الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا تبني وطن غيرك...لن يبني وطنك غيرك!

كريمة مكي

2023 / 9 / 29
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية


أيها الهارب من قَدَرَكْ:
وَطَنَكْ...وَطَنَكْ.
إياك أن تجهل،
إياك أن تنسى،
إيّاك أن تعمى!
وطنك فيك و إن هجرت و إن نسيتَ...و إن عمِيت!
وطنك هو أرضك...هو دينك...هو عرضك،
وطنك هو مهدك...هو دهرك...هو لحدك،
وطنك هو كلّك... هو أصلك ...هو نسلك.
و لكنّك تغفل... و تنسى أحيانا و تعمى!
و تُخطط طويلا كيف تهرب...كيف ترحل!
توقّف.
وطنك يحتاجك!
أتترُكه و تهاجر؟؟
و قلبك المغروس فيه...كيف معك سيُهاجر؟
تريد أن تلحق بأحلامك؟!
من قال أنّ الأحلام أموال!!
و غُربة النفس ...و وحشة القلب و كيد المشاعر
هل ستُداويها أموالك؟
انتبه لوطنك:
تأمّل كلّ ما فيه بروحك و إحساسك...
سَتَرَى في ذاته... بعضا من ذاتك!!
انظر لعينيه:
لَكَمْ يشتاق لحُضنك...
لكم يُبكيه هجرانك.
عليمٌ هو بخوفك...شاعرٌ دوما بأحزانك!
و إنْ ما لاَمَكَ على القسوة،
و إن ما عَابَ إهمالك!
عُد إليه و اسمع منه،
تفهم همّه و يهدأ بالك!
إفتح كتابه،
إقرأ تاريخك،
تعرف مكانته... و تملأ، تحت الشمس، مكانك!!
على وطنك لا تتكبّر...و لا حتى تُكابر فترحل كما ترحل حاملا في جوفك نار غضبك و حِمَمُ بركانك.
لا تقسو أبدا على وطنك...
لا تقمع قلبك الحاني،
أما سمعت نَحِيبَهُ...
أما ترى دموعه الحَرَّى أمامك!
اهدأ، فقط، لِتسمع :
العمر بعيدا... يمضي فارغا،،،مُرّا حنظلا... و كئيبا.
قف إذن و انظر مليّا أمامك
صَوِّب بوصلة روحك نحو أرضك فعَلَيْهَا وحدها قيامة و مقام أحلامك.
لا تبني وطنَ غيرك...
لن يبني وطنك غيرك.
تَصَالَحْ مع قلبك،
تصالح مع روحه:
مع ذرّات ترابه،
مع شجرهِ و أزهاره،
مع سهوله و جباله،
مع بحره و رماله...
ابتسم كلّ صباح في وجه جيرانك،
ابنِ بيتا من خيوط الشمس لزوجتك و أطفالك،
و ادعي بالخير و الرحمة لأمّك و أبيك و لكل إخوانك.
يا ولدي:
احذر أن يغرّك، بعد اليوم، شيطانك.
يا ولدي:
لا تترك وطنك وحده...
لا تُفني في الغربة أيّامك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحدي الشجاعة داخل نفق مظلم.. مغامرة مثيرة مع خليفة المزروعي


.. الحوثي ينتقد تباطؤ مسار السلام.. والمجلس الرئاسي اليمني يتهم




.. مستوطنون إسرائيليون هاجموا قافلتي مساعدات أردنية في الطريق


.. خفايا الموقف الفرنسي من حرب غزة.. عضو مجلس الشيوخ الفرنسي تو




.. شبكات | ما تفاصيل طعن سائح تركي لشرطي إسرائيلي في القدس؟