الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بوب أفاكيان : الثورة : فرصة حقيقيّة للظفر – الجزء الثاني : إستراتيجيا ترتكز على العلم

شادي الشماوي

2023 / 9 / 27
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


الثورة : فرصة حقيقيّة للظفر – الجزء الثاني : إستراتيجيا ترتكز على العلم
بوب أفاكيان ، جريدة " الثورة " عدد 814 ، 7 أوت 2023
https://revcom.us/en/bob_avakian/revolution-real-chance-win-part-2

هذا الجزء الثاني من " الثورة : فرصة حقيقيّة للظفر " . الجزء الأوّل : نحن نتحلّى بالجدّية " نُشر في 31 جويلية 2023
------------------------------------
مقدّمة : يحاجج بعض الناس بأنّ محاولة القيام بثورة فعليّة للإطاحة بالنظام الرأسمالي – الإمبرياليّ الحاكم في هذه البلاد، و مواجهة القوّات المسلّحة القويّة لهذا النظام ، سيكون بمثابة عمليّة إنتحاريّة . و هذا شيء تحدّثت عنه قبل عدّة سنوات الآن في خطاب " لماذا نحتاج إلى ثورة فعليّة و كيف يمكن حقّا أن ننجز ثورة " :
" يؤكّد عديد الناس بمن فيهم عديد الذين يقولون إنّهم يودّون رؤية حدوث تغيير جذريّ في المجتمع أنّ الثورة غير ممكنة لأنّ " هم " أقوياء جدّا و " الجماهير تختلط عليها الأمور جدّا ". حسنا ، صحيح أنّ الجماهير الشعبيّة متشكّلة كما شكّلها النظام ، في أيّ جزء من أجزاء المجتمع ، لا تعرف أي شيء تقريبا و رؤوسها في الوحل لمّا يتعلّق الأمر بفهم كيف هي الأمور حقّا و لماذا هي كما هي و ما يمكن و يجب القيام به بهذا المضمار . لكن هذا يقف في تناقض حاد مع حقيقة هامة أخرى – أنّ ملايين الناس يهتمّون حقّا لواحد أو أكثر و الكثيرون منهم يهتمّون حقّا بكل " أوقفوا الخمسة " . و هذا تناقض علينا أن نشتغل عليه لدفع الجماهير الشعبيّة بإتّجاه الثورة التي نحتاج إليها لنضع في نهاية المطاف نهاية لهذه " أوقفوا الخمسة " و الظروف الفظيعة التي تتعرّض إليها بإستمرار جماهير الإنسانيّة . [ و تحيل " أوقفوا الخمسة " على التناقضات الإجتماعيّة الكبرى و أشكال الإضطهاد و التدمير المبنية في هذا النظام الرأسمالي الإمبريالي و التي لا يمكن القضاء عليها إلاّ عبر ثورة تطيح بهذا النظام .] (1)
و صحيح كذلك أن السلطات الحاكمة لهذا النظام بآلة القتل و الدمار التي تستخدمها لفرض هذا النظام ، بالفعل هي قويّة للغاية . لكن جزءا كبيرا من الصعوبة التي يواجهها الناس في تصوّر أنّه بوسعنا عمليّا إلحاق الهزيمة بهم هو عدم قدرتهم على أن يرتأوا وضعا مختلفا راديكاليّا عن السير " العادي " لهذا النظام ، وضع حيث بالنسبة لأجزاء كبرى من المجتمع ، " قبضة " الطبقة الحاكمة على الشعب – قدرتها على التحكّم فيه و التآمر عليه و بثّ الرعب في صفوفه – تنكسر و تضعف بصفة كبيرة ، جوهريّا ، لا يقدر الناس على تصوّر هذا لأنّهم لا يقاربون الأشياء بنظرة و منهج علميّين . (2) ( التشديد مضاف )
و هذه السلسلة من خمسة مقالات تتحدّث بصفة أتمّ عن لماذا مثل هذه الثورة ليست ضروريّة بصفة إستعجاليّة الآن فحسب بل لماذا ، بواسطة المقاربة العلميّة الصحيحة ، يمكن لمثل هذه الثورة بالفعل أن تحصل على فرصة حقيقيّة للنجاح – و لماذا أي شخص يرغب حقّا في رؤية عالم مغاير راديكاليّا ، دون كافة الفظائع التي يفرزها بإستمرار و حتّى الفظائع الأكبر بالنسبة إلى الإنسانيّة التي يهدّد بها هذا النظام الرأسمالي – الإمبريالي ، يحتاج أن يشارك بنشاط في العمل بلا كلل و بتصميم مستند إلى العلم ، من أجل الثورة .
و المقتطف التالي من " لماذا نحتاج إلى ثورة فعليّة و كيف يمكن حقّا أن ننجز ثورة " هو الثاني في هذه السلسلة من المختارات من خطاباتي و كتاباتي التي تتحدّث عن كيف نمضى إلى إنجاز ثورة في هذه البلاد، معبّئين ملايين الناس ، بهدف إلحاق الهزيمة العمليّة بالفارضين بعنف لهذا النظام الرأسمالي – الإمبريالي ، و مُلغين هذا النظام برمّته ، و منشئين نظاما مغايرا راديكاليّا وتحريريّا قائما على دستور الجمهوريّة الإشتراكية الجديدة في شمال أمريكا. (3)
و لننطلق مع موقف في " كيف يمكننا الإنتصار – كيف يمكننا فعلا القيام بالثورة " القائل بأنّ كلّ ما نقوم به : " " يهدف إلى شيء محدّد جدّا – وضع ثوريّ : " إلى شيء محدّد بدقّة – وضع ثوري : حيث يقع النظام و سلطه الحاكمة فى أزمة جدّية و تشاهد قطاعات عريضة من المجتمع العنف الذى يستخدمانه لفرض هذا النظام كما هو – عنف إجرامي و غير شرعي ؛ حيث تصبح النزاعات فى صفوف القوى الحاكمة عميقة و حادة حقيقة – و تردّ الجماهير الشعبيّة على هذا ليس بالتمترس وراء جانب أو آخر من الحكّام المضطهدين ، بل بالإستفادة من الوضع لمراكمة القوى من أجل الثورة ؛ حيث يرفض الملايين و الملايين أن يُحكموا بالطريقة القديمة – و ينوون و يصمّمون على التضحية بكلّ شيء للإطاحة بهذا النظام و إنشاء مجتمع و حكم جديدين إستنادا إلى " دستور الجمهورية الإشتراكية الجديدة فى شمال أمريكا " . هذا هو وقت المضي إلى الهجوم الشامل لتحقيق الظفر . هذا ما نحتاج إلى العمل من أجله و ما نعدّ له بنشاط الآن . " (4) و المكوّنات و العلامات المفاتيح لأزمة ثوريّة هي أنّ " تشاهد قطاعات عريضة من المجتمع العنف الذى يستخدمانه لفرض هذا النظام كما هو – عنف إجرامي و غير شرعي ؛ حيث تصبح النزاعات فى صفوف القوى الحاكمة عميقة و حادة حقيقة – و ترُدّ الجماهير الشعبيّة على هذا ليس بالتمترس وراء جانب أو آخر من الحكّام المضطهدين ، بل بالإستفادة من الوضع لمراكمة القوى من أجل الثورة ". و يشدّد هذا على الأهمّية الكبرى للعمل الجاري و النضال المفروض علينا لتحرير الجماهير من " قبضة " الآليّات السياسيّة و وسائل الإعلام الناطقة رسميّا باسم هذا النظام .
سأتحدّث بشكل أتمّ عن كيف نحتاج إلى أن نعدّ بنشاط الآن من أجل وضع ثوريّ . و بداية لأجل الحصول على أتمّ معنى لهذا ، نحتاج إلى العمل خلفا من ذلك الوضع و ما يتطلّبه عندئذ – كيف سيحتاج القتال الشامل لأن يُخاض – لتكون لدينا فرصة حقيقيّة لإلحاق الهزيمة بقوى العنف العتيّة لهذا النظام . و هذا مجدّدا ، من الأهمّية الحيويّة بمكان أن نقارب الأشياء على نحو جدّي و علميّ .هذا ما قتوم به وثيقة " بصدد إمكانيّة الثورة " الذى هو ( كما تسجّل ذلك وثيقة " كيف يمكننا الإنتصار – كيف يمكننا فعلا القيام بالثورة " ، " يرسى أساس الفهم و العقيدة الإستراتيجيّين – لكيف نقاتل بفرصة حقيقيّة للكسب ، متى نشأت الظروف الضروريّة . " بصدد إمكانيّة الثورة " ( المتوفّرة على موقع أنترنت revcom.us ) وثيقة هامة تستحقّ دراسة جدّية . (5 ) و هنا سأتفحّص بعض النقاط المفاتيح التي وقع التعمّق فيها في تلك الوثيقة وهي ملخّصة و مكثّفة في " كيف يمكننا الإنتصار... ".
مشكلة كبرى بالنسبة إلى الثورة هي ما يمكن أن يسمّى " تطويق و سحق " جماهير الشعب في قاع المجتمع المتعرّضة للشتيمة و القذف عقب الشتيمة و القذف في ظلّ هذا النظام و التي تتطلّع إلى وضع نهاية لكلّ هذا الجنون، لكنّها بمعنى ما ، " مطوّقة " في المجتمع بفئات عريضة من الناس الذين يعانون مباشرة من ذات الفظائع يوميّا . و بكلمات بسيطة ، ، هناك أعداد كبيرة من الفقراء و المضطهَدين بمرارة في هذه البلاد و هناك أيضا طبقة وسطى كبيرة . و بالرغم من كون معظم هذه الطبقة الوسطى ليست أوضاعها جيّدة إقتصاديّا كما كان حالها في الماضى ، لا يزال هناك بون شاسع بين الطبقة الوسطى و الذين يقبعون في قاع المجتمع ، و هذا الإنقسام الكبير هو أحد أهمّ أسباب لماذا يقول الناس – حتّى الذين يصرّحون بانّهم يرغبون في رؤية حدوث ثورة لكنّهم ينظرون إلى الأشياء نظرة سطحيّة و لا يحلّلون الوضع تحليلا علميّا – إنّ الثورة ليست ممكنة . و إنّه لشيء أن تمسك الطبقة الحاكمة و مؤسّساتها للقمع و السيطرة ، ضمن جهودها لعزل و محاصرة قدر ما يرونه ضروريّا ، المضطهَدين بأكثر خبث ذلك أنّهم يمثّلون إمكانيّة كامنة لأن يتحوّلوا إلى أكبر تهديد لهذا النظام . هذا شيء ستسعى السلطات الحاكمة إلى القيام به بطريقة حتّى أكثر منهجيّة و أشدّ فى وضع تواجه فيه نضالا ثوريّا منظّما يهدف إلى الإطاحة بنظامها برمّته . فهو أحد العراقيل الأساسيّة التى تحتاج القوى الثوريّة إلى تجاوزها لأجل الحصول على فرصة حقيقيّة للكسب . ستكون هناك حاجة ليس لتطوير المقاربة الإستراتيجيّة و المبادئ الأساسيّة العمليّة فحسب بل كذلك بعض الإجراءات التكتيكيّة الخاصة للقوى الثوريّة - بما فيها تركيز القوى للإختراق المتكرّر لإحباط الجانب الآخر من التطويق المادي لمناطق القوّة الثوريّة - ستكون هناك حاجة إلى تطويرها و تطبيقها لمعالجة هذا التناقض الكبير عندما سيتمّ الشروع فى الصراع الشامل . لكن مواجهة هذا المشكل الأساسي لا يمكن أن نتركها إلى زمن يكون فيه الصراع الشامل محتدما . و هذا شيء تحدّثت عنه بصراحة و وضوح تامّين فى كتاب " الشيوعية الجديدة... " و شدّدت على أنّنا نحتاج إلى " تغيير الوضع بحيث لمّا يحين الوقت ، لن يكون بوسعهم مجرّد حصر هذه الثورة في فئات الشعب التي ... سرعان ما سيقتلونها ببساطة ، على أي حال ". (6) و كما شدّدت أيضا في الجزء الثاني من " العصافير ليس بوسعها أن تلد تماسيحا ، لكن بوسع الإنسانيّة أن تتجاوز الأفق " : " العمل السياسي و الإيديولوجي و هذا التناقض في البال سيحتاج إلى أن يُنجز خلال كامل الفترة السابقة على ظهور الظروف الضروريّة و ... شنّ الصراع [ الشامل ] ". ( 7 ) و بقدر ما يتمّ إنجاز هذا العمل من الآن فصاعدا على أفضل وجه ، بقدر ما ستكون القوى الثوريّة أقدر على صدّ و إلحاق الهزيمة ب" التطويق والسحق " العسكريّين لمعاقل الثورة لمّا يحين زمن القتال الشامل .
و مثلما وضعت ذلك في كتاب " الشيوعيّة الجديدة..." ـ تناقض محدّد للقتال الشامل هو واقع أنّه ، في البداية ، الجانب الآخر ، [ الثورة المضادة ] " سيظلّ بعدُ قويّا جدّا عسكريّا و إن كان ضعيفا و في أزمة سياسيّا " ؛ بينما الجانب الثوري " سيكون ضعيفا في البداية عسكريّا لكنّه سياسيّا قويّ و في صعود و يملك قدرا هاما من المبادرة السياسيّة التي يمكن أن تحوّل إلى مبادرة عسكريّة ". و المبادئ السارية المفعول و الطرق التي عرضت في القسم الأخير من " كيف يمكننا الإنتصار..." و المتّصلة بوجه خاص ب" كيف نلحق بهم الهزيمة " هي تطبيقات خاصة لمبادرة التعاطى مع هذا التناقض .
و المبدأ العام النابع من هذا التناقض هو واقع أنّه متى إنطلق النضال الشامل سيحتاج إلى أن يكون طويل الأمد لكن أيضا محدّدا زمنيّا . و ب" طويل الأمد " نعنى ممتدّ زمنيّا – لن يكون وضعا حيث يمكن للنتيجة ، إن كان مواتية للثورة ، قد تتحدّد في فترة زمنيّة قصيرة للغاية ؛ و ب" محدّد زمنيّا " نقصد وجود حدود زمنيّة معيّنة – ليست ممتدّة إلى ما لا نهاية له زمنيّا . و إعتبارا لهذا ، في البداية ، سيكون ميزان القوى بالتأكيد تقريبا بصفة ثقيلة لصالح القوى المعادية للثورة ( قوى الطبقة الحاكمة القديمة و القوى المقاتلة معها من أجل إلحاق الهزيمة بالثورة ) في ما يتّصل بتنظيمها و تجربتها العسكريّتين و كذلك بتسليحها ، ستحتاج القوى الثوريّة أن تمدّد زمنيّا ( تطيل ) النزاع لفترة معيّنة لأجل تحويل الوضع إلى وضع تتمكّن فيه من تجاوز نقاط ضعفها الإستراتيجيّة . و في الوقت نفسه ، نظرا لكون هذا النضال الشامل يجب أن تشنّه فحسب القوى الثوريّ’ حين تكون في وضع يتميّز بأزمة ثوريّة عميقة و حادة و بشعب ثوري يعدّ الملايين و الملايين ؛ و إن كان النزاع طويل الأمد لفترة أكثر من اللازم ، و إن لم تتقدّم الثورة في فترة زمنيّة محّددة إلى حدّ لا بأس به إلى وضع تصبح لها فيه اليد العليا ، عندئذ ميزات الوضع الثوريّ ستنزع إلى التبخّر و ستتحوّل المبادرة إلى يد الثورة المضادة ، و ولاء أقسام هامة من المجتمع منها فئات الطبقة الوسطى الذى خسرته الطبقة الحاكمة القديمة قبلا ، ستستعيد كسبه إلى درجة قد تمكّنها من هزم الثورة . و يلمس هذا نقطة هامة جدّا من التوجّه الإستراتيجي : حين نبلغ ذلك ، ما سيحصل على ساحة المعركة سيكون حاسما فى تحديد النتيجة لكن بالنسبة إلى القوى الثوريّة ، أحد الأهداف المفاتيح للقتال ستكون زرع اليأس و تفكيك صفوف الجانب الآخر ، كلّ من قوّاته المقاتلة العمليّة و " سندها المدني " الأوسع بما يؤدّى إلى مزيد خسارة الجانب المعادي للثورة للولاء و المبادرة و إلى درجة نجاح هذا ، سيكون عنصرا مفتاحا فى تحوّل ميزان القوى إلى صالح الثورة . و لن يعني الصراع الشامل مجرّد المضيّ ضد القوى المؤسّساتيّة للطبقة الحاكمة القديمة و إنّما سيعنى كذلك " حربا أهليّة بين قسمين من الناس " ، ما يتطلّب من الثورة أن تهزم و تفكّك و أيضا قدر المستطاع أن تكسب أجزاءا من القوّات المسلّحة و من الناس الذين كانوا على الجانب الآخر...
بداية ، ستحتاج " القوى التي تمثّل العامود الفقري " – خاصة الشباب الملتزم إلتزاما قويّا و المشارك بنشاط في الثورة - إلى أن تتحوّل إلى " قوّات قتاليّة منظّمة في المناطق الإستراتيجيّة المفاتيح " و إلى أن يتوفّر لها التدريب و التجهيز الضروريّين . و سيرتهن القيام بهذا بالإعتراف بأن يظهر بوضوح الوضع الثوري . فمن جهة ، محاولة القيام بهذا قبل الإقتراب المباشر لوضع ثوريّ سيؤدّى بالتأكيد تقريبا إلى إستهداف سهل لهذه الجهود و إلى سحقها بسرعة . و من الجهة الأخرى ، متى صار لدينا وضع ثوري ، سيجعل تمزّق " الظروف العاديّة " و " السير العادي " للنظام الذى سيعنيه مثل هذا الوضع ، سيجعل من الممكن ليس تنظيم و تدريب و تجهيز القوّات القتالية للثورة بيسر و سلاسة فحسب و إنّما سيعبّد الطريق جرّاء تفاقم الوضع لأساس القيام بهذا . المسألة هي أنّ القيام بهذا دون التعرّض إلى السحق ، سيكون سيرورة من الصراع الشديد لكن الوضع الجديد الدراماتيكي سيوفّر إمكانيّة خوض هذا الصراع المنطلق فيه و كسبه .
و كذلك ، سيعنى أيضا توفير الحاجيات اللوجستيكيّة للقوّة القتاليّة الثوريّة و تمكينها من الشروع في القتال الشامل دون التعرّض للسحق الفوريّ و تاليا ، سيمكّنها من إعادة التجمّع بسرعة و مرّة أخرى تتّخذ المبادرة و تحافظ على الزخم عامة و لا تتعرّض لا إلى " الإيقاف" و لا إلى السحق ، كما سيعنى صراعا شديدا و سيتطلّب إلحاق الهزيمة بتطويقات العدوّ و هجماته و التدخّل الموجّه ضد القواعد القويّة للثورة وهو[ العدوّ ] يركّز على البحث عن مكان و عن تحطيم الذين يشكّلون القوّات القتالية الثوريّة و مواردها اللوجستيّة ز و يتطلّب كلّ هذا عمليّات " إعادة توجيه " و المفاجأة . و سيرتهن بمزيد تنظيم الملايين ، أبعد من العامود الفقري للقوات القتالية ، بالملموس ك " قوّات إحتياطيّة " و كشبكات دعم و تزويد لهذه القوات القتالية ، و بإرادة و قدرة هذه " القوّات الإحتياطيّة " على " إستيعاب " و حماية القوّات القتاليّة و تجهيزاتها و تزويدها اللوجستي ، و تمكينها من إعادة التجمّع بسرعة و المسك بالمبادرة . و سيتطلّب هذا كذلك " تعديلا " متواصلا في حجم الوحدات القتاليّة و عمليّاتها في أيّ زمن معطى لتمكينها إثر إنهاء إلتزام من الإختلاط ب" القوى الإحتياطيّة " الثوريّة الأوسع بينما في الوقت نفسه ، يجرى توفير الظروف للسماح لها بالبقاء ناشطة ، تتدرّب و تواجه أكثر العدوّ .
مقاربة إفتكاك التجهيزات العسكريّة من العدوّ مهمّة بالنسبة إلى أيّة قوّة ثوريّة تشرع في مواجهة عدوّ له ميزة شاملة في السلطة المدمّرة و لبعض الوقت ، له قدرة أكبر بكثير لإنتاج المزيد من ذلك. لكن يشدّد " كيف يمكننا الإنتصار... " كذلك على أنّ إستخدام التجهيزات المفتكّة من العدوّ يجب أن يجري بطرق " تنسجم مع إستراتيجيا قتال الثورة " . ليست كلّ التجهيزات التي يمكن أن تُفتكّ من الجانب الآخر قابلة للإستخدام من قبل القوات الثوريّة – فمحاولة إستعمال بعض الأجهزة المستولى عليها يمكن أن يفرض متطلّبات و قدرات لوجستيّة ليس بمقدور الثورة أن تلبّيها أو تعتمدها بصفة مستدامة و / أو قد تدفع القوات الثوريّة إلى القتال بطرق قد تمضى ضد إستراتيجيا الثورة التي نحتاج إلى إتّباعها ، و / أو قد تدوس المبادئ و الأهداف الأساسيّة التي من أجلها تقاتل الثورة . و لهذا صلة وطيدة بما تعنيه الثورة كلّها في المقام الأوّل ، و كذلك بما إذا كانت أو لم تكن لها فرصة حقيقيّة للنجاح و قد أكّدت وثيقة " كيف يمكننا الإنتصار... " على أنّ القوّات القتالية للثورة يجب " دائما أن تقوم بعمليّات و تتحرّك بأشكال تنسجم مع النظرة و الأهداف التحريرية للثورة " . و إلى جانب ذلك يجب تطوير وسائل لتشريك جماهير الشعب في صناعة تجهيزات يمكن أن تستخدمها القوّات الثوريّة و إيجاد طرق لتطوير إستعمال قدر كبير من التجهيزات المستولى عليها من العدوّ تتماشى مع التوجّه الإستراتيجي للثورة و طرق قتالها و أهدافها .و سيكون كلّ هذا حيويّا للتقدّم و في نهاية المطاف لنجاح الثورة .
و مثلما تمّ التشديد عليه في " كيف يمكننا الإنتصار... " ، ستحتاج القوى الثوريّة إلى القتال فقط على نحو موات و إلى تجنّب المواجهات الحاسمة التى تحدّد نتيجة كامل المآل ، إلى أن يتحوّل ميزان القوى بصفة طاغية إلى صالح الثورة . و ينجم هذا عن ما وقع نقاشه بالنظر إلى القوّة التدميريّة الأعلى بصفة كبيرة للثورة المضادة في بداية القتال برمّته . و يهمّنا كذلك التشديد على أنّ هذه ليست مجرّد مسألة توجّه و رغبة من جانب القوى الثوريّة . فإعتبارا لقوّته المتفوّقة بشكل طاغي، لبعض الوقت سيبحث العدّو بإستمرار تحديدا عن دفع الثوريّين إلى أوضاع حيث إمّا سيضطرّون إلى قتال معارك حيويّة يرجّح أنّها ستخسرها ، أو سيكون عليها أن تستسلم تمام الإستسلام – ما يؤدّى إلى الهزيمة التامة للثورة أو وضعها على طريق الهزيمة . و النقطة هي أنّ القدرة على التجنب الممكن للمواجهات الحيويّة الكارثيّة مع العدوّ ستكون بذاتها محلّ صراع حاد بما في ذلك إمكانية أن تجد القوى الثوريّة ذاتها عادة مجبرة على خوض نضال مصمّم لا لشيء إلاّ لتجنّب الوقوع في أحابيل وضع يكون عليها فيه أن تقاتل في مواجهات حيويّة كهذه أو تستسلم . هذا هو سبب كلام " كيف يمكننا الإنتصار..." بنشاط عن تجنّب المواجهات الحيويّة غير المواتية و القتال فقط في أوضاع مواتية للثورة . و لهذا يقع التأكيد كذلك على أنّه حتّى عندما يكون " ميزان القوى " قد تحوّل إلى صالح الثورة ، سيظلّ من الضروريّ ، عند القيام بعمليّات تهدف بلوغ الإنتصار النهائي ، أن يستمرّ " تقدير معايير " هذه العمليّات ، " كي نستمرّ فى تجنّب المواجهات الحاسمة إلى أن تصبح قوى النظام القديم على حافة الهزيمة التامة " – حينما يحين زمن " كسر شوكة قوى العدوّ المتبقّية و نفكّكها كلّيا ونهائيّا ."
و إعتبارا لذات المشاغل ، فيما يتمّ الحديث عن أهمّية بناء الأسس السياسيّة و اللوجستيّة لدعم الثورة ، في الوقت نفسه ، تؤكّد وثيقة " كيف يمكننا الإنتصار ... " على أنّ القوى الثوريّة " لا يجب أن نحاول السيطرة و التحكّم بصورة مفتوحة على الأرض إلى أن يتمّ بلوغ " ميزان قوى مناسب لنا " . فمحاولة القيام بهكذا أمر بصفة مبكّرة سيجعل من هذه المنطقة و الذين يقطنونها و القوى الثوريّة التي تدافع عنها و تحكمها ، عرضة بدرجة عالية إلى هجمات العدوّ الذى يملك ، مرّة أخرى ، قوّة تحطيم أكبر بكثير ؛ و سيضع الثوريّين في موقع تحمّل مسؤوليّة – ما سيكون في هكذا ظروف عبئا لا يمكن تحمّله – توفير المتطلّبات الأساسيّة لسير المجتمع و حياة الناس صلبه. المسألة و الهدف هما خوض النضال من أجل إلحاق الهزيمة التامة بقوّات النظام القديم و تفكيكها و على ذلك الأساس إنشاء دولة جديدة ، دولة ثوريّة يمكن أن تشرع في التغيير الشامل للمجتمع بهدف أسمى هو تجاوز و إلغاء كافة علاقات الإستغلال و الإضطهاد ، في كلّ ركن من أركان العالم .
و هذا الهدف الأسمى و التوجّه الأممي للثورة هو كذلك سبب حديث " كيف يمكننا الإنتصار... "عن الحاجة إلى قوى ثوريّة في البلاد لمعالجة صحيحة للعلاقة بين القتال الشامل ، متى حان الوقت ، و الوضع – بما فيه طبيعة النضال الثوري و مستواه – في بلدان إلى الجنوب ( و الشمال ). و كما نعلم ، تأسّست هذه البلاد عبر و بواسطة الحرب ؛ و كما تكلّمت عن ذلك آنفا ، توسّعت بإستمرار مناطقها و مدى إمبراطوريّتها من خلال الغزوات الحربيّة و الإستعباد و أشكال أخرى من منتهى الإستغلال . في إنجاز القتال للإطاحة بالحكم العنيف لهذا النظام ، في آن معا كمسألة توجّه و مبدأ و بمعنى تعزيز أساس تحقيق الظفر ، سيكون من الحيوي رفض الإلتزام بالحدود التي تركّزت و الجدران التي أقيمت عبر القتل و الإجرام المقترفين من قبل الرأسماليّين - الإمبرياليّين الحاكمين لهذه البلاد ، و بدلا من ذلك ينبغي الوحدة بنشاط مع الشعوب إلى الجنوب و الشمال ، في القتال ضد هذا الوحش الرأسمالي- الإمبريالي ، و التقدّم بالثورة عامة ، في هذا القسم من العالم و في العالم ككلّ .
و على عكس القوى الثوريّة ، قوى النظام القديم ، لا سيما حين تواجه بأفق أنّ نظامها الإضطهادي يمكن عمليّا أن يُطاح به و أن يتفكّك ، ستلجأ إلى كافة أصناف الوحشيّة للحفاظ على هذا النظام . و كما وضع ذلك في " بصدد إمكانيّة الثورة " :
" لا يعنى هذا أنّ الإمبرياليين سيتورّعون عن جلب قوّة تحطيم هائلة ضد الثوريّين و جماهير الشعب التى تساندهم – نظرا لطبيعتهم الرجعيّة ، سيكون من الضروري إعتماد واقع أنّ الإمبرياليين سيقومون بذلك – غير أنّ المسألة الحيويّة ستكون ما إذا ، عبر كلّ هذا ، سيتمكّن الإمبرياليّون من عزل قوى الثورة المنظّمة وتحطيمها أم أنّ بالعكس هذه الأعمال الوحشيّة للإمبرياليين ستعمّق كره الأعداد المتنامية من الناس تجاه الإمبرياليّين و تضاعف تصميم الذين يساندون بعدُ الجانب الثوري و تكسب الناس أكثر إلى التعاطف معه و دعمهم عمليّا للقضيّة الثوريّة . " ...
و أيضا سيكون " قطع رأس " قيادة الثورة و تحطيم أو عرقلة وسائل التنسيق و التوجيه العامين للقوى الثوريّة من أهمّ أهداف الثورة المضادة . و تشدّد " كيف يمكننا الإنتصار... " تشديدا صحيحا على أهمّية " التعويل على دعم الجماهير و المعلومات الإستخباراتيّة التي توفّرها للثورة و منع العدوّ من الحصول على معلومات إستخباراتيّة و معارضة مساعى العدوّ إلى إيجاد و تحديد موقع القيادة الثوريّة و سحقها هي و الوحدات القتاليّة المفاتيح " و أهمّية المزج بين " التوجه و التنسيق الإستراتيجيّين للقتال ككلّ ، مع العمليّات و المبادرة اللامركزيّتين للوحدات و القيادات المحلّية ". و هنا مجدّدا ، تبرز أهمّية كلّ العمل ، من هنا فصاعدا لبناء الثورة في صفوف الجماهير الشعبيّة في عدّة فئات مختلفة من المجتمع . إلاّ أنّه يجب مواجهة ذلك مواجهة وجه لوجه ، متى حان وقت ذلك ، حتّى بدعم واسع و عميق من الجماهير و حماية القيادة خاصة لبّ القيادات العليا للثورة ، و الحفاظ على التنسيق الشامل و التوجّه الإستراتيجي الشامل و القدرة على التعويض السريع للقيادات و القوى التي نخسرها ، و سيظلّ ذلك تحدّيا جدّيا ؛ و بدوره يجب الإعداد له و النضال من أجله بنشاط ، بما في ذلك التقدّم ب و تنمية صفوف القيادات الثوريّة الآن و تدريب و صهر القادة من خلال المزج بين المساهمة النشيطة في بناء الثورة و التمكّن بأكثر فأكثر عمق من النظرة و المناهج العلميّة للشيوعيّة كما تطوّرت أكثر مع الشيوعيّة الجديدة .
و يعيدنا هذا خلفا إلى النقطة الحيويّة بأنّ كلّ ما تحدّثنا عنه فى ما يتّصل بكيف يمكننا أن نلحق الهزيمة بهم ، متى حان الوقت ، " يعتمد كلّ هذا على كسب الملايين إلى جانب الثورة فى الفترة التى تؤدّى إلى نضج الوضع الثوري " ...
