الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يقع “علويي” سوريا، بنفس المطب الذي وقع به “سنة” العراق؟!

بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)

2023 / 9 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


مما جاء في مقالة بعنوان: “النزوح السوري الكثيف ناقوس خطر!”، للكاتب اللبناني؛ حنا صالح، والمنشورة في صحيفة الشرق الأوسط، ما يلي: “هنا يجدر التوقف عند الزيارة الأخيرة لوزير خارجية إيران للبنان، حيث شاعت معطيات أن مسألة شرق الفرات كانت أبرز عناوين الزيارة. وتردد أن «حزب الله» بدأ مرحلة الإعداد لانخراطٍ أكبر في المواجهات ضد «قسد» (قوات سوريا الديموقراطية)، التي حسمت المواجهات الأولى مع مجلس عشائر دير الزور. وتبعاً لما أعلنه حسن نصرالله من أن المعركة في شرق الفرات هي «المعركة الحقيقية التي ستغير المعادلات»، فإن طهران ترى الوقت قد حان لمواجهات هدفها حماية وتوسيع الجسر البري الذي يربط طهران بالمتوسط، فللمنطقة أهمية استراتيجية ثابتة في لعبة الخرائط التي يرسمها نظام الملالي للمنطقة!”. ويتابع الكاتب؛ “وفي السياق يجدر التوقف عند قيام قائد «فيلق القدس» إسماعيل قاآني قبل أيام بالإشراف شخصياً على مناورات مشتركة سورية – إيرانية، وما رافقها من حثٍّ على رفع مستوى الاستعداد تحت عنوان «التصدي للتحديات العسكرية والأمنية التي تواجه سوريا»!”، ليستنتج بالأخير وبحسب قراءته طبعاً، بأن؛ “يعتمد مخطط تأليب العشائر ضد «قسد» والوجود الأميركي، في استنساخ لجانب من التجربة العراقية ضد الأميركيين”.

طبعاً لو عدنا للمشهد السياسي لكل من النظامين السوري والعراقي سنجد الكثير من التقاطعات والتماثل، ليس فقط في الجانبين الديموغرافي والتركيبة السكانية قومياً ودينيًا حيث عدد من القوميات والأعراق؛ الكرد والعرب والسريان والتركمان وكذلك عدد من الأديان والمذاهب حيث العلوية والسنة والشيعة والأيزيديين والدروز في سوريا، بينما الصابئة في العراق، أي بمعني شبه تطابق ديموغرافي بين البلدين مع فارق في النسبة حيث السنة أقلية حاكمة في العراق -سابقًا أيام الديكتاتورية وحكم البعث وصدام- بينما هم؛ أي السنة، يشكلون الأغلبية في سوريا مع حكم استبدادي للبعث والأسد بخلفية أقلوية “علوية”، فهل هي مصادفة أن تأتي “الأقلية” في كلا جانبي الحدود لتستلم السلطة تحت أيديولوجية بعثية، سؤال يجب أن نقف عنده مطولًا بقناعتي.

وهكذا وبعد انتهاء صلاحية نظام صدام بالنسبة للغرب والأمريكان حانت لحظة اسقاطه والاتيان بالبديل الحالي ضمن سياق مشروع شرق الأوسط الجديد أو الكبير حيث الدولة التشاركية الاتحادية، لكن المكون السني العراقي ونتيجة حماقة سياسية، أو عنجهية سلطوية بحكم الواقع الذي كان هم المسيطرين على مقاليد الحكم والسلطة في البلاد، لم يستطيعوا استوعاب المرحلة والتغيير في البيئة ورياح التغيير القادمة مع الاحتلال الأمريكي وبالتالي لم يعرفوا كيف يلتقطوا اللحظة أو الفرصة الجديدة ليصبحوا مع باقي المكونات العراقية جزء من العملية السياسية وخاصةً عندما فوتوا على أنفسهم المشروع الذي عرض عليهم الكرد؛ بأن يطالبوا هم أيضًا بفيدرالية للمحافظات السنية الشمالية وذلك على غرار فيدرالية إقليم كردستان، متوهمين بأنهم سيعيدون “أمجادهم” السابقة من خلال “مقاومة الأمريكان” ومشروعها السياسي الشرق أوسطي.
الإعلانات

وهكذا كان السقوط والاندحار أو ربما الاصح؛ الانتحار السياسي للمكون السني بالعراق بحيث حرموا أو هم من أحرموا انفسهم وخاصةً في أولى التشكيلات الحكومية العراقية من أي دور يذكر، وذلك لغاية عودة بعض السياسيين العراقيين “السنة” واستدراك الحقيقة؛ بأن نظام صدام والبعث والسنة لن يعود ولن يكون بمقدور بعض فلول البعث وبالتزاوج مع جماعات سلفية دينية إسلاموية والتي أنتجت بالأخير “د1عش” لن تعيدهم للحكم والسلطة وبأن لا بد الانخراط في العملية السياسية مع باقي المكونات ليحتلوا دورهم السياسي في البلاد وفعلًا حصل ذاك وبات منصب رئيس البرلمان من حصة سنة العراق وذلك على غرار النموذج اللبناني حيث توزيع المناصب الرئاسية الثلاث على المكونات الأكبر بحيث الجمهورية للموارنة المسيحيين -ونقصد لبنان- بينما للسنة اللبنانية رئاسة الحكومة وأخيرًا رئاسة البرلمان للشيعة. وهكذا بات الأمر بالعراق حيث رئاسة الحومة للشيعة وهو المنصب الرئاسي الأهم، بينما رئاسة الجمهورية للكرد وهو منصب بروتوكولي أكثر ما يكون منصب سياسي حاكم وأخيرًا رئاسة البرلمان لسنة العراق.

وبالتالي واعتماداً لكل ما سبق؛ نأمل أن لا يساق الأخوة العلويين في سوريا في مخططات إيران وحزب الله اللبناني ومشاريعهم الطائفية بحيث يقعوا في نفس أخطاء و”مطب” سنة العراق، كون النظام السياسي في سوريا سوف يتغير عاجلًا أو آجلًا ويطبق نموذجًا سياسيًا قريبًا من النظامين العراقي واللبناني بحيث تكون تشاركية اتحادية بين مكوناتها وربما يكون النموذج العراقي هو الأقرب للتنفيذ وذلك لم من تقاطع وتماثل بين الواقعين السوري والعراقي مع اختلاف النسبة السكانية بين كلا البلدين، كما وسبق أن ذكرنا، بحيث تصبح رئاسة الحكومة السورية القادمة من الأغلبية السنية، مقابل الأغلبية الشيعية في العراق، بينما رئاسة البرلمان للعلويين مقابل رئاسة برلمان العراق للسنة وأخيرًا يحفظ الكرد برئاسة الجمهورية في كلا البلدين كمنصب برتوكول وتشريفات وقد سبق وكان الكرد ولأكثر من مرة في رئاسة الجمهورية في سوريا، طبعاً مع نظام سياسي جديد ديمقراطي اتحادي فيدرالي ولذلك نأمل حقيقةً أن يتعظ الأخوة العلويين في سوريا من تجربة سنة العراق ولا يدخلوا أنفسهم ويدخلوننا معهم في نفق جديد هذه المرة؛ الصراع مع الأمريكان في شرق الفرات، كونه بالأخير سيكون خسارة للجميع وأكبر الخاسرين سيكون العلويين أنفسهم، كما كان الحال مع “سنة” العراق.. فهل تريدون إعادة الكارثة؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - إضافة وتوضيح
بير رستم ( 2023 / 9 / 29 - 18:50 )
ملاحظة؛ لم نقف عند قضية تدخل إيران والنظام السوري مع باقي حوبة ما تسمى ب-محور أستانة-؛ أي بقية شلة الزعران؛ الروس والأتراك، وتحريكهم لم سمي ب-ميليشيا العشائر- ضد قسد، كون الأمر بات جليًا للأغلبية وسبق وتطرقنا لها في مقالات أخرى.

اخر الافلام

.. مصادر: ورقة السداسية العربية تتضمن خريطة طريق لإقامة الدولة 


.. -الصدع- داخل حلف الناتو.. أي هزات ارتدادية على الحرب الأوكرا




.. لأول مرة منذ اندلاع الحرب.. الاحتلال الإسرائيلي يفتح معبر إي


.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مناطق عدة في الضفة الغربية




.. مراسل الجزيرة: صدور أموار بفض مخيم الاعتصام في حرم جامعة كال