الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الغاوون :قراءة ورؤية تحليلية لعناويين النصوص وعتبات النص فى ديوان (عبير احلام-الشاعر خالد نور) بقلم الشاعر والسيناريست: محمد هلال البيلى.مصر.

عبدالرؤوف بطيخ

2023 / 9 / 29
الادب والفن


تعد الموازاة النصية وشعرية العنوان فى ديوان "عبير أحلام" للشاعر القدير "خالد نور"العناوين في عتبات النص أو النص الموازي لها تأثير كبير على المتلقى في فتح بوابات المضامين، والكشف المبكر عن المحتوى المعنوي، وإزالة الغموض الفني، واستشراف ما بالمنتوج الأدبي من رؤي ومكنونات نصية.
وفي ديوان "عبير أحلام" كان للخطاب العنواني تأثيره الواضح فيما تحدث عنه الناقد البنيوي جيرار جينت للوظائف المتنوعة للعنوان وهي التعيين، الوصف، الإيحاء، الإغراء، والمظهر اللغوي للفعل الشعري داخل النصوص.

أوضح جزء منه عناوين "خالد نور" المنتقاه بعناية وتكثيف تركيبي، فمنها العنوان المفردومنها المركب مثل "وردة بلاستيك، ضفاير الحكمة، الحب مالوش كتالوج" وانطلاقًا من أهمية المناصصة، أو دراسة عتبات النص بالنص الموازي الداخلي، والنص الموازي الخارجي؛ وبهذا سنعيد دراسته بعد صدور الديوان حيث نستند إلى الغلاف، واللوحة التشكيلية، واسم المؤلف، ووضعه في الفضاء الغلافي، والإهداء، والمقدمة، والفهرس، فنحن الآن لا نملك سوى الحديث عن العنوان الموازي في ديوان "عبير أحلام" للشاعر المتمرد "خالد نور" فعنوانه (بالمختصر) وصل بالعنوان إلى رسالة اليأس؛ ففتح بالعنوان الدلالات، وقام بعمل اتصال بين المرسل، والنص، والمرسل إليه، وكان حقله الدلالي البائس سفير تعييني للمضمونية القادمة، وفي عنوانه "صندرة بيتنا القديم" كان وظيفة العنوان وصفية؛ لأنها أعطت مفتاحًا تأويليًا شارحًا بعض جوانب النص،ومن هنا قام "خالد نور" ببراعة وخبرة كبيرة بتنوير عتمة النص في عتبة النص، وأدى العنوان وظيفة التبليغ بهدوء رغم رمزية العنوان (وتقنيعه)، وفي عنوانه التعييني عاكسًا للمضمون "الحب مالوش كتالوج"، لم يخالف "خالد نور" جيرار جينيت في هذه الوظيفية العنوانية المباحة، فقد كبس المعاني في عدد محدود من الألفاظ موصلًا الحمولة الدلالية يكل يسر، أما في عنونة بانزياحه التركيبي "ضفاير الحكمة" فقد اتجه بحرفية لوظيفة جديدة وهي الوظيفة الإيحائية للعنوان، فأنت لا تعرف أي حكمة,يريد أن ينزلها في عمق هذا النص المكثف ,بدلالات ورؤى نصحية فنية، فكان للعنوان الإيحائي دوره في فتح الممرات الدلالية وتهيئة المتلقي لأمرين:
1- للفعل الشعري القادم.
2- وللمشاركة في التفسير.
فأعمال "خالد نور" الحداثية تمثل نموذجًا خطيرًا للشعر المعاصر، ولمعاصرة الشعرية اللغوية، والعنوانية، كما أننا وحتى هذه اللحظة لا نعرف العلامة الأجناسية لمنتج "خالد نور" وهل سيكون لها وجود في غلافه أم لا؟ وهذا محرض أكبر على شغف تلقي ديوانه لفكر أسرار تجربته المتفاعلة مع وعي فني جيد وجديد، كما أن عنوانه "يفط الشوارع" هو عنوان تساؤلي حيث أنك بمجرد القراءة للعنوان لا تمتلك إلا الرغبة الملحة في فك عقدة العنونة الفنية، أنا لا أنكر تميز "خالد نور" في انتقاء عناوينه، فلها أهمية عظيمة لدى المهتمين بشعرية العناوين من المتخصصين، فالعنوان له دور تبليغي، وربما امتناعي، وبين التبليغي والامتناعي ربما تحدث فجوة بين النص والمتلقي، وربما تذوب الفوارق التأويلية.
يقول لوى هويك وهو أحد المؤسسين لعلم العنوانيات معرفًا العنوان:
"مجموعة من الدلائل اللسانية يمكن أن تثبت في بداية النص من أجل تعيينه، أو الآشارة إلى مضمونه الإجمالي، ومن أجل جذب الجمهور المستهدف".
وأعتقد أن "خالد نور" بخبرته العميقة، ومرجعيته الثقافي ومكره الفني واللغوي قد استطاع أن يؤدي هذه المهمة الفنية، وينتقي عناوين جاذبة بلا فزلكة، أو تعقيد، أو إسفاف، أو تقليل، أو ابتذال.
أتمنى أن أعود لمناقشة مستفيضة لديوان "عبير أحلام" للمبدع ابن جيلي الشاعر الكبير "خالد نور".

القراءة النقدية إهداء من الشاعر والسيناريست: محمد هلال البيلى.
الاسكندرية 29 سبتمبرأيلول2023








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري


.. فيلم السرب يقترب من حصد 7 ملايين جنيه خلال 3 أيام عرض




.. تقنيات الرواية- العتبات


.. نون النضال | جنان شحادة ودانا الشاعر وسنين أبو زيد | 2024-05




.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي