الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عبد العزيز بوراس، فاعل أمازيغي يتحدث عن سبب رفع مطلب إحداث القناة الأمازيغية إلى الملك محمد السادس

مصطفى عنترة

2006 / 11 / 12
مقابلات و حوارات


ـ ما هو تصوركم لمسألة إدماج الأمازيغية في الإعلام السمعي البصري؟

إن الإقرار بالحقوق اللغوية والثقافية للشعب المغربي في إطار دولة الحق والقانون، يقتضي منا جميعا مواطنين ومسؤولين الاعتراف الصريح بالتعدد اللغوي والثقافي في بلادنا، ويستوجب من إعلامنا الرسمي والوطني أن يعكس هذا التعدد، وأن يعالجه بحكمة في إطار منظور وحدوي وشمولي متكامل، الشيء الذي سيضع حدا لسلبيات وتداعيات سياسة التعريب القسري للمغرب والمغاربة بالممارسة في الإعلام منذ بداية الاستقلال. وعلى اعتبار أن البعد الأمازيغي هو البعد الأساسي للهوية الوطنية، سوف يكون مفهوم إدماج الأمازيغية في الإعلام الوطني، هو الحضور الوازن للأخبار وللبرامج الناطقة باللغة الأمازيغية، إلى جانب ما يماثلها بالعربية في القنوات الوطنية والرسمية قصد خلق إعلام وطني مندمج يعكس التنوع الثقافي والتعدد اللغوي، ويقوي الوحدة الوطنية، وهذا الأمر لا يمنع إحداث القنوات الموضوعاتية المتخصصة على الصعيد الوطني والجهوي باللغتين الأمازيغية والعربية أو إحداهما.

ـ ما هو موقفكم داخل الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي من مشروع إحداث قناة أمازيغية؟
لا يمكن لأي مسؤول في الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي أن يعارض إحداث القناة الأمازيغية أو أن ينقض من أهميتها أو يشكك في قيمتها أو مردوديتها في إطار النهوض بالأمازيغية، لأن اختيارات وتوجهات ومواقف الجمعية التي تشبع بها أعضاؤها ليست وليدة اليوم، بل للجمعية تراكمات هامة في الموضوع، ولعل أبرزها تلك الندوة العلمية التي نظمتها بالدار البيضاء سنة 1994 في موضوع الأمازيغية والإعلام الوطني والتي صادفت نطق العـدالة بالحكم على معتقلي الرأي الامازيغيين بالراشيدية، فتحولت إلى منبر للاحتجاج كل فصائل الحركة الأمازيغية على الأحكام القاسية التي صدرت في حق مناضلي جمعية تليلي بالراشدية.
أما الإعلان عن مشروع القناة الأمازيغية من طرف وزارة الاتصال، فحينما يقترن هذا الإعلان بعدم الوفاء بالوعود والالتزامات والاتفاقيات المبرمة والمصادق عليها من طرف الوزارة، وبعدم ظهور أي برنامج يذكر في جميع القنوات التلفـزية السبعة المعتمدة في بلادنا، وحينما يتزامن الإعلان على هذا المشروع مع تصريح المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة بأن "الكوطا" المخصصة للأمازيغية في القنوات التلفزية سيعوضها بإنشاء القناة الأمازيغية، فما عسى الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي المعروفة بمصداقية توجهاتها أن تفعله؟
لقد أصدرت الجمعية بيانا استنكاريا ضد تصريح المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة مذكرة في هذا الباب الرأي العام الوطني بأن هذا الموقف ما هو إلا تراجع عن إدماج الأمازيغية في القنوات التلفزية العمومية، وإخلال بالاتفاقيات المبرمة، والتي تقضي بتخصيص نسبة 30% من الحيز الزمني لوسائل الإعلام بالقنوات التلفزيــة العمومية للأخبار والبرامج الناطقة باللغة الأمازيغية.
وفي هذا الباب ولتعزيز الجمعية لتوجهاتها ومواقفها قامت بوضع مبادئ ومقترحات في شأن الحق في الإعلام بالأمازيغيـة موضحة فيه أن إحداث القناة الأمازيغية ينبغي أن يتم في إطار تعزيز تواجد الأمازيغية في القنوات الوطنية وليست بديلا له، وأن تأتي بقيمة إضافية أخرى تنضاف إلى ما هو موجود في القنوات الرسمية، قصد حضور الأمازيغية في الإعلام الوطني على الوجه المطلوب.

ـ في نظركم لماذا أخلت وزارة الاتصال بالتزاماتها مع المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية في شأن إدماج الأمازيغية في الإعلام السمعي البصري؟
نعتقد أنه رغم اتفاقية الإطار للشراكة، ورغم اللجنة المشتركة بين المعهد والوزارة، ورغم إحداث الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري، ورغم إقرار دفتر التحملات.. نجد أن المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية يلاحظ على القنوات التلفزية في مطبوعـه الموزع على الصحافة بمناسبة مرور خمس سنوات على خطاب أجدير في ندوة صحفية بالرباط ما يلي:
ـ لم تظهر إلى الوجود البرامج اليومية والبرامج الأسبوعية الناطقة باللغة الأمازيغية المتفق عليها، ولم تنتج لا الأفلام ولا المسرحيات المعلن عنها مرارا.
ـ لم يتم بعد الشروع في بث نشرة الأخبار، ولا البرامج اليومية ولا الأسبوعية التي أعلنت عنها القناة الثانية.
وفي نفس الموضوع يقر المعهد الملكي بأن هناك تباطؤ وتقاعس مقصودين في سيرورة إدماج الأمازيغية في الإعلام العمومي، ينضاف هذا إلى جانب عدم تفعيل مقتضيات دفتر التحملات، وتجميد أغلب مشاريع البرامج والأفلام والمسرحيات بالأمازيغية المعروضة على كل من القناتين الأولى والثانية.
وفي نظري إن إخلال وزارة الاتصال بالتزاماتها مع المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية ليس له مبرر مقنع، لأن كل الأعذار المقدمة كانت واهية. لذا يبقى
التفسير الوحيد الذي لا غبار عليه، هو أن حكومة إدريـس جطو، ليس في برنامجها أي شيء يذكر لصالح الأمازيغية على جميع الأصعدة: في التعليم والإعلام والثقافة والقضاء والداخلية والحياة العامة وغيرها؛ ليس في برنامجها سوى الوعود والالتزامات الكاذبة، والشيء الوحيد الذي صرحت به أمام البرلمان مباشرة بعد تنصيبها ولم تلتزم به هو أن الأمازيغيـة من الثوابت الوطنية، إنها نسخة مكررة لحكومة الاتحادي عبد الرحمان اليوسفي التي جاء في تصريحها إنعاش الأمازيغية دون أن تبذل أي جهد طيلة حكمها من أجل إنقاذها وهي تحتضر في غرفة الإنعاش.

ـ ما هي الخطوات النضالية التي يمكن من خلالها تفعيل مطلب إدماج الأمازيغية في الإعلام الوطني؟
إن محاولة جمع مليون توقيع للفنانين الأمازيغيين ضد القناة الثانية حينما امتنعت عن إنتاج البرامج الأمـازيغية، وأقدمت بدل ذلك على ترجمة ودبلجة البرامج العربية لعرضها على المشاهدين، وكذلك الإعلان على عزم الحركة الأمازيغية تنظيم وقفات احتجاجية أمام "دار البريهي" بالرباط ومقر القناة الثانية بعين السبع بالدار البيضاء، وتطلع جل التنظيمات والفعاليات الأمازيغية إلى تنظيم مسيرات "تــاوادا" على الصعيد الوطني والجهوي.. كلها وسائل نضالية مشروعة ستضظر الحركة الأمازيغية لخوضها في الوقت المناسب إذا ما تطلب الأمر ذلك.

ـ إلتمس المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية من الملك محمد السادس إحداث قناة أمازيغية تعزز حضور الأمازيغية في القنوات الإعلامية الوطنية، في نظركم لماذا اختار المعهد الملكي هذه الصيغة؟
حينما طرح إحداث القناة الأمازيغية من طرف وزارة الاتصال، برز في اجتماع اللجنة المشتركة نقاشا بين ممثلي المعهد الذين تمسكوا بمبدأ إدماج الأمازيغية في القناتين الرسميتين بموازاة مع التفكير في إحداث القناة الأمازيغية، وممثلي الوزارة الذين كانوا يتذرعون عن عدم التزامهم بما جاء في دفتر التحمـلات الذي وضعته الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري بأسباب واهية وغير مقنعة، في الوقت الذي شددوا فيه على الشروع مباشرة في إحداث القناة الأمازيغية بكل ما لها وما عليها.
لقد اقتضت الحكمة أن يدعو عميد المعهد الملكي إلى عقد دورة استثنائية للمجلس الإداري لكي يتخذ في الموضوع القرار المناسب، وهذا ما تم مؤخرا حيث قرر المجلس بالإجماع رفع ملتمس في الموضوع إلى جلالة الملك يلتمسون فيه من جلالته إحداث قناة أمازيغية لتعزيز وتقوية مكانة الأمازيغية وتواجدها في القنوات التلفزية الوطنية، وبذلك أصبح الموضوع موكولا إلى جلالة الملك، وإحداث القناة الأمازيغية مقرونا بحضور الأمازيغية في القنوات الوطنية.
إنه تدبير سليم ومخرج حكيم، أبان من خلاله المجلس الإداري للمعهد الملكي عن مدى استقلاليته، ومدى التزامه بتوجهات استراتيجية، وتمسكه بتطبيق كل بنود اتفاقية الإطار للشراكــة المبرمة بينه وبين وزارة الاتصال.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خبراء عسكريون أميركيون: ضغوط واشنطن ضد هجوم إسرائيلي واسع بر


.. غزة رمز العزة.. وقفات ليلية تضامنا مع غزة في فاس بالمغرب




.. مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة مدنية شمال غرب مدينة رفح جنوب ق


.. مدير مكتب الجزيرة في فلسطين يرصد تطورات المعارك في قطاع غزة




.. بايدن يصف ترمب بـ -الخاسر-