الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أثر المشاهدة السلبية في (رواية) -ثلاثية الهوى- علي شحادة

رائد الحواري

2023 / 9 / 23
الادب والفن


بالتأكيد الأدب/الكتابة تعكس نواحي الحياة الأخرى وأثرها علينا، لكن يبدو أن انتقائنا لما نشاهده على المحطات الفضائية كان وما زال سلبي في العموم، ولهذا وجدنا السارد في رواية "ثلاثية الهوى" يسقط بالثلاثة، بمعنى أنه أخفق في تناول المحيط القريب من بطله "سامي" والمتمثل بعائلته، فهو بدون أسرة، ونجد هناك عزلة تامة لحادثة القتل التي طالت كلا من "غزال ونزار" وكأن الأحداث تجري في كوكب آخر، فلم يحدثنا الراوي عن التحقيقات ولا عن أي تداعيات واكبت جريمة القتل، ونجد قبلها الصدف الجميلة التي جعلت من "سامي ونزار" أصدقاء، ولا ندري كيف أوجد عالم العصابات والمافيات في البيئة الفلسطينية، حتى لو كانت تعيش في أمريكيا؟.
أما العلاقة الثانية التي كانت مع "سيلينا" فهي أيضا لم تكن مقنعة لعدم وجود الأسباب المنطقية التي تقنع القارئ، لكن يبدو أن السارد للأحداث يتأثر بما يشاهده من أفلام ومسلسلات تركي وهندية مما جعله يقدم على هذا طرح للأحداث، فنجد بطله "سامي" كأنه "عنتر بن شاد أو دون جوان ترغب فيه كل النساء وهذا من جعل "سوار" تقوم (باغتصابه) بعد أن وضعت له حبه مخدر/منوم، لكن المفاجأة الكبرى كانت عندما ضربت شاحنة "سامي" ونثرت جسده على الأرض، لكننا نجد الراوي يبقيه حيا في العالم الآخر، عالم الأشباح وهناك يجد حبه الأول "غزال".
هناك استفزاز للقارئ جاء في بداية (الرواية): "إن كنت لم تخض في أي علاقة حب، أنصحك بعدم لمس هذه الرواية" ص6، فالسارد يهمش القارئ ـ في حالة لم يقم علاقة حب ـ وهذا لا يجوز أدبيا.
على العموم أنصح الكاتب بعدم مشاهدة الأفلام والمسلسلات الهندية أو التركية والتقرب أكثر من الأعمال الأدبية، من قصص وروايات وشعر ونصوص نثرية، فهو بلا شك عنده القدرة على السرد، لكنها بحاجة إلى تهذيب وتوخي الدقة فيما يسرده، فلا يبتئس بهذا التقييم لعمله (الروائي)، فكلنا يتعلم من أخطائه.
أما على صعيد الشكل الأدبي الذي قدمت به بالرواية، فقد جاءت بقالب واحد، ودون أية فصول، وهذا ما جعلها أقرب إلى القصة منها إلى الرواية، فأحداثها وشخصياتها ومكانها وزمانها محدود، و هنا أعتقد لو أن الكاتب جعلها قصة لكانت أجمل أدبيا وفنيا، خاصة أنها هناك فانتازيا جميلة جاءت في نهايتها، حيث يمكن وضع مثل هذه الفانتازيا ضمن أطار القصة القصيرة.
كما أن هناك مجموعة فقرات كان يمكن استبدالها بأخرى أجمل أدبيا كما هو الحال في هذه المقاطع: "وفي نفس ذات الوقت" ص10، قسوة القوانين المدسوسة في ذلك الوقت" ص،11 "أوقفه عن عمله في أحد الأيام سيارة كانت قد اصطدمت بالقرب من منجرته التي كانت في حي سكانه عرب في أمريكيا" ص11، "لكم يكن في حياته يتوقع أن تكون هذ النبضات على قيد الحياة في داخلة" ص12، "ــ حسن، لكن لا تتأخري (بنبرة عصبية)" ص16، "أصبح الزبائن يهلون عليه كزخات المطر" ص61، "أنها فتاة من الزفاف" ص61، " وفي حضور الأمور الجدية تجدني صلبة" ص76، "كان اليوم أحدا، وسامي أسف جدا لعدم كونه خميسا" ص79، ولماذا أنا الذي يبقى على قيد الحياة يذرف لب الألم حتى يشبع منه" ص117، "قرر أولا أنه لن يذهب" ص117، "أما سوار هي فتاة ذات شعر أشقر قصير" ص128، فمثل هذه المقاطع ضعيفة أدبيا وبحاجة إلى إعادة صياغة.
الرواية من منشورات الرعاة للدراسات والنشر، رام الله، فلسطين، ودار جسور للنشر والتوزيع، عمان، الأردن، الطبعة 2023.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد فوز فيلمها بمهرجان مالمو المخرجة شيرين مجدي دياب صعوبة ع


.. كلمة أخيرة - لقاء خاص مع الفنانة دينا الشربيني وحوار عن مشو




.. كلمة أخيرة - كواليس مشهد رقص دينا الشربيني في مسلسل كامل الع


.. دينا الشربيني: السينما دلوقتي مش بتكتب للنساء.. بيكون عندنا




.. كلمة أخيرة - سلمى أبو ضيف ومنى زكي.. شوف دينا الشربيني بتحب