الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصلصال / بضعة شهور عن زمنية قيام الوحدة اليمنية / قصة قصيرة

أمين أحمد ثابت

2023 / 9 / 27
الادب والفن


(1)

بموجب قرار هيئة الرئاسة للبلدين،تفتح الحدود بين الشطرين، ويكون الحق.. كل الحق لكل مواطن يمني في أقصاه الشمالي او الجنوبي، التنقل بحرية.. دون مساءلته، دون عرقلته، مع ضمان عدم تعرض جهازي (…)- يختفي الصوت ليعود مرة أخرى- الشطرين له.. (صوت المذياع)
هي خطوة واحدة.. لا غير، لا شمال.. لا جنوب، أليس قراراً، فالبلد للجميع، وقت ما تحب تذهب جنوباً.. تكون في الجنوب، وان بدا لك أن تذهب شمالاً، هي بلدك الطبيعية، ولا عليك، مهما فرقت الحدود، مهما عمل المستعمر البغيض، فموطنك واحد، حتى عسير، لا تظن ليست لك.. أو نجران، ان عصفت ساعة الصفر، وفتحت صنعاء أبوابها- وان كان لها باباً واحداً لا عليك، فأنت ابنها- لا تصدق أي كلام آخر- اذهب أين تشاء منها، وقت ما تريد- لعنة الله على الاستعمار، نحن البلد الواحد- ترى هل ممكن تتوقف المجازر؟!- لعنة الله على الاستعمار!!!…

(2)

- إذا سمحت.
املأ الاستمارة هذه.
اسمك الرباعي. عملك. فترة الزيارة.
تلفونات من تعرفهم في…
- يا أخي قالوا النزول بالبطاقة الشخصية.
ما لكم؟
لماذا كل هذا ؟
ألسنا في بلدنا؟؟!!..
- بـ.. بالطبع.
لكن الروتين..

(3)
- يقولون الطلوع سهل. لا يأخذون أحداً!!
ماذا لو عملناها.. نطلع يومين ونعود (الأول)
- صحيح الأمور كويسة..
والوضع اصبح هناك افضل مما قبل (الثاني)
- أوكي.. نطلع يوم الخميس صباحاً..
ونعود الجمعة مساءً.
***
- كم تقضون هناك؟ (ضابط الحدود)
- يومين.
- على بركة الله.
انهم أطيب ما يمكن، ليسوا مشددين كما عندنا..
أكيد سنقضي اجمل يومين تمنيناهم في العمر.
- الو.. الو.
اسمع الذين طلعوا مئتين وخمسين فرد.
سيملي محسن عليك أسماءهم.
.. ركز على ..شكراً..

(4)
(ج)
الأخ/ يسلم سعد.
بناءً على قرار السكرتارية، وجب علينا إشعارك للخروج من مبنى الاتحاد، وذلك للترميم وعليه يمنع بقاؤك في الايام القادمة..
(سكرتير اتحاد الفنانين)
ترميم المبنى- سنوات وهو العذر المتداول، كلما أرادوا طرد أحداً ما.
أين اذهب. هل اخرج إلى الشارع؟ غير معقول!!..
انه العقاب ان تلوذ ثورياً، هذا يصفعك، وذاك يمتهن كل ذرة فيك بمجرد ان تبحث عن لقمة العيش.
- لكنه بلد ثوري، وإلا لما جئت إليه.
بالضرورة هناك من سيقدم المساعدة.
غير ممكن ينعدمون كلياً.. غير ممكن. (في نفسه منهاراً)
.. أنت غبي.. بل أغبى مما يكمن ان تتصور نفسك.
.. و.. ولا كأنك تعلمت!!.. (أصوات في الذاكرة)
… أرجوكم.. قدروا وضعي.
الدائرة تضيق عليك، تضيق، خير ما تفعل هو أن تنثر حسن النوايا في كل موضع تذهب إليه، لكل تابوت يقفل نفسه وراء مكتبه المنخور بالأرضة. وكثيراً ما يسند ظهر مجلسه الى الجدر المرقع الذي يقبع خلفه- انثر رجاءك، وابتساماتك الصفراء- لا يهم- حتى ينفجر انفعاله.. غبطة.. وما هي سوى لحظة حتى تسايسهم - تسايس من.. انهم يتوارثون تسييس المتمردين أمثالك. أنت لا تدرك شيئاً، فقبل ان ترى عين الواحد منهم النور- يمتص في أحشاء أمه كيف يعبث بالآخرين.

(5)
في كل مكان، كيف يستلذون تكون قزماً؛ بل بلياتشوا إذا ما علم ان هناك شوكة تسند قامتك من الخلف فتمنعها عن الانحناء..
لما لا تحاول التخلص من هذه الشوكة اللعينة- لكن إذا لم يقووا على كسرها.. جميعهم، كيف أستطيع أنا على ذلك؟!، إنها اللعنة، ان تقذفك أمك الى الخارج بهذه الشوكة عن سائر الناس-لما لم تكن صلصالاً.. مثلهم، مرة قزماً متكوراً ينتفخ وسطه وكرشه وبرأس صغير، بل متناه في الصغر، لا يستند على أي مظهر لوجود عنق هناك يقف عليه.
هل يعقل ان يمتلك عقلاً؟ كيف، ورأسه مفقود، وآخر ذو عنق طويل.. طويل جداً بأسطوانته الضيقة، إما ان يقف أعلاه رأس ضخم مجوف كالطبل إذا ما حادثته تحسس مسدسه، او ينتهي ذلك الرأس بثقب يطلقون عليه عين الدبوس، وهو لا يعرف الاستماع، سوى لأوامر الفصل وتوقيف الراتب – إنها البطولة الجديدة، زمن الإنسان الصلصال!!..
لقد انقرض أمثالك. إنكم بعض أفراد قلائل، لن نقتلكم .. فنحن أنصار سلام .. لا نستخدم السلاح- بالعمل.. عفواً بالقانون نجعلكم تتهاوون- هذه الشوكة الحقيرة طالما عذبتنا كثيراً.. إنها ستنغرس في حناجركم قريباً .. ولن يبق هناك صرير يؤرق حياتنا بعد اليوم!!..

.. اللعنة عليكم لتتحلل أجسادكم العفنة تحت ملابسكم الوطنية.. الكاذبة.

.. لتنتحروا- لقد أرهبنا كبرياءكم.. لا.. لا يرهبنا.. أيها السفلة من تدعون أنفسكم.. ثواراً .. ثوريون، هاهاهاها، أينما كنتم جميعكم سفلة.

عامان من البؤس. بين الفينة والأخرى، بين اللحظة واللحظة يركبك الهم، هم هذا العالم، ان تجري إلى الأمام، هذا اللهث .. والقدم لا تحرك ساكناً، بين هذا الضجيج الذي يهز وصلات الدماغ العصبية فتهتز له النفس، فيأتي من يطلبك بلغة التهذيب- المعهودة بالطرد- إلى أين- الى الشارع بالطبع، فالأرض مساحتها لا تستوعبك- كما تصادف هذا من كل الأفواه- لا يهم من يكون- ان يشغل كرسياً.. يأمر.. ويخافه من حوله، فأما يتملقوه، او يتأسون لك.. فتزداد حالتك انهياراً، وهناك يرسلون لك قبائلاً عسكرية.. ترهبك - بالأمس ساعة ما وطئت قدماك ارض المطار بدأت تتلاشى أزمان الشوق وحلمك في بلد عظيم تستطيع ان تخلق ذاتك؛ وبدأت الفاجعة ترمي نسيجها فتطوق جسدك موضعاً.. موضعاً- تذكرت وجهك، كنت تقول:
عد..افضل لك.
انتم لا تتعلمون.
سأتصل لك بالسفير.
إياك.. ستتعذب.
.. الوقت لم يصبح للوصاية مكان. (صوت داخلي)
- لا.. سأشق طريقي. (قلت)
- أنت حر المهم أنذرتك. (الجاوي)
كان الحلم يركب عقلي الصغير، بل مسحة منه، فهو كبير كما أتصوره، ذكريات الطفولة.. الحماس المتأجج الذي قاد خطاي في لحظة من أحلام اليقظة.
- كنت أحس اني انبعث في الماضي.

أحس روح أبي التي قهرها طاعون الزمن تنتفض فيا.. متى ما لامست قدماي الأرض.. اشعر بقوة لا تقهر.. لامتزاج روحينا، روحه التي فقدناها مذ تركناه مدبرين من بؤس المدينة، هذه المدينة التي تلتهب تحت أشعة الشمس الحارقة طوال العام، التي وارت جثته التراب ولم تعد تذكره، انهم لا يذكرون من علموهم قبل الوصول إلى العرش - إنها العدالة البائسة: من أفنى نفسه فلا ذكرى له؟!!..
يا لروحه الشقية، يبدو كما لو انه- عبر كخيال حزين – مر صامتاً دون توقف، ومر عليه الزمن - من يحاكم من، قدم تقادم علينا، منذ بدأ يحبو بين جوانبنا فارضاً أمره بالنسيان.
آه.. اني اشعر بوحدتي القاهرة. هناك شيء يوخز صدري، ويضج رأسي فأجد بكائي ينزف في داخلي.
ليست هناك دموع - لكني اشعر ببكائي - إنها حرقة لا تهدأ - كم حاولت إطفاءها، لكن ليس هناك ما يخمد نيرانها- كنت اعتقد سأراك ثانية، بـ.. جسد جديد نبيل – آه.
كم هو متعب هذا الرأس، أ..أ.. متعب، السماء تصفو وها هي نسائم الهواء البارد تهب مشبعة بأنفاس الشجر المنتشي كبرياء لتسامقه السماء، ورحيق الزهور الخجلى بعد سقوط أمطار الصيف.. تبدو بأجمل حلة، في ارض رمدتها أشعة الصيف، وفي قمم الجبال الباردة أفقرتها فلول القبائل المتنفذة.. روعة المكان – ادخلوها آمنين – جنات عدن – أصول الشهامة –بلد الخيرات، الطيبة – كلها أقوال.. لم نعرف منها شيئاً.. أبداً !!..
- كم اشتهيتها.. بل كم اشتهيها- لا تكذبون. اني اعرف تماماً استراقكم النظر جميعاً نحوها.

- آه يا عبدة الشهوة.

قربها، كيف تغدو متعباً، غريباً، بل.. مطارداً - حقارة ان يكون حبك المجنون.. جرماً أنت تعرف أنها.. تبادلك العشق - أهذا ما سمعته عن أبيك، وجعلته تلموذا تنام وتصحو عليه..
.. لكني اشعر.. لا متأكد إنها تجاذبهم الـ.. السرير!!..
.. إنها بريئة.. و.. ونعومتها تجعلها لا تقوى على المقاومة أو التمرد.
.. ماذا لو كانت هذه حقيقتها.
لا.. مستحيل.. مستحيل. (يتصبب عرقاً)

رحمه الله عليك.. يا أبي- عليكم جميعاً، لا تولدون حتى يأتي الموت فجأة ليأخذكم تاركين وراءكم أطفال البؤس، الكهول طائعون، يتوزعون بين الشحاتة والثمالة، والعمل لفتواتهم كثيران الحقول يجرون محاريثهم القديمة تحت أشعة الشمس المحرقة.. أبداً - اني اذكرهم، تلك الأجسام الجلدية الفاقدة لأبسط مكونات الشحم وقد اكتست وجوهم بالسواد وانبثقت عروقهم الى الخارج كما لو.. انها تبتهل الى الله ان يكف عنها العذاب- انهم لا ينطقون، قواهم لا تحتمل ذلك، وكفى الله المؤمنين الذين اختبرهم في الدنيا شر القتال.

(6)
ما بين ليلة وضحاها - أول ما تفتح عينيك على الحياة التي فضلك بها عن سائر المخلوقات- غفوة اللحظات وتستيقظ بعدها، تجد قطار العمر قد اخذ منك مشوار الطفولـة إلى الكهولة، وها أنت تنتظر نعشك المحمول على أكتاف، هذا ينوح وذلك يعدد بطولاتك التي لم تكن في الحياة فيها بطلاً من الليلة الأولى؛ اثر ما ينكسر الضوء على ضريحك الترابي تكون الديدان قد بدأت بنهش أمعائك وهم يلوكون التندر.. وخطاياك.

نحن المستخلفون في الأرض.. نحيي الأشياء ونميتها وقت ما نشاء، ما دمنا لا نملك جاهاً او وسطاء.. فقد نعتلف الأشياء، نسخن بالقات.. ونفسخ آلامنا بالبيرة المثلجة - هي اللعنة منذ الأغوار الأولى للإنسان الجبروت.. كانت السفالة لنا دوناً عن الكائنات..
- بغيض ان يكون المرء صلصالاً !!.
.. لماذا لم نولد مثلهم.. كنا عشنا.
لماذا جئنا الى هذه المتاهة.. الحقارة.. لماذا ؟؟!!
فرغت صرخات التحفز، وها قد عاد زمن الديناصور، ولكن بزيه العسكري المبرقع؛ ان تقفز.. تموج الأرض تحت قدميك عند رخاوتها، وأول ما تلامس قشرتها الهشة ينكسر عنقك- هو الصلصال متى ما استبدلوه بالصخر البركاني.. فقدت ارض حواجز البراميل الحدودية.. المعالم. اخذ الكلام يقتات على حياة الناس، يلتهم حتى ما وضع من طعام على موائدهم الفقيرة، ويستكثر على أطفالهم بسمة فرح يطلقونها متى قدم عليهم العيد- أيام معدودة قبله يقفون باكين متوسلين لاقتناء الثوب الجديد- لكن الدخل لا يفي لتحقيق ذلك، فيأتي العيد بصراخ أناشيد كاذبة، وأخرى يحرق الأرض بالقاذفات، ويهلل بعدها المتخمون بحضور الفرج.

-ألم اقل لكم انهم رضعوا الـ.. ذكاء في بطون أمهاتهم!!..

ألم تدرون قوتنا بعد !؟ لا أظنكم بهذه الدرجة السفلى من البلاهة، انه زمننا، زمن الصلصال الجديد- لتتذكروا ذلك.. جيداً، أوجدناه.. وصرنا نحكمكم به ولا فكاك منه، هنا.. هناك.. وراء الحد المعلن.. قسراً وبعد رفع البراميل- وضعناه بأيدينا، تحاولون تكذيب ذلك وانتم اعرف به- وهناك.. وهناك.. وهناك.. في كل مكان، في كل زمان- لا عصراً دون ملكا- لا اعتقدكم تكذبون ذلك وتصدقون أنفسكم البلهاء- وإلا لكانت الجنة قد غدت في الأرض ورحلتم إليها عنا سابقين لأشياء لا قانوناً لها، ولا قانوناً لكم إلا نحن- أنت.. وأنت.. و.. أنت.. مسلوب هناك في كل مكان، لكنك قد تتدبر العيش كحيوان كريم روضته الأيام، وهنا، قد تملأ رئتيك بالحديث دون تحفظ من مخافة مخبر يرصد أحرفك المتناثرة، لكنك، لا تقوى إلا ان تبيت وتأكل البقايا كحيوان رضى عنه أهل البيت!!!..
هنا.. هناك.. وهناك، وهنـ.. اك،..ك..ك..ك..ك القسوة- يوم كنت سائحاً تجوب دمشق كان الشاميون بأجسامهم الطينية البيضاء الضخمة يسحلون نهاراً أمام عينك- لا لشيء، ألا لكونهم من طين، ويحكمون بالإعدام هناك في المفترق الأخير، أول ما يلفظ فاهك بحرف "التهمة" الترويج للماركسية والإلحاد وهناك.. وهناك –هي الوحشية- الست تعيش الزمن الجديد، الصلصال- لتكن حشرة، أو ما شئت بشرط ان نصنع منك ما نشاء. لن تعش مادمت تحتفظ بشوكتك خلف عنقك، مادامت قامتك لا تنحني- ألست ممن يسمون أنفسهم بـ.. الثوريين- لتذهب إلى الجحيم.. ان تعيش.. عليك التشرذم كحشرة القز اليافعة.. الحقيرة، وراء الجنون.. زجاجات الكحول.. ان تدفن نفسك حياً.. ان تموت، فحياتكم لا تساوي شيئاً أيها الـ.. سفلة
- لترحم نفسك.. أتعبت كل من حولك. (صديق)
لن يجديك هذا الهم شيئاً.
- كن روبوت ولا اكثر. (صوت)
- ها !! نحن الروبوت "كمن اكتشف حقيقة ما". نعم نحن الروبوت. "بصوت مسموع تختلجه ضحكات هستيرية وبكاء".
.. الخوف ان تخا…
.. الخوف ان تخاف.
.. ما زلت تتصنع الشجاعة أيها الـ.. ميت.

هو زمننا هذا، لننتخب رجل الصلصال سيد العصر سيصنع المعجزات و..، في كل شئ سيصنع المعجزات- في كل شيء، علم واحد يرفرف، تكون صورته اكثر عدداً من صحف القرآن المتناثرة على العالمين، ويكون الخير وافراً في حسابات إلكترونية مودعة في بنوك الاستعمار.. البغيض!!.. نأكل على الأعلام الذي لا تبح حنجرته من الوعود، وعلى تلاوة أناشيد التبرك المصاحبة لوقع المارش المصاحب لحركة قدميه، او خطبه التخوينية!!..

سيدمركم. نعم سيدمركم إذا لم تتخلصوا من شوكتكم اللعينة. نعم هي سبب النقمة عليكم..
لتذهبوا إلى الجحيم - هي ما فتحت أفواهكم - أتتمردون. أصواتكم لا تصمت.. سترون يا حثالة الجرذان المشوكة. سترون.

كل شيء سافل.
لتختار، عذاب الحلم.
أو عذاب الانسحاق.
فأنت مسلوب الآن.
لتختار.. لا أحد منهما أهون.
هنا أو هناك. (هاتف)
يجرجر قدميه ببطء متجهاً صوب مغارة مظلمة بدت في البعيد - أكانت السماء أو الأرض، أو فتحة بينهما، قليلاً ويحل الظلام. كان شعر رأسه ينتفش للأعلى مسنناً كأوراق الشجر الصحراوي المسمارية، يلهث، الآن نسمع صوته ولا نتبين المعنى - هي صورة لم نعهدها حتى في الخيال عن أجداد أولين قبل الانقلاب، أضاعوا الطريق، ولم يعرف الإنسان بعدها عبق الحرية.
- هل صار مسخاً ؟!!
يجر نفسه بضعف - كانت قامته محنية، كما لو انه قد عمر لقرون ماضية..
ويظل عنقه قائماً، ليس له من هذه الحياة سوى ارثه الوحيد، شوكة عنقه التي تفرض عليه عدم الانحناء..
يصرخ، ينفتح الصوت في سراديب المتاهة التي ليس لها التقاء، ولا تفضي إلى ثقب تشع عليه شمساً راجعة عن ارض محاطة بالبكاء، يصرخ، تتكسر خطواته قبل المسير.
- أنقذونا.
.. من هذا القعر.
..أ.. أكاد اختنق.
أ.. أكـ.. اخت…….نق (باكياً)
يلف الظلام المنطقة وقد غطت سحابة داكنة السواد من الدخان حوالي حواف السراديق الموصلة بين مفاصل المتاهة لأرض المغارة، البالعة لكل من ورد اليها، ويسقط صوته في مدى الصدى المنعكس عن جدرانها- القعر سيد الأشياء.

..القعـ……ر سيد الأشياء.
زعيق يهز الأعصاب.. يحطمها- مائتون لا محالة، وانتم معنا، أردتم أم لم تريدوا.
.. القعر سيد الأشياء.
.. سبحانك يا زمن الصلصال..
سبحانك !!!..

مايو 1989م








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي


.. تسجيل سابق للأمير الشاعر بدر بن عبد المحسن يلقي فيه أبيات من




.. الفنانة غادة عبد الرازق العيدية وكحك العيد وحشونى وبحن لذكري


.. خلال مشهد من -نيللى وشريهان-.. ظهور خاص للفنانة هند صبرى واب




.. حزن على مواقع التواصل بعد رحيل الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحس