الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فيليب كوتا: خطان في الحركة النقابية

محمد علي الماوي

2023 / 9 / 22
ملف 1 ايار-ماي يوم العمال العالمي2023: دور وأهمية التضامن والتحالف الأممي للطبقة العاملة


خطان متناقضان في الحركة النقابية العالمية (فيليب كوتا)
الترودونيونية
(الحياد النقابي)
أ - لقد ظهرت البروليتاريا اول ما ظهرت في بريطانيا وهي أقدم البلدان الرأسمالية وصاحب ظهورها بروز اولى المنظمات العمالية. ورغم ان الحكومة البريطانية قد منعت بقانون 1799 و1800 هذه المنظمات واولى اضراباتها فان عمال النسيج والمناجم انشؤوا سلسلة من المنظمات الجديدة منها ما هو غير قانوني ومنها ما هو شبه قانوني. مما جعل البرلمان البريطاني يجد نفسه مجبرا على المصادقة على قوانين تمنح للطبقة العاملة حق الانتظام في نقابات وذلك بسبب ما سلطه العمال من ضغط قوى وصل احيانا حد التمرد....
ثم ظهرت في انجلترا الترودونيونات: اولى المنظمات النقابية إثر الغاء القوانين التي تحجر تكوين منظمات عمالية. وبعد ان كانت هذه المنظمات تضم العمال ذوي الكفاءات بحسب مهنهم وأحيانا بحسب اختصاصاتهم سنة 1868 على المستوى القومي، تأسست منظمة مركزية واحدة هي: مؤتمر الترودونيونات(توك) الذي تنص تراتبه على "ان يلتئم اجتماعه مرة كل سنة طيلة اربعة ايام بداية من اول يوم اثنين من شهر سبتمبر"(5)
لقد تطورت الحركة العمالية والنقابية في بريطانيا العظمى في ظروف خاصة في الوقت الذي تعاظمت فيه تعاظما مهولا قوة البرجوازية اقتصاديا نتيجة استغلال البروليتاريا الانجليزية استغلالا فاحشا ونتيجة ما خضعت له عديد البلدان المستعمرة من نهب شرس وتمكنت البرجوازية الانجليزية بفضل ما لديها من ارباح هائلة من ان تبادر الى ارشاء قادة الطبقة العاملة فتكونت منهم ومن العمال ذوي اعلى الكفاءات وزعماء النقابات والمهيآت العمالية الفئة الواسعة لأرستقراطية الطبقة العاملة التي اصبحت تشارك في اجهزة البلاد السياسية والبرلمان واجهزة السلطة المحلية وغير ذلك.
ولوحظ في هذه الظروف تطور تيار في بريطانيا عرف باسم الترودونيونية تركز نشاطه-كما هو الحال في ايامنا هذه- على قاعدة الوفاق الطبقي وعلى مناعة كل من النظام البرجوازي والملكية الخاصة من كل انتهاكات وعلى الدفاع عن مصالح المجموعات العمالية الاكثر امتيازا. وهكذا فان الترودونيونات لا تناضل من اجل القضاء على النظام الرأسمالي وكل ما يتبعه وانما تناضل من اجل تحسينه وهي لا تنتهج في نضالها من الاشكال الا ما تراه البرجوازية مقبولا من ذلك المفاوضات والاتفاقات مع الاعراف او مشاركتها في مختلف الاجهزة الاقتصادية الدولية منها والخاصة او ما كان يعتقد بين "الترودونيونات والاعراف" من تحكيم كان لممثلي الدولة البرجوازية الدور الحاسم فيه...والى غير ذلك من الاشكال الاخرى.
ترتكز الايديولوجية الترودونية على نظرية العفوية .وهذه النظرية من حيث كونها نظرية انتهازية تعتمد على عفوية تطور الحركة العمالية وقد قال لينين: "ان الحركة العمالية العفوية هي الترودونيونية وبعبارة اخرى فالترودونيونية هي بالضبط استعباد البرجوازية للعمال"(6) واذا تعلن الترودونيونات البريطانية تمسكها بالمبدأ الذي "يحجر ممارسة كل شكل سياسي داخل اتحاداتها فإنها تواصل بذلك حصر نشاطها في اطار ضيق وحيد هو اطار المطالب الاقتصادية في حين يتولى حزب العمال معالجة المسائل ذات الطابع "السياسي" هذا الحزب الذي لم يكن في اصله الا نتاجا للحركة النقابية المتبرجزة والناطق الرسمي باسمها في البرلمان.
لقد كانت الترودونيونات البريطانية في البداية تمثل مرحلة من مراحل تطور الطبقة العاملة التي لم تكن لها فيها الا تجربة ضعيفة ولم تكن فيها الا في خطواتها الاولى. واذا كان ظهور الترودونيونات في تلك الفترة ظاهرة تقدمية في تاريخ الحركة العمالية فان الترودونيونية انقلبت الى تيار انتهازي داخل الحركة النقابية يلعب دورا سلبيا."
ب- الفوضوية النقابية
لقد شاركت البروليتاريا الفرنسية في العديد من المعارك وثورات غير ان كمونة باريس 1870 كانت ولا تزال حدثا ذا بعد تاريخي كبير. اذ هي المرة الاولى التي تنتزع فيها البروليتاريا الحكم من البرجوازية وتقوم بمحاولاتها الأولى لإقامة ديكتا توريتها. لقد أعطت كمونة باريس للحركة العمالية والنقابية في فرنسا وخارجها دفعا جديدا. وبالرغم مما اتخذته الرجعية بعد هزيمة الكمونة من إجراءات قصوى فان الحركة العمالية ما انفكت تنمو وتتطور.
ولقد ظهرت في فرنسا بداية من 1860 الغرف النقابية وهي منظمات محلية أنشئت على أساس تنوع المهن. وقد بلغ عدد العمال الذين انخرطوا في هذه المنظمات قرابة مائة ألف عضو سنة 1884 عندما اعترف البرلمان بالحق النقابي. وكان الفرع الفرنسي للأممية الأولى يدير بعض الغرف النقابية. اما بورصات الشغل التي ظهرت الى الوجود بعد الغرف النقابية فقد كانت البلديات هي التي تنظمها في البداية وقد كانت بورصات الشغل تضطلع بالبحث عن الشغل للعمال وإعانة منخرطيها والقيام بأنشطة ثقافية. وتأسست إثر توحد كل النقابات كنفيدرالية الشغل العامة (س.ج.ت) سنة 1895 ثم انضمت اليها بعد أعوام قليلة الجامعة القومية لبورصات فرنسا.
وحافظت فرنسا على اشكال الملكية الصغيرة رغم تقدمها الصناعي "وهكذا كان معدل العمال لدى العرف الواحد سنة 1900 أربعة وكانت تسعة اعشار المؤسسات تشغل اقل من عشرة عمال" (7) – (...)
لقد ساعدت الظروف الاقتصادية والسياسية التي شهدها القرن الماضي وبداية القرن الحالي حتى أوائل الحرب العالمية الأولى على ظهور الأفكار الفوضوية النقابية وانتشارها صلب الحركة العمالية الفرنسية. ويعزى هذا التيار المعروف بعهد 1906 خاصة "بالنقابية الثورية" الى انهيار الشريحة المتوسطة النابعة من البرجوازية الصغيرة التي أصبحت تضخم صفوف البروليتاريا وجلبت معها أيديولوجية البرجوازية الصغيرة –هذه الأيديولوجية أصبحت قاعدة اجتماعية عليها ترتكز الفوضوية النقابية. ووجد هذا التيار مجالا ملائما لأسباب منها ان نشاط المسيرين النقابيين الانتهازي والاصلاحي والحزب الاشتراكي الفرنسي قد خيب آمال العمال. فأصبحت فرنسا تعرف ب «وطن الفوضوية النقابية" ثم امتد بعدئذ الى ايطاليا واسبانيا والبرتغال والأرجنتين والمكسيك وغيرها: هذه البلدان التي تميزت كلها بتأخر واضح في تطورها الرأسمالي. ولذلك اعتبرت الفوضوية النقابية ظاهرة خاصة بالبلدان الناطقة بالغات اللاتينية الأصل.
هيمنت المفاهيم الفوضوية النقابية بادئ الامر على كونفدرالية الشغل الفرنسية التي تبنت في مؤتمرها المنعقد سنة 1906 "ميثاق آميانس" وهو وثيقة تحدد برنامج الفوضوية النقابية
وارضيتها الأيديولوجية وكانت هذه الوثيقة تؤكد انه" على الحركة النقابية ان تتخذ من الاضراب العام وسيلة عمل وان تعتبر ان النقابة – وقد أصبحت الان مركز مقاومة – ستكون في المستقبل مركز انتاج وتوزيع وقاعدة لإعادة التنظيم الاجتماعي" (8)
وقد كان الفوضويون يعتبرون الاضراب العام السلمي على طريقة "الايدي المكتوفة" الشكل الارقى والأكثر جذرية في نضال البروليتاريا. ويتمثل هدفهم النهائي في قلب الرأسمالية دون القيام بالثورة وفي الاستيلاء على السلطة بالإضراب العام الذي يرون فيه
"وسيلة مثلى للثورة يتحاشى إراقة الدماء". كما كانوا يعارضون كل شكل من اشكال الدولة
مهما يكن طابعها ويعتبرون النقابات الشكل الأوحد في تنظيم البروليتاريا ومقاومة البرجوازية. وكانوا يريدون ان يحل المعمل محل الحكومة. ان الفوضويين اذ يعلنون استقلالية النقابات عن أحزاب الطبقة العاملة السياسية فانهم ينكرون بذلك نضال الطبقة العاملة السياسي وما لحزبها من دور قيادي. كما ينكرون الانتفاضة المسلحة ودكتاتورية البروليتاريا ضد البرجوازية.
لقد أدخلت الفوضوية- وهي تيار برجوازي صغير-في الحركة العمالية والنقابية ايديولوجية الفوضوية وسياستها وتكتيكها. وهكذا تم تبني اشكال عمل من بينها التخريب وتحطيم الآلات وإتلاف المواد الأولية والإنتاج وغيره. وكانت الإضرابات والاعمال التخريبية مهما يكن نوعها تعتبر "رياضة ثورية". وقد وصف لينين الفوضوية بانها "توأم الانتهازية والاصلاحية اليسارية الاصيلة".
ان التيارات الفوضوية النقابية التي تخفي انتهازيتها تحت عبارات ثورية لاتزال الى اليوم بارزة في الحركة النقابية تحت غطاء تسميات أخرى وفروق طفيفة متنوعة. انها اليوم كشأنها بالأمس لا تزال تلحق بالحركة النقابية ضررا فادحا.
الإحالة
(7) م. دوبيارف "الحركة النقابية الثورية" باريس 1969 ص 7
(8) ج. رينو "النقابات في فرنسا" باريس 1963 ص 83
(9) }. لوفرانك " الحركة النقابية في العالم" باريس 1963 ص13
الفصل الثاني
حول الخطين المتعاديين في الحركة النقابية العالمية
لقد بدأ في الربع الأخير من القرن التاسع عشر يظهر صلب الطبقة العاملة خطان مختلفان أخذا في التباعد تدريجيا هما: الخط الانتهازي وخط صراع الطبقات البروليتاري وذلك عندما أصبحت الحركة العمالية والنقابية تمثل قوة منظمة اكتسبت وزنا أكبر على الصعيد السياسي والاجتماعي. ويشكل هذان الخطان المتناقضان اليوم كما كانا بالأمس ارضيتين سياسيتين وايديولوجيتين مختلفتين.
1) الخط الإصلاحي والانتهازي
لقد حددت سلسلة من الظروف الموضوعية الاقتصادية منها والاجتماعية نشأة الانتهازية والاصلاحية وتطورهما في صفوف الحركة العمالية والنقابية ويمكن ان نذكر من هذه الظروف:
أولا: ظروف تطور الرأسمالية السلمي نسبيا وقت لم تكن كل التناقضات الملازمة للمجتمع الرأسمالي بعد ظاهرة بنفس الحدة التي ستكون عليها في مرحلة ما بعد الازمة العامة الرأسمالية وجنت البرجوازية من استغلالها البلدان المستعمرة استغلالا وحشيا وننهبا فضيعا أرباحا طائلة. فقد أدى تطور الرأسمالية السريع-ولو انه تطور صاحبته أزمات-الى تحسين ظروف الطبقة العاملة تحسينا نسبيا ووقتيا من ذلك: تخفيض ساعات العمل وزيادة في الأجور وإقرار قوانين صيانة العمل والضمان الاجتماعي وغيره...وهكذا مثلا فان الجمهور العريض من الشغالين في المانيا ارتفعت بنسبة 15 بالمائة خلال العشرية الأخيرة من القرن التاسع عشر اما أجور الشغالين المختصين فقد ارتفعت بنسبة 50 بالمائة.
ثانيا: ان صغار المنتجين-وهم الشرائح العريضة من الحرفيين والفلاحين والبرجوازية الصغيرة المتدهورة –التحقوا إثر تطور الملكية الرأسمالية الكبرى بالبروليتاريا فضخموا صفوفها وعفنوا-تحت قوة ضغط البرجوازية وايديولوجيتها –الطبقة العاملة والحركة النقابية بأفكارهم البرجوازية الصغيرة ونشروا بينها الاضطراب والفوضى والتردد. كما جلبت هذه الشرائح الى صفوف الطبقة العاملة مفاهيم واوهاما إصلاحية.
ثالثا: ان قسما من العمال وهو ما يعرف بأرستقراطية الطبقة العاملة أفسدته البرجوازية فشكل نخبة انفصلت عن جمهور الطبقة العاملة وأصبحت-من حيث وضعها الاقتصادي وطريقتها في التفكير-لا تختلف الا جزئيا عن البرجوازية اذ هي تمثل في الواقع مصالح البرجوازية وتصورها للعالم وقاعدتها الاجتماعية وسندها الأساسي في صلب الحركة العمالية والنقابية.
وهكذا فان الذي افضى الى ميلاد التيار الانتهازي والاصلاحي وتطوره وبروز أرضية سياسية للطبقة العاملة والحركة النقابية أوضاع أولها: الظروف المتعلقة بقانونية الحركة العمالية والنقابية وثانيها: اتساع صفوفها نتيجة انضمام عديد العناصر المتأتية من البرجوازية الصغيرة وثالثها: جو انتصارات بعض الأحزاب العمالية في الانتخابات حتى ان برلمانات عشر دول متطورة صناعيا كانت تضم أكثر من مائتي نائب عن هذه الأحزاب
ورابعها: بعض المكاسب الجزئية في الميدان الاجتماعي. ولقد شهدت هذه المرحلة بعض النظريات والاطروحات التي سرعان ما طبقها انتهازيون واصلاحيون في الحركة النقابية.
فاحتلت الاتجاهات الحرفية الترودونيونية الضيقة مكانة في النقابات وحصرت نشاطها في بعض المطالب الاقتصادية وجمع الاشتراكات بل تحولت في بعض الأحيان الى منظمات ثقافية وتعاونية وأصبح مبدأ الوفاق الطبقي أساسيا في الحركة النقابية وصار "الزعماء" النقابيون يعتبرون منبر البرلمان وسيلتهم الأساسية في النضال.
2) حول بعض المبادئ الاساسية في الحركة النقابية الطبقية.
لقد كان أول من وضع للحركة النقابية الطبقية قواعدها النظرية والتطبيقية والتنظيمية
هما: ك. ماركس وف. انجلز مؤسسا الشيوعية والفلسفة المادية الجدلية والمادية التاريخية الثوريتين لانهما يعتبران النقابة مدرسة البروليتاريا في صراعها الطبقي في ظروف النظام الرأسمالي. كما ان ماركس حدد بوضوح دور الحركة النقابية ومهامها حينما قال: " ان الترودونيونات-وهي مراكز مقاومة لتجاوزات راس المال-لتقوم بدور ناجح لكنها تخطئ جزئيا هدفها بمجرد كونها لا توظف قوتها الا بقدر ضئيل من الذكاء وتخطئ تماما هدفها بمجرد كونها تقصر نشاطها على حرب مناوشات ضد نتائج النظام القائم بدل ان تعمل في نفس الوقت على تغييره وعلى استعمال قوتها المنظمة أداة تحرر بفضلها الطبقة العاملة تحريرا نهائيا. اي من اجل القضاء نهائيا على نظام الأجرة"(1)
لقد وضع ماركس في تقريره "حول دور النقابات واهميتها ومهامها" الذي تقدم به الى مؤتمر الأممية الأولى المنعقد سنة 1866 بجينيف الأسس الأولى في التصور الماركسي للنقابات باعتبارها منظمات طبقية من واجبها حسب هذا التقرير ان تكون مراكز تنظيم الطبقة العاملة وان تكون مهمتها النضال من أجل تحريرها الكامل ومساندة كل حركة ثورية.
فمن واجب العمال إذا ان لا يهولوا من قيمة النضال الاقتصادي (وهو ما كان يلاحظ لدى العمال الانجليز) ولا ان يستهينوا بشأنه (مثلما كان الامر لدى العمال الفرنسيين والالمان) فلم تكن النقابات –حسب هذا التقرير ظاهرة شرعية فحسب- بل هي زيادة على ذلك ظاهرة لا غنى عنها لتنظيم الطبقة العاملة في مواجهة الاستغلال الرأسمالي.
وقد صاغ لينين فيما بعد –في معرض تحليله لصراع الطبقات صياغة علمية –برنامجا عريضا للنقابات سياسيا وايديولوجيا وتنظيميا فزاد في تطوير النظرية الجديدة للحركة النقابية الثورية ودعمها بحجج نظرية وحدد لها ما يجب ان تضطلع به من دور ووظائف
ومهام طوال المراحل الثلاث: المرحلة الامبريالية ومرحلة التحول من الرأسمالية الى الاشتراكية ومرحلة بناء المجتمع الاشتراكي. فقد كان لينين يعتبر النقابات في مرحلة الرأسمالية منظمات أساسية –فهي مراكز مقاومة وتنظيم ووحدة في مواجهة البرجوازية كما انها تدرب من اجل ان يتربى العمال تربية طبقية حيث يكونون وعيهم الطبقي ويطورونه ويناضلون بحزم ضد الاستغلال والاضطهاد الرأسماليين.
كما أبرز لينين في معرض رفضه للطرح الإصلاحي والانتهازي حول "حياد" النقابات تجاه أحزاب الطبقة العاملة السياسية ضرورة ان لا تبقى النقابات بعيدة عن الأيديولوجيا والسياسة بل يجب ان يكون لكل منظمة ولكل حركة اجتماعية مفاهيمها الخاصة السياسية والأيديولوجية المناسبة للطبقة التي تمثلها. وهكذا إذا فانه يتحتم على النقابات وهي منظمات الطبقة العاملة ان تسيّرها الايديولوجيا البروليتارية ويواصل لينين قائلا: "ان العمل في النقابات يجب ان لا يسير في اتجاه الحياد وانما في اتجاه أوثق فأوثق صلة بين النقابات والحزب الاشتراكي الديمقراطي"(2)
فقد كان لينين يعتبر النقابات حلقات صلبة واداة رابطة بين الحزب وجماهير الشغالين العريضة كما ان الحزب البلشفي في روسيا هو الذي أسس الحركة النقابية الثورية وذلك بخلاف مما كان في البلدان الرأسمالية الأخرى.
كما قاد لينين من ناحية أخرى نضالا لا هوادة فيه ضد الانحراف النقابي والانحراف الفوضوي في صفوف الحزب الشيوعي البلشفي الروسي وتمثل هذين الانحرافين الجماعة المسماة ب «المعارضة العمالية" التي كانت تعتبر النقابات الشكل الارقى لتنظيم الطبقة العاملة وتعتبر ان تسيير كل الاقتصاد الوطني يجب ان يوكل الى "مؤتمر المنتجين الروس"
المجتمعين في النقابات.
اما بعد ثورة أكتوبر الاشتراكية العظمى فقد وضح لينين للمرة الأولى الضرورة التاريخية للنقابات في ظرف دكتاتورية البروليتاريا وحدد دورها ووظائفها في مرحلة بناء المجتمع الاشتراكي باعتبارها منظمات تشمل أوسع جماهير الطبقة العاملة.
وقد كان لينين يعتبر النقابات "منظمة الطبقة الحاكمة أي الطبقة الماسكة بالسلطة منظمة تمارس الدكتاتورية وتسلط الاكراه الصادر عن الدولة ولكنها ليست منظمة الدولة ولا هي استبدادية وانما هي مدرسة الشيوعية في التربية والتدريب والتثقيف"(3)
الإحالة
(1) ماركس –انجلز: المؤلفات المختارة مجلد 1 ص472-منشورات التقدم موسكو
(2) لينين. حياد النقابات المؤلفات مجلد 13-ص 482 –منشورات التقدم موسكو 1967
(3) لينين: النقابات والوضع الراهن وأخطاء تر وتسكي-المؤلفات مجلد 32ص 12-منشورات باللغات الأجنبية موسكو
الترجمة: مجلة دليل الممارسة 1987
النسخ. م.ع. الماوي
(من كتاب فيليب كوتا. خطان متقابلان صلب الحركة النقابية العالمية: يحتوي الجزء الأول المترجم على 4 فصول: نشأة الحركة النقابية وتطورها-حول الخطين المتعاديين في الحركة النقابية العالمية- الأممية البروليتارية والتضامن العمالي-الجامعة النقابية العالمية)
ملاحظة: سيقع نسخ بقية الفصول








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -