهيمنة شعر بها تحول دون تحقيق ملامسة كفّه لكف حبيبته ، كرّر المحاولة وبإصرار شديد ولمرات عديدة فلم ينجح ، بعدها إستدار ، وبإنزعاجٍ واضح تاركا خلفه ، قبرا زيّنتٔ سطحَه العُلوي ، باقةُ وردٍ ملونة.
****
إنتظار 
مع الغبش وعلى خطّ التّماس السّاكن مع العدو  ،باغتتْهُ رصاصةُ قنصٍ وأخترقتْ رأسَه فأيقظ صدى أزيزها، طفله الرضيع من نومه ،حيث كان ينتظرُ عودة أبيه في أحدِ بيوتِ مدينته الغافية على البعد ، إنها لحظةُ حضورِ لغائبٍ لم يلتقِه الرضيع بعد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال


.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي




.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا