الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاستقرار قرار

واثق الجابري

2023 / 9 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


اتفقت معظم القوى السياسية والشعبية، على ان العراق يشهد استقرارًا سياسيًا غير مسبوق، شهدت له الدول اقليميًّا وعالميًّا لتترجم ذلك الى سباق في العلاقات والاستثمار مع العراق، وربما لا يعني بعض المواطنين ما يدور خلف كواليس السياسة، لكن كل الشعب يتأثر ويتذمر حين لا تستقر العملية السياسية.
تعددت عوامل عدم استقرار السياسة في فترات معينة، وأكثر تشخيصات أسبابها التي تغضب الشارع ولا تلائم الممارسة السياسية، حين تجد من يمارسها بقوة في كل السلطات، لكنه من أهم اسباب عدم الاستقرار والتعطيل والاعتراض والتنصل حينما يحدث خللٌ، وليس بعيدًا إن كان أحد عوامله الرئيسة.
واحد من الإشكالات طيلة السنوات المنصرمة، هو وجود قوى تعمل في البرلمان والحكومة عملها السياسي ودروها الإعلامي، التشكيك والتعطيل وتمارس دور الحكم والمعارضة، على مبدأ ( قدم في الحكومة وقدم في المعارضة)، وأي الكفتين يرجح تكون بدور متصدٍ أول وأن اختلف مع واقع وجودها السياسي.
تذمرت قوى سياسية وشعبية لم يحالفها الحظ، او حصلت على مقاعد قليلة، ومارست دور المعارض والمعطل والمشكك في عمل الحكومة والقوى السياسية، ويمكن اعتبار ذلك طبيعي إلاّ أن ما غيره من ينسحب او لا يشارك ويدعو لعدم المشاركة السياسية والشعبية، ويدفع القوى الشعبية الى تصديق ما يصدر لها، ويملأ اذن المتلقي لزجه في معسكر الاعتراض وعدم القبول بالحقائق وأن لامسها واقعيًّا.
إن الاستقرار الحالي ناجم عن تشكيل تحالف حاكم يتابع عمل الحكومة وتطلعه على كل خطواتها؛ تعود له بالتشاور ويعود لها بالمساعدة في حل الاشكالات، وغابت القوى التي تضع قدمًا في الحكومة ويدًا وإعلامًا تدفع به الجماهير، لفرض إرادة الأمر الواقع لتحقيق مراداتها ومزيداتها، لكن الشارع بدأ يتلمس الفارق الكبير والانسجام السياسي، الذي حتم على كل القوى تحمل مسؤولية مباشرة دون تنصل، وصار أساسًا لدفع الحكومة للإنطلاق بمشاريع تعبر عن برنامجها، ومنها الآني والمتوسط والاستراتيجي، كل حسب تخطيطه، ومنها ما أنجز وما وصل مراحل متقدمة وماهو استراتيجي اصبح المواطن يؤمن بإنتظار انجازه بسقفه الزمني.
ترجم الاستقرار السياسي الى أثر في طابع الخدمات وعمل الحكومة، وأدى الى قبول شعبي بخطوات الحكومة التي إنعكست على قطاعات متعددة، وأنتج هذا الاستقرار وحدة قرار، وهذا لا يعني لا وجود لإختلاف في وجهات النظر، إلاّ ان ذلك تكفلت به قوى سياسية، وتركت غرف السياسة للسياسة، وأبعدت الشارع عن الزج في خلافات واعتراضات في معظم أحيانها لتحقيق مآرب سياسية، وبذلك كان الاستقرار السياسي قرارًا أدرك خطورة عدمه، وكشف أنه سبب لنجاح حكومة، وجذب لعلاقات خارجية ناجحة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نذر حرب ووعيد لأمريكا وإسرائيل.. شاهد ما رصده فريق شبكتنا في


.. رغم تصنيفه إرهابيا.. أعلام -حزب الله - في مظاهرات أميركا.. ف




.. مراسل الجزيرة ينقل المشهد من محطة الشيخ رضوان لتحلية مياه ال


.. هل يكتب حراك طلاب الجامعات دعما لغزة فصلا جديدا في التاريخ ا




.. أهالي مدينة دير البلح يشيعون جثامين 9 شهداء من مستشفى شهداء