الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


باسم مسئولية الحماية تدفق شلال الكوارث من الولايات المتحدة على ليبيا

سعيد مضيه

2023 / 9 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


انتقائية في تحديد الضحايا الجديرين بالإنقااذ
كريس هيدجز يتميز عن غيره من صحفيي التقصي بالصراحة في كشف جرائم الامبريالية الأميركية. "البؤس والخراب اللذان نجما عن تدمير ليبيا نزلا باسم نشر الديمقراطية ، وبناء الدولة ، وإشاعة حكم القانون وحقوق الإنسان...غير ان الجرائم الحقيقية تبقى على الدوام مخفية، ويتم تجفيفها بالكلام المنمق عن الديمقراطية وحقوق الإنسان".حصل على جائزة بولتزر للصحافة؛ عمل مراسلا لعدة صحف أميركية قبل أن تعتمده صحيفة نيويورك تايمز مدير مكتبها بالشرق الأوسط. فصل من عمله إثر نششره مقالا يندد بغزو العراق ..
.
"حضرنا ، ورأينا ، مات" ، كلمات نطقتها هيلاري كلينتون، حين ألقي بمعمر القذافي الى الجمهور الهائج عام 2011 بعد سبعة شهور من قصف ليبيا بقنابل طائرات حلف الأطلسي؛ نكل الجمهور بالرجل؛ غير ان القذافي ليس الوحيد الذي ألقي به الى الموت؛ فليبيا التي عاشت يوما في رخاء وكانت إحدى أكثر بلدان إفريقيا استقرارا ، بلدا يقدم للمواطنين مجانا التعليم والرعاية الصحية ، ويضمن حق المواطنين في بيت سكن، وكهرباء مدعومة ، وكذلك المياه والكاز، نسبة الوفيات بين الأطفال هي الأدنى بالقارة والأعلى في معدل الحياة، وكذلك اعلى نسبة من محو الأمية .. هذا البد انشطر بسرعة الى شظايا متقاتلة. يتنافس حاليا على السيطرة على ليبيا نظامان مشتبكان في حرب بالوكالة؛ الى جانب طيف واسع من الميليشيات الخارجة على القانون .
ممارسة التدخل الإنساني تتم بالانتقاء؛ والتعاطف يطال الضحايا " الجديرين"، بينما يتم تجاهل الضحايا "غير الجديرين". التدخل العسكري جيد لصالح العراقيين والأفغانيين والليبيين ، لكنه لا يصلح للفلسطينيين او اليمنيين . يفترض ان حقوق الإنسان شيء مقدس حين يتصل الأمر بكوبا ، فنزويلا او إيران ، لكنها غير ذات علاقة بمستعمرات الولايات المتحدة عبر البحار ، اكبرسجن مفتوح بالعالم في غزة ، او المناطق المعرضة للطائرات المسيرة. واضطهاد الصحفيين والمعارضين جريمة في الصين أو روسيا، لكنه غير ذلك حين يستهدف جوليان أسانغ وإدوارد سنودن.
تناثرت ترسانة الأسلحة بفضل الفوضى التي أعقبت تدخل الغرب الى الأسوأق السوداء ، خطفت منه جماعات مثل الدولة الإسلامية كميات كبيرة؛ انتهى المجتمع المدني، والتقط الصحفيون صورا لمهاجرين من نيجيريا ، السنيغال وإيريتيريا يُضرَبون ويباعون عبيدا ليعملوا في الحقول او مواقع البناء.
تعرضت للتخريب كل من البنى التحتية في البلاد ، وكذلك محطات الكهرباء والأحواض المائية وآبارالنفط، يصعب إصلاحها إن لم يكن مستحيلا. وحين سقطت الأمطار مع إعصار دانييل – ازمة المناخ هدية أخرى من العالم الصناعي –غمرت سدين قديمين ، انداحت المياه بارتفاع عشرين قدما وغمر طوفانها مدينتي درنة وبني غازي ، لتترك عشرين ألف ميتين ، طبقا لما صدر عن عبد المنعم الغيتي ، رئيس بلدية درنة، الى جانب عشرة آلاف مفقود.
صرح البروفيسور بيتري تآلاس، السكرتير العام لمنظمة المناخ العالمية "ان تشظي إدارة الكارثة بالبلد، وآليات ردود الأفعال على الكارثة ، الى جانب تقويض البنى التحتية قد فاقم من تعددية التحديات. الحالة السياسية محرك مخاطر ". أبلغ الصحفيين يوم الخميس الماضي (21 أيلول ) كان بالامكان تجنب " معظم الخسائر البشرية" لو وجدت " مصلحة تنبؤ بالطقس تعمل بصورة معتادة ، تصدر التحذيرات [الضرورية]، وكذلك إدارة طوارئ من شانها ان تخلي الجمهور من المكان"
مسئولية الحماية
جرى تدمير ليبيا ـ الدولة الموحدة والمستقرة- تنفيذا لمبدأ احتكره الغرب يقضي بتغيير النظم، ونفذوه باسم حقوق الإنسان بناءًا على عقيدة ( مسئولية الحماية ) من اضهاد الحكم – كما جرى بالعراق-. ضحايا الطوفان جزء من عشرات آلاف الليبيين المتوفين نتيجة "التدخل الإنساني" الأميركي، أوجد نكبة من العدم . تتحمل الولايات المتحدة المسئولية عن المكابدة المديدة للشعب الليبي. لكن ما إن تنزل الولايات المتحدة دمارا ببلد باسم إنقاذ المضطهدين فيه - بغض النظر فيما إن كانوا مضطهدين ام لا – فإنها تنسي وجود الدمار.
حذر كارل بوبر، في كتابه " في المجتمع المفتوح وخصومه"، من الهندسة الطوباوية ، التحولات الاجتماعية المكثفة ، وغالبا ما تنفذ بالقوة ويديرها من يؤمنون بأنهم موهوبون بالحقيقة الساطعة . هؤلاء المهندسون الطوباويون يحدثون الدمار الشامل للأنظمة والمؤسسات والبنى الاجتماعية والثقافية بجهود عبثية لتحقيق وجهة نظرهم . في الأثناء يفككون الآليات التي تتولى إصلاح ذاتها ، آليات تقوم بإصلاح تدريجي وقطعة قطعة تحول دون تحقيق وجهة نظرهم الفخيمة. التاريخ زاخر بالهندسة الاجتماعية الدموية الطوباوية – اليعاقبة او امبريالية الليبرالية الجديدة.
ليبيا ، مثل العراق وأفغانستان ، سقطت ضحية خداع الذات بأقنعة المتدخلين الإنسانيين- باراك اوباما ، هيلاري كلينتون، بن رودس، سامانثا باورز و سوسان رايس. قامت إدارة أوباما بتسليح ومساندة قوة هجومية صدقوا انها سوف تنفذ ما تأمر به الولايات المتحدة؛ في نداء أصدره مؤخرا، حث أوباما الشعب على تقديم المساعدة لهيئات تقديم المعونة لتخفيف مكابدة الشعب الليبي. نداء أشعل رد فعل مفهوم في السوشيال ميديا، بصورة مباشرة او غير مباشرة من العنف في ليبيا المتواصل عبر اثني عشر عاما. تفاقمت المعاناة نظرا لأن حلف الأطلسي لم يحقق في الخسائر الناجمة عام 2011 عن القصف الجوي طوال سبعة أشهر. غير ان مجموع الضحايا من القتلى والمصابين يحتمل ان يكون بعشرات الألوف. بلغ سجل العنف المسلح" 8518 قتلى وجرحى من العنف المتفجر في ليبيا" ، وذلك خلال الفترة 2011- 2020، من بينهم 6027 مدنيون .
صدر بيان عام 2020 عن سبع وكالات تابعة للأمم المتحدة جاء فيه " قرابة 400000 ليبي قد نزحوا من بيوتهم منذ أن بدأ الصدام قبل تسع سنوات – نصفهم تقريبا في السنة الماضية ، منذ أن بدأ الهجوم على العاصمة [ بقوات الفيلد مارشال خليفة بيلقاسم حفتر] ".
وأضاف:" دُمِر الاقتصاد الليبي نتيجة [الحرب الأهلية] ومرض كوفيد -19"، كما ورد في تقرير للبنك الدولي في إبريل / نيسان، و تابع،" هشاشة البلد تركت أثارا عميقة اقتصادية واجتماعية ؛ فقد انخفض الدخل بمعدل الفرد الواحد بنسبة 50 بالمائة ما بين 2011و 2020؛ بينما كان بالإمكان ان يزداد بنسبة 68 بالمائة لو سمح للاقتصاد العمل وفقا لمساره قبل الأحداث." وهذا يشير الى ان معدل دخل الفرد سيكون 118 بالمائة لو لم يحدث الصراع. بقي النمو الاقتصادي عام 2022 منخفضا وهشا نتيجة توقف إنتاج النفط بسبب الصدامات المسلحة."
يضاف لما تقدم تقرير أمنيستي إنترناشيونال لعام 2022 عن بؤس الحالة . يقول التقرير، "واصلت الميليشيات والجماعات المسلحة والجيش وقوات الأمن حجز الأف الناس بصورة تعسفية ؛ عشرات المحتجين والمحامين والصحفيين والنقاد والنشطاء زج بهم في السجون واخضعوا للتعذيب وغير ذلك من المعاملة السيئة، الاختفاء القسري و’ الاعترافات‘ المنتزعة بالقوة على الكاميرا".
تصف أمنيستي بلدا تعمل الميليشيات فيه بحصانة، انتهاك حقوق الإنسان ، بما في ذلك الخطف والعنف الجنسي منتشرة على نطاق واسع. أضافت ان "حرس الحدود الليبي وميليشيا سلطة دعم الاستقرار المسنودتان من الغرب اعترضت آلاف اللاجئين والمهاجرين بالبحر وأعادتهم بالقوة الى مراكز اعتقال في ليبيا. أخضع المهاجرون واللاجئون المعتقلون للتعذيب والقتل والعنف الجنسي والعمل بالسخرة".
تهريب السلاح

اما التقارير الصادرة عن بعثة مساعدة الأمم المتحدة الى ليبيا فلا تقل صراحة.
أكداس من الأسلحة والذخيرة –تقدر بما يتراوح ما بين 150000-و200000 طن ، سرقت من ليبيا هُرِّب الكثير منها الى دول مجاورة . في مالي أشعلت الأسلحة المهربة من ليبيا هجوم الطوارق ، بعد أن كان في سبات، مثيرا عدم الاستقرار بالبلاد؛ ادى في النهاية الى حدوث انقلاب عسكري وحرب جهادية ، ثبتت مواقع الطوارق واطالت امد الحرب بين الحكومة والجهاديين. حفزت هذه تدخلا فرنسيا آخر ادى الى نزوح 400000 نسمة من اماكن سكناهم. شقت الأسلحة والذخيرة طريقها أيضا الى أجزاء اخرى من الساحل ، مثل تشاد والنيجر ونيجيريا وبوركينا فاسو.
البؤس والخراب اللذان نجما عن تدمير ليبيا نزلا باسم نشر الديمقراطية ، وبناء الدولة ، وإشاعة حكم القانون وحقوق الإنسان.
[ المرجع: كيف نشرت حرب الغرب في ليبيا الإرهاب في 14 دولة]
تقنع الهجوم على ليبيا بالزعم ان القذافي كان على وشك شن عملية عسكرية ضد بنغازي يقتل المدنيين فيها ، حيث القوى الثائرة استولت على السلطة. كان للذريعة من الأساس المادي ما لاتهام نظام صدام حسين بحيازة أسلحة الإبادة بالجملة، مثال آخر على الهندسة الاجتماعية الطوباوية التي قتلت ازيد من مليون عراقي وملايين أخرى اضطرت للنزوح من بيوتها.
اجريْتُ مقابلة مع القذافي استغرقت ساعتين في إبريل 1995 قرب دمار بيته الذي ضربته الطائرات الأميركية من الجو عام 1986- وجرى استهداف صدام حسين ليس بسبب ما عملاه بشعبيهما، رغم انه انطوى على شراسة.
جرى استهدافهما لأن بلديهما يحتويان على احتياطيات نفط هائلة ومستقلين عن سيطرة الغرب. أجريا مفاوضات مع شركات النفط الغربية وحصلا على نتائج إيجابية وعقدا اتفاقات مع الصين لتزويدها بالنفط. ومنح القذافي أيضا الأسطول الروسي حق المرابطة في ميناء بنغازي.
حوى البريد الإليكتروني لهيلاري كلينتون المنشورة على وكالة ويكيليكس التي انشاها جوليان أسانغ، ما يفضح اهتمام فرنسا بجهود القذافي ل" تزويد الدول الإفريقية الفرانكوفونية ببديل الفرنك الفرنسي".
تحدث سيدني بلومنثال ، عمل مستشارا لمدة طويلة لكلينتون عن محادثة أجراها مع ضباط استخبارات فرنسيين حول دوافع الرئيس الفرنسي نيكولاس ساركوزي، المهندس الرئيس للهجوم على ليبيا. كتب بلومنثال ان الرئيس الفرنسي يسعى " الى حصة أكبر في النفط الليبي "، وزيادة نفوذ فرنسا بالمنطقة وتحسين موقفه السياسي بالداخل ، وإعادة تأكيد القوة العسكرية الفرنسية وإنهاء محاولات القذافي لزعزعة نفوذ فرنسا في " إفريقيا الفرانكوفونية".
ساركوزي ، الذي أدين بقضيتي فساد وانتهاك قوانين مالية، يواجه محاكمة تاريخية عام 2025 بسبب ما يزعم تلقي ملايين اليورو في حملة سرية غير شرعية قدمها القذافي لدعم حملته الانتخابية عام 2007.
الجرائم الحقيقية في ليبيا
حدثت هذه "الجرائم" في ليبيا . غير ان الجرائم الحقيقية تبقى على الدوام مخفية، ويتم تجفيفها بالكلام المنمق عن الديمقراطية وحقوق الإنسان.
التجربة الأميركية ، مبنية على العبودية، بدات بحملة إبادة جنس ضد سكان البلاد الأصليين التي جرى تصديرها االى الفيليبين، وفي وقت لاحق الى بلدان مثل فييتنام. كاذبة هي الروايات التي يقصها الأميركيون عن انفسهم أثناء الحرب العالمية الثانية، تهدف الى حد كبير تبرير حقهم في التدخل في أرجاء العالم.
الاتحاد السوفييتي هو الذي دمر النازية والجيش الألماني قبل زمن طويل من نزول القوات الأميركي على نورماندي. أطلق الأميركيون القنابل على المدن الألمانية واليابان وقتلوا مئات آلاف المدنيين.
الحرب في جنوب الباسيفيكي ، حيث قاتل احد أعمامي، كانت متوحشة، تتميز بالعنصرية الصارخة وتشويه البشر والتعذيب والإعدام الروتيني للسجناء.
وجاء إسقاط القنابل الذؤرية على مدينتي هيروشيما وناغازاكي جريمة حرب فظيعة؛ الولايات المتحدة تطيح بالحكومات التي تقْدم على تأميم الشركات الأميركية والأوروبية ، كما حدث في تشيلي ، إيران ، غواتيمالا، وتستبدلها بأنظمة عسكرية قمعية. ساعدت واشنطون إبادة الجنس في غواتيمالا وتيمور الشرقية ؛ وهي تعطي نفسها الحق بشن الحرب الوقائية؛ هناك القليل بالولايات المتحدة ما يبرر ادعاءها بالفضائل الأميركية الفريدة.
الكوابيس التي جلبتها الولايات المتحدة على العراق وأفغانستان وليبيا تقلل الصحافة من شأنها او تتجاهلها ، بينما تبالغ في المنافع او تفبركها . ونظرا لكون الولايات المتحدة لا تعترف بالمحكمة الجزائية الدولية فلا توجد فرصة لمحاسبة قائد أميركي على جرائمه.
بات دعاة حقوق الإنسان جزءًا لاغنى عنه في المشروع الامبريالي؛ توسع سلطة الولايات المتحدة ، كما يدعي أنصارها ، قوة من أجل الصالح العام . وهذه موضوعة سامانثا باورز في كتابها " مشكلة من جهنم : أميركا وعصر إبادة الجنس".
يدافعون عن عقيدة مسئولية الحماية، التي أقرت بالإجماع عام 2005 في قمة الأمم المتحدة العالمية. بموجب هذه العقيدة يطلب من الدول احترام حقوق الإنسان لشعبها؛ وحين تنتهك هذه الحقوق تلغى سيادة البلد؛ ويسمح للقوات من الخارج بالتدخل .حذر ميغويل دي إسكوتو بروكمان ، الرئيس الأسبق للجمعية العمومية التابعة للأمم المتحدة ، عام 2009 من ان مسئولية الحماية سوف يساء استعمالها "لتبرير التدخلات التعسفية والمنتقاة ضد الدول الأضعف" .
في كتابها " الامبريالية الإنسانية : استعمال حقوق الإنسان لتبرير الحرب"، اوردت جين بريكمونت " منذ انتهاء الحرب الباردة استُعِملت فكرة حقوق الإنسان تبريرا لتدخل القوى الكبرى في العالم اقتصاديا وعسكريا ، والولايات المتحدة قبل الآخرين في بلدان ضعيفة امام هجماتها"؛ أضافت: " الى ان غزت الولايات المتحدة العراق كان شطر كبير من اليسار متواطئا في الغالب مع إيديولوجيا التدخل، حيث يُكتشَف " هتلريون" جدد كلما تطلبت الحاجة، وتندد بالحجج المناهضة للحرب وتعتبرها استخذاءًا على غرار اتفاقية ميونيخ عام 1938.
الهندسة الاجتماعية الطوباوية تجلب الكوارث على الدوام ؛ فهي توجد فراغات قوة تضاعف مكابدة اولئك الذين يزعم الطوباويون حمايتهم. إن الإفلاس الأخلاقي تامٌّ للطبقة الليبرالية ، التي اتيت على ذكرها في كتاب " موت الطبقة الليبرالية"؛ عمل الليبراليون على تعهير قيمهم المفترضة لصالح الامبراطورية. يصيحون ، بسبب عجزهم تحمل مسئولية الدمار الذي يسببونه، من اجل مزيد من الدمار والموت لإنقاذ العالم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دبابة السلحفاة الروسية العملاقة تواجه المسيرات الأوكرانية |


.. عالم مغربي يكشف عن اختراع جديد لتغيير مستقبل العرب والبشرية




.. الفرحة تعم قطاع غزة بعد موافقة حماس على وقف الحرب


.. أميركا تدعو إسرائيل لقبول وقف إطلاق النار




.. هل ستقف الحرب في غزة بعد إعلان حماس؟