الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تعزيز النضال في المجال الأيديولوجي

مرتضى العبيدي

2023 / 9 / 23
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


إن العمل السياسي الذي يقوم به حزب البروليتاريا الثوري هو دائما – وسيكون أيضا في المستقبل – هدفا لهجوم مستمر ومنهجي تشنه البرجوازية والإمبريالية، التي تسعى إلى إضعاف علاقاته مع الحركة العمالية ومع القوى المحركة للثورة، من أجل خلق البلبلة والإحباط في الحركة الجماهيرية، وقبل كل شيء، تأكيد الهيمنة الأيديولوجية والسياسية للبرجوازية.
إنهم ينفذون هذا الهجوم علناً، باسمهم ومن خلال تقديم الرأسمالية على أنها الخيار الوحيد للتنمية والتقدم للبشرية. لكنهم يفعلون ذلك أيضًا بطريقة ملتوية إلى حد ما، معتمدين على منظمات و"شخصيات" تقدم نفسها على أنها منتقدة وحتى معارضة علنية للرأسمالية، إلا أن وجهات نظرها ومقترحاتها وتصرفاتها السياسية تتماشى مع الدفاع على الرأسمالية والحفاظ عليها، وبالتالي على البرجوازية الكبيرة في السلطة.
وهذا الدور تلعبه التحريفية والانتهازية بجميع أنواعها. على سبيل المثال، حافظ تحريفيو خروشوف لسنوات على خطاب تحدثوا فيه عن الماركسية اللينينية، والاشتراكية، والثورة الاجتماعية. قالوا إنهم يدينون تصرفات الإمبريالية الأمريكية، لكن ممارساتهم السياسية اليومية أظهرت عكس ذلك: لقد طبقوا سياسة الوفاق الطبقي. ومع خطاب السعي إلى توسيع الديمقراطية، أقاموا تحالفات مع قطاعات من اليمين الأوليغارشي. لقد دعموا الأنظمة الدكتاتورية والمعادية للشعوب وأدانوا العمل الذي تقوم به القوى الثورية. لقد برروا سلوكهم بالقول إنه لم تعد توجد شروط لانتصار الحركات الثورية، وبالتالي فإن مهام الحركة العمالية والشعبية يجب أن تظل ببساطة ضمن إطار النضال والإصلاحات الديمقراطية، لا غير.
إن السلوك التصالحي مع البرجوازية الذي اتبعه الحزب الشيوعي الإكوادوري السابق قد ظهر، على سبيل المثال، من خلال الأزمة السياسية في مايو 1944، عندما كان هناك تمرد للجماهير، حيث استولت قطاعات من الشعب على السلاح من الثكنات، لكن قيادة الحزب الشيوعي الاكوادوري القديم دعت الجماهير إلى تسليم أسلحتها وقبلت أن تعيّن البرجوازية أحد ممثليها، خوسيه ماريا فيلاسكو إيبارا، في السلطة.
وفي السبعينيات، دعا التحريفيون الطبقة العاملة والشعب إلى دعم الديكتاتورية العسكرية بقيادة غييرمو رودريغيز لارا، الذي اعتبروه "قوميًا وثوريًا". فبالنسبة لتحريفيي خروشوف، لم يكن عدوهم الرئيسي هو البرجوازية الكبرى أو الإمبريالية – في الواقع، كانوا يمثلون مصالح الإمبريالية الاشتراكية الروسية – ولكن القوى الماركسية اللينينية، أي حزبنا، الذي حاربوه كلما وأينما استطاعوا.
مثال آخر على بعض القوي السياسية التي، رغم حديثها الدائم عن الثورة، فهي تدافع عن الرأسمالية وبالتالي تؤدي دورًا مضادًا للثورة، ومنها تيار "كوريزمو" (ِ Corréismeنسبة الر رافائيل كورّيا الذي تقلّد رئاسة الاكوادور من 2007 الى 2017). والأحداث حديثة ولا تزال حاضرة في أذهان معظم الإكوادوريين.
يتحدث الـ"كوريزمو" أيضًا عن الاشتراكية، لكنه سعى دائمًا إلى أخذ مسافة عن الاشتراكية العلمية لماركس وإنجلز ولينين وستالين، بل كان يروّج لما يسمّى "اشتراكية القرن الحادي والعشرين". وفي ما يمكن اعتباره "مذهبهم"، كانت هناك سلسلة من التصريحات التي تحدثت عن التغيير والإصلاحات والتحولات... لكن لم يؤد أي من مقترحاتهم - لا على المستوى العقائدي ولا حتى على المستوى العملي - إلى إقامة الاشتراكية. بينما يمكننا القول إنهم كانوا جزءًا من إصلاحية برجوازية محدودة موجهة قبل كل شيء نحو تحديث المؤسسات البرجوازية. كان هذا التيار ينسب نفسه الى اليسار، كما يغني تشي جيفارا. وفي الوقت نفسه بذل كل ما في وسعه لضرب الحركة الشعبية والمنظمات والأحزاب اليسارية.
لقد عمل على تقسيم المنظمات الجماهيرية UNE، وConaie، وFEUE، والمركزيات النقابية، وحظر "الحركة الديمقراطية الشعبية" بشكل تعسفي. خلال حكمه، تعرض حزبنا وقواه لهجوم وحشي يهدف إلى القضاء عليه. وبعد سنوات قليلة من فقدان هذا التيار السيطرة على الحكومة المركزية، تعافت الحركة الشعبية والمنظمات اليسارية تدريجيا وبصفة ملحوظًة.
هذه العناصر أو هذه التجارب التي أسهبنا فيها قليلا تطرح أمام حزب البروليتاريا الثوري ضرورة تطوير الصراع الطبقي على الساحة الأيديولوجية، مما يعني ضمنا مواجهة أطروحات ومقاربات البرجوازية التي تحاول تحويل نضال الطبقة العاملة والشعب عن أهدافه الاستراتيجية المركزية؛ وكذلك كشف الطابع المضاد للثورة للتحريفية والتروتسكية والديمقراطية الاجتماعية والانتهازية.
إن نشر الأطروحات والمقاربات الماركسية اللينينية داخل الطبقة العاملة والقوى المحركة للثورة أمر ضروري، سواء لسحب الجماهير من التأثير الأيديولوجي والسياسي الضار للبرجوازية، أو عن الانتهازية والتحريفية، وحتى تتمكن الأفكار الثورية من التأثير في وعي العمال والشباب والشعوب، وهو عنصر أساسي في تكوين الحركة الجماهيرية الثورية.
صحيفة "الى الأمام" العدد 1968 من 25 إلى 31 أغسطس 2021








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتقال عشرات الطلاب المتظاهرين المطالبين بوقف حرب غزة في جام


.. ماذا تريد الباطرونا من وراء تعديل مدونة الشغل؟ مداخلة إسماعي




.. وقفة احتجاجية لأنصار الحزب الاشتراكي الإسباني تضامنا مع رئيس


.. مشاهد لمتظاهرين يحتجون بالأعلام والكوفية الفلسطينية في شوارع




.. الشرطة تعتقل متظاهرين في جامعة -أورايا كامبس- بولاية كولوراد