الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


روبار أف. كندي الإبن ... التدجيل و التآمر ... أفكار غير عاديّة و مقاربة علميّة – المحاورة أو عدم المحاورة – هذه مسألة مبدأ و منهج

شادي الشماوي

2023 / 9 / 23
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


روبار أف. كندي الإبن ... التدجيل و التآمر ... أفكار غير عاديّة و مقاربة علميّة – المحاورة أو عدم المحاورة – هذه مسألة مبدأ و منهج
بوب أفاكيان ، جريدة " الثورة " عدد 811 ، 17 جويلية 2023
https://revcom.us/en/bob_avakian/robert-f-kennedy-jr-quackery-and-conspiracy-unconventional-ideas-and-scientific

في المدّة الأخيرة ، وُجد نقاش ضمن عديد المعلّقين السياسيّين و غيرهم حول ما إذا كان على الناس أن يناقشوا روبار ف. كندي الإبن بصدد التلاقيح . فكندي شخص تقدّم بعدد من المزاعم بوضوح فاقدة للأدلّة و لاعقلانيّة حول عدد من الأشياء منها التأثيرات الضارة المفترضة ليس لتلاقيح الكوفيد فحسب بل لتلاقيح أخرى أيضا لطالما وقع إستخدامها لمنع ( أو التخفيف من ) الأمراض الجدّية و حتّى التي قد تكون قاتلة . لهذا ، إلى جانب واقع أنّ كندي قد أعلن بنفسه أنّه معارض لجو بيدن و لترشيحه من قبل الحزب الديمقراطي للرئاسة في انتخابات 2024 ، فقد إلتقى كندي مع الجمهوريّين الفاشيّين و غيرهم من أنصار نظريّات التآمر الجنونيّة . لقد حاولا الترويج لفكرة أنّ مزاعم كندي حول التلاقيح موضوع نقاش شرعي ( و بالخصوص ، حاولوا ، دون نجاح في ذلك ، أن يزجّوا بيبتر هوتاز ، طبيب أطفال و مختصّ في التلاقيح ، في نقاش مع كندي ، و قد دحض هوتاز " نظريّات " كندي حول التلاقيح .) بعد كلّ شيء ، يشدّدون على ذلك ، لا ضرر فقط شيء جيّد يمكن أن ينجرّ عن المواجهة المباشرة للنظرات المتعارضة حول مسائل هامة مثل التلاقيح .
و قد أكّد آخرون على أنّ لا شيء إيجابي يمكن أن ينجرّ عن مثل هذا النقاش لأنّ حجج كندي ليست قائمة على و لا تيسّر الخطاب العقلانيّ ، و إنّما تنطلق من التشويه المنهجيّ للواقع لإنكار الواقع المركّزة لمدّة طويلة و المدلّل عليه أحسن تدليل – و أنّ نقاش كندي لن يفعل سوى إعطاء هواء غير مستحقّ من " الشرعيّة " لهذه الحجج الجنونيّة .
أن نناقش أو لا نناقش شخصا تمضى أفكاره ضد الحقيقة المركّزة جيّدا ليس مسألة بسيطة تحلّ بإجابة " حجم واحد ينفع الجميع " . في هذه الحال ، من يحاججون بأنّ لا شيء جيّد و فقط ضرر حقيقيّ يمكن أن ينجرّ عن مثل هذا النقاش مع كندي على صواب . و للمساعدة على إعطاء أمثلة للماذا ذلك كذلك ، من المفيد أن نتذكّر تجربة ستيفان جي غولد ، وهو عالم دراسات قديمة و عالم البيولوجيا التطوّريّة ، في حواره مع أصوليّين مسيحيّين حول التطوّر ، قبل عدّة عقود .
