الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لبنان بمنازل تتحدى بعضها البعض

عصام محمد جميل مروة

2023 / 9 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


ليس كل ما يأتي من الخارج يُحدثُ ضجة كبيرة وعنيفة لها اثار متداخلة في بلاد الثماني عشر طائفة تنتشر متداخلة الى حدٍ ما على تلك الخارطة الجغرافية التي لا يمكن أعتبارها اكبر من مقاطعة في دول الجوار .
يتغنى اللبنانيون بالمجد لكنهُ مُزيف الى حين !؟.
اللجنة الخماسية التي تقرر ان يكون تفويضها او منحها صفة المخلص على طريقة النجاة من الفوضى السقيمة للأزمة اللبنانية المُستمدة في تشعباتها منذ إنطلاق صورة نمطية أُحادية في تاريخ تأسيس لبنان عام 1920 لا سيما غداة الإنزلاق الى التناتش الناتج عن تركة الامبراطورية العثمانية الاكثر دموية على المسلمين قبل المسيحيين .
فلذلك كانت الدول المعنية في تداول قراءة سريعة لإملاء فراغ قصر بعبدا الأشهر والاكثر منزلة من كافة منازل لبنان لكنها جميعاً تتحدى بعضها البعض إنطلاقاً من سيادة الهيمنة على الامر الواقع في تلك المنازل القريبة من بعضها البعض . بحيث قد ترى اما باحات المنازل شكلاً هندسياً متواضعاً في وضع ميزة او اضاءة على تماثيل السيدة العذراء مريم المقدسة . او قد ترى بيوتاً تتجاور في نسيج ممتد منذ القدم حيث تبرز المآذن والقبب للمساجد في المدن والارياف .
كان جان إيف لودوريان قد كُلف لفتح قنوات الحوار مع الولايات المتحدة الامريكية عبر السفيرة الامريكية في بيروت دوروثي شيا التي بالمناسبة تتهيأ الأن لترك منصبها ومنحها منصباً رفيعا في الادارة العامة لشؤون العلاقات الخارجية تتويجاً للعب دوراً مهماً في السياسة وتقريب وجهات النظر عن كثب بعد إنخراطها في العمل اليومي لمآسي الحوار الملغوم في التباين الواضح لدى اطراف الصراع السياسي في لبنان .
وللتاريخ قد تكون السفيرة لعبت دوراً فضفاضاً في تغيير صورة لبنان الحقيقية كما نراه على ارض الواقع .
كما ان باقي اعضاء اللجنة الخماسية المتمثلة بدولة قطر والمملكة العربية السعودية و مصر .
إخفاق يليه تعثر !؟. تلك الخيبات لم تكن جديدة او حديثة على الشارع اللبناني الذي يُعاني الامرين منذ بدايته التي ترافقت مع العقدين الاولين لدولة لبنان الكبير حيث سُوِقَ مباشرة الى الغمز من بوابات فتح العلاقات الجديدة للدول العربية التي تم إدراجها مباشرة بعد إتفاقات التقسيم المعقودة من جانبين ذات اهمية تبشيرية بالنسبة للطوائف المسيحية التي رأت في دعم فرنسا وبريطانيا العظمى إستعادة درو مسيحي مشرقي حيث رسخت معاهدات "" سايكس - بيكو "" إضافة اليمة متلازمة لوعد بلفور الاكثر دموية من تاريخ التعسف العثماني إبان حكم السلاطين .
فلماذا تلك المقدمة دائماً ؟ نعلق عليها لأهميتها قبل الولوج فيما نحنُ بصددهِ من تعثر عملية التواصل ما بين المكونات للمجتمع اللبناني الذي قيل عَنْهُ اي لبنان بأكثر من منازل تهدماً قبل التوافق .
اذا ما عددنا النسب الزمنية القريبة بعد الاستقلال عام 1943 فسوف نتوصل الى نتيجة واحدة وهي إننا نظام وكيان مبني على خطأ وعلى ضلال ودستوره مُخترق وغير واضح المعالم على الاقل حقبة ما بعد الاستقلال.
قبل المعاناة نتيجة وحشية الدول التي اسست لبنان كما كانت في نفس السياق تسعى الى طرد وتشريد الشعب الفلسطيني وإقتلاعهِ من موطنه وإحلال الصهيونية العنصرية الجديدة في دولة إسرائيل التي على ما يبدو انها ذات سيادة وحصانة مقبولة من المجتمع الدولى كافة وممنوع الإعتداء عليها اذا ما قارنا قراءة التاريخ المتلازم منذ النكبة عام 1947 . وصاعداً وهنا دائما نستدرك اهمية المئات الالاف من الفلسطينيين الذين وصلوا الى لبنان حينها وكانت ولم تزال الازمة تتعقد حول الإستضافة تلك ، او ما يُرادُ من التشكيلات لمنظمة التحرير الفلسطينية بعد وصولها الى بيروت بعد إعتداء الاردن ومجازر عمان الشهيرة .
لكننا نتساءل بكل موضوعية ودراسة تحمل في البحث عن الصراعات والنزاعات التي اوصلتنا الى ما نحن نعاني مِنْهُ في فراغات للأدوار الاولى للرئاسة في لبنان .
لماذا نتعثر في انتخاب خلف الى سلف ؟ لم يقدم ما هو مناسب للواجب . رغم التضحيات الجسيمة التي تعرض لها مكانة شخص رئيس الجمهورية حيث سُجل مقتل وإغتيال ألرئيس المنتخب الشيخ بشير الجميل مباشرة قبل دخولهِ مبنى البرلمان ، والقصة تحتاج الى ابحاث في تدقيق حول الإختلاف او التوافق مع كيفية وصوله رغماً الى قمة الهرم في ظل احتلال صهيوني غاشم . والرئيس الاخر رينيه معوض الذي أنتخب بعد إتفاق الطائف في المملكة العربية السعودية التي اخذت تحت عاتقها فتح صفحة جديدة لسد الافق لتنامى رقعة الحرب الاهلية اللبنانية التي دامت عشرات الاعوام وربما الى اللحظة قد تتحول الى ساحة إنفجار اذا ما كانت الدول الخمسة التي إتخذت على مقاربة الوساطة العادلة في خِضم الازمات المتمادية على الساحة الدولية والاقليمية والعربية واللبنانية التي تتسع مساحة ومسافة التباعد نتيجة النعرات الطائفية المتراكمة التي دائماً تجد لها "" مرقد عنزة في بلاد الارز والسنديان والزيتون والليمون والصنوبر والبحر والسهول "" ، المتواصلة ما بين ضفة حدود نهر لبنان الكبير وصولاً الى نقطة رأس الناقورة حيث إتخذتها قوات الامم المتحدة مكاناً مناسباً لترسيم الحدود اللبنانية الاسرائيلية اذا ما تخلينا عن فلسطين المحتلة .
الواضح بعد سلسلة إجتماعات في نيويورك وفي الرياض وفي باريس وفي القاهرة وفي الدوحة . ان المعصية الداخلية اذا ما إتفقت خارجاً فكيف لنا كمجتمع لبناني متقدم نتقيد بما تمليه علينا الدول الخارجية . وهنا قد يتأزم الوضع اكثر من المنتظر حول تجاهل قوى محلية تدعى الى الحوار ثم الحوار ولكن دون جدوى !؟. وإتهامها انها تلبى بناء دعوة الولى الفقيه الإيرانية تحت غطاء الثنائي الشيعي ، حزب الله وحركة امل التي يتزعمها الاستاذ نبيه بري رئيس البرلمان اللبناني منذ ثلاثة عقود .
الممر الى قصر بعبدا لن يصل دون محاذير عقيمة تحتاج الى تمحيص اذا ما كانت النوايا الحسنة ذات الطبيعة المتخيلة لدى المجتمع اللبناني بعد كل حرب او ازمة او فراغ لمؤسسات مهمة ومنها دور رئيس الجمهورية اللبنانية.
التفاهم بعيدُ وربما يكون في مثابة عدم الاكتراث الى ضرورة وجود سيد بعبداً او تجاوز سلطتهِ .
فالمرشح الذي تطرحه ُ الممانعة رُفِض وغير مقبول ولا يمكن ترك الساحة للعبث بما يتمتع به دور ألرئيس خصوصاً اذا ما كان حليفاً لتفاهمات كنيسة مار مخايل عام 2006 التي اوصلت العماد ميشال عون الى قصر بعبدا .. حيث إنهارت المؤسسات الحكومية والاقتصادية الكبري وذهبت اموال المودعين في المصارف والبنوك المحلية التى تبخرت وتنصلت الادارات الرسمية من حاكمية المصرف المركزي الذي تآمر على تسهيل وتحويل الاموال الى الخارج اثناء وقبل وبعد إنفجار المرفأ الخطير في 4 - آب - 2020 - بعد وعد ألرئيس ميشال عون جَر الشعب اللبناني العظيم الى جهنم .
ولا يمكننا مشاهدة رعاية اللجنة الخماسية المكلفة في الافساح المجال امام إنتخاب رئيساً جديداً يرفع صيغة الحياد ولاحقاً تبني روح التطبيع ، وربما يساهم في تطبيق قرارات مجلس الامن الدولى "" 1559 - 1701"" حول نشر الجيش اللبناني في منطقة الجنوب المحاذية للمناطق الحدودية مع فلسطين المحتلة مما يعني تجريد سلاح المقاومة وتسميتها "" ميليشيات "" !؟. لا شك الوجود الفلسطيني معقد ، والنزوح السوري الشقيق مُقلقاً . لكن الرجاء ما زال ممكنا في تذليل العقبات اذا ما كان التوافق جدياً !؟.
تعويم وطرح الاسماء لإستعادة السيادة ليست ذات اهمية اذا ما تم إدراج الاصلاحات السياسية العامة في البلاد التي نشأت اساساً على مبادئ تقسيمية ومحاصصة طائفية.


عصام محمد جميل مروة ..
اوسلو في / 24 - ايلول - سبتمبر/ 2023 / ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أمام إسرائيل خياران.. إما رفح أو الرياض- | #مراسلو_سكاي


.. استمرار الاعتصامات في جامعات أميركية.. وبايدن ينتقد الاحتجاج




.. الغارديان: داعمو إسرائيل في الغرب من ساسة وصحفيين يسهمون بنش


.. البحرين تؤكد تصنيف -سرايا الأشتر- كيانا إرهابيا




.. 6 شهداء بينهم أطفال بغارة إسرائيلية على حي الزهور شمال مدينة