الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قلب الغابة الحي (قصة للاطفال)

خالد خليل

2023 / 9 / 25
الادب والفن


في غابة بكر، لم تمسسها مسيرة الوقت التي لا هوادة فيها، حيث همست أوراق الزمرد أسرار السماوات، كان هناك تحول عجيب. هنا، لم تكن الأشجار مجرد حارسات صامتات للطبيعة، بل كانت قلب وروح البرية.

وسط أوراق الشجر المتاهة، كان هناك بلوط قديم يعرف باسم الشجرة العجوز. وصلت فروعها الشائكة مثل الأسلحة القديمة الحكيمة، مما أدى إلى توسيع المأوى لجميع الذين غامروا بالقرب منها. كانت الشجرة العجوز الوصي على هذا العالم المتخيل، لحاءه الخشن المحفور بحكايات القرون الماضية.

في صباح أحد الأيام المتألقة، عندما رسمت الشمس الذهبية السماء بألوان الفجر، استيقظت الشجرة المسنة بشرارة الحياة المكتشفة حديثا. شعرت بتطلعات المخلوقات التي دعت الغابة إلى المنزل، وقررت الرد على مناشداتها الصامتة.

أشارت الشجرة المسنة إلى الكروم، وأقنعتهم بالتشابك ونسج الجسور الساحرة بين قمم الأشجار. منحت هذه الممرات الحية سكان الغابة ممرا سريعا، وكانت المرتفعات النذير لمظلة الغابة الآن طريقا صاخبا.

الأوراق، التي ترفرف مثل صفحات كتاب قديم، تهمس بالحكمة لأولئك الذين سعوا إليها. غنى كل فرع حفيف أغنية عن البقاء والتعايش. كانت الأشجار معلمة الغابة، وكتبت دروسهم بلغة الرياح والمطر.

في أعماق قلب الغابة، جعلت قبيلة من البشر موطنهم. لقد شعروا أيضا بالتأثير الخيري للأشجار. مع الخشوع، نحتوا أدواتهم من الفروع والجذور الساقطة، ونسجوا مساكنهم في نسيج الغابة ذاته.

في الضوء المتناثر تحت الشجرة المسنة، تجمعت القبيلة من أجل المجلس. تحدثوا بنبرات صامتة، واصواتهم تنسجم مع السيمفونية الطبيعية من حولهم. راقبتهم الشجرة المسنة، وهي حكيمة قديمة تترأس الجمعية.

في يوم من الأيام، اقتربت عاصفة كبيرة، مهددة باقتلاع وجودهم السلمي. استشعرت الشجرة خوف القبيلة واستدعت الرياح لغناء ترنيمة واقية. شكلت الأشجار مظلة واسعة ومأوى، وهي قلعة حية تحمي القبيلة من غضب العاصفة.

في أعقاب ذلك، عندما قبلت قطرات المطر أرضية الغابة، حدق البشر في المشهد المتحول. رأوا أدواتهم، مشبعة بجوهر الغابة، كامتداد لأنفسهم. في الأشجار، لم يجدوا المأوى فحسب، بل وجدوا أيضا الحكمة والقوة والرفقة.

وهكذا، في هذه الغابة حيث لا يعرف الخيال حدودا، لعبت الأشجار أعمق الأدوار. كانوا رواة القصص والمرشدين والمهندسين المعماريين للأحلام. أصبح الإنسان والطبيعة واحدا، مرتبطين بخيوط الاحترام، وازدهرا معا في احتضان الشجرة المسنة التي تراقب باستمرار، قلب الغابة الحية.

في النهاية، عندما اقتربت العاصفة وبدأت تتهدد القبيلة، حدثت المفاجأة الغير متوقعة. قامت الشجرة المسنة بنداء استغاثة للطيور والحيوانات في الغابة، وبدأوا جميعًا في العمل سويًا لحماية المكان. تجمعت الحيوانات حول القبيلة وصفقت الطيور بجناحيها، وبالتضافر والتعاون، نجحوا في صدها.
وبهذا العمل المشترك بين الإنسان والحيوان والشجر، تبين أن القلب الحي للغابة لا يكمن فقط في الأشجار بل في الروح الجماعية والتعاون بين جميع مكونات الطبيعة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عاجل.. تفاصيل إصابة الفنانة سمية الألفى بحالة اختناق فى حريق


.. لطلاب الثانوية العامة.. المراجعة النهائية لمادة اللغة الإسبا




.. أين ظهر نجم الفنانة الألبانية الأصول -دوا ليبا-؟


.. الفنان الكوميدي بدر صالح: في كل مدينة يوجد قوانين خاصة للسوا




.. تحليلات كوميدية من الفنان بدر صالح لطرق السواقة المختلفة وال