إثر عدّة حوارات ، إتّخذ غلد موقفا صارما بأنّه لن ينخرط في مثل هذه الحوارات لسبب أساسي هو أنّه من غير الممكن إقامة مواجهة مبدئيّة عقلانيّة لمواقف متعارضة : فالأصوليّين المسيحيّين الذين تحاور معهم لم يكونوا مهتمّين ببلوغ فهم للواقع موضوعي و علمي و قائد على الأدلّة . هدفهم و مبتغاهم هما الترويج للتعصّب الدينيّ المعادي للعلم و هم يحاججون وفق ذلك . فكلّ مرّة كان فيها غولد يقدّم وقائع و أدلّة لبيان أنّ التطوّر الطبيعي قد حصل فعلا و يواصل الحصول – و خاصة أنّ البشر أنفسهم نتيجة من نتائج هذه السيرورة التطوّريّة – كان معارضوه من الأصوليّين المسيحيّين يواجهون ذلك بحجج لم تكن قائمة و لا يمكن أن تنتمي إلى المناهج العلميّة العقلانيّة . و إلى جانب التأكيدات الدوغمائيّة ل " الحقيقة الإنجيليّة " يبثّون بإستمرار مزاعم شديدة الإختلاف مع الواقع ، و النتيجة هي أن غولد وجد نفسه مضطرّا بصفة متكرّرة إلى " الركض إلى الخلف " و دحض المزاعم المضلّلة و المعادية للعلم ، ما كان ينأى به عن و يقوّض التركيز على المقاربة العلميّة و الجدّية للمسألة .
و على سبيل المثال ، زعم الأصوليّون السيحيّون حينها – و ما إنفكّوا يزعمون – أنّ " الفجوات " في سجلاّت المستحاثات " تدلّل " بشكل ما على أنّ التطوّر الطبيعي ما كان ليكون ذلك الذى أدّى إلى ظهور أنواع متباينة و أنّ هذه الأنواع بالتالي يجب أن تكون " قد خلقت من قبل إلاه ".
و عندما جرى دحض هذا بصفة متكرّة بما في ذلك بيان كيف أنّ " الفجوات " الموجودةسابقا في سجلاّت المستحاثات قد " مُلئت " بإكتشاف مستحاثات جديدة تدلّل على الروابط بين الأنواع ، كان الأصوليّون المسيحيّون يزعمون حينها أنّه بهذا الإكتشاف الجديد ، ظهرت فجوات " جديدة " في سجلّ المستحاثات !
و مثلما أشارت إلى ذلك أرديا سكايبراك في شرحها الملموس و الحيوي لنظريّة التطوّر و دحض المزاعم المناهضة للعلم ل " فكر الخلق " الإنجيليّ ( " علم التطوّر و أسطوريّة فكر الخلق – معرفة ما هو واقع و لماذا هو مهمّ " )، هؤلاء الأصوليّين الدينيّين أنصار فكر الخلق " لا يطبّقون منهجا علميّا حقيقيّا ، و لا يملكون أيّة أدلّة علميّة شرعيّة يمكن أن تسند وجهة نظرهم ( لا يفعلون سوى إطلاق مزاعم عبثيّة إعتمادا على لا شيء ، مثل فكرة أنّ نظام المستحاثات في مختلف طبقات الحجارة يمثّل النظام الذى غرقت وفقه مختلف الحيوانات أثناء الفيضان الإنجيلي ! ) ".
كلّ هذا أدّى بغولد – بعد عدد من المحاولات الصريحة للدخول مع هؤلاء الأصوليّين المسيحيّين في حوار مبدئيّ نزيه – ليستخلص عن حقّ أنّه لا يمكن لمثل هذا الحوار العقلاني أن يحدث و أنّ هؤلاء المتزمّتين دينيّا ليسوا مهتمّين بهذا الحوار و لا هم قادرين عليه ، و بدلا من ذلك ، بذل غولد جهدا معتبرا للترويج و النشر الشعبي على أوسع نطاق ممكن الحقيقة القائمة على الأدلّة حول التطوّر و المنهج العلمي الذى يفضى إلى هذا الفهم . و هذا ما يجب القيام به إزاء التشويهات الأخرى للواقع المعادية للعلم – خاصة تلك التي يقع الترويج لها على نطاق واسع – مثل الجنون الذى يبثّه روبار ف. كندي الإبن حول التلاقيح ( و غيرها من المسائل ) .
