الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرجل والمكان

حيدر السلامي

2006 / 11 / 12
الصحافة والاعلام


بدأ العالم المتقدم يسير بخطى واثقة نحو إشاعة وتمجيد العمل الجماعي "المؤسسي" حتى أوشكت تنطوي صفحة الإنفراد في تخطيط أو إدارة أو تنفيذ المشاريع بأنواعها المختلفة ، لأن التجارب أثبتت فشل ومحدودية النتائج التي تفرزها الفردية.
وأخذت المؤسسات الحكومية وغير الحكومية ، الربحية وغير الربحية ، تولي اهتماما واحتراما متزايداً للتخصص فتراجعت أمام ذلك المحسوبيات ورد الاعتبار وبقوة هذه المرة في كثير من المحافل ذات الأنشطة الإنسانية الواسعة إلى مقولة "الرجل المناسب في المكان المناسب" بفضل إيمان جمع غفير من بني البشر بضرورة تطبيق وتطبيع هذه المقولة مع الواقع العملي بصورة كاملة وبالتالي إسباغ الصفة القانونية عليها فإن بذلك تحقيق السعادة الحقيقية التي ينشدها المجتمع المتحضر.
نعم .. بدأ التحرك الفعلي في كثير من الدول المتقدمة باتجاه إعطاء كل ذي حق حقه في اختيار التخصص الذي ينسجم ويتناغم وقدراته الذاتية وفسح المجال وتوفير الفرص المتكافئة للجميع بلا استثناء وصولا إلى حالة التقدم المتوازن والتطور في الخبرات والمهارات والفنون والعلوم والآداب ، ما أحدث ثورة هائلة على جميع الصعد والمستويات ومن كل الاتجاهات.
أما في العراق ونظائره من الدول ، فالعكس هو الصحيح على ما يبدو..!
فلقد تكرست النزعة الفردية أكثر من ذي قبل وأصبحت في كل شيء : في الحكم والإدارة ، في الفكر والثقافة ، في الإعلام والصحافة وحتى في ميادين العمل التطوعي الخيري ضمن إطار ما يسمى بمنظمات المجتمع المدني المسيّسة وغير المسيّسة ، بل حتى المؤسسة الدينية لم تسلم من داء الفردية بتجلياتها الأنوية والحزبية والفئوية والمذهبية والمناطقية والعرقية..
إن النزعة الفردية الشرهة هذه ، وجدت لها في العراق بيئة صالحة وتربة خصبة لتنمو وتثمر وتتكاثر على الرغم من بروز مظاهر التعددية السياسية والحرية الإعلامية وشيوع أفكار وممارسات الديمقراطية وآليات الانتخاب الحر وحالة الانقلاب على الذات التي يشهدها كثير من العراقيين. وكذلك على الرغم من مناداة البعض بوجوب بناء الدولة العراقية الجديدة على أساس تقديم الفاضل على المفضول وفتح الباب على مصراعيه لحكومة التكنوقراط التي هي وحدها القادرة على إعادة تأهيل وإعمار البلاد بعد كل هذا الخراب الشامل الذي حل في كل شبر منها.
ومهما تحدث الساسة وزعماء الكتل النيابية عن ضرورة تهديم السقيفة التآمرية وتحريم الشورى الاستبدادية ، فإن الواقع يظهر غير ما يدعيه المدعون من التعالي على الأنا الفردية المتأصلة في شخصياتنا (البدوية) وخير دليل على ذلك الوزارات التي أصبحت ملكية خاصة للأحزاب المسيطرة عليها و"كل حزب بما لديهم فرحون".. ولا يسمحون لأحد من خارج الحزب ـ مهما كانت كفاءته ـ باحتلال موقع أو منصب يناسبه في وزارتهم فإذا تبدل الوزير تبدل الطاقم الإداري كله بتبدله وعلى هذه فقس ما سواها...!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتعرف على 10 أسوء فيديو كليبات غنائية على طريقة بدر المرحة و


.. تل أبيب غاضبة من اعتراف دول أوروبية بدولة فلسطين.. ما ردود ا




.. جثمان الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي يحط في مشهد


.. بلينكن يحث مصر على مراقبة المساعدات إلى رفح




.. ارتفاع عدد شهداء العملية العسكرية الإسرائيلية بجنين إلى 12 ش