الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حين يتحول الصراع الاستراتيجي على الأرض ، الى صراع تقني بمسمى - الطاولة المستديرة - .

سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)

2023 / 9 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


هل تم اختزال الصراع الاستراتيجي بين النظام المخزني السلطاني ، وبين الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب ، الى صراع ثانوي ، لا يؤثر في الموضوع الرئيسي للمفاوضات الجارية مرات قليلة ، بين اطراف النزاع ، ليصبح الاختلاف حول " الطاولة المستديرة " ، محط الخلاف الرئيسي ، الذي يعتبر تقنية تنظيمية للمفاوضات ، وليس المفاوضات التي يجب ان تأخذ المنحى الرئيسي ، بدل الاستمرار في جرجرة الوقت والزمن ، للتهرب من المفاوضات الجدية ، التي تقيس قلب النزاع ، ولا تهتم بثانويته التي تبقى شكلية في جميع اطوار المفاوضات ، بين اطراف النزاع الرئيسيين ، النظام المخزني البوليسي ، والجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب .
فإذا استمر الخلاف حول تبني تقنية وصيغة " الطاولة المستديرة " ، للوصول الى تبني هذه الصيغة ، او التنازل عليها ، فرغم ان قضية الصحراء الغربية ، هي قضية الأمم المتحدة ، التي يجب وحدها ان تقرر قبول او عدم قبول اعتماد صيغة " الطاولة المستديرة " ، لتسيير كل أشواط ومحطات المفاوضات ، ربما سيستمر النزاع مفتوحا لسنوات قادمة ، هذا اذا لم تكن قضية الصحراء قضية اممية من اختصاص مجلس الامن ، والجمعية العامة للأمم المتحدة . لأنه اذا كان حقا ان قضية الصحراء الغربية هي قضية مجلس الامن ، وقضية الجمعية العامة التي تباشرها كل سنة ، تحت مسميات شتى ضمن " اللجنة الرابعة لتصفية الاستعمار" ، فان عجز مجلس الامن عن فرض تصوره الخاص ، لحل القضية من خلال تنزيل كل قرارات مجلس الامن منذ سنة 1975 ، وقرارات الجمعية العامة منذ سنة 1960 ، حيث أصدرت القرار الشهير 1514 الذي يركز فقط على خيار الاستفتاء وتقرير المصير ، فان تلكؤ مجلس الامن ، وتردده الغير مفهوم للشروع في حل القضية ، طالما انها قضيته ، وليست قضية جهة أخرى ، وانْ كانت اطراف النزاع ذاتها تتفهم هذه الحقيقة ، وتتصرف ضدها . فالسؤال . هل عجز مجلس الامن بما له من سلطات جبرية وضبطية وإجراءات قامعة ، في تنزيل حل طبقا للمشروعية الدولية ، وكيفما ستكون ردود أفعال طرفا النزاع ، مما يعني انّ على الأمم المتحدة ان ترفع ايديها عن النزاع ، الذي يعتبر من اقدم نزاعات القارة الافريقية ، ويترك لطرفي النزاع ، حل مشكلة الصحراء الغربية بالطرق التي تستجيب لتطلعاتها ، ما دام ان الصراع جيواستراتيجي ، وجيو سياسي ، لأنه يتعلق بالوجود المهدد بمخططات ومشاريع الأطراف الأخرى المتصارعة ، التي انْ انتصرت ، كان انتصارها جيوبوليتيكا ، لأنه سيؤدي الى تغيير جذري للجغرافية ، وللجنسيات المزمع بزوغها عند حسم النزاع الحسم الجذري ..
فهل تم اختزال نزاع الصحراء الغربية ، في صيغة اعتماد او عدم اعتماد الطاولة المستديرة ، وكم طاولات جرت في الماضي ، والمشكل لا زال قائما . بل سنجد انّ المنطقة مقبلة على عنف قل نظيره ، لأنه سيكون عنف اثني ، وحضاري ، وتاريخي ، وهوياتي ، يمس الوجود قبل ان يمس الحدود ، لان الطرف الذي سينجح في معركة الوجود ، أوتوماتيكيا سيكون قد حسم معركة الحدود ..
والسؤال للمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة ، المهدد بفشل محاولته للتقريب بين اطراف النزاع ، والحال ان خاتمة السيد Sttafan de Mistura ، هي نفس النهاية التي توصل اليها المبعوثون السابقون للأمين العام للأمم المتحدة ، أي الفشل الذريع .. فهل سينجح السيد Sttafan de Mistura ، في ما فشل فيه المبعوثون السابقون للأمين العام .. ؟

ان فشل السيد Sttafan de Mistura ، اضحى واضحا وحتميا ، لان السيد Sttafan رغم انه يتكلم باسم الأمين العام للأمم المتحدة ، الاّ ان مشكلته ليست بالقوة الاقتراحية ، وافتقاره لسلطة فرض الخيارات ، وتحديد مجالات المفاوضات ، فيكون دوره الفاقد لسلطة الجبر والضبط ، دورا ثانويا ضمن النزاع المفتوح .
ان القول بان قضية الصحراء الغربية ، هي قضية الأمم المتحدة ، التي تملك لوحدها صلاحية البث فيها ، أي ان الأطراف الأخرى ستكون تابعة للأمم المتحدة ، مما يفقد خرجاتها الخجولة والمحتشمة أيّ مشروعية ، وايّ مصداقية، غير مشروعية ومصداقية الأمم المتحدة ، التي تبدو اليوم بإثارة نزاع " الطاولة المستديرة " ، والتغاضي عن رأس الحربة في المشكل ، الذي هو السرعة القياسية في حل النزاع ، لتحديد الوضع القانوني للإقليم المتنازع عليه ، بعد ان تكون الأمم المتحدة قد نجحت في فرض الحل الديمقراطي الذي تشير اليه جميع قرارات مجلس الامن ، وقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ، أي انّ تنفيد المشروعية ، يبقى وحده الحل الأمثل ، التي تحدد نتائجه جنسية الإقليم الذي اضحى اليوم كنزاع عصي عن الفهم ، وعصي عن التنزيل .
فهل قضية الصحراء الغربية ، هي قضية اممية من اختصاص الأمم المتحدة ، ام انها قضية تباشرها اطراف النزاع بما يحلو لها ويرضيها ، وهي حلول طبعا لا علاقة لها باختصاص الأمم المتحدة ، ولا علاقة لها بما يردده أصحابها ، وعلى مسامع الهيئات المسؤولة ، بان نزاع الصحراء الغربية قد تم حسمه بالمرة ، ولا داعي لدور الأمم المتحدة الفاشل ، في حل اقدم نزاع بالقارة الافريقية .
فإذا كان نزاع الصحراء الغربية ، هو قضية اممية ، مما يفرض ان تكون الأمم المتحدة وحدها صاحبة الحل الأخير ، طبقا للمشروعية الدولية التي لم تبق كذلك ، عندما ركب عليها اطراف النزاع ، فبدئوا يتصرفون لذاتهم ، وخارج المشروعية الدولية . وفي هذا الحال ، على الأمم المتحدة ان تعلن فشلها وعجزها منذ سنة 1975 ، ومن ثم تسحب كل الآليات التي جاءت على أساس اتفاق 1991 ، الذي بقي معلقا من دون تنزيل ، لمدة تجاوزت الثلاثين سنة .. ومن تم تترك لأطراف النزاع حل المشكلة على هواهم . وهنا . قد نعتبر رجوع اطراف النزاع الى ( الحرب ) الغير مرئية منذ 13 نونبر 2020 ، احدى الطرق لحل النزاع خارج سلطة الأمم المتحدة ..
ان طرح قضية " الطاولة المستديرة " ، وفي هذا الظرف بالذات ، وتنصيب الحل المفروض انه جوهر النزاع في درجة ثانية ، يبقى تفسيره الوحيد ، من جهة ، الفشل الذريع لدور الأمم المتحدة في فرض حل باستعمال السلطات الردعية والزجرية ، ومن جهة تكون الوضعية او الوضع العام بالمنطقة ، عبارة عن حل تلجأ له الأطراف المهزومة ، للالتفاف على المشروعية الدولية ، الذي هو " خيار فرض سياسة الامر الواقع " . فهل نجح الحسن الثاني عدما التجأ الى حل " فرض سياسة الامر الواقع " ، عندما أصدرت محكمة العدل الدولية قرارها الشهير في 16 أكتوبر 1975 ، يركز فقط على حل الاستفتاء وتقرير المصير ؟ ..
وهل نجح الحسن الثاني مرة ثانية في فرض " سياسة الامر الواقع " ، عندما دخل ومن دون مقدمات ، الى إقليم وادي الذهب " ترييس الغربية " ، بعد انسحاب النظام الموريتاني من الإقليم في سنة 1979 ؟ ، مع العلم ان النظام الموريتاني عندما وصف تواجده وغزوه لإقليم " وادي الذهب " بالاحتلال ، لكنه وبطريقة غير مفهومة ظل يحتفظ ب " الگويرة " التي وصف تواجد الجيش الموريتاني بها بالمحتل ، لأنها تُعتبر جزأ من أراضي الصحراء التي آلت الى موريتانية بمقتضى اتفاقية مدريد ، التي قسمت الصحراء كغنيمة وكصيد وفير.
ان تعليق مهمة السيد Sttafan de Mistura ، بسبب التركيز على " الطاولة المستديرة " ، مع العلم ان تنزيل نظام الطاولة من عدمه ، لا يعني المساس بجوهر النزاع الذي يبقى في جزؤه الأكبر ، هو تحديد المشروعية القانونية للأراضي المتنازع عليها ، وهو تصرف طبعا رديء ، حين يربط الأساسي والاستراتيجي ، بالثانوي .. او ان التمسك بتقنية " الطاولة المستديرة " ، وتنصيب جوهر النزاع في درجة ادنى ، قد يفهم منه ان الأمم المتحدة ، وبالضبط الأمانة العامة للأمم المتحدة ، لان المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة ، هو شخصية تابعة وليست متبوعة ، ورغم تمثيله للأمين العام ، فهو لا يملك سلطة الجبر والضبط والفرض ، بقدر ما يكون دوره دور البهلواني الذي في كل مرة تبدو له شخصية مغايرة .. وهنا هل اصبح السيد Sttafan de Mistura بهلوانيا لتشويه المشهد ، وتضبيع اطراف النزاع ، بجرهم الى المعارك الثانوية التي قد تستغرق السنين وليس الشهورا ، وترك اصل وجوهر الصراع في قاعة انتظار ، حتى يتم حسم مشكل " الطاولة المستديرة " الذي لن يحسم ابدا ، لتعلّق اطراف النزاع بمطالبهم ، وليس بحقوقهم ، ويكون الإجراء والتصرف هذا ، مؤامرة من قبل الأمم المتحدة ، لتأخير البث في جوهر النزاع ، مادام ان اللاعبين وراء هذه المؤامرة ، وقد تكون كذلك بالأمم المتحدة ، يعتبرون ان النزاع لم ينضج بعد ، وتنتظره سنوات عجاف ، لحله من قبل الأمم المتحدة ، استنادا على المشروعية الدولية الفاشلة فشل أصحابها ( مجلس الامن ) في تنزيل الحل طبقا للمادة السابعة من ميثاق الأمم المتحدة ...
ان تركيز المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة ، الى جانب النظام المخزني ، على تقنية " الطاولة المستديرة " المكبّلة لخيار البث في جوهر وفي اصل الصراع ، ليس بالأمر الهيّن .. لكنه موقف يثير الشكوك ، حول القصد من التركيز على تقنية " الطاولة المستديرة " ، بتركه البحث المعمق لطبيعة النزاع في مرتبة ثانية ، وتسبيق الشكل على الجوهر ، في حل نزاع الصحراء الغربية ، باللجوء الى قشريات لا علاقة لها بجوهر النزاع .. وهنا لنتساءل . اليس المؤامرة الواضحة ، ومن خلال التوجيهات للسيد Sttafan de Mistura ، وهو لن يستطع التحرك الاّ ضمن المجال المخطط له من قبل مجلس الامن ، الذي يعتبر وبحق ، بالواقف وراء الوضع القانوني المُعلّق لحل نزاع الصحراء الغربية ، مادام ان شخصية المبعوث الاممي للأمين العام للأمم المتحدة ، هي شكلية ، وليست تقريرية ، فيكون الخلل المقصود من داخل مجلس الامن ، الذي يحيل اليه السيد Sttafan de Mistura ، تقريره الذي يتحول بعد المناقشات ، ونهاية المناقشات ، ليتحول الى قرار لمجلس الامن ، يتم التصويت عليه من قبل دول الفيتو بالإجماع ، او ان تخرج دولة من دول الفيتو ، بمقترح يلغي اعتماد التقرير ، او تغييره ، قبل اصدار مجلس الامن لقراره ..
في مطلب " الطاولة المستديرة " التي يقف وراءها النظام المخزني البوليسي ، والأمانة العامة للأمم المتحدة ، وقد يكون تنسيق حصل مقدما ، ومن دون الإعلان عنه ، مع عضو او عضوين من دول الفيتو ، والأمين العام للأمم المتحدة التي يتبع له مبعوثه الشخصي السيد Sttafan de Mistura ، يتشددون على حضور اطراف أخرى جلسة " الطاولة المستديرة " ، والتركيز هنا على الجزائر وموريتانية .. في حين ان الدولتين ترفضان الحضور ، وبأيّ مسمى كان ، وتعتبران أنْ لا علاقة تجمعهما بنزاع الصحراء الغربية .. ومن ثم يرفضون الحضور ، وتبقى تقنية " الطاولة المستديرة " ، معلقة الى اجل غير مسمى ، وغير محدد . وقد يستغرق هذا ( الاختلاف ) سنينا اذا لم ينزل مجلس الامن ، وبالتنسيق مع الأمانة العامة للأمم المتحدة ، في الدعوة الى الغاء تقنية " الطاولة المستديرة " ، او اعتمادها وتبنيها .. ومن غير الحسم الجاد لمجلس الامن ، الذي تكون بين اعضاءه ايادي خفية ، تشتغل وتناصر او تعارض تقنية " الطاولة المستديرة " ، تبقى " الطاولة " ، آلية من آليات مجلس الامن المستخدمة سرا ، للدفع بالقضايا الشائكة الى شبه الحفظ ، او الى التعطيل سنوات عجاف قبل الوصول الى الهدف المبتغى ، الذي هو التعطيل ، وعدم التسرع في التخندق الى جانب من الصراع ، يعري عن مؤامرة مجلس الامن ، ومؤامرة الأمين العام ، اكثر في التلاعب بالقانون الدولي ، وبالمؤسسات الدولية ، " مجلس الامن " ، لعرقلة سرعة البث في النوازل الكونية ، ليبقى الجميع رهينا عند سلطة مجلس الامن ..
وعندما يركز المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة ، على تعميق النقاش حول مسألة " الطاولة المستديرة " ، واغفاله ملامسة الجوهر والاصل المتنازع عليه ، أراضي الصحراء الغربية منذ سنة 1975 ، تكون حقيقة النزاع امميا قد تكشفت ، ويكون وكما يجري في المعتاد ، استعمال الصغار في خدمة الكبار .. وهنا . بما ان موريتانية والجزائر اعترفا بالجمهورية الصحراوية ، ويقيمون معها روابط شتى ، فما هي القيمة المضافة التي سيضيفها حضور النظام الجزائري والنظام الموريتاني حلقية " الطاولة المستديرة " ؟ .. قد نفهم حضور النظام السلطاني ، وجبهة البوليساريو ، اللقاء اذا نجح السيد Sttafan de Mistura ، في جمع اطراف النزاع الرئيسيين للتفاوض ، بشأن نزاع الصحراء الغربية .. لكن ما الفائدة من حضور النظامين الموريتاني والجزائري جلسة " الطاولة المستديرة " ، وهما مواقفهما معروفة تميل الى نصرة الجمهورية الصحراوية ، لا الى معادتها . وبما ان موقف النظامين ضد مغربية الصحراء ، فماذا سيكرران قوله عند حضورهما جلسات " الطاولة المستديرة " . فهل سيناقشان وامام المبعوث الشخصي للأمين العام وضع الصحراء الآن ، ام يجب انتظار انْ يغيرا موقفهما، للانتقال من جهة معارضة مغربية الصحراء ، الى جهة نصرتها .. فموقف النظامين الجزائري والموريتاني واضحة ، ولا تحتاج الى حضور جلسة من جلسات " الطاولة المستديرة " ..
ان رفض النظامين الجزائري والموريتاني حضور أي لقاء ، فأحرى الجلوس في " الطاولة المستديرة " ، من جهة هو موقف غير مقنع ، لأنها أنظمة ضد الحياد ، ومن جهة فالتمسك بموقف عدم الحضور ، لن يضيف للنزاع قوة اقتراحية تخفف في تشنج الجو المكهرب .. ومن جهة سواء حضرت تلك الأنظمة او لم تحضر ، فلن تضيف اية قيمة مضافة ، لجوهر النزاع الموجود بين ايدي الولايات المتحدة الامريكية ، وايدي العالم الغربي ، وعلى رأسه فرنسا التي عرت عن موقفها الذي تعبر عنه بالتصويب بالإيجاب على قرارات مجلس الامن . لكنها تعمل على تعطيل تنزيل تلك القرارات ، خاصة اذا كانت ستسبب ازمة للنظام المخزني البوليسي .. فالموقف الفرنسي بعد تجميد العلاقات بين محمد السادس وبين Emanuel Macron ، اصبح مقلقا للملك ، لأنه يعتبر موقف فرنسا بالحرباء ، ويعتبر ان فرنسا بمواقفها المتناقضة ، تغرس الخنجر في ظهر النظام المخزني ، ومن هنا فلا يجب انتظار شيء من فرنسا في الاجتماع المقبل لمجلس الامن في شهر أكتوبر القادم .. لكن رغم هذه الحقيقة التي يتوصل اليها كل متابع محلل للسياسة الفرنسية ، فرغم هذا التشنج في العلاقات ، فمن يدري ان فرنسا تختلف مع محمد السادس بسبب البرنامج الإسرائيلي Pegasus Gate ، خاصة وان باريس تنتظر تغيير الملك بملك اخر ، حتى تعود العلاقات بين الجمهورية الفرنسية وبين الدولة المخزنية ، الى احسن من سابقاتها ، لأنه مهما حصل ، ففرنسا لا ولن تفرط في المغرب ، كما انها لن تفرط في الجزائر ، وتبقى علاقاتها بالدولة الموريتانية علاقة تاريخ ، بعد حصول نواكشوط على استقلالها بدافع من فرنسا .. فالحسن الثاني اعترف باستقلال موريتانية ، لمّا وجد ان فرنسا تقف وراء الدولة الموريتانية ..
ان نزاع الصحراء الغربية ، لن تفيد فيه تقنية ( الطاولة المستديرة " ، ولن تفيد فيه نوع واشكال الأنظمة المتصارعة .. ان مشكل نزاع الصحراء الغربية ، هو بيد الولايات المتحدة الامريكية بالأساس ، وبيد فرنسا كعراب للنظام المخزني . والموقف الفرنسي من حيث الجوهر لا يتعارض مع الموقف الأمريكي ، بل الموقفين يكملان بعضهما البعض ، ليبقى النزاع مفتوحا مادام الاستنزاف متواصلا ، وستبقى هكذا الوضعية الى ان يرث الله الأرض وما عليها ...
وقبل الختم . ان جميع المبعوثين الشخصيين للأمين العام للأمم المتحدة بشأن الصحراء ، فشلوا في نجاح المهمة التي اوكلتها لهم الأمانة العامة للأمم المتحدة ، وانصرفوا بذرائع شتى .. فهل سينجح المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة ، في ما فشل فيه المبعوثون السابقون ... وهل عند الإعلان عن فشل السيد Sttafan de Mistura ، سيعين الأمين العام للأمم المتحدة ، مبعوثا جديدا له في شأن نزاع الصحراء الغربية ؟
وحتى متى استمرار تعيين المبعوثين ، واستمرار استقالتهم بفشلهم في تحقيق ما هو ملزم منهم ...
لقد فشل المبعوث الشخصي للأمم المتحدة Sttafan de Mistura ، حتى قبل ان يبتدئ في شغل منصبه ..
ومثلما أصبحت مهمة De Mistura ، فاشلة ، فاختيار الشخص لهذه المهمة التي تبقى ، التنسيق بين جميع اطراف النزاع لجمعهم ، دون ان تتعدى اختصاصاته الى حقل آخر ، يكون التذكير بفشل Sttafan de Mistura الفشل الكبير في الملف السوري ، محفزا على البحث عن الشخصية التي عزلت Sttafan de Mistura ، ليتولى ملف الصحراء الغربية ، الأكثر استعصاء من الملف السوري ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حرب غزة..احتجاجات جامعات أميركية | #غرفة_الأخبار


.. مساعدات بمليار يورو.. هل تدفع أوروبا لتوطين السوريين في لبنا




.. طيران الاحتلال يقصف عددا من المنازل في رفح بقطاع غزة


.. مشاهد لفض الشرطة الأمريكية اعتصاما تضامنيا مع غزة في جامعة و




.. جامعة فوردهام تعلق دراسة طلاب مؤيدين لفلسطين في أمريكا