الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حلم أزرق

عايدة نصرالله

2006 / 11 / 12
الادب والفن


هناك على شاطئ بعيد......سكن رجل بحري قادم من صحراء الجوع والعطش.
على صخرة الشاطئ، لمح رغوة...
رغوة؟
نعم رغوة
رغوة؟
قلت نعم هي رغوة
نسمعك. احك أيتها الحاكية العجوز، انسجي خيوطك بإبرة قبعته
"قبعته"؟
نعم
لماذا؟
لأن تحتها يختفي السر
ما هو
"شبق وعبق"
أكملي أيتها الحاكية العجوز

"كانت رغوة تفور من قاع البحر لتحيك جسدا لامرأة زرقاء الجسد..
طرزت على هدبها أجيال من الحزن والانتظار...
وعلى صخرة الشاطئ كان يجلس الرجل ذو القبعة..."

آههههههه ...
أكملي

كان قد غلبه العطش، خاف ذلك الجسد...تراجع قليلا... لاحظ بأنها ترنو إليه من بعيد والحزن تجدل من عينيها ماءا ...غزيرا كان ذاك الماء...امتد من صحراء أفريقيا إلى هذا الشاطئ..
ومع ذلك رأت عينها الخفية التي لا يراها احد إلا الله عطشه... فهجست
" كيف أحيل ماء البحر المالح لعسل يرطب شفاهه"؟

تقول الأسطورة: أن الماء المالح لا يتعفن
تقول صاحبة الجسد الأزرق
تتعفن الأشياء لتلبس لونا آخر...تتعفن الأشياء لتبدع وتخلق نفسها بهيئة أخرى...
لكنه هارب من العفن آيتها الحاكية العجوز

نعم
هو هارب من عفن الجوع في بلاده...هو هارب من ألسنة تلوك الحي وتغرق الميتين بالهتاف
"كان حافي صار لابس صارت قندرته وسيعة مات والبقر يجعر عليه"
هههههههههههه
أيتها الحاكية ، قطعت علينا لهفة ألحكي بالجعير
تسرح الحاكية...في جملة هتكت الكلام
"هنا عبر طارق بن زياد الأندلس"
...آه منك...وأعبر البلاد بحثا عنك ...

"وأقف على قمة جبل طارق هناك وأرى ...أرررررررررى ...هناك ليس بعيييييد تغمس أرضه حنيني ....وأشعر باللبؤة بي تستيقظ لتزأر بأعلى صوت"
"يااااااااااااااا ....أيها الغائب عد إلي أرجوك....عد من هناك ...عد لي من تلك الأرض...البس ثيابا أخرى ...على آن تعود لي من تلك الأرض"

يا أيتها الحاكية أكملي

"وهو الخائف من جسدها الذي تعلوه أقمار تشع...هلع من ضوءها...خاف أن يصاب بالعمى
لكنه أخذ بتلابيب ما تبقى منه من شجاعة...اقترب إليها ...رأى في عينها توسل كمن تقول
"أنقذني من تيه البحر ...اقترب ولا تخف من ضوء أقماري"
اقترب ..دخل النور لقلبه ...انتزعت الأقمار من جسدها لتدخله...أحس باعتمار يدخله كولادة أخرى
وأحس بماء غزير حلو المذاق ينتعف في وجهه فشرب حتى الارتواء.
فجأة اختفى حزن مقيم من عينيها.
قالا معا دون أن يرتبا هذا السر
"هل سنغمض أعيننا في اللقاء الأخير معا"
سكتت الحاكية..
ولم تستجب لإلحاح المستمعين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال


.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي




.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا