الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رَقيُّ ديجيتالٌ رَقميٌّ

علي الجنابي
كاتب

(Ali . El-ganabi)

2023 / 9 / 21
كتابات ساخرة


سألنيَ حينَ الضُحى فيسُبوكُنا وبلسانٍ عَربيّ :
" بمَ تفكرُ يا عليّ" ؟ ف...
أجبتُهُ بنداءٍ متأوِّهٍ متأفِّفٍ وخَفيٍّ :
لا أفكِّرُ بل أنظرُ لفتايَ الأوحدِ ووريثي وهو للعهدِ وليّ، وكيفَ رمى (موبايلَ هاواوي) وذاك جهازٌ ثمينٌ وبالعلومِ ثريّ ، ف...
عَصَفَ بسلَّةِ أمّهِ وما حَوَت من خيراتِ تسوّقٍ في صباحِ نَديّ، ف...
قصَفَ السلّةَ فتَرَكَ كلَّ مافيها من فواكه ومن رِزقٍ مباركٍ وهنيّ، ف...
رَصَفَ رقيَّةً كبيرةً باطنُها دمويٌّ غيرُ ورديّ، وظاهرُها ربيعيٌّ مُدهامٌّ بهيّ، ف..
شقَّ جيدَها شقَّينِ بلا رحمةٍ بسكينٍ حادٍ لامعٍ طويلٍ سَويّ، ف...
قضَمَ قضمةً فبصقَ القضمةَ في فضاءِ مطبخ أمِّهِ الهنيّ! ف...
وبَّختُهُ؛
" لمَ ذا الرعونةُ! فما هكذا يُفلقُ الرقيّ! أيُّها الثورٌ الدَّنيّ وماهكذا توردُ الإبلُ ألا يا بغلُ شقيّ!" ف...
ردَّ عليَّ بردٍّ حَسِبَهُ حاسماً ذا كلمةٍ قاهرٍةٍ وحجةٍ باهرةٍ بسلطانٍ قويّ:
" إنَّ في هذه الرَّقيَّةِ خيوطاً كأنّها فراءُ قنفذٍ برّيٍّ!! وأفٍّ أف! فقد رَحَلَتْ لذةٌ وبركةُ الرَّقيّ يا أبي الأبيِّ مع زمانِنا الأوليّ، ذلك زمان الطيبينَ الوفيِّ السخيِّ، ثمَّ قلْ لي يا أبي: أفَحَسِبتَ أنّكَ فُزتَ بربَّةِ بيتٍ فَطِنٍ وفيٍّ، وهي في التّسوقِ ذكيّ؟ أَمَا وأنَّها لثقيلةُ الحسابِ بخيلةُ الجواب مظلمةُ الجلباب قليلةُ الخطابِ، ولا تَميزُ بينَ رقيّ وكرة (ميسيّ)!
واهٍ ! قد..
كدتُ أؤمنُ فأتَجَسَّرُ أنا على زمانِنا الأولي وأتَحَسَّرُ على زمانِ ولدنا العجلِ الهائجِ بِدَوِيّ، ف...
إلتفتُ أنا الى أمّهِ من علوٍّ مُوبِّخاً مُعَنِّفاً بحرفٍ غليظٍ لكنه غيرُ بَذيّ؛
" ويحكِ من إمرأة: أوَلم تعلمي أن (قنافذَ ولدنا) غادرتِ أشواكَها وتكوّرَها الرَّزيّ، وتزيَّنت ب (فراءِ ثعلبٍ) بديعٍ سريعٍ في الجريّ؟
أفَحقَّاً يا إمرأة أن زمانَ إبننا خيرٌ من زمانٍ لنا أوليّ، وكنا نظن أنهُ هو الزمانُ الزكيُّ النَّقيّ؟
أوَحقّاً أنَّكِ جهولٌ بشراءِ مكوراتٍ من رقيّ قرمزيّ؟ أما تتعلّمينَ يا أمَةَ اللهِ تسوّقَاً كنسوةِ الجيران هنيّاً وبحسٍّ رويّ؟ أنصتي إذاً إليّ :
دَعي عنكِ التبضُّعَ الأهوجَ الظَّنِّيّ، وإربشي كلَّ سلةِ ثمرٍ طريٍّ، من سلالِ البقالةِ رَبشاً قوي، وأنبشيها نبشاً يغوصُ الى قاعِ السلالِ فثَمَّ طيِّبُ الثمرِ قابعٌ وغَنيّ ، وهنالكَ وحسب تجدينَ ضالّتَكِ من طُعمٍ طاعمٍ زكيٍّ شهيّ، وساعتئذٍ...
سنَسعَدُ نحن بطُعمهِ وترتاحينَ أنت منه حين الطّهيّ، وحذارِ حذارِ من تبضُّعِ في قادمٍ لثمارٍ من بطيخٍ أو رقيٍّ، مالم يكُ البطيخُ بلا قشورٍ و الرَّقيُ بلا بذورٍ ولا خيوطٍ ولونُهُ دمويٌّ غيرُ ورديّ، كي يستمرئَ "ولي العهد" بطعمهِ الشهيّ، ولكيلا يُضطرَّ القنفذُ لإرتداءِ بردةَ ثعلبٍ بريّ،
ثمَّ أنَّ لكِ أن تستعلمي شيخَنا البقَّالَ الوقورَ العُتيّ، أو أن تستفهمي إبنَهُ "سَتَّوريّ" الأشعثَ الأغبرَ الغبيّ؛
( أعندكم يا أخا الفِكرِ العَلي، ثمراتُ رقيٌٍ متحضِّرٍ ديجيتالٍ رقميٍّ؟).
وإنَّما للمُزحةِ فسحةٌ.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط


.. فيلم تسجيلي عن مجمع هاير مصر للصناعات الإلكترونية




.. جبهة الخلاص الوطني تصف الانتخابات الرئاسية بالمسرحية في تونس


.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل




.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة