الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثقافة الرعاع من (السحل بالحبال ) إلى ( الجثث المجهولة)

باسم المظفر

2006 / 11 / 11
الارهاب, الحرب والسلام


من يقود ألان ويوجة الثقافة والفكر والعلم و مستقبل الأجيال في هذا البلد ؟ هل هي الطبقة المثقفة أم (طبقة الشارع ) طبقة الرعاع والاميين وإنصاف المثقفين بأسلوبهم البدائي والغوغائي والسريع الاستفزاز والضعيف الشعور بالمسؤولية ؟؟
الحلقة الأولى التي وضعت الأسس لتسلق طبق الشارع نحو قيادة البلد بدأت مع حوادث الموصل 1959
عندما خرجت الجماهير التي أطلق عليها ( الجماهير الثورية الديموقراطية ,,,الخ)تسحل الجثث في الشوارع وتعلقها على أعمدة الكهرباء حينها أدلجت الطبقة المثقفة الأفعال الشنيعة هذه وبررتها ومنحت الشرعية الثورية لمحاكم الشارع التي قضت بالموت على العشرات خلال دقائق وسميت بالمحاكم الثورية , لقد أنزلت السياسة من الطبقة المثقفة إلى طبقة الشارع فكانت النتيجة تأسيس ثقافة ( السحل بالحبال ) . و تحول جزء من المثقفين إلى تابع إلى (طبقة الشارع ) يبررون ويوأدلجون الأفعال الشنيعة لطبقة الرعاع .
في عام 1963 تحولت طبقة الشارع إلى مؤسسة رسمية و جزء من مؤسسات الدولة ( الحرس القومي )تمارس رعاعيتها بأسلوب رسمي وبأسم القانون, أي تولت (طبقة الشارع ) القيادة الرسمية للدولة العراقية,وانتقلت ثقافة السحل بالحبال إلى إن تكون ممارسة طبيعية وقانونيه في أجهزة الدولة تمارس بمختلف الطرق والوسائل المبتكرة, وانتقلت ( المحكمة الثورية ) التي حاكمت وأعدمت العشرات في شوارع الموصل إلى إن تكون ( محكمة الثورة) تمارس دورها ألرعاعي ولكن بأسلوب قانوني وبعد إن كإن القتل بالعشرات في حوادث الموصل تتطور ليصبح بالمئات في زمن الحرس القومي مع ابتكار طرق سادية في التعذيب , ولتفرض على المجتمع السياسة الغوغائية والوحشية والبدائية , وساهمت ببناء الأسس لظهور الديكتاتورية والطغيان وتحولت ثقافة السحل بالحبال إلى ممارسة طبيعية وقانونية لأجهزة النظام الدكتاتوري , الذي خرج قادته من رحم طبق الشارع
بعد هذه التجربتين المأساويتين لممارسة السياسة والتي ساهمت بشكل كبير في تأخير البناء والتقدم والى خسران عشرات الفرص في ذالك والى دفع مئات الآلاف من المثقفين إلى الهجرة. تولد في ضمير الشعب العراقي الشعور بفداحة هذه الأعمال , لهذا كان هنالك أمل وحلم بأن ترجع قيادة المجتمع إلى الطبقة المثقفة وإعادة تأهيل طبقة الشارع ثقافيا وعلميا .
فعلا كان حلما أن تكون هنالك استفادة في استحداث طرق أكثر تحضرا في التعامل السياسي ولكن ما حدث بعد 2003 ييبن بأن الذين يمارسون السياسة ألان قد استفادوا من التجارب السابقة ولكن بأتجاة معاكس .
هل فعلا يجري ألان بناءا فكريا يؤسس دولة عراقية مفترض إن تكون قبلة شعوب المنطقة في الحرية والتقدم أم هو مجرد استمرار ولكن بدرجة أشد لثقافة السحل بالحبال ؟
لقد تناسلت (محكمة الثورة) الصدامية وولدت عشرات ( المحاكم الشرعية ) في الفرات الأعلى والأوسط وفي مناطق أخرى من العراق , بعد أن تخلت عن الإجراءات الشكلية من دفاع وقانون لتمارس دورها في إعدام العشرات يوميا وخلال دقائق , وليستعير تجربتها السيد مقتدى الصدر في جيشه المهدي وليستعيرها ( المجاهدون ) في المنطقة الغربية لقطع رقاب الناس بدم بارد , وثقافة المقابر الجماعية التي كان يبررها صدام حسين بأنها عمل وطني لمصلحة الشعب تناسلت إلى ثقافة ( الجثث المجهولة ) إلى تنتشر يوميا في بغداد , ولقد تضخمت ثقافة ( السحل بالحبال ) من مجرد بضعة أشخاص من الرعاع إلى بضعة الآلاف وأدواتهم من مجرد بضعة حبال إلى بنادق الكلاشنكوف ومدافع الهاون التي تقصف الاحياء السكنية في بغداد يوميا.
في الفرات الأعلى تسلطت طبقة الشارع المدججة بالسلاح والمشحونة حد الفيضان بالحقد والكراهية والتي دمرت معظم مؤسسات الدولة وأغلقت عمليا مؤسسات التعليم ( العدو لطبقة الشارع ) وأصبحت هي الموجة والقائد الفعلي للمجتمع في هذه المناطق والذين طوروا ثقافة السحل بالحبال إلى ثقافة ( قطع الرقاب ) لتصبح هذه الثقافة هي الطبيعية في المنطقة الغربية فالشرعية الدينية ( كانت تسمى الشرعية الثورية عام 1959 ) تجيز هذا العمل .
النموذج الثاني فقراء الشيعة وهم الذين دفعوا بشكل كبير ظريبة التميز الطائفي والحروب العبثية على مدى أجيال , هل هم فعلا حاجة ألان إلى أنموذج من قادة الشارع من أمثال مقتدى الصدر وأبو درع , ,وهل هم فعلا بحاجة إلى تهيج غريزة الانتقام لديهم أم بأمس الحاجة إلى تحسين وضعهم الاقتصادي والقضاء على البطالة وأرجاع الآلاف الأطفال منهم إلى مدارسهم وتحسين منظومة الخدمات من كهرباء وماء وصحة ,
ما لفرق بين اللذين برروا فعل الرعاع في الموصل ( 1959 ) وبين الذين يؤد لجون أفعال القتلة هذه الأيام
وما لفرق بين ثقافة المقابر الجماعية التي سادت في العهد الصدامي وثقافة ( الجثث المجهولة ) التي تجري يوميا ألان ؟
الغريزة العدوانية موجودة داخل كل أنسان ولكن كبتها والسيطرة عليها وتوجيهها بالقانون والسلوك الحضاري هي من واجبات الدولة المتحضرة وهي كذالك من الواجبات الأخلاقية لمنظمات المجتمع المدني ومنها على الأخص الأحزاب السياسية التي من الواضح أنها قد فجرتها بعنف خدمة لمصالح طائفية وشخصية وإقليمية ضيقة ومع مرور الوقت فقدت السيطرة على الرعاع اللذين هم الكتلة الرئيسية المحركة للسياسة العراقية الحالية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فولكسفاغن على خطى كوداك؟| الأخبار


.. هل ينجح الرئيس الأميركي القادم في إنهاء حروب العالم؟ | #بزنس




.. الإعلام الإسرائيلي يناقش الخسائر التي تكبدها الجيش خلال الحر


.. نافذة من أمريكا.. أيام قليلة قبل تحديد هوية الساكن الجديد لل




.. مواجهة قوية في قرعة ربع نهائي كأس الرابطة الإنكليزية