الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ح 8 / اليمن . . ما يحتاجه لعيش العصر بعد الحرب / - أسس إعادة بناء المجتمع ونظامية الحكم - من مؤلفي الاجد في طور الكتابة

أمين أحمد ثابت

2023 / 9 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


يتبع ......... الباب الأول : أسس مبدأيه عامة
أولا : مبادئ عامة قبل مبحث إعادة البناء

ز - حاجة اليمن لتحرر وعي انسان المجتمع عن كل مورث تزييف العقل في جوانبه ( الفهم ، التصور ، الاعتقاد ، والقناعة ) ، وعلى الأقل الرئيسية منها ، الى جانب إعادة ترسيخ ( قيمة الوطن ولاء ) – والواحد - فوق كل شيء عند اليمنيين دون استثناء .

ولكوننا هنا لا نخوض في بناء تنظيري فكري مجرد او تخليق جدل فكري نظري مجرد ، بل في وضع أسس تحويلية – للمرحلة الانتقالية بعد انتهاء الحرب – فتحرير وعي الانسان اليمني عن مورثات الزيف الرئيسية . . تعد الخطوة الأساسية الأولى التي سنكتشف لاحقا انها ستمثل الحائط الصلد ( المستدام ) المانع لعودة انكسارات المجتمع الى الوراء ، وستمثل من جانب اخر الأرضية النوعية السليمة غير القابلة للبناء المستقبلي إلا كل ما تعد امنيات واحلاما تتحقق على التدريج – حتى وإن كان بطيئا .
ولذا لن نغرق هنا في توصيفات مزيفات الوعي وابعادها وما يقف وراءها – على أساس فكري نظري بحت – ولكن على تلك المنكشفة واقعا على هيئة سلوك وممارسة ( عند عموم المجتمع وعلى صعيد الفرد ) ، كونها هي ما تطبع المجتمع والفرد والواقع والحياة – وجودا ومسارا – بقيم تشوهية ومنحلة . . هي ذاتها ما تمكن دوما إعادة انتاج بنية التشوه مجددا في كل فترة انعطاف من فترات تاريخ البلد والمجتمع ، حيث تكون الشعارات ( ثورية او إصلاحية تغييرية ) ليست اكثر من بنية خداع للعقل المجتمعي ، بينما يكون الواقع والحياة محكومين ب ( جوهر تشوه القيم ) – وبانخداع توهمي بعصرية اجد .
وبتوضيح ملموس ، واقع التغييب ( للوطن واستقلاليته الذاتية ) مقابل شعارات ( الحداثة ، المعاصرة ، المدنية ) . . يجعل الوطن ليس سوى ( ظلا انقياديا تابعا ) للأخرى ، التي – جوهر حقيقتها - لم يتأسس ذاتيا من الداخل ، بقدر ما تأسس شكلا من خلال الخارج ، أي من خارج المجتمع والبلد ، وذلك وفق خصوصية المرحلة الزمنية التاريخية ( المعاصرة ) المعلمة بانفتاح المجتمعات البشرية على بعضها وتفاعلاتها المتبادلة وفق الخصائص والسمات ( العصرية ) الجامعة لها والمتعاملة من خلالها – وهذا ما يجعل الحداثة والمعاصرة والمدنية ( مبادئا مطلقة ) لكل شعوب الأرض ، بكونها جوهر ( التطور والتغير ) ، أي انها الحامل القيمي لإخراج المجتمع عن وجوده المعاق ومساره الانسدادي عبر التاريخ ، ونشوء مقومات لتحوله الحقيقي نحو الأفضل – وهنا حين يغيب الوطن وتسيطر على عقولنا ( أوهام ) تماثلنا مع غيرنا من شعوب بلدان الغرب – الاستعماري القديم والحديث والمعاصر الاحدث – ودونها نكون ناقصين ، عندها يكون الوطن والبلد والمجتمع والفرد والواقع والحياة ليسوا سوى ملحقين ظلا يتم إعادة تشكيلهم وفق املاء المتحكم الخارجي ، فمثلا يصبح ( المال ) القيمة المطلقة المحركة لكل شيء ، للفرد في تغيير حياته وعيشه ونيل الفرص ، المجتمع ليتحقق له التغيير والعيش الموازي لغيره من الشعوب معاصرة ، وللدولة في تحقيق تطور آلياتها وفعلها التغييري للمجتمع والواقع – هنا في ( أوهام معاصرتنا الشكلية المشوهة ) يكون الانسان ، المجتمع ، الدولة ، الوطن ، ثورة التغيير ، التطور ، الاخلاق ، الدين . . الخ ليست سوى ( سلعة ) معروضة مقيمة بالمال ، وعليه يصبح ( تحصيل المال او الثروات ) هو ( القيمة المطلقة ) المتسيدة على قناعة الانسان – وعادة لا تبنى الثروات من الصفر عبر جهد العمل ، ولكنها تبنى من خلال ظرفيات استثنائية شاذة لا أخلاقية ، ثم يعزز تراكم رأس المال عبر الاستغلال ( القهري والاختياري ) ، وعصريا من خلال سلطة التحكم النافذ كأمر واقعي – أما فيما يخصنا ، فتحصيل المال والفرص والثروات بالطرق السهلة غير شرعية ولا أخلاقية ، ومنها تشيع عنها قيم التشوه الاجتماعي والواقعي ، ك ( الفساد ، الرشوة ، الاستقواء التسلطي ، الانتهازية الرخيصة ) ، فالضمير والأخلاق والقيم السامية والنظام والقانون والعلم والمقدرة المفرقة بين الافراد والابداع . . الخ ، أصبحت تعد لدينا سذاجة وعجزا وكذبة يتحجج بها من يوسمون بالفاشلين – وهو التشوه الكامل ( مجتمعا ودولة ونخب ) تعمم أوهام الزيف قولا وخطابا وتثبت واقعا موقفا مشتركا موحدا ضد ما يظهر من افراد المجتمع الموسومين ب ( القدرة التاريخية ) على اخراج البلد من قمقم الانسداد ، وهو ذات الموقف في وجهه الاخر الفرض ك ( امر واقعي ) إعادة انتاج تسيد الانتهازيات وقوى التخلف التسلطي الابوي ( القديم بنسخه المعاصرة المشوهة ) كقائدة للراهن والمستقبل ، ولا يمكن حل الواقع ( المختنق بالحرب او اللاحرب ) إلا من خلال إعادة تقسيم ( البلد في حكمه وثرواته ) بين معبرات هذه القوى المشوهة قيميا .
ولهذا بإعادة غرس قيمة الوطن فوق مختلف القناعات عند انساننا ، وأن العزة والكرامة والقدرة لن تكون إلا باستقلال ( الوطن حقا وانسانه ) عن أية تبعية كانت للخارج مباشرة او غير مباشرة بموهمات العصرنة – عندها ستكون ( الحداثة والمعاصرة والمدنية ) ضرورة خصوصية وجود زمني عالمي ينبغي بناءه ( ذاتيا ) دون إملاء او انقياد الى الخارج .
وعليه ، ما يهم في هذا المبدأ العام السادس ، أن ( المجتمع بإنسانه الحر المستقل ) هو من سيثبت واقع التحول الفعلي ويحميه من العود الارتكاسي المتكرر سابقا وعبر التاريخ ، أكان في الفترة الانتقالية لما بعد انتهاء الحرب او للفترات اللاحقة بعد انتهاء هذه الفترة الانتقالية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نازح من غزة يدعو الدول العربية لاتخاذ موقف كالجامعات الأمريك


.. 3 مراحل خلال 10 سنوات.. خطة نتنياهو لما بعد حرب غزة




.. جامعة كاليفورنيا: بدء تطبيق إجراءات عقابية ضد مرتكبي أعمال ا


.. حملة بايدن تنتهج استراتيجية جديدة وتقلل من ظهوره العلني




.. إسرائيل تعلن مقتل أحد قادة لواء رفح بحركة الجهاد