الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فيصل القاسم والدعوة للانفصالية

بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)

2023 / 9 / 23
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


الإعلامي السوري المعروف؛ “فيصل القاسم” (الدرزي)، يتناول في مقاله الأسبوعي الأخير والمعنون ب: (أنتم كالساقطة التي تحاضر بالشرف)، “قضية الانفصال”، طبعاً هو يقصد من يتهم حراك السويداء والأخوة الدروز ب”الانفصالية”، وقد جاء في مقدمة المقال التالي: “كلما انتفضت منطقة في العالم العربي مطالبة بأبسط حقوقها الإنسانية، يخرج لها أبواق وكلاب الأنظمة القومجية الهمجية لشيطنة المطالب الوطنية والتهرب من المسؤولية والاستحقاقات الشعبية بشماعة الانفصال والمؤامرة الجاهزة، ويبدؤون يوجهون للمنتفضين فوراً تهمة الانفصال عن الوطن وتمزيق الدولة وتنفيذ أجندات خارجية، مع العلم أن الذي مزق أوطاننا وشرد شعوبها وحوّلها إلى ملل ونحل متناحرة هي تلك الأنظمة العربجية التي رفعت شعارات الوحدة العربية المزعومة وأولئك الطغاة القومجيون الذين جعلوا الشعوب تكفر بأوطانها وتفكر حتى باللجوء إلى الشياطين الزرق للخلاص من الظلم والطغيان اللذين تتعرضان له تحت حكم تلك الأنظمة التخريبية”. كلام جميل ودقيق ولا غبار عليه كما يقال؛ لكن هل أبواق النظام فقط كانوا يرددون تلك التهمة بحق الآخرين -الكرد مثالاً- أم كانت تهمة جاهزة لديكم جميعاً ومنهم صاحب المقال نفسه، ثم هل هذه تخص فقط حراك الأخوة الدروز، أم مختلف مكونات سوريا -وكما قلنا؛ الكرد مثلاً- وخاصةً لم يتمتع شعبنا من تميز وخصوصية ثقافية أثنية، ناهيكم عن الظلم والاجحاف والغبن الذي لحق به وما زال جراء سياسات الاحتلال والاغتصاب وبالتالي يعطيه الشرعية أكثر من غيره أن يتحرك ويطالب بحقوقه الوطنية.

ويتابع القاسم كلامه فيقول: “اليوم مثلاً يتهمون المنتفضين في السويداء بأنهم انفصاليون، مع أن النظام الفاشي هو الذي باع سوريا بالجملة والمفرّق للغزاة والمحتلين كي يحموا عرشه الذليل، وهو الذي يدق الأسافين بين مكونات الشعب السوري على أسس طائفية ومذهبية وعرقية ومناطقية منذ مجيئه إلى السلطة قبل عقود كي يعيش على تناقضات الشعب ومخاوفه وصراعاته”. ويتابع قائلاً؛ “إن من يسمع أبواق ذلك النظام وهي تتهم الآخرين بالانفصال عن سوريا يأخذ الانطباع أن النظام الذي يمثلونه هو رمز الوحدة العربية ولم الشمل العربي، بينما هو الذي زرع الفرقة داخل البيت الواحد والعائلة الواحدة والحارة الواحدة والقرية الواحدة والمدينة الواحدة، وهو الذي يتحالف مع الفرس ألد أعداء العرب ضد كل العرب والمسلمين، وهو الذي رفع شعارات عروبية كبيرة بينما كان من وراء الستار يحكم على أسس ما قبل طائفية. وكلنا يتذكر كيف وقف حافظ الأسد مع إيران ضد الشقيق والجار العراقي أثناء الحرب الإيرانية العراقية”. طبعاً يمكننا أن نشم من الخطاب السابق رائحة “الخطاب القومجي العروبي بنكهتها الطائفية” وهو لا يكتفي بذلك بل يضيف أيضاً؛ “واليوم كلنا يعرف من سلم المنطقة الشرقية في سوريا لبعض الأحزاب الكردية لقاء تحالفها معه في بداية الثورة لقمع وسحق حراك الشعب السوري..”.


وهكذا يتحول مباشرةً من دعم الحراك الدرزي ونفي الانفصالية عنها، مع أن أحدنا يفهم من سياق الخطاب للمقال؛ بأن النظام أجبر مكونات سوريا على الانفصال، لكن في عرف القاسم وأمثاله يحق للجميع، إلا الكرد.. أما قضية “تسليم المناطق الكردية” أو لنقل المهادنة وعدم الدخول في صراع مع النظام، فأعتقد بأن الأخوة الدروز والسويداء هادنوا النظام السوري أكثر من الكرد ومناطق الإدارة الذاتية وإذا كان هناك حراك شعبي اليوم في الجنوب الدرزي، فإن الشمال الشرق الكردي بات أكثر صداماً مع النظام وأحياناً صدام مسلح وبالتالي لا داع لمن يأت ويبيعنا مزايدات بخصوص المهادنة مع النظام حيث الدروز أكثر من أتبعوا “الخط الثالث” حتى من جماعتنا بالإدارة الذاتية، إذاً لا داع للمزايدة على “بعض الأحزاب الكردية”.

وكذلك يأتي في سياق سرده عن النظام “وعروبته”، أو بالأحرى شتمه للنظام وأبواقه بخصوص “ادعاءاتهم العروبجية”، ما يلي: “كم هو مُضحك ذلك الشبيح الأسدي لاعق حذاء الإيراني والروسي والكردي والافغاني والإسرائيلي والأمريكي والصيني وهو يتهم بقية السوريين بالانفصال والعمالة.. واليوم في الوقت الذي يتهم فيه الشبيحة ثوار السويداء بأنهم انفصاليون، تدرس العصابة الحاكمة خارطة التقسيم التي وُضعت ٢٠١٢ وهي تحدد معالم (سوريا المفيدة) وتقضي بضم الساحل وحمص ودمشق كي تنفصل عن سوريا القديمة وتصبح سوريا الأسد الجديدة”، طبعاً لفت انتباهي قضية “لعق الحذاء الكردي” من بين مجاميع الأحذية التي يقوم على ذكرها، مما جعلني بالفخر والاعتزاز وأقول؛ الحمدالله صار عنا حذاء أو صار البعض يلعقه، كما يقولها القاسم، وذلك بعد أن كنا “حفاة عراة” على طول التاريخ السابق واللاحق، بل أي حذاء؛ حذاء يلعق من قبل نظام كان يفرض علينا لعق أحذية ضباطه وحتى عناصره، لا ومع أحذية من ماركات عالمية مثل الأمريكية، الروسية وفقط الصينية نرجو أن لا تكون برخص بضاعتها في أسواقنا مع إنها باتت تغزو كل الأسواق وجعلت من الصين قوة اقتصادية عملاقة، بل حتى يأتي على ذكر الحذاء الإسرائيلي ضمن الأحذية السابقة مع أن أسياد القاسم أنفسهم يتمنون لعقها وهم يضحكون. أما بخصوص ما تسمى “سوريا المفيدة”، أو بالأحرى تقسيم سوريا لعدد من الدويلات والكانتونات والأقاليم فهي إحدى الخيارات، إن لم يبادر السوريين والقوى الدولية للتوافق على مشروع سياسي سوري يضمن الحريات العامة وحقوق كل مكونات البلد ضمن نظام سياسي ديمقراطي ليبرالي غير مركزي.

ويختتم القاسم مقاله بما يلي: “كل من لا يزال يتحدث عن وحدة سوريا هو إما قومجي مفضوح، أو معارض أهبل يحمل شهادة دَرْوَشة سياسية. إن التقسيم ليس قادماً فحسب! التقسيم صار أمراً واقعاً. لن يعود أحد ليعيش تحت سلطة البغل مرة أخرى. ثم من قال لكم إن هذه هي حدود سوريا؟ أليست حدود سايكس بيكو وهم من رسموها بقلم رصاص؟ لماذا نقدس تلك الحدود بسذاجة منقطعة النظير؟ هذه الحدود لا أشتريها بقشرة بصل طالما أن الطرطور مدعوم إلى هذه الدرجة وباق بالسلطة رغماً عنا، لذلك فإن أي أرض من سوريا نقتطعها ونعيش فيها بكرامة وبحبوحة هي سوريا بالنسبة لنا، وليذهب الذين يتهموننا بالانفصال إلى الجحيم، حسب الدكتور علاء. والسؤال الأهم للعصابة الحاكمة: هل أنتم فعلاً تغارون على وحدة سوريا وأراضيها، أم إنكم تريدون فقط قطعة من الذبيحة السورية وليذهب الباقي إلى الجحيم؟ إن ما فعلتموه بسوريا لا يدل مطلقاً على أنكم سوريون أصلاً، فلو كنتم سوريين لما فعلتم الأفاعيل بهذا الوطن الجريح وشعبه المسحوق”.

طيب ها إننا نعود للبداية وللنقطة الأولى والمتعلقة بحق كل المكونات أن تعيش بكرامة وحرية في مناطقهم وبالتالي لا جبر على العيش المشترك إن كانت مترافقة بالذل والقمع والاستبداد وخاصةً أن هذه الحدود هي مرسومة “بقلم رصاص”، نعم ف”لماذا نقدس تلك الحدود بسذاجة منقطة النظير؟”، ولكن وبما أن تلك هي قناعاتم؛ القاسم وغيره، فلما تنكرون على الكرد وتتهمونهم ب”الانفصالية” وأنت تصرح وتقول بنفس المقال: بأنك “لا تشتري هذه الحدود بقشرة بصل طالما أن الطرطور.. باق بالسلطة”. إذاً من حقنا أيضاً أن نقول: لتذهب هذه الحدود والحكومات والدول للجحيم وهي بالنسبة لنا نحن الكرد لم تكن يوماً حكومات وطنية، بل كانت وما زالت تتعامل معنا نحن الكرد وكأننا عملاء وخونة وطابور خامس.. مع أن الحقيقة والواقع هي دول غاصبة محتلة مستعبدة للوطن والثقافة والهوية والجغرافيا الكردستانية وبالتالي الأولى أن نقول نحن لتذهبوا جميعاً للجحيم ولنعم لكردستان حرة مستقلة ديمقراطية، فهل لكم شيء لدينا لكي تبقوا أسيادنا ونحن عبيد لديكم ولدى أنظمتكم الظالمة المستبدة الديكتاتورية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وزارة الدفاع الروسية تعلن إحباط هجوم جوي أوكراني كان يستهدف


.. قنابل دخان واشتباكات.. الشرطة تقتحم جامعة كاليفورنيا لفض اعت




.. مراسل الجزيرة: الشرطة تقتحم جامعة كاليفورنيا وتعتقل عددا من


.. شاحنات المساعدات تدخل غزة عبر معبر إيرز للمرة الأولى منذ الـ




.. مراسل الجزيرة: اشتباكات بين الشرطة وطلاب معتصمين في جامعة كا