الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
محمد أبو النصر (الوحش) بندقية الفدائي وقلم الكاتب
حسام أبو النصر
2023 / 9 / 24القضية الفلسطينية
الشخصية الملهمة المنسية في أدب السجون:
يكثر الحديث عنه في أحاديث المخيم والمدينة الفلسطينية بأسماء مختلفة أو بإسمه الحقيقي مما شكل شخصية احتلت موقع البطل في قصص عدد من الكتاب، دون الاشارة لتاريخه الأدبي والفكري ككاتب قصة مهم، مع أن أبو النصر كاتب قصة ساهم في أدب السجون في سبعينات القرن الماضي، وظهر اسمه ككاتب خلال اعتقاله في سجن بئر السبع ثم نفحة، منذ عام 1970م، بعد أن حُكم بالسجن 99 عاماً بتهمة مقاومة المحتلين، حيث وقع أسيراً بعد اصابته بإحدى عشرة طلقة في ساقه، دخل إثرها المستشفى وقد أخبره الأطباء بضرورة بتر ساقه للحفاظ على حياته، لكنه رفض، فتم علاجه كيفما اتفق، وأصبح فاقداً للتوازن عند المشي والحركة، كل ذلك لم يمنعه من ممارسة حياة المعتقلين الحافلة بالنضال والمواجهة، فكانت شخصيته متميزة داخل المعتقل المزدحم بالمناضلين، وكان عنيداً صلباً، صادق ممتلئ بالتحدي ، وذكاءه حاد وقدراته متنوعة، وله بصيرة نافذة، يدرك مكامن الخطر بحاسته السادسة قلما تتوفر في أي شخص مجتمعة، مما جعلته قائداً، كاتباً، حكيماً و أديباً، فقاد مجموعات النسر الأحمر التي تتبع الجبهة الشعبية وجمع بين البندقية والكلمة، وكتب العديد من القصص القصيرة التي تعالج الكثير من قضايا الواقع الفلسطيني. تميز بالجرأة، ولُقب بالوحش وهو الاسم الذي كانت تعرفه به أزقة المخيم، وخلال سنوات اعتقاله كان يكتب قصصه ويهربها عبر الكبسولات، وقد نُشرت في مجلة الكاتب التي كان يرأس تحريرها أسعد الاسعد، منها مجموعة قصص ما بين عامي 1983و1984 نشرها بتعاون ودعم عمر حمش عضو هيئة تحرير المجلة ، الوحيد الذي كان يستقبل الكبسولات المرسلة من السجن عبر أخيه حسني أبو النصر، فيقوم بتفرغيها وترتيبها ونشرها، في وقت رفض عدد من الكتاب استقبالها خوفاً من الملاحقة ، ويُذكر من هذه القصص كعبة نفحة والتي جاء فيها: "عند بوابة السجن في نفحة كانت السيارات التي اقلت ذوي السجناء الفلسطينيين تتناثر في الباحة الترابية المواجهة لبوابة قبر الاحياء ذاك، من القدس وغزة، من نابلس ورام الله، من الخليل وطولكرم، ومن كل البلاد المسروقة، كانت هذه الجموع من البشر تتجمع لترى فلذات اكبادها المأسورة هنا في نفحة... وكانت الأمهات يتلملمن حول بعضهن البعض ويتحدثن، فهذه ترى رفيقتها معها حبات لوز نضرة تلك التي اختارتها لأن تكون أجمل وأعز هدية تقدمها لابنها المسجون، وأم ثانية ما تلبث بين كل فينة وأخرى أن تتحسس بعضاً من حبيبات التمر العرايشي وهي تفكر بالطريقة التي سوف يتسنى لها أن تهربها لابنها بدون أن يمنعها من ذلك أحد حراس صهيون" ، وفي قصة ذو الكوفيات الحمراء يقول أبو النصر: " ... وطفق المحيط الريفي يعزف بعزف الحان الصبح المنبعثة من هدوء الطبيعة وتناسق حركة مكوناتها، بينما كان نقاء الهواء الآتي من جهة البحر ونشوة الربيع الناضج يملأ المكان بعذوبة الاسرة، وأخذ الفضاء يزيد من وضوحه، بينما انسكبت سيول الدفء المحمولة عبر أشعة الشمس، كما لو أنها خيوط من ذهب، واحتفاء بصفاء الشروق فقد شرعت أعواد عباد الشمس تحرك اقراصها مديرة أديمها الأصفر قبالة الشرق، حيث منبع الضوء والوهج، وبالتناغم مع هذه الايقاعات تنساب أناشيد فرسان الامل الصغار ويصل الى مسامع الشيخ صدى أغانيهم قبل أن تصل إليه دراجاتهم الآتية من بعيد..." ، ومما جاء في قصته اهتداء: " ... وصلنا مشارف بيت لحم كانت المدينة هائجة وشوارعها تموج بصراخ الجماهير وأجيجها، كل شيء في حالة من الغليان والغضب يشع من العيون والحناجر، والمظاهرات في كل مكان، وكان علينا أن نتوجه للمدارس أولا...وصلنا..ترجلنا... ثم اقتحمنا... كانت صرخات كبار الضباط وهم يلقون بأوامرهم واضحة وصريحة : حطموا عظامهم ... علموهم ... اسحقوا أصابعهم الحقيرة" وفي رائعته جنين يقول:" كانت الكلمة مكتوبة بخط عريض لقلم كوبياء كابي اللون، وبدت لنا حروفها وهي مكتوبة وسط الكف، كما لو انها جنيناً حقيقياً للوحة فنية عظيمة.... كان من الواضح أن ما تمثله هذه الكلمة بالنسبة لحريص هو بالطبع غير ما كانت تمثله بالنسبة لنا... بيد أن جميعنا ما برح ينتظر ولادة الجنين بلهفة وشوق وشغف.... وفور أن اتممنا عملية تسوية وترتيب ما كانت اظافر السجانين وحوافرهم قد نبشته وبعثرته، وبعد أن انسحب كافة المداهمين ومرؤوسيهم ولم يبق في الرواق سوى السجان المناوب، وبعد أن تأكد لنا من أن كل البوابات قد احكم اغلاقها طلب مني(حريص) بأن أعود واخرج له أقلامه وأدوات رسمه من مخفاها، بينما ذهب هو ليرقب حركة السجان الذي ما فتىء يروح ويجيء في طول الرواق وعرضه"، وأيضاً نشر قصة (الشيء الذي ظل باقيا) . والملاحظ أن نسبة كبيرة من محتويات هذه المجموعات كتبت في السجن، وخرجت بفضل الكتابة على قصاصات ورقية يمكن تهريبها، فكانت القصاصات صغيرة الحجم حتى يسهل تناقلها بين الأقسام بمساعدة عمال المطبخ أو المغسلة، وبين غرفة وأخرى خلال فترة التنزه "الفورة" في القسم الواحد، وكانت القصاصة تتحرك عارية في النقل قصير المدى، وتتحول إلى "كبسولة" أي تضغط وتغلف بالبلاستيك للنقل بعيد المدى خارج المعتقل استعداداً لبلعها إن تطلب الأمر ثم استخراجها حين يصل حاملها بر الأمان.
في عام 1980م تشكلت دائرة الكتاب في جمعية الملتقى الفكري العربي في القدس لتكون غطاء ولبنة أولى لتحرك كتاب الداخل، وكان محمد أبو النصر من ضمن مؤسسيها مُمثِلاً عن السجون، مع نخبة شملت محمد البطراوي، صبحي الشحرور، أسعد الأسعد، جميل السلحوت، ابراهيم جوهر، سامي كيلاني، عادل الاسطة، عبد الناصر صالح، جمال بنورة، حسن ابو لبدة، محمد شريم، غريب عسقلاني، عبد الله تايه، محمد ايوب، زكي العيلة، وكان علي الخليلي منسقاً لهذه الدائرة، ورئيس الملتقى الفكري ابراهيم الدقاق يجتمع بهم في القاعة الرئيسية، وقد اعتبر هذا التشكيل الثقافي الوطني بمثابة أول اتحاد للكتاب الفلسطينيين في الأرض المحتلة ، والتحق بإجتماعاتهم أبو النصر بعد خروجه من الأسر. وقبل تحرره نشر دراسة كاملة عن الريف في أدب غسان كنفاني عام 1984 نشرت في مجلة الكاتب .
أبو النصر خارج المعتقل:
في20ايار1985 اطلق سراح الوحش ضمن صفقة تبادل الأسرى التي تمت بين الجبهة الشعبية القيادة العامة، وحكومة الاحتلال الاسرائيلي، والتي عرفت بإسم عملية الجليل، بعد أن أمضى أكثر من 15 عشر عاماً، وخرج إلى قطاع غزة لا ليرتاح بعد قسوة وعناء السجن والاعتقال، بل ليعاود نشاطه من جديد بالزخم الذي ميزه قبل الاعتقال، والتحق بعد عام 1986 بجامعة بيرزيت لدراسة الآداب وخلالها ظل على اتصال دائم بالكُتاب في الضفة الغربية والداخل المحتل، وقد ربطته علاقة قوية بحمش الذي كان من أوائل من التقى بهم بعد تنسم الحرية، وتفاجأ الآخير بحضور الوحش مع شقيقه حسني بحثاً عنه وعن منزله من شدة التعلق به، بسبب موقفه النبيل في تلقف الكبسولات وإخراج قصصه إلى النور. وربطت الوحش علاقة صداقة قوية بالفنان التشكيلي فتحي غبن الذي رافقه في عدة رحلات إلى القدس، وكان قد رسم الوحش في بورتريه من شدة تعلقه بشخصيته وأهداه له بعد التحرر من الاسر، في ذلك الوقت نشرت مجلة مرج ابن عامر لقاء مشتركاً ضم غبن وأبو النصر حول المخيم، فيما عقدت ندوة أدبية في قاعة الهلال الاحمر في غزة برعاية اتحاد الكتاب، لمحمد ابو النصر، وذلك في 26/9/1986، قرأ فيها قصته الحسام والغمد وقرأ عمر حمش قصة اخرى، وفي نفس العام صدر له عن اتحاد الكتاب، مجموعة قصصية رجال وقضبان عام 1986، والتي وضع مقدمتها جمال قعوار، وفي صورة قديمة من أرشيفه ظهر أن عدداً من الكتاب الموجودين في الصورة هم ربحي شويكي، محمد شريم، جمال بنورة، ومحمد أبو النصر، اميل حبيبي والكاتب اليهودي العراقي المناصر للفلسطينيين د.شمعون بلاص والكاتبة والناشرة سهام داود وعدد آخر، وحسب ما عرفت التقطت الصورة في غرفة خلف مسرح الحكواتي في القدس 1987، وكان لقاؤهم تضامناً مع عدد من الكتاب الملاحقين من سلطات الاحتلال، وقد التقى أبو النصر خلال زياراته بعدد منهم اضافة إلى المذكورين، الأديب فخرى قعوار والشاعر سميح القاسم الذي سأل عبد الناصر صالح عنه فأخرج الآخير صورة تجمع أبو النصر بالقاسم هنا تذكر الآخير زيارته الاخيرة له، وقد نشرت الصورة في صفحات مجلة الكاتب، وفي احد هذه اللقاءات رآه الكاتب المقدسي ابراهيم جوهر هناك وحينها أدرك لما يلقبونه بالوحش، فوجهه ذكره بثوار فيتنام وروسيا وبدايات العمل النضالي ، وفي نفس العام نشر قصته ضريح الكلب ، في العدد 90 تشرين من مجلة الكاتب. وجاء في خبر أدبي في صحيفة الاتحاد في الصفحة الثقافية، عن قصة مناورات في الأفق التي كتبها في مجلة الجديد .
ترك بصماته كبطل شعبي:
شخصية أبو النصر صارت ملهمة للروائيين الفلسطينيين، فإستوحى منها الأسيرين حافظ أبو عباية والبيروتي بشخصية محمد في كتاب نصب تذكاري ، وكان بطلاً حاضراً في شخصية الوحش، في الصفحات الأولى من رواية كتاب نصفي الآخر لشفيق التلولي ، الذي قال :" ...اطلاق نار، الدم ينزف بغزارة من قدم محمد انتهى الليل، لم يعد أبي، غصت في نومي تاركاً كل حوارات الليل ما بين جدتي وامي وجاراتنا أم عزمي ووقع الاقدام الثقيلة، والصولات، والجولات، واللكنات، والفرقعات، لم يتسن لي في صباح اليوم التالي أن اتحدث إلى العصافير وأرقب خيوط الشمس الأولى وهي تتسلل من من شقوق سقف القرميد، لم يعد أبي ويبدو أنه يستمتع باللعب مع الضفادع في بركة أبو راشد ... سيكون بحوزته أجوبة كثيرة على أسئلتي وسأستمتع بحكاياته مع الضفادع كانت أمي تخشى الا يعود أبي وان يتم تحويله إلى المعتقل ثانية، ولم يمضي على خروجه من السجن سوى بضعة شهور وقد أمضى فيه عدة سنوات سمعتها وهي تقول ذلك لجدتي وانا استرق السمع لهما بكل شغف كي أعرف ما يجري حولي، حتى قطع حوار جدتي وأمي صياح وصرخات امرأة تبكي وتنوح:
ـ ابني ابني قتلوه الله ينتقم منهم
واخرى تقول لها :
ـ اهدي اهدي ووحدي الله يا أم وصفي، ادعيله ربنا يرحمه وتزعليش ابنك وصفي شهيد.
ـ الله يرحمه، بس والله يا أم محمد قلبي بينفطر عليه، طيب شو عن ابنك محمد؟
ـ لا الحمد الله الوحش بخير يا أم وصفي بس اتصاوب واعتقلوه.
ـ الحمد الله يا أم محمد، الله يرحم وصفي ويشفي محمد ويفك أسره يارب. ..."
فيما اشار له الروائي أسامة العيسة، في مجموعته القصصية ضمن قصة أربع وردات، بشخصية عادل:" نقلنا ثلاثتنا أنا وعادل وزميلنا الضرير عمران في نفس البوسطة من سجننا إلى سجن قريب، تمهيداً لاطلاق سراحنا. كلبش الجنود أيدينا معا، وكلبشوا رجلي كل منا لوحدها. أحد الجنود استفزه عمى عمران ولم يرق له هذا الضرير المناضل... ورفس الجندي عمران في مؤخرته رفسة متوسطة القوة جعلتني أشعر بأنني المرفوس وبأن روحي تخرج إلى بارئها .... عندما توقفت البوسطة أخيراً انزلنا الجنود بخشونة وفكوا الكلبشات استعداداً لتسليمنا لادارة المعتقل الجديد. وفجأة رأيت عادلاً (الوحش) يحمل شفرة بيده لا أعرف من أين اخرجها ربما خبأها في فمه، وهجم على الجندي الرافس يضربه بالشفرة وتمكن مستغلاً الصدمة التي أحدثها من الوصول إلى وجه الجندي وتشفيره على خديه..." ، وعرفت بعدها أن العيسة استقى القصة من الأسير يوسف سند الذي عايش أبو النصر في السجن، وأرسل لي المادة قبل النشر للتأكد من صحة ما جاء في الرواية، وأكد ذلك عطالله أبوغطاس أحد مؤسسي حركة القوميين العرب في الضفة والذي كان معهم في الزنزانة ، وعاد محمد البيروتي ليذكره بشخصية محمد في رائعته مليحة ، فيقول:" ... تميز محمد أبو النصر بروحه المتمردة وذكائه الحاد وقدراته الأدبية العالية وشجاعته منقطعة النظير. اعتقل في غزة اثناء اشتباك مع جيش الاسرائيلي مصاباً بإحدى عشرة طلقة تركت لديه اعاقة دائمة وصعوبة في المسير وفقدان للتوازن، لم يتردد أبو النصر ولم يتذرع بإعاقته وانعدام توازنه المستمر عندما دعته الحاجة لفعل، اثناء نقل بضعة سجناء بإتجاه سجن الرملة قام سجان مرافق بالبصق على سجين تدعثر جراء اصابته بعينيه وصعوبة النظر لديه، لم يكن حدثاً كبيراً إلا أن أبو النصر لم يتقبل هذا الاعتداء السافر على زميله في سيارة نقل السجناء فما كان منه إلا أن استل شفرة حلاقة كان يخفيها، وضرب ذلك السجان في وجهه فترك فيه جرحاً غائراً وتدفق الدم منه بغزارة، خرج محمد من هذه التجربة بكسر في يده ومحاكمته من جديد، .... ولشدة الأسف فقد ترك محمد مخزوناً أدبياً مهماً لكنه فقد جميعه جراء عمليات المصادرة التي كانت تتم في غرف السجن اثناء حملات التفتيش. المهمة الكبرى لقيادة السجن والمهمة الاعظم تمثلت في قيادات المواجهات مع الإدارة، وهي مواجهات لم تتوقف منذ اليوم الأول لافتتاح السجون.." وتأكيداً على ما قاله البيروتي في روايته فقد ذكر ذلك فعلاً عادل الاسطة في مقاله أفراح غزة " ان بعد استشهاده غيب ذكر أبو النصر".
وهذه أكثر واقعة كانت تذكر له في الروايات، تتحدث عن فترة اعتقاله في سبعينيات القرن الماضي، حين كان متواجداً في عربة نقل السجناء التي كانت تقل مجموعة منهم يشكون المرض من سجن الرملة، فقام ضابط حرس الحدود المرافق للمعتقلين المقيدين بالأيدي والأرجل، بالبصق على معتقل ضرير اسمه علاء البزيان من القدس، وهذا السجين كان شجاعاً مما حدا بالضابط الحاقد إلى الاعتداء عليه بوحشية، فيما جميع السجناء كانوا مكبلين أثناء الاعتداء، وبمجرد وصولهم لباحة سجن بئر السبع وفور أن فكت الأصفاد عن السجناء هاجم أبو النصر ذلك الضابط بشفرة حلاقة كان يخفيها في فمه، فأحدث شقوقاً وأخاديد عديدة فى خديه، مما تركت جرحاً غائراً في وجه الضابط تطلب علاجه اثنتي عشر قطبة، واستمر يحمل آثارها في وجهه طيلة حياته، مما أصابه بالهستيريا لكثرة النزف وقوة الضربات في حر تموز القائظ، وعندما أحاط أفراد الشرطة العسكرية به بغية ضربه وقف أبو النصر بشجاعة معلناً أن القيادة الفلسطينيةPLO أمرت السجناء بالتصدي لأي شرطى يعتدى عليهم وهذه تعليمات من أبو عمار شخصياً، وهذا التصريح أرعب الإدارة وجعلها تتراجع عن ممارساتها العدوانية تجاه السجناء لفترة طويلة من الزمن، لكن ردة فعل الجنود أن هاجموه بوحشية ثم قاموا بكسر يده، كما أضيف إلى حكم المؤبد أربع سنوات أخرى والنتيجة أن ضابط الاحتلال المضروب تم اخراجه من الخدمة لعدم استقرار نفسيته المهتزة، كل ذلك لم يمنعه لاحقاً من التعامل بشراسة مع حراس السجن عندما تسنح أية فرصة سواء معه أو مع أي من زملائه . وقد ذكر الواقعة الكاتب عيسى عبد الحفيظ في مقال له في جريدة الحياة،وهذا جعل غالبية ضباط ادارة السجون يخشونه بعد أن هاجم أكثر من جندي فى سجن السبع وغزة المركزى وعسقلان وكفار يونا.
وقد عرض الكاتب حسن عبد الله تجربة أدب السجون، في كتابه النتاجات الأدبية الاعتقالية ، وتحدث خلالها عن تجربة أبو النصر في المعتقل ضمن من ذاعت شهرتهم الأدبية وتعدت المعتقلات إلى خارجها في كتابة المقال التحليلي والقصص والأدب، فيقول: " .. وفيما يلي نسوق بعض الأمثلة على المجموعات القصصية والشعرية التي صدرت إضافة لديوان (كلمات سجينة) لأدباء انتجوا مادتهم الأدبية في الاعتقال من قصص قصيرة: محمد عليان، حبيب هنا، سامي كيلاني، محمد أبو النصر، يونس فاضل، حسن عبد الله، عزت غزاوي وغيرهم) ... أما في كتابة المقالة التحليلية تميز من خلال النشر في المجلات المحلية خصوصاً الكاتب كل من: عطا القيمري، حسن سرندح، محمد أبو النصر، وجبر وشاح" ، كما تحدث عبد الله عن الكُتاب محمد أبو اللبن وصقر الياس وعطا القميري في التحليل الادبي والنقد، ومحمود الغرباوي في الشعر، فاضل يونس، صالح طايع في القصة القصيرة، وكان أبو النصر من ضمن الذين نشر لهم اتحاد الكتاب ضمن أدب المعتقلات منها كتاب دراسات في أدب كنفاني بعد أن جمعوها، ويقول حسن عبد الله:" لقد اصدر اتحاد الكتاب عدداً من الإصدارات لأدباء معتقلين أو لنتاجات أدبية كتبها اصحابها خلال فترة اعتقالهم نذكر منهم على سبيل المثال: محمد أبو النصر، فايز أبو شمالة، محمود الغرباوي، هشام عبدالرازق، حسن عبد الله، د.سمير شحادة، عزت الغزاوي وغيرهم."، وقد وجدت لاحقاً نسخة من دراسات في أدب كنفاني عند الناقد د.أحمد حرب، أما الكاتب عادل الاسطة فقد استحضر أبو النصرفي مقالين منفصلين نشرهما في جريدة الأيام تحدث خلالها عن تعريفه بأبو النصر خلال زيارته غزة، عام 1987، وقال أنه ربما لم يعد يذكره أحد، رغم أنه أصدر مجموعة قصصية تذكرنا بكتاب القصة الروس: منهم انطون تشيخوف، ومكسيم غوركي، وآخرون ، وأكد ذلك خلال ندوة للقصة القصيرة عقدت في رام الله في مقر وزارة الثقافة تحدث فيها عن محمد أبو النصر أنه كان من أهم الكتاب ورواد أدب السجون، ولكنه استشهد ولم يكمل هذه المسيرة، مؤكداً أنه امتاز بحس أدبي جيد وكتب الكثير، لكن كتاباته ضاعت نتيجة للمصادرات وحملات التفتيش شبه اليومية، كما حافظ على علاقات جيدة مع زملائه المعتقلين امتلأت بالحب والاحترام، واستعداده الدائم للدفاع عنهم، وقد ذكرته الشاعرة حنان عواد في كتابتها عن أدب المقاومة ، عندما نشرت مقال، الفكرة الفلسطينية بين المحكم والمتشابه" قالت فيه:" وقد فاضت جداول العطاء في كنه القصة والرواية فما كتبه الشهيد غسان كنفاني في رواية أم السعد .... وغيرها من عشرات الأعمال المصورة لوقائع تفصيلية للوضع الفلسطيني في جوانبه المتعددة وما كتبته القاصة سميرة عزام والأديب جبرا إبراهيم جبرا ورشاد أبو شاور، يحيى يخلف، اميل حبيبي، احمد شاهين، إبراهيم نصر الله، أحمد حرب، افنان القاسم، سلمان الناطور، غريب عسقلاني، فيصل حوراني، محمد أبو النصر فاروق وادي... وآخرون من أعلام الرواية والقصة القصيرة وضعت علامات فارقة في النزوع الادبي المتميز ببعده الموضوعي حيث ارتبط بقوة بالقضية الفلسطينية منطلقاً من الايمان بفكر أيديولوجي متوج بالالتزام الواعي." ، وأيضاً شاكر فريد حسن ذكره في مقاله ملامح الحركة الثقافية الفلسطينية تحت الاحتلال دون أي تفصيل أيضاً، وجاء في خبر أدبي في صحيفة الاتحاد في الصفحة الثقافية، خبر عن قصة مناورات في الأفق التي كتبها في مجلة الجديد، كما ذكره كامل مسعود، في كتابه بطل اللاءات مآثر في اقبية التحقيق للأسير جهاد أبو النصر(شقيق محمد).
الوحش ينتصر للكتاب وللقضية:
تأثر أبو النصر بقيام قوات الاحتلال بإعتقال عدد من الكتاب، عام 1989 وعلى إثرها قام بعملية خطف للأمريكي كريس جورج الذي كان يعمل ضمن بعثة الأمم المتحدة، ويذكر هذه الواقعة بالتفصيل الكاتب الأمريكي Alex Chituc في مقاله ( أخذ ملجأ) نشر في مجلة The New journal ، وكان الكس صديق جورج الذي قال عن خاطفه: لقد أحبني و كان يستخدمني فقط لأغراض سياسية، حيث حضر الى مكتب منظمةSave the Children، لمناقشة بناء روضة أطفال في مخيم الرجل للاجئين، وخطفني لكن كان لطيف معه ومارس اللغة العربية خلال تلك الفترة وأكلت طعامي من السمك ".وذكر المقال ان احدهم يدعى بيرغر ركب شاحنته في عام 1989، وقام بتشغيل جهاز الراديو الخاص به وسمع قصة الخطف على إذاعة (NPR) الامريكية، التي ذكرت أنه أول أجنبي يختطف في إسرائيل لأسباب سياسية، مما جعله خبراً وطنياً، ويضيف (ألكس)، أنه في الأسابيع القليلة التي أمضاها في التحدث إلى جورج حول التفاصيل المهمة في حياته، لم يذكر أبدًا أنه تم اختطافه، ومن ناحية أخرى فوجىء إبراهيم جوهر بسماع نبأ الاختطاف ومطالبة أبو النصر بالإفراج عن أعضاء الهيئة الإدارية للكتاب المعتقلين، فيما عبد الناصر صالح تفاجىء بإستدعائهم في المعتقل للاستفسار عن علاقتهم بالخاطف، وحينها عرفوا من السجانين أنه طالب بإطلاق سراح الكتاب ومنهم أيضاً المتوكل طه وسليم زريعي وسامي الكيلاني وآخرون. وفعلاً تم اطلاق سراحهم، فيما اطلق سراح كريس جورج، بعد 35 ساعة، محملاً برسالة من ثلاث عشرة صفحة للرئيس الامريكي آنذاك جورج هـ.بوش ينتقد دعم الولايات المتحدة لإسرائيل، وقد نشرت الرسالة كاملاً في صحيفة القبس الكويتية مرفقة بالصورة.
الوحش ملهما حتى في رحيله:
بعد عملية الخطف، واطلاق سراح الامريكي، اعتبرته الدوائر الإسرائيلية وعلى رأسها وزارة دفاع الاحتلال المتمثلة بوزيرها موشيه ارنس أنه من أكثر العناصر الثورية الفلسطينية المطلوبة، فتمت ملاحقته بشكل واسع لكن دون جدوى، يُعتقد أنه اتخذ قرار اسرائيلي على أعلى مستوى بضرورة تصفية أبو النصر بعد الاشتباك في السرايا وسط غزة (وهو ممر لعبور العسكرين الإسرائيلي) وأدت العملية لبناء جسر مشاة يربط بين السرايا وأبو خضرة، وهنا تم تطويق مخيم جباليا بحثاً عنه، ونصبت الحواجز على الطرقات والمداخل والمخارج، لكنهم لم يجدوه، وكانت آخر العمليات التي نفذها أبو النصر ضد الاحتلال شرق الشجاعية حيث كان الهدف إقتحام حاجز صهيوني والاشتباك مع الجنود وتم تنفيذها، لكنه تفاجأ بحاجز طيار وهو في سيارته فإشتبك مع جنود الاحتلال، واستشهد في هذه العملية قرب منطقة الريس، وقد حزن كريس جورج ممثل الأمم المتحدة مسؤول إغاثة الطفولة، حين علم بإغتياله، بعد أسبوع من واقعة الخطف، لكنه أصبح صديقاً لعائلة أبو النصر والذي أكد أنه كان يعامله خير معاملة ومن خلاله عرف حقيقة القضية الفلسطينية: "لا يستحق ذلك"، ولم ينته الأمر عند هذا الحد، فقد اقتحمت جيبات عسكرية للاحتلال بيت العزاء في شارع الهوجا في مخيم جباليا وقام جنود الاحتلال بتصوير العزاء ولوحات النعي وحتى الجداريات وانسحبوا من العزاء، ما أضفى غموضاً على نوايا المحتلين، وخلال المباحثات والمشاورات بين المخاتير والوجهاء من المخيم مع سلطات الاحتلال لتسليم جثة الشهيد وبعد محاولات وضغوط من قبل الصليب الأحمر، وافقت السلطات على تسليم جثة الوحش، لتتفاجأ العائلة أن الموجود في التابوت جزء من حصان أو دابة، وكشفت العائلة النقاب عما حصل أمام الإعلام والرأي العام؛ ما دفع الصليب الأحمر للتدخل مرة أخرى لتسليم الجثمان، وفي المرة الثانية، استلمت العائلة جثمانًا لشخص آخر رأسه مفصول عن جسده، واستطاعت العائلة معرفة أن الجثمان ليس لمحمد فلم يكن هناك آثار للرصاصات موجودة في قدمه، عندما خضع لعملية جراحية فى ساقة إثر اشتباك مسلح قديم مع قوات الاحتلال، وبعد محاولات ومماطلات تم تسليم الجثمان، وتم توثيق جميع ما ذكر من قبل الصليب الأحمر . حيث تحدث بهذه التفاصيل الناطق باسم الصليب الأحمر خلال لقاء تلفزيوني مع قناة فلسطين آواخرالتسعينات. وقد ذكرت غزل الناطور في مقالها: "... ومن الأمثلة على ذلك، الشهيد محمد أبو النصر، الذي استشهد في غزة العام 1989، واحتجز الاحتلال جثمانه، وبعد محاولات وضغوط من قبل الصليب الأحمر لتسليم جثمانه، تم تسليم الجثمان بعد سنتين من الاحتجاز، لتتفاجأ العائلة أن الموجود في التابوت جزء من جسم حصان، لتكشف العائلة النقاب عما حصل أمام الإعلام والرأي العام؛ ما دفع الصليب الأحمر للتدخل مرة أخرى لتسليم الجثمان. وفي المرة الثانية، استلمت العائلة جثمانًا لشخص آخر رأسه مفصول عن جسده، واستطاعت العائلة معرفة أن الجثمان ليس لمحمد من خلال عدد الرصاصات الموجودة في الأجزاء الباقية من قدمه، وبعد محاولات ومماطلات تم تسليم الجثمان، وتم توثيق جميع ما ذكر من قبل الصليب الأحمر".
ويقول أسامة العيسة في روايته رسول الاله الى الحبيبة الذي ذكر الوحش باسم عادل: "... عندما أتذكر عادل الذي احتجز الاحتلال جثته ولم يفرج عنها، اُمني النفس دائماً بأن أعيش حتى أرى لعادل قبر معروف، بعد تحرير جثته اضع عليه وردة مثلما افعل مع اخواله، سأضل انتظر اللحظة التي سأتمكن فيها من وضع الوردة الرابعة التي سآخذها معي عندما اضع الورود على قبور الأخوال، واعيدها معي لتذكرني بأن عادل (الوحش) مازال لم يحظ بفجوة صغيرة في الأرض التي عاش من أجلها."
بعد استشهاده للأسف غيب ذكر أبو النصر في كثير من الدراسات التي نشرت عن أدب السجون، متجاهلين بقصد أو دون قصد إنتاجه الفكري والأدبي، وما يمتلكه من كاريزما عالية وموهبة أدبية قوية، وقد قام اتحاد الكتاب في القدس بنشر قصة له (وتعانق الفدائيان ) بعد رحيله، مع كتاب آخرين من خلال لجان العمل الثقافي الديمقراطي والتي كان أمينها العام الكاتب سامي كيلاني، وقد احتوت تلك المجموعة قصصاً قصيرة وقصائد ورسائل، حين كان العمل في الثقافة أخطر في نظر الاحتلال من العمل في الممنوعات، كانت قائمة الكتب الممنوعة التي تصدر عن الرقيب العسكري الاحتلالي تطول كل يوم ويدخل عليها كتب جديدة من إصدارات فلسطينية أو خارجية، بحيث يمكن محاكمة من يضبط بحوزته كتاب مدرج على هذه القائمة، وهذا كان سبباً كافياً لاختفاء رواية أبو النصربعنوان (رجال وقضبان) والتي وجدت نسخة عنها عند الاسطة بعد سنوات، وأشير هنا الى حادثة هامة حين زرت فلسطين عام 1989م، كانت والدتي تحمل نسخة من كتاب رجال وقضبان، وحين وصلنا معبر رفح، فتح أحد العاملين هناك، الحقيبة للتفتيش، وحين رآى الكتاب، قال لوالدتي ان عليها اخفاءه فوراً لأن جنود الاحتلال لو اكتشفوا أمره سيعتقلوها، فطلبت منه أن يساعدها في الأمر فأخذ النسخة ووضعها في كيس أسود ثم القاها في منطقة بعيدة، وكانت النسخة الوحيدة لدى أمي، وهذه الواقعة كانت تدل على خطورة مجرد اقتناء الكتاب. فيما شارك أبو النصر كل من نبيل الجولاني وعطا القيمري في إصدار كتاب غسان مدرسة الثوريين، الذي جاء في الذكرى الثالثة عشر لاغتيال كنفاني ، وبذلك انتهت نتاجاته الأدبية برحيله لكن ظل فكره وشخصيته ملهمة لكثيرين، وكأنها الشخصية التي كانوا يبحثون عنها في الرواية الفلسطينية وهي الوحش، ليصبح هو الرواية بعد أن كان يكتبها، وقد بقيت له مخطوطة لم تنشر بعد.
