الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كسب تأييد الجماهير الكادحة للحزب

مرتضى العبيدي

2023 / 9 / 21
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


«إن الحزب هو تجسيد للروابط التي توحد طليعة الطبقة العاملة مع ملايين جماهير البروليتاريا. وحتى لو كان الحزب أفضل فصيلة طليعة، ولو كان منظما بشكل رائع، فإنه لا يستطيع أن يعيش أو يتطور دون أن تكون لديه روابط وحدة مع الجماهير غير الحزبية، دون مضاعفة هذه الروابط وتعزيزها. إن الحزب المنغلق على نفسه، المنعزل عن الجماهير، والذي فقد الروابط التي تربطه بطبقته، أو الذي لا يرتبط بها إلا بحلقات ضعيفة، يفقد بالضرورة ثقة الجماهير ودعمها، وبالتالي محكوم عليه حتما بالانطواء على نفسه وبالاندثار. ومن أجل أن يعيش ويتطور بشكل كامل، يجب على الحزب أن يضاعف روابطه مع الجماهير وأن يكسب ثقة جماهير الملايين من الرجال والنساء من طبقته.»
هذه الفقرة مأخوذة من "تاريخ الحزب الشيوعي (البلشفي) في اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية" وتشير إلى حوصلة مكثفة لإحدى الأطروحات الأساسية الواردة في كتاب "خطوة إلى الأمام، خطوتان إلى الوراء"، الذي كتبه لينين في شهر مايو 1904، ردًا على أطروحات المناشفة التي كانت تميل إلى تليين هيكل الحزب وعمله، وتقويض تماسكه وانضباطه وتعزيز الفردانية.
فالأطروحة الأولى التي طرحها لينين في الوثائق المذكورة أعلاه تقول إن "الحزب الماركسي جزء من الطبقة العاملة، فصيل منها"، لكنه يميز بين فصائل الطبقة العاملة العديدة التي يمكن أن توجد، إذ لا يتعلق الأمر بأيّ فصيل بل هو "الفصيل الطليعى، الفصيل الواعى، الفصيل الماركسى من الطبقة العاملة". يقول لينين: "يجب ألا نخلط بين الحزب والطبقة، ولا يذهب في ظننا أن كل مضرب عن العمل يمكن اعتباره عضوا في الحزب، لأن الخلط بين الحزب والطبقة يعادل خفض مستوى وعي الحزب إلى مستوى وعي أيّ مضرب عن العمل."
ولا يمكن فهم هذا التصريح على نحو يجعل من الحزب "طائفة" أو جماعة معزولة عن الجماهير. بل إن لينين نفسه شدّد على أنه لكي يكون الحزب حزبا شيوعيا حقيقيا، "يجب عليه أن يفوز بدعم الطبقة نفسها"، يجب على الحزب أن يوجه سيل الجماهير نحو الاحتجاج والنضال السياسي، وهذا بالضبط ما جعل البلاشفة يقودون الثورة إلى النصر عام 1917 وإقامة أول دولة اشتراكية، إلى أن أسقطها التحريفيون بعد وفاة جوزيف ستالين عام 1953.
ظل حزبنا (PCMLE)، منذ تأسيسه (1964)، مخلصًا للمفهوم اللينيني لتنظيم الحزب والدور الذي تلعبه الجماهير في التاريخ – ولللينينية بشكل عام نظرًا لطابعها الثوري – وسعى إلى إيجاد آليات متعددة لإنشاء وتعزيز العلاقات الأيديولوجية والسياسية والتنظيمية مع الجماهير.
وبهذه الطريقة، اقتحمنا المشهد السياسي للبلاد ولعبنا، جنبًا إلى جنب مع الجماهير، أدوارًا متسامية في أعمال نضالية مهمة. ونحن نواصل العمل على مراكمة القوى من أجل الثورة، أي عمل توعية وتنظيم الطبقة العاملة والشباب والقطاعات الشعبية حول مُثُل الثورة والاشتراكية، إحدى الركائز الأساسية لانتصار الثورة.
إن عملية تأكيد وتوسيع العلاقة الأيديولوجية والسياسية والعضوية مع الجماهير هي عملية دائمة. فالثوريون ليسوا الفاعلين الوحيدين على الساحة السياسية؛ فهناك قوى أخرى نتنافس معها على بسط النفوذ الأيديولوجي والسياسي بين الجماهير. ونقصد العمل الذي تروج له الإمبريالية، والبرجوازية الكبرى، والقطاعات الانتهازية التي تبذل جهودًا مختلفة لفصل العمال والشعب عن المثل الثورية وإبقائهم تحت التأثير الأيديولوجي والسياسي للبرجوازية، كدعم للنظام الرأسمالي القائم.
إن مضاعفة الروابط مع الجماهير – كما يوصي لينين –هي بالتحديد المهمة الأساسية واليومية التي علينا، نحن الشيوعيين الماركسيين اللينينيين، القيام بها. إذ يجب علينا أن نضمن توحدها كقوّة فاعلة مباشرة في الصراع من أجل السلطة. لكن يجب التأكيد على أن مثل هذا الانصهار يمكن أن يحدث طالما أن الوعي الطبقي السياسي يتطور داخلها، وهي مسؤولية تقع على عاتق الحزب.
ومن خلال مضاعفة وتنويع آليات العلاقة مع الجماهير، يجب على الحزب بالتالي أن يزيد من قدرته على التكيف مع مزاج العمال والشعب لفهم محاور النضال التي يمكنه تعبئة الجماهير حولها في لحظة معينة، ولاختيار أنسب أشكال التنظيم.
إن حركة جماهيرية واسعة حول الحزب، ومسيّسة حول المُثُل الثورية، تشكل أفضل سيناريو لتطوره التنظيمي، وتجنيد وتدريب الشيوعيين الجدد.
صحيفة الى الأمام، عدد 2065، من 19 إلى 25 سبتمبر 2023








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتقال عشرات الطلاب المتظاهرين المطالبين بوقف حرب غزة في جام


.. ماذا تريد الباطرونا من وراء تعديل مدونة الشغل؟ مداخلة إسماعي




.. وقفة احتجاجية لأنصار الحزب الاشتراكي الإسباني تضامنا مع رئيس


.. مشاهد لمتظاهرين يحتجون بالأعلام والكوفية الفلسطينية في شوارع




.. الشرطة تعتقل متظاهرين في جامعة -أورايا كامبس- بولاية كولوراد