الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من أجل بناء حزب شيوعي كبير

مرتضى العبيدي

2023 / 9 / 28
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


شهدنا خلال الأسابيع القليلة الماضية تحركات احتجاجية ضخمة وطويلة من قبل العمال والشباب والنساء والشعوب الأصلية. وكما قلنا فإن العالم يشهد موجة من النضالات التي تعبر عن استياء الجماهير من الظروف المعيشية التي أوصلتها إليها الرأسمالية. وفي بعض الدول، تسبب الحراك الشعبي في سقوط رؤساء الحكومات، كما في لبنان أو العراق، وفي كل منهما، أجبر الحكومات على التراجع عن تنفيذ السياسات المناهضة للشعب، كما هو الحال في تشيلي أو الاكوادور.
لقد أصبح التناقض الذي يواجه العمال والشعب بالبرجوازية والطبقات الحاكمة أكثر حدة. ولا يتم التعبير عنه فقط عندما يأخذ نضال الجماهير شكل الانتفاضات الشعبية، بل في كل مكان، بسبب عملية تفقير الجماهير نتيجة السياسات التي تفرضها البرجوازية، والتي تؤدي إلى مركزة أكبر للثروة في أيدي عدد قليل من الناس. وبكل بساطة، نعلم أن 1% فقط من أغنى أثرياء العالم يملكون 82% من الثروة العالمية، وهو ما يفسر ما قيل.
ليس هناك شك في أن البرجوازية، في بعض الأماكن، أكثر من غيرها، تواجه مشاكل خطيرة في الحفاظ على حكمها، أي سياق أو سيناريو لا يتجاوز فيه النضال والعمل السياسي للعمال والشعب حدودا معينة، حدودا مقبولة من قبل الطبقات الحاكمة. في أماكن مختلفة، تجاوزت الحركة هذا الوضع، وشككت في كل مجمل المؤسسات البرجوازية، وهي تناضل بشكل أساسي، ضد البنية السياسية والاجتماعية التي ولدتها الرأسمالية.
إن هذا الظرف يتيح لنا أن نستنتج أن هناك حاليًا وضعًا أيديولوجيًا وسياسيًا جديدًا بين العمال والشعوب، وهو وضع أفضل نوعيًا لنشر المقترحات الثورية وقبولها من قبل الجماهير. يجب على حزب البروليتاريا أن يستغل هذه الحقيقة لنشر وجهات نظره، وسياساته، بحيث تكون الأهداف الاستراتيجية (الاستيلاء على السلطة من قبل العمال والشعب لبناء الاشتراكية ـ الشيوعية) معروفة من قبل قطاعات واسعة من السكان، ولا سيما القطاعات المتقدمة من الطبقة العاملة والفلاحين والشباب والنساء العاملات.
وهذا يحسّن أيضا شروط بناء الحزب واستقطاب شيوعيين جدد في صفوفه. ولكي يحقق الحزب الشيوعي أهدافه الإستراتيجية بنجاح، يجب أن يستوفي شروطًا أساسية معينة: أن يكون كبيرًا، ومؤهلًا، ومتماسكًا أيديولوجيًا وسياسيًا، ومتجذرًا بين الطبقة العاملة والشباب والشعب، وثابتا على المبادئ الماركسية - اللينينية، وماهرا في تطبيق الماركسية - اللينينية على الواقع الملموس الذي يطوّر فيه نشاطه الثوري.
ويتمثل التحدي الحالي في تسريع نمو الحزب. منذ فترة عندما تناولنا موضوع الاستقطاب قلنا إن النمو الحسابي (la croissance arithmétique) لم يعد كافيا، بل يجب أن يكون نموّا هندسيا (géométrique)، أو أكثر.
إننا معنيون اليوم ببناء الخلايا في المؤسسات وفي مواقع النشاط. ولا يمكننا أن نغفل عن حقيقة أن الحزب الماركسي اللينيني ليس مجموعة من الأفراد، بل هو منظومة من الهياكل، وأن النشاط الشيوعي يتم في خلايا أو لجان. فخلية الحزب هي تنظيمه الأساسي، وهي تشكل النواة الأساسية التي تربطه بالطبقة العاملة والشباب والشعب. وقد سلطنا الضوء على بعض عناصر هذه الخاصية في أعداد سابقة من صحيفتنا هذه.
فالوافدون الجدد على الحزب يأتون من بين أكثر المناضلين الاجتماعيين ثباتا والتزاما بالدفاع عن المصالح الشعبية، أولئك الذين يتقدمون لفهم ضرورة التحولات الاجتماعية التي تتطلّب وضع حد لهيمنة البرجوازية والإمبريالية، والمستعدون للعب دور قيادي في النضال التحرري للعمال والشعوب.
يجب علينا أن نجمعهم، ونقترح عليهم النضال الشيوعي، ونشرع في تكوينهم النظري والعملي، وإعدادهم للنضال السياسي. وفي هذا الصدد، هناك مبادئ توجيهية أساسية حول كيفية تنفيذ مثل هذه الخطط.
من الخطأ الاعتقاد بأن المناضلين المعنيين بهذا التكوين يجب أن يتوفروا بالفعل على الصورة الكاملة للشيوعي الماركسي اللينيني، وأن يكونوا على دراية كاملة بالماركسية اللينينية وبالسياسة الثورية وبجميع مقترحات الحزب، إذ يتطلب تحقيق ذلك الكثير من العمل، وأن اكتمال التكوين لن يكون إلا في خضمّ النضال الشيوعي اليومي.
صحيفة الى الأمام، العدد 1885، من 4 إلى 10 ديسمبر 2019








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Politics vs Religion - To Your Left: Palestine | فلسطين سياس


.. ماذا تريد الباطرونا من وراء تعديل مدونة الشغل؟ مداخلة إسماعي




.. الجزيرة ترصد مطالب متظاهرين مؤيدين لفلسطين في العاصمة البريط


.. آلاف المتظاهرين في مدريد يطالبون رئيس الوزراء الإسباني بمواص




.. اندلاع اشتباكات عنيفة بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين في تل