الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زهايمر الايام

عماد الطيب
كاتب

2023 / 9 / 20
الادب والفن


يقولون .. تبدأ اعمارنا حين نلتقي بمن نحب .. انا عمري ثلاثون عاما ونيف حسب القواعد التي سأذكرها .. قد يعيش الانسان بعمر طويل ولكن حين تسأله اي السنوات عشتها ولن تنساها فيتذكر ايام حبه وعشقه وفرحته ويوم عرسه ويوم نجاحه .. الخ من الايام .. ولكن لايريد ان يتذكر ايام وسنين الحزن والقحط لانها سنين لايرغب بذكرها ويتمنى زوالها عن ذاكرته .. اذن مقدار مايعيشه الانسان تتبلور في ايام عزه ومجده وهي ايام فرح في الحياة .. تتضمن دخول اشخاص نحبهم ويحبونا .. وهي ايام واوقات تنعش الذاكرة .. وغير ذلك فلايحسب بعمر حقيقي .. قد تكون وجهة نظر مثيرة للجدل .. يقول غابرييل ماركيز ان العُمر الحقيقي ليس ما بلغه أحدنا ، بل هو ما نشعر به من داخلنا . هنالك شباب ولكن تراهم بعمر الكهول .. وفي الوقت نفسه يشعر الرجل العجوز بروح الشباب .. كم شاهدت من أناس أعمارهم صغيرة.. لكن أرواحهم هرمة .. وآخرون قد قاربوا مائة عام.. لكن أرواحهم تحمل براءة الطفولة . منذ احببتها منحتني ذلك الشعور الخفي الذي يجعلني احب الحياة وابدع في عملي وامارس طقوسي اليومية التي تركتها لليأس .. فهي رغم تلك الامور الا انها تحمل طاقة ايجابية تشعرك وكأنك شاب بعمر العشرين .. تحب وتغرم وكأن الحياة تمد لك كل اذرعها .. يا له من شعور ويا لها من امرأة جميلة النفس . لها صوت انثوي يصعقك بشحنة من النشاط والاقبال على الحياة .. صرت امارس الرياضة واقلل من فترات الكسل الذي يلفني في الفراش كشرنقة ولكنها خرجت فراشة بأجمل الالوان .. تلك النوع من النساء يضعن الرجل في دائرة النجاح .. لو تكن هي بقربي دائما لأتوج سلطان الزمان واحكم العالم وافوز بجميع الالقاب . ولكن تلك امنيات واحلام .. ذهبت مع الايام .. حينها تشعر بالحزن والاكتئاب . ولاتلمس غير الفراغ والهواء . وتضيع حظوظك .. كسراب ماء لظمآن . واجد نفسي وحيدا بلارفيق وانيس .. وهيمان .. اتوه في دروب الحياة .. كطفل ضاع في زحمة الاسواق .. يبحث عن امه فلايراها في وجوه الغرباء .. وتكون دموعه هي العنوان .. ويصرخ بين الجموع صرخة اتقاذ .. اين امي .. فقد كانت هي بوصلته في الحياة وعكاز يتعكز عليها .. هكذا صرت تائه وحلمان .. وابكي في ظلمة الليل لعلي يزورني خيالها ويحيا في الوجدان . آه على ايام كانت الذ من الشهد والعسل . لتأتي بعدها ايام بصل .. اقول لها .. يمر قطار العمر سريعا ولايتوقف في محطاته وكأنه خرج عن السيطرة وانظمة التحكم وماعاد هنالك املا بالتوقف وسوف يصل لمحطتك الاخيرة محطما ومهشم الروح والعاطفة فلايبقى له اثر سوى اسم يضع على قبره دلالة للزائرين الذين يمرون له عابري سبيل .. ومن ثم يضيع الاثر بفعل ظروف الزمان . هكذا هي ذكرياتنا تتحول الى اطلال . وننسى بعضنا وتغدو صورنا شاحبة دون تفاصيل . ويكون الوداع هو العنوان .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اتكلم عربي.. إزاي أحفز ابنى لتعلم اللغة العربية لو في مدرسة


.. الفنان أحمد شاكر: كنت مديرا للمسرح القومى فكانت النتيجة .. إ




.. حب الفنان الفلسطيني كامل الباشا للسينما المصرية.. ورأيه في أ


.. فنان بولندي يتضامن مع فلسطين من أمام أحد معسكرات الاعتقال ال




.. عندما يلتقي الإبداع بالذكاء الاصطناعي: لوحات فنية تبهر الأنظ