مراجع:
1 أسامة العيسة، رسول الإله إلى الحبيبة، مجموعة قصصية، منشورات الفسائل، القدس، 2017م.
2 أسعد الاسعد، عمر حمش وآخرون، جنين، مجلة الكاتب، العدد 46، شباط 1984م.
3 أسعد الاسعد، عمر حمش وآخرون، ذوو الكوفيات الحمراء، مجلة الكاتب، العدد 51، تموز1984م.
4 أسعد الاسعد، عمر حمش وآخرون، الريف في أدب غسان كنفاني، مجلة الكاتب، العدد 52، آب 1984م.
5 أسعد الاسعد، عمر حمش وآخرون، كعبة نفحة، مجلة الكاتب، العدد 33 ، كانون الثاني 1983م.
6 أسعد الاسعد، عمر حمش وآخرون، مجلة الكاتب، الاهتداء، القدس، العدد 47، آذار 1984م.
7 أسعد الاسعد، عمر حمش وآخرون، مجلة الكاتب، الشيء الذي ظل باقيا، القدس، العدد 63، تموز 1985م.
8أسعد الاسعد، عمر حمش وآخرون، مجلة الكاتب، ضريح الكلب، القدس، العدد 90، تشرين الاول 1987م.
9 أسعد الاسعد، عمر حمش وآخرون، مجلة الكاتب، رجال وقضبان لمحمد ابو النصر، اخبار ثقافية، القدس، العدد 73، 1986م.
10 ايمان مصاروة، أدب السجون في فلسطين، شبكة محررون، 2020م.
11 حافظ أبو عباية ومحمد البيروتي، نصب تذكاري، الجزء الثاني، وزارة شؤون الأسرى والمحررين، رام الله، 2018م.
12 حسن عبد الله، الانتاجات الأدبية الاعتقالية، مركز الزهراء للدراسات والأبحاث، القدس، 1994م.
13 حنان عواد، أدب المقاومة الفكرة الفلسطينية بين المحكم والمتشابه، أوراق فلسطينية، العدد 30، 2022م.
14محمد أبو النصر، رجال وقضبان، جمعية أنصار السجين في اسرائيل، 1985م.
15محمد أبو النصر، صحيفة الاتحاد، أخبار الثقافية، 25 تموز 1986م.
16محمد البيروتي، مليحة، دار الرعاة للدراسات والنشر، رام الله، 2022م.
17محمد أبو النصر، دراسات في أدب غسان كنفاني، منشورات اتحاد الكتاب الفلسطينيين، 1990م.
18نبيل الجولاني ومحمد أبو النصر وآخرون، غسان مدرسة الثوريين، جبهة العمل النقابي التقدمية، رام الله، 1985م.
19سامي كيلاني ومحمد أبوالنصروآخرون، وتعانق الفدائيان، كتاب أصوات لم يخنقها القيد، لجان العمل الثقافي الديمقراطي في الضفة الغربية وغزة، حزيران 1987م.
20سامي الكيلاني،أصوات لم يخنقها القيد، وكالة أمد للاعلام، غزة، 18/6/2022م.
21عادل الاسطة، تأملات في حركة القصة القصيرة، صحيفة الأيام، رام الله، العدد 6040، 4/11/2012م.
22عادل الأسطة، أفراح غزة، صحيفة الأيام، رام الله، العدد 3444، 21/8/2005م.
23عبد الناصر صالح، مقابلة، رام الله، 22/11/2022م.
24عمر حمش، مقابلة تلفونية، غزة، 16/11/2022م.
25عيسى عبد الحفيظ، محمد أحمد أبو النصر، صحيفة الحياة الجديدة، رام الله، العدد7270، 14/2/2016م.
26شفيق التلولي، نصفي الآخر، وزارة الثقافة الفلسطينية، رام الله، 2016م.
27غزل الناطور، سرقة أعضاء جثامين الشهداء المحتجزة: الأبعاد السياسية والقانونية، ورقة تقدير موقف، مسارات، 7 آب 2022م.
مراجع أجنبية:
Alex Chituc,Taking Refuge,The New Journal,45,September 2012,P10
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. السيسي وبن سلمان: -إقامة الدولة الفلسطينية ذات السيادة هي ال
.. هل تستعد إسرائيل لمواجهة غير متوقعة في جنوب لبنان؟
.. الجيش الإسرائيلي يصدر أمر إخلاء لمبنى بالضاحية الجنوبية
.. صور مباشرة للغارات الإسرائيلية على النبطية جنوب لبنان
.. وسط ترقب للرد الإسرائيلي على إيران.. شركات طيران عالمية تعلق