تعقيد : ليست كلّ " الحقائق المعلومة جيّدا " حقائقا فعليّة :
لا يتعيّن أن يكون من العسير رؤية أنّ حوارا مبدئيّا و عقلانيّا و علميّا قائما على ألدلّة غير ممكن مع أنصار فكر الخلق . و الشيء نفسه ينسحب على الحجج " العلميّة المزعوة " – عمليّا معادية للعلم – و مقاربة شخص مثل روبار ف. كندي الإبن .
و مع ذلك ، كمسألة مبدأ أو منهج ، من المهمّ التشديد على أنّ مجرّد أن يكون شيء خارج إطار أو مقدّما ضد " الحقيقة المقبولة " لا يجعل من ذلك الشيء ذاته شيئا خاطئا . " ما يعرفه الجميع " ليس صحيحا دائما و التعويل على " ما يعرفه الجميع " ليس أساسا صحيحا لتحديد ما هو صحيح عمليّا . في لحظة تاريخيّة سابقة من تاريخ الإنسانيّة " الجميع " ( أو تقريبا الجميع ) " يعرفون " - يعتقدون بصلابة في - ما هو معروف على نطاق واسع الآن على أنّه لاحقيقة معادية للعلم : أنّ الأرض مبسوطة و أنّ " الشمس تدور حول الأرض " . و يمكن ذكر العديد من الأمثلة الأخرى لتبيان مسألة أنّ ما يُعتقد بصفة شائعة في أنّه حقيقة يمكن أن يكون عمليّا عكس ذلك . إنّه المنهج العلميّ و ليس " الحكمة المشتركة " هو أساس و وسيلة بلوغ الحقيقة حول الظواهر في المجتمع و كذلك في الطبيعة ( و حيث للعلم ، على المدى القصير ، شيء خاطئ ، يظلّ المنهج العلمي هو الذى يمدّنا بوسائل معرفة الخطأ و تداركه ).
لا يجب أن أفاجئ – بما أنّنى شيوعي ، و في الواقع شخص تقدّم بمزيد تطوير النظريّة الشيوعيّة العلميّة ، الشيوعيّة الجديدة – بأنّ أحد ألمع الأمثلة على التفكير الخاطئ و الإستنتاج غير الصائب ، وأشعر بأنّه من الهام أن نتجادل حول مفهوم المعروف على نطاق واسع ( " /ا يعرفه الجميع " ) من كون الثورة الشيوعيّة و الدول الإشتراكيّة التي أنشأتها كانت " كابوسا كليانيّا / شموليّا " . هذا ليس أكثر حقيقة من مزاعم روبار أف. كندي الإبن حول التلاقيح . في حين وُجدت مشاكل و أخطاء واقعيّة – بعضها كان جدّيا و حتّى مريرا – في التجربة التاريخيّة للشيوعيّة ، الواقع ، الحقيقة المركّزة علميّا ، هي أنّ هذه التجربة ككلّ كانت بالأساس و حتّى بصفة طاغية ، إيجابيّة . و الشيوعيّة الجديدة تدافع عن هذه التجربة الإيجابيّة رئيسيّا بينما تنقد بالملموس و عمليّا نقدا قائما على ألدلّة لجانبها الواقعي السلبيّ و الثانوي عامة ( الشيوعيّة الجديدة، مواصلة لكن كذلك تمثّل قفزة نوعيّة أبعد و ببعض الطرق الهامة قطيعة مع النظريّة الشيوعيّة كما تطوّرت سابقا ).
