الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الموعد الاول

عماد الطيب
كاتب

2023 / 9 / 25
الادب والفن


تذكرنا معا موعدنا الاول ومكان اختباؤنا فيه عن اعين الفضوليين .. كان المكان حديقة عامة تشرف على نهر في اجواء خريفية رائعة .. جلست بجانبي لم تفصلنا حواجز كزوجين .. تحدثنا كثيرا .. كان صوتها ناعما تشوبه نبرة حزن متأصل في داخلها .. لها حسنة على وجهها زادت من جمال وجهها وكأنها انفردت بهكذا النوع من الجمال .. انسجام تام الصوت مع الصورة .. فكل ما انظر الى عينيها الجميلتين وشفتاها اللواتي اتسقت بشكل انثوي حاد . فضلا عن ثقافتها وتعليمها الجامعي العالي الذي منحها قوة بلاغية لكلامها ناهيك عن عشقها ومحبتها لي .. كل تلك الصورة اشعر وكأنها نائمة بأحضاني تحكي لي حكايات فهي شهرزاد زمانها .. انصت لحديثها وكنت اطرب لصوتها وكأنها ام كلثوم بل اكثر انه صوت ملائكي تخدر فيه الحواس وكأنك تسبح فوق الغيوم .. كان المشهد الطبيعي رغم سحره وجماله لم يجذبني او يبعد عيني عنها بدت وكأن العالم كله تمركز في وجهها . لا ارى اي شيء سوى هي .. انثى بمعنى الكلمة تسحرك بكلامها وحديثها الناضج الذي يدل على ذكاء ميداني . كنا منسجمين بالحديث ونتبادل الافكار وتتعشق الكلمات فلم تكن هنالك حواجز في الاحاديث وكأننا نقرأ بعضنا البعض .. بعد تناول غدائنا معا بطبق سفري . وتناول الحلوى والكرزات .. قامت هي من مكانها وكأنها فراشة خرجت للتو من شرنقتها .. لتلوح بأجنحتها الجميلة .. كانت رشيقة في حركاتها وكأنها طائرة في الهواء لايسمع صوت لاقدامها على الارض .. اقتربت من ضفة النهر وانا اتأملها وهي تتأمل مياه النهر ونوارسه .. وكأن حالها ينبيء بأنها احدى تلك النوارس تطير .. تطير . . اراها وكأنها بالفعل تطير مع الطيور لتأخذ شهيقا طويلا تملأ منه رئتيها من عطر الهواء وجمال المنظر .. انتظرتها دون ان اناديها اعرف انها استغرقت بحلم كونها عاشقة فترى كل الموجودات جميلة بنظرها وهذا هو حكم الحب والغرام والعشق والهوى يفعلون بالانسان اشياء عجيبة وغريبة .. قالت لي .. لاول مرة انظر لهكذا جمال .. قلت طبعا ان المكان جميل وزاده جمالا حضورك البهي الذي منح المكان سيمفونية العشق مما زاد من لمعان الاشياء وكأنها لوحة ربانية ابدع الخالق في رسمها .. رجعت لمكانها وجلست بجنبي الايسر شعرت بخفقان قلبي يزداد بعد ان لامس جسدها جسدي اثناء الجلوس . نظرت لوجهها فقد ازداد اشراقا مع ابتسامة لطيفة وغالية ولن تتكرر لانها فيها نشوة الحب .. ثم اختتمنا مشهد الموعد الاول بطرفة فضحكت وكأنها طفلة سعيدة . واستقلنا السيارة وودعنا المكان ليعود الى سابق عهده كما كان .. اقول لها ان ذاك المكان يسأل عنها ويشعر بوحشة الفراق .. أليس في مقدورنا معاودة اللقاء . لنضفي مرة اخرى جمالا لجمال ذلك المكان .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع


.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو




.. حوار من المسافة صفر | الفنان نداء ابو مراد | 2024-05-05


.. الشاعر كامل فرحان: الدين هو نفسه الشعر




.. جريمة صادمة في مصر.. أب وأم يدفنان ابنهما بعد تعذيبه بالضرب