الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل سيفتح محمد بن سلمان الباب على مصراعيه للتغلغل الصهيوني؟

كاظم ناصر
(Kazem Naser)

2023 / 9 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


أثارت التصريحات التي أدلى بها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في مقابلة مطولة مع قناة " فوكس نيوز " الأمريكية، والتي قال فيها " نقترب من تطبيع العلاقات مع إسرائيل، لكن القضية الفلسطينية تظل مهمة للمفاوضات" وأن بلاده ودولة الاحتلال تقتربان" كل يوم أكثر وأكثر" من التطبيع جدلا واسعا في وسائل الإعلام العالمية، وأكدت رغبة المملكة في إقامة علاقات رسمية مع دولة الاحتلال مقابل إبرام اتفاقية أمنية مع الولايات المتحدة الأمريكية، ومساعدتها للسعودية في إنشاء مشروع نووي أمريكي سعودي إسرائيلي مشترك، والتوصل لنتائج تخفف من معاناة الفلسطينيين.
تصريحات الأمير أثارت الكثير من الأسئلة الهامة من ضمنها: هل السعودية قادرة فعلا على انتزاع تنازلات من الإسرائيليين؟ وأين موقع القضية الفلسطينية في هذا التطبيع؟ ولماذا تأتي هذه التصريحات في وقت تتصاعد فيه الانتفاضة في الضفة وغزة؟ وهل سيقبل المناور والمخادع والكذاب البارع نتنياهو وحكومته " حل الدولتين " ووقف الاستيطان والتراجع عن تهويد وضم الضفة الغربية؟
ربط محمد بن سلمان في هذه المقابلة تطبيع بلاده مع دولة الاحتلال بالتوصل لتفاهمات " تخفف من معاناة الفلسطينيين "، لكنه لم يشترط إقامة دولة فلسطينية مستقلة، ولم يطالب بوقف الاستيطان في الضفة الغربية، ولم ينتقد ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من قتل وعنصرية وتهجير قسري، ولم يذكر اجتياحات الصهاينة المستمرة للمسجد الأقصى والأماكن الإسلامية والمسيحية المقدسة.
وفي المقابل قال نتنياهو في خطابه الذي ألقاه في الجمعية العامة للأمم المتحدة إننا " على أعتاب تطبيع تاريخي بيننا وبين السعودية." لكنه لم يذكر حل الدولتين، وكرر رفضه لإقامة دولة فلسطينية مستقلة، وقلل من دور الفلسطينيين في الصراع العربي الإسرائيلي بقوله " يجب ألا يكون لهم حق النقض (الفيتو)على العملية السلمية .. سأفكر في السبل التي يمكنهم من خلالها الاستفادة من العملية دون تعريض احتياجاتنا الأمنية للخطر." أي إن ما يقصده نتنياهو بوضوح هو أن الاستراتيجية الصهيونية التوسعية الاحتلالية الرامية لتصفية القضية وتهجير الفلسطينيين ثابتة ولن تتغير بالتطبيع مع السعودية!
لا شك أن تطبيع السعودية مع دولة الاحتلال سيغير الجغرافيا السياسية في العالم العربي ومنطقة الشرق الأوسط، وسيكون بمثابة جائزة كبرى تمنحها المملكة لنتنياهو وحكومته بلا مقابل، لأن هذه الصفقة المشبوهة في حال إتمامها ستشرعن الاحتلال الصهيوني لفلسطين وتعطي الصهاينة فرصة تاريخية ليكونوا جزأ من المنطقة، وتلحق ضررا بالغا بالقضية الفلسطينية وبحق الشعب الفلسطيني باستعادة وطنه المغتصب وإقامة دولته المستقلة، وتفتح الباب على مصراعيه للتغلغل الإسرائيلي في العالمين العربي والإسلامي.
إسرائيل لم تقدم أي تنازلات للفلسطينيين بعد 30 عاما من توقيع اتفاقيات " أوسلو"، وبعد ان طبعت معها ست دول عربية؛ ولهذا على الأمير محمد بن سلمان وقادة السعودية أن يدركوا أنها لن تتخلى أبدا عن استراتيجيتها التوسعية المعلنة، ولن تتنازل عن شبر من فلسطين المحتلة مقابل تطبيعهم معها، وأن هدفها من هذا التطبيع هو القضاء على المقاومة الفلسطينية المتصاعدة، والتغلغل السياسي والاقتصادي والعسكري في الوطن العربي والعالم الإسلامي بصورة عامة، وتطويق إيران، والعمل على تعميق الخلافات والانقسامات العربية، وزيادة الوطن العربي شرذمة وضعفا وبؤسا!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نارين بيوتي تتحدى جلال عمارة والجاي?زة 30 ا?لف درهم! ??????


.. غزة : هل تبددت آمال الهدنة ؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. الحرس الثوري الإيراني يكشف لـCNN عن الأسلحة التي استخدمت لضر


.. بايدن و كابوس الاحتجاجات الطلابية.. | #شيفرة




.. الحرب النووية.. سيناريو الدمار الشامل في 72 دقيقة! | #منصات