معيار متى يتعيّن أن نجري الحوار و كيف يتعيّن أن يجري هذا الحوار :
غايتى هنا ليست الإنخراط في دحض الإفتراءات ضد الشيوعيّة التي روّجت لها على نطاق واسع و بلا هوادة وسائل الإعلام و مؤسّسات مهيمنة أخرى للنظام الرأسمالي – الإمبريالي الحاكم لهذه البلاد ، و التشويهات الفظّة التي يبثّها أناس يتحدّثون عن جهل كبير و من الموظّفين السياسيّين المعادين للشيوعيّة المنخرطين في التشويه المتعمّد و المنهجي . و بالنبسة لكلّ شخص يهتمّ حقّا بمقاربة هذا بفكر مفتوح و منهج علميّ عقلاني ، هناك دحض شامل و قائم على ألدلّة للإفتراءات المعادية للشيوعيّة – نقاش مستفيض للتاريخ الفعلي و الإنجازات التاريخيّة للشيوعيّة و كذلك عرض لمبادئ الشيوعيّة الجديدة و مناهجها و أهدافها – في أعمال لي و لآخرين ، متوفّرة على موقع أنترنت revcom.us
و ما هو مسألة مبدأ و أهمّية جوهريّين أشعر بانّه يحتاج إلى المعالجة هنا هو ما هي المقاربة التي يتعيّن تبنّيها في تحديد ما إذا نخوض جدّيا أو لا – بما في ذلك عبر النقاش متى لزم ذلك – في مسائل خلافيّة عامة ، و كيف ينطبق هذا بوجه خاص على مسألة الشيوعيّة .
معيار هذا ينبغي أن يكون ، قبل كلّ شيء ، تحديد ما إذا كانت للموضوع موضع السؤال دلالة كافية ليستحقّ الإنخراط الجدّي و نزاع المواقف المتعارضة ، ثمّ هناك مسألة ما إذا ، نتيجة مثل هذا الإنخراط و النزاع ، ليس فحسب أنّ القيقة حول الموضوع المعالج بل المنهج الصحيح و الضروري لبلوغها ،سيجرى مزيده تعميقه بدلا من تقويضه . و عنصر مفتاح في هذا هو ما إذا هناك توقّع معقول بأنّ الإنخراط و النقاش يمكن و ستقع مقاربته من أناس لهم وجهة نظر معارضة بنتقديم حجج تكون معتمدة على و متنازع حولها بواسطة تجميع الوقائع و الأدلّة و تقييمها بتجربتها ضد اواقع من خلال تفكير عقلاني و منطقي – كما يحاكم في جزء كبير منه بما إذا كان الجانبان المعنيّان طبّقا هذا المنهج و هذه المقاربة في الماضي . ( طبعا ، يمكن للناس أن لا يوافقوا بشأن و سيكون عليهم صياغة أحكامهم الخاصة بشأن ما إذا كانت هذه المعايير أو ستقع تلبيتها في النقاش الجدّي ؛ لكن مثل هذا الحكم نفسه يتعيّن أن ينطلق و ينسجم مع هذه المعايير الأساسيّة مطبّقة بنزاهة ) .
في هذا المضمار ، يمكن أن أذكر بعضا من تجربتى الخاصة من زمن حرب الفيتنام . كشخص صار معارضا لتلك الحرب منذ بدايات سنة 1965 ، غثر بحث جدّيّ في أسباب و طبيعة تلك الحرب و مسارها ، و خاصة دور الولايات المتّحدة في الحرب ، إنحرطت في محاججات غير رسميّة لا تحصى و لا تعدّ مع أناس بمن فيهم جنود و قدماء محاربين من جيش الولايات المتّحدة في الفيتنام ، بإنعكاسات رهيبة على الشعب الفيتنامي ( بما في ذلك مليونين من المدنيّين قتلتهم الولايات المتّحدة أثناء الحرب )؛ و شاركت في عدّة نقاشات رسميّة مع طلبة يمينيين و آخرين كانوا يساندون تلك الحرب . وقتها ،لمّا كانت الثقافة مؤدّية أكثر إلى المحاججة العقلانيّة ( في تعارض مع " الآراء " التي لا أساس لها و عادة الجنونيّة التي تبثّها وسائ الإعلام ، و غيرهامن الوسائل ، اليوم ) ، كظاهرة عامة حتّى المدافعين عن دور الولايات المتّحدة في حرب الفيتنام شعروا بضرورة الدفاع عن موقفهم بمحاولة تجميع أدّة و الإنخراط في الخطاب العقلاني – مهما كان سيّء الأساس و خاطئا – في موقفهم كما يظهر ذلك . لهذا ، شعرت حينها و أواصل الشعور بأنّه بالمعنى العام و كقانون عام ، كان الأمر يستحقّ و كان من المفيد أن أنخرط في المحاججة و النقاش مع مثل هؤلاء الناس – ليس كثيرا بهدف كسبهم و إنّما لبيان الحقيقة لحضور عدده أكبر ( كلّ من الحضور للنقاشات الرسميّة و كذلك الحشود التي كانت عادة تنجذب إلى سماع و أحيانا للمشاركة في الحجج غير الرسميّة في تلك الأيّام ).