هنا ، يمكن أن يكون مفيدا النظر في نقاط الشبه و نقاط الإختلاف بين السيرورة الثوريّة في بلد مثل هذا و من الجهة الأخرى، ما حدث في بعض بلدان العالم الثالث أين سمحت الظروف للثوريّين بخوض نضال مسلّح منذ بداية السيرورة الثوريّة - الإنطلاق في معارك قتاليّة ضد أجزاء صغيرة من قوّأت العدوّ بهدف بلوغ نقطة تحوّل " ميزان القوى " إلى صالحها فتصبح وقتها قادرة على خوض معاركىعلى نطاق أوسع لتلحق فى النهاية الهزيمة بقوّات النظام القديم . لها بضعة أشياء مشتركة مع كيف سيخاض النضال الشامل فى بلد مثل هذا ، متى نشأت ظروف ذلك . لكن هناك إختلافات هامة . فى هذا الصنف من البلدان ، لن ينطلق الكفاح المسلّح - و لا ينبغى أن ينطلق – إلى أن ينشأ وضع ثوريّ فى المجتمع ككلّ ، ثمّ سيكون هذا النضال على إمتلاكه لمظهر معيّن من طول الأمد ، بصفة معتبرة أقصر ( أكثر تحديدا ) مقارنة مع السيرورة العامة للحروب الثوريّة الطويلة الأمد التى خيضت فى بلدان العالم الثالث . فى بلد مثل هذا ، هناك حاجة إلى سيرورة سياسيّة و إيديولوجيّة و إلى عمل تنظيمي لإنجاز هذه " الإعدادات الثلاثة " للتسريع فى تطوّر الأشياء بإتّجاه الوضع الثوريّ و حينها سيكون من الممكن شنّ نضال شامل بفرصة حقيقيّة للظفر ، من خلال سيرورة نوعا ما طويلة الأمد لكن أيضا محدودة زمنيّا . [ " الإعدادات الثلاثة " هي : إعداد الأرضيّة ( الوضع في المجتمع ككلّ ) ، إعداد الناس ، و إعداد القيادة الطليعيّة للثورة ] .
لنلخّص ذلك بإقتضاب : الحروب الثوريّة فى العالم الثالث - الكفاح المسلّح من البداية ، و فترة كاملة طويلة المد لإنشاء أساس لمعارك حيويّة نهائيّة ؛ بينما الثورة فى بلد كهذا : سيرورة سياسيّة و إيديولوجيّة و عمل تنظيمي للتسريع و الإعداد لتطوّر وضع ثوريّ على أساسه يمكن شنّ قتال شامل و خوضه لمدّة نوعا ما طويلة الأمد لكنّها أيضا محدودة زمنيّا.
فى كلا النوعين من الأوضاع ن هناك مظهر " الإنتظار " و كذلك مظهر " التسريع " . و حتّى حيث تمكّن الثوريّون في بلدان العالم الثالث من خوض حرب من البداية ، كان عليهم إنتظار و هم يقاتلون بنشاط ، ظهور الوضع الذى يمكنهم فيه بنجاح خوض معارك حيويّة على نطاق واسع ( و أحيانا صارت الأمور طويلة الأمد إلى درجة أنّها غرقت في ذلك ، دون أفق للظفر ) . و في كلا الوضعين ، كلّ ما يقوم بع الثوريّون يحتاج أن يهدف إلى بلوغ نقطة حيث يمكنهم المضيّ في نضال شامل ليهزموا في نهاية المطاف و يفكّكوا الفارضين العنيفين للنظام الإضطهادي القديم . لكن الطرق و السيرورات مختلفة إعتبارا للظروف المختلفة . و المسألة هي أنّ كلّ ما نقوم به طوال الوقت جزء من القيام بالثورة - العمل بنشاط وفق مقاربة و خطّة إسترتيجيّتين لدفع الأشياء بأسرع ما أمكن بإتّجاه زمن يصبح فيه من الممكن للملايين أن يقاتلوا قتالا شاملا ، بفرصة حقيقيّة للظفر .
لهذا ، بهذا الفهم و التوجّه ، كيف سننفّذ التسريع بينما ننتظر ؟ وسائل القيام بذلك مكثّفة في صيغة : " لنقاوم السلطة ، و نغيّر الناس ، من أجل الثورة ". و لنبدأ مع هدف كلّ هذا في كتاب" الأساسي من خطابات بوب أفاكيان و كتاباته "3:1، وضعت المسألة على النحو التالي : " لنمض إلى الأساسي : نحتاج إلى ثورة . و أيّ شيء آخر ، في نهاية التحليل هراء ". (8) هذه حقيقة بسيطة و أساسيّة أخرى . نحتاج أن نتوجّه إلى الناس – ليس فقط إلى شخص أو شخصين ، ليس فقط إلى عدد قليل من الناس ، و إنّما إلى جماهير الشعب ، في كامل أنحاء البلاد ، في كلّ زوايا المجتمع – مباشرة – بالثورة. – بدلا من مجرّد ترك الإطار المحدّد " حيث هم " و محاولة نوعا ما " زرع " فكرة ما عن الثورة ضمن إطار محدود . و مثلما يُواصل " الأساسي ..." 3:1 في القول : " نحتاج إلى الوحدة مع الناس في كافة أنواع النضالات دون الثورة ؛ لكن صراحة من السخافة التفكير في أنّ شيئا أقلّ من الثورة يمكن أن يعالج كافة المشاكل الضخمة و الفظائع الهائلة التي يواجهها الناس في ظلّ هذا النظام . و على أساس التوجّه إلى الناس مباشرة بالثورة ، ننطلق من ذلك المكان . نحتاج الوحدة مع أناس في النضال ضد الظلم و الإضطهاد و النضال لكسب المزيد و المزيد من الناس لرؤية الحاجة إلى الثورة و إمكانيّتها و التفاعل مع ذلك ...
و يعود هذا إلى تناقض هام لفهتمام الحقيقي للملايين و الملايين من الناس بواحد أو أكثر و الكثيرون يهتمّون بجميع هذه " أوقفوا الخمسة " ، لكن بمعنى فهم من أين تتأتّى كافة هذه الفظائع و ما هو ضروريّ لوضع نهاية فعليّة لها ، معظم ذات هؤلاء الناس لا يعرفون شيئا و رؤوسهم في الوحل . لذا في حين نتوحّد و نعمل للتقدّم بما لا يزال يمثّل أعدادا أكبر من الناس في الإحتجاج على فظائع هذا النظام و مقاومتها ، هناك حاجة إلى صراع حاد لكسبها لمواجهة و إدراك واقع أنّه بمعنى جوهريّ ، هذا النظام هو مصدر كافة هذه الفظائع و لا يمكن إصلاحه بل يجب الإطاحة به .
هذا هو العمل الثوريّ الذى يجب إنجازه ، بالتنمية المتواصلة لأعداد من الناس المنظّمين في صفوف الثورة و بالعمل الجماعي في إنسجام مع توجّه و خطّة مشتركتين . و يجب القيام بهذا بثبات و بما في ذلك في أكثر الأوقات " عاديّة " ( مهما كانت ) و في منتهى الأهمّية " مع كلّ " هزّة " في المجتمع – كلّ أزمة ، كلّ فظائع جديدة حيث عديد الناس يتساءلون و يقاومون ما يقبلون به عادة ...
و تؤكّد " كيف يمكننا الإنتصار... " :
" يجب أن تغدو القوى المنظّمة و قيادة هذه الثورة " السلطة " التى ينظر إليها و تتبعها أعداد متزايدة – و ليس سياسيّو و وسائل إعلام هذا النظام ، محترفو الكذب – و ليس أولئك الذين يوجهون الجماهير ضد بعضها البعض بينما هي فى حاجة إلى الوحدة من أجل هذه الثورة . "...
الثورة ممكنة – و علينا المضي للعمل من أجل تحقيق هذه الإمكانية في الواقع . لذا دعونى أختم بما جرى التأكيد عليه بقوّة في نهاية " كيف يمكننا الإنتصار – كيف يمكننا فعلا القيام بالثورة " :
" يعتمد كلّ هذا على كسب الملايين إلى جانب الثورة فى الفترة التى تؤدّى إلى نضج الوضع الثوري و إلى فرصة إلحاق الهزيمة بهم عندما يحين الوقت – فرصة التخلّص من هذا النظام و إنشاء شيء أفضل بكثير – علاقة وطيدة بما نفعله الآن . و يحتاج كلّ من يتطلّع إلى عالم مختلف راديكاليّا ، خالى من الإستغلال و الإضطهاد و العذابات غير الضروريّة التى يتسبّب فيها هذا النظام ، إلى العمل الآن بتصميم ناري لجعل هذا يحدث كي تتوفّر لنا فرصة حقيقيّة للإنتصار . "
الهوامش :
1. The 5 STOPS are:
STOP Genocidal Persecution, Mass Incarceration, Police Brutality and Murder of Black and Brown People!
STOP The Patriarchal Degradation, Dehumanization, and Subjugation of All Women Everywhere, and All Oppression Based on Gender and Sexual Orientation!
STOP Wars of Empire, Armies of Occupation, and Crimes Against Humanity!
STOP The Demonization, Criminalization and Deportations of Immigrants and the Militarization of the Border!
STOP Capitalism-imperialism from Destroying Our Planet!
2. The text and film of Why We Need An Actual Revolution And How We Can Really Make Revolution, a speech by Bob Avakian in 2018, is available at revcom.us in BA’s Collected Works.
3. The Constitution for the New Socialist Republic in North America is available at revcom.us.
4. From the Central Committee of the Revolutionary Communist Party, USA: How We Can Win—How We Can Really Make Revolution, which is available at revom.us.
5. On the Possibility of Revolution, Letter from a Reader... and Response, Revolution #102, September 23, 2007, is available at revcom.us.
6. Bob Avakian, THE NEW COMMUNISM, The science, the strategy, the leadership for an actual revolution, and a radically new society on the road to real emancipation (Insight Press, Chicago, 2016).
7. Birds Cannot Give Birth to Crocodiles, But Humanity Can Soar Beyond the Horizon, Part 1 and Part 2, by Bob Avakian is available at revcom.us.
8. BAsics, from the talks and writings of Bob Avakian (RCP Publications, Chicago, 2011).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل وبخ روبرت دينيرو متظاهرين داعمين لفلسطين؟ • فرانس 24 / FR


.. عبد السلام العسال عضو اللجنة المركزية لحزب النهج الديمقراطي




.. عبد الله اغميمط الكاتب الوطني للجامعة الوطنية للتعليم التوجه


.. الاعتداء على أحد المتظاهرين خلال فض اعتصام كاليفورنيا في أمر




.. عمر باعزيز عضو المكتب السياسي لحزب النهج الديمقراطي العمالي