ليس الجهل و الأحكام الإعتباطيّة أساسا صالحا لتحديد الحقيقة :
في تعارض مع تلك التجربة في ستّينات القرن العشرين ، اليوم أولئك الذين يدافعون عن الشيوعيّة الجديدة قد أحبطت كثيرا جدّا محاولاتهم لدفع الناس إلى التفاعل الجدّيّ مع ما لدينا لنقوله في هذا الصدد – بما في ذلك أكثر من عدد قليل من الناس الذين في أطر أخرى ، سيشدّدون على المقاربة العلميّة القائمة على الأدلّة و العقلانيّة ، إلاّ أنّهم يرفضون تطبيق هذه المقاربة على مسألة الشيوعيّة . و بدلا من ذلك ، الرد الشائع ( او الردّ الغائب ) هو إستبعاد هذا كمسألة جدّية و الإستناد على التهرّب إلى " يعرف الجميع " أنّ الشيوعيّة كانت كارثة – وهي " مسألة وقع البتّ فيها " و ليست مسألة تستحقّ التفاعل معها أو النقاش حولها .
و ردّا على هذا ، سأعود – و أطبّق على مسألة الشيوعيّة و حاجة الناس إلى التفاعل الجدّي مع الشيوعيّة الجديدة – معيارا تكلّمت عنه أعلاه لتحديد ما إذا كان الأمر يستحقّ وهو مهمّ أن نتفاعل و ندخل في نقاش حول موضوع معطى . قبل كلّ شيء ، هل أنّ مسألة الشيوعيّة و تجربتها التاريخيّة ذات دلالة ؟ و الإجابة على ذلك ، بشكل لا يمكن دحضه ، أجل : الحركة الشيوعيّة و المجتمعات الإشتراكيّة الناجمة عنها تمثّل بلا شكّ أحد أهمّ التجارب ذات الدلالة في ال175 سنة الأخيرة أو ما يناهزها ، منذ أعلن ماركس ( بمعيّة إنجلز ) " بيان الحزب الشيوعي " . هل ينوى أولئك بيننا الذين يدافعون عن الشيوعيّة الجديدة و ينوون الإنخراط في مناقشة و محاورة حول هذه المسألة على أساس تجميعالوقائع و الأدلّة و تقييم الوقائع و الأدلّة بإختبارها ضد الواقع من خلال التفكير العقلاني و المنطقيّ؟ أجل ، ممارستنا ، طوال السنوات و العقود ، تبيّن أنّ هذه هي المقاربة التي نؤكّد على تطبيقها – و نحن مصمّمون و على إستعداد لمواصلة تطبيق هذا المنهج و هذه المقاربة ! و في النهاية ، هل هناك توقّع معقول بأنّ الحقيقة حول الشيوعيّة و تجربتها التاريخيّة ، و وسائل بلوغ الحقيقة حول هذا ، سيسلّط عليها الضوء بأكثر وضوح ، بالنسبة لأعداد أكبر من الناس ، نتيجة مثل هذا التفاعل و النقاش ؟ مرّة أخرى الإجابة هي أجل .
و على ضوء هذا ، لا يمكن أن يُوجد سبب صالح لأيّ كان يزعم أنّه يهتمّ لوضع العالم و مستقبل الإنسانيّة أن يرفض التفاعل مع ما لدينا لنقوله عن الشيوعيّة و مزيد تطويرا مع الشيوعيّة الجديدة . أيّ شخص يفكّر بنزاهو يكون في موقع إمتلاك على ألقلّ معنى أساسيّ لما يجرى في هذه البلاد و العالم ككلّ ، يتعيّن أن يتمكّن من الإعتراف بأنّ ألشياء تمضى في الوقت الحاضر في إتّجاه في منتهى السلبيّة ، و المسألة تُطرح بموضوعيّة بمعنى حاد جدّا أو متنامي الإستعجاليّة : هل هناك بديل إيجابي لهذا ؟ فى هذه الظروف ، في حين أنّ أولئك من بيننا الذين يدافعون عن الشيوعيّة الجديدة – و نحن على إستعداد إلى التدليل على ذلك بالوقائع و الأدلّة و الحجج القائمة على العلم – رفض الإنخراط الجدّي في هذا هو نفسه أمر ضار بصفة خاصة و ما من ضمير يردعه .
و لعلّه ، إلى جانب تأثير التشويه الإعلامي المنتشر على نطاق واسع حول الشيوعيّة ، أحد أسباب رفض البعض التفاعل مع هذا الموضوع هو أنّهم يعلمون أنّه ليس لديهم عمليّا أيّة معرفة ملموسة عن الشيوعيّة و تنقصهم خلفيّة صلبة لحكمهم السلبي عليها . و يبدو أنّ البعض لديهم على الأقلّ معنى أوّليّ ( و خوف ) من كون مثل هذا التفاعل سيفرض عليهم أن يتخلّوا عن ما يبدو أنّه أحكام إعتباطيّة مريحة – فالنقاش الجدّي حول الشيوعيّة سيبيّن بالتحديد أنّ ما يعتقد فيه على نطاق واسع ، حكم " يعرف الجميع " بأنّ الشيوعّة كانت فظيعة سيتبيّن أنّه إفتراء خبيث لا صلة له جوهريّا بالواقع ؛ و أنّ الشيوعيّة الجديدة في محاكمتها لهذا النظام الرأسمالي – الإمبريالي و نظرتها الشاملة و الملموسة لعالم مختلف راديكاليّا و أفضل ، تمثّل شيئا إيجابيّا بعمق ، شيئا تحريريّا حقاّ ، يحتاج تبنّيه بنشاط و بصفة ملحّة و تطبيقه على العالم .
بالنسبة إلى عديد الناس ، يتطلّب هذا مواجهة ما تبدو حقائق غير مواتية لكن عمليّا تحريريّة و " التحرّك للخروج من منطقة رفاه الشخص ". هل نحتاج أن نقول إنّ هذا ليس سببا شرعيّا أو تبريرا للإخفاق في أو رفض التفاعل الجدّي مع الشيوعيّة الجديدة ؟ التعويل على ألحكام السلبيّة " الأرض المنبسطة " حول الشيوعيّة ، دون التفاعل الجدّيّ ،و بالأخصّ مع الشيوعيّة الجديدة لن يجعل من هذه الأحكام أحكاما صالحة . لن يلغي بل سيساهم في ـابيد الضرر الكبير الذى تتسبّب فيه مثل هذه الأحكام غير الصالحة . لم يمحو واقع أنّه من ناحية ، في ظلّ هيمنة هذا النظام الرأسالي – الإمبريالي – بفرضه العلاقات الرهيبة الإستغلاليّة و الإضطهاديّة و تسريعه في تحطيم البيئة و تشديده من خطر حرب نوويّة – تُدفع الإنسانية نحو كارثة حقيقيّة و من الناحية الأخرى ، أنّ الشيوعيّة الجديدة تمثّل السبيل الوحيد للخروج من هذا الجنون بإتّجاه عالم و مستقبل يستحقّهما البشر و يخوّلان التعبير عن أعلى طموحات الإنسانيّة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل وبخ روبرت دينيرو متظاهرين داعمين لفلسطين؟ • فرانس 24 / FR


.. عبد السلام العسال عضو اللجنة المركزية لحزب النهج الديمقراطي




.. عبد الله اغميمط الكاتب الوطني للجامعة الوطنية للتعليم التوجه


.. الاعتداء على أحد المتظاهرين خلال فض اعتصام كاليفورنيا في أمر




.. عمر باعزيز عضو المكتب السياسي لحزب النهج الديمقراطي العمالي