الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بوب أفاكيان :الثورة : فرصة حقيقيّة للظفر - الجزء الرابع : لبّ صلب من الشباب و الثورة

شادي الشماوي

2023 / 9 / 29
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


الثورة : فرصة حقيقيّة للظفر - الجزء الرابع : لبّ صلب من الشباب و الثورة
بوب أفاكيان ، جريدة " الثورة " عدد 816 ، 21 أوت 2023
https://revcom.us/en/bob_avakian/revolution-real-chance-win-part-4

مقدّمة : يحاجج بعض الناس بأنّ محاولة القيام بثورة فعليّة للإطاحة بالنظام الرأسمالي – الإمبرياليّ الحاكم في هذه البلاد، و مواجهة القوّات المسلّحة القويّة لهذا النظام ، سيكون بمثابة عمليّة إنتحاريّة . و هذا شيء تحدّثت عنه قبل عدّة سنوات الآن في خطاب " لماذا نحتاج إلى ثورة فعليّة و كيف يمكن حقّا أن ننجز ثورة " :
" يؤكّد عديد الناس بمن فيهم عديد الذين يقولون إنّهم يودّون رؤية حدوث تغيير جذريّ في المجتمع أنّ الثورة غير ممكنة لأنّ " هم " أقوياء جدّا و " الجماهير تختلط عليها الأمور جدّا ". حسنا ، صحيح أنّ الجماهير الشعبيّة متشكّلة كما شكّلها النظام ، في أيّ جزء من أجزاء المجتمع ، لا تعرف أي شيء تقريبا و رؤوسها في الوحل لمّا يتعلّق الأمر بفهم كيف هي الأمور حقّا و لماذا هي كما هي و ما يمكن و يجب القيام به بهذا المضمار . لكن هذا يقف في تناقض حاد مع حقيقة هامة أخرى – أنّ ملايين الناس يهتمّون حقّا لواحد أو أكثر و الكثيرون منهم يهتمّون حقّا بكل " أوقفوا الخمسة " . و هذا تناقض علينا أن نشتغل عليه لدفع الجماهير الشعبيّة بإتّجاه الثورة التي نحتاج إليها لنضع في نهاية المطاف نهاية لهذه " أوقفوا الخمسة " و الظروف الفظيعة التي تتعرّض إليها بإستمرار جماهير الإنسانيّة . [ و تحيل " أوقفوا الخمسة " على التناقضات الإجتماعيّة الكبرى و أشكال الإضطهاد و التدمير المبنية في هذا النظام الرأسمالي الإمبريالي و التي لا يمكن القضاء عليها إلاّ عبر ثورة تطيح بهذا النظام .] (1)
و صحيح كذلك أن السلطات الحاكمة لهذا النظام بآلة القتل و الدمار التي تستخدمها لفرض هذا النظام ، بالفعل هي قويّة للغاية . لكن جزءا كبيرا من الصعوبة التي يواجهها الناس في تصوّر أنّه بوسعنا عمليّا إلحاق الهزيمة بهم هو عدم قدرتهم على أن يرتأوا وضعا مختلفا راديكاليّا عن السير " العادي " لهذا النظام ، وضع حيث بالنسبة لأجزاء كبرى من المجتمع ، " قبضة " الطبقة الحاكمة على الشعب – قدرتها على التحكّم فيه و التآمر عليه و بثّ الرعب في صفوفه – تنكسر و تضعف بصفة كبيرة ، جوهريّا ، لا يقدر الناس على تصوّر هذا لأنّهم لا يقاربون الأشياء بنظرة و منهج علميّين . (2) ( التشديد مضاف )
و هذه السلسلة من خمسة مقالات تتحدّث بصفة أتمّ عن لماذا مثل هذه الثورة ليست ضروريّة بصفة إستعجاليّة الآن فحسب بل لماذا ، بواسطة المقاربة العلميّة الصحيحة ، يمكن لمثل هذه الثورة بالفعل أن تحصل على فرصة حقيقيّة للنجاح – و لماذا أي شخص يرغب حقّا في رؤية عالم مغاير راديكاليّا ، دون كافة الفظائع التي يفرزها بإستمرار و حتّى الفظائع الأكبر بالنسبة إلى الإنسانيّة التي يهدّد بها هذا النظام الرأسمالي – الإمبريالي ، يحتاج أن يشارك بنشاط في العمل بلا كلل و بتصميم مستند إلى العلم ، من أجل الثورة .
و التالي ، من " شيء فظيع أم شيء تحريريّ حقّا " (3 ) ، يمثّل المقال الرابع من سلسلة مختارات من خطاباتي و كتاباتي التي تتحدّث عن كيف نمضى إلى إنجاز ثورة في هذه البلاد، معبّئين ملايين الناس ، بهدف إلحاق الهزيمة العمليّة بالفارضين بعنف لهذا النظام الرأسمالي – الإمبريالي ، و مُلغين هذا النظام برمّته ، و منشئين نظاما مغايرا راديكاليّا وتحريريّا قائما على دستور الجمهوريّة الإشتراكية الجديدة في شمال أمريكا. (4)
-----------------------
في الآن نفسه ، كسب الناس القاعديّين و بالأخص الشباب ، إلى الثورة يستدعى كذلك إنجاز المزيد من الإختراقات النقديّة لما أسمّيه " مسألة جورج جكسن " – المشكل الذى طرحه بشدّة جورج جكسن وهو سجين سابق صار مناضلا ثوريّا مرتبطا بحزب الفهود السود خلال نهوض ستّينات القرن العشرين ، و قد خاض بعمق في قضيّة إمكانيّة الثورة ، قبل أن تغتاله السلطات القائمة . بالنسبة إلى عبد لم ينتظر أن يعيش أبعد من الغد ، قال جكسن إنّ فكرة التغيير التدريجي و الثورة في بعض المستقبل البعيد لا معنى لهما و إستئناف.
و يكتسى هذا معنى خاصا و خصوصيّا في زمن نادر كهذا – زمن حيث تصبح الثورة عمليّا ممكنة ، تحديدا ليس في بعض المستقبل البعيد الهلاميّ بل عبر دوّامة الأحداث و النزاعات المتفاقمة الحدّة التي تجرى بالضبط في الوقت الحاضر .
هنا ، مرّة أخرى ، المسألة الحيويّة هي كيف تُبنى الكثير من القوى المنظّمة للثورة و يكون لها تأثير على كلّ هذا ، بإتّجاه الثورة التي نحتاجها حاجة إستعجاليّة .
لجلب الجماهير الشعبيّة و خاصة منها الشباب القاعديّ ، يجب على الثورة أن تصبح قوّة متنامية و منظّمة و منضبطة و جريئة لا تخشى أيّ شيء ، مستندة على منهجها العلميّ و رؤيتها الشاملة و برنامجها و أهدافها و ممارساتها التحريريّة، و أن تصبح قطبا قويّا متصاعد النفوذ يجلب هؤلاء الشباب – و المقاتلين من أجل الثورة من كافة أنحاء المجتمع .
هناك الكثير الذى نحتاج إلى القيام به و بصفة إستعجاليّة و يتطلّب جرأة وبسالة حقيقيّتين في العمل من أجل هذه الثورة : نشر الكلمة بقوّة في ما يتّصل بهذه الثورة و تحدّى الناس للإلتحاق بهذه الثورة و إنتدابهم و تنظيمهم في صفوف هذه الثورة - السير ضد و إختراق كلّ الهراء الآسر للناس و الذى يمضى ضد مصالحهم الخاصة الحقيقيّة – القيام بالعمل الذى نحتاج إنجازه لتغيير تفكير الناس و سلوكاتهم - الوقوف ضد القوى المضطهَدة للجماهير و خوض القتال اللازم خوضه ضد فظاعات هذا النظام – القيام بكلّ هذا للإستعداد و لتوفير قاعدة لخوض النضال الشامل للإطاحة بهذا النظام في نهاية المطاف، حالما تنشأ الظروف الضروريّة لهذا .
و بنموّ الثورة على هذا النحو : هناك الكثير نقوم به و بصفة إستعجاليّة و الذى يتطلّب جرأة و جسارة حقيقيّتين ضد الفاشيّين و أيّة قوّة إضطهاديّة أخرى ، في تحرّكاتها لتهديد الجماهير و بثّ الرعب فيها و تعنيفها و قتل الناس . دعونى أوضّح أنّى لست أدعو إلى شنّ هجمات غير مستفزّة و غير مبرّرة ضد أيّ شخص ؛ لكن هناك حقّ و حاجة – و هناك مسؤوليّة – الدفاع عن المضطهَدين و المعنّفين في ظلّ هذا النظام و عن الذين يمثّلون و يقفون من أجل ما هو حقّ و يتعرّضون إلى الهجوم جرّاء ذلك .
في ستّ " نقاط يجب الإنتباه إليها من أجل الثورة " – التي هي مبادئ أساسيّة لنوادى الثورة كشكل مفتاح للتنظّم من أجل الثورة ، يعتمد عليها و يقاتل في سبيلها – النقطة الأخيرة هي التالية :
" نمضى من أجل الإطاحة الفعليّة بهذا النظام و إرساء طريقة أفضل تتجاوز كلّيا النزاعات المدمّرة و الخبيثة القائمة اليوم فى صفوف الناس . و لأنّنا نتحلّى بالجدّية ، فى هذه المرحلة ، لا نبادر بإستعمال العنف و نعارض أيّ عنف يسلّط على الشعب أو يمارس فى صفوفه ."
أجل ، هذا شيء جدّي جدّا : المضيّ من أجل الإطاحة العمليّة بهذا النظام و من أجل نظام أفضل تماما . و أجل ، جزء من كبير من هذا هو تجاوز كيف أنّ الناس الذين هُم بعدُ بعدّة طرق أخرى ، بفعل هذا النظام ، يسقطون في أحابيل أخرى يغالطهم بها هذا النظام : قتال بعضهم البعض . و يجب إيقاف هذا .
لكن هذا لا يحتاج إلى مجرّد الإيقاف . يحتاج الناس الواقعين في هذه الأحابيل أن يكونوا جزءا من شيء إيجابيّ حقّا – يحتاجون أن يصبحوا جزءا من قوى الثورة اللازم تشكيلها بصفة إستعجاليّة جدّا .
إنّ الإحباط و الغضب الذين يشعر بهما الكثيرون لا سيما الكثير من الشباب القاعديّ لقدرتهم على تلمّس أنّ الحياة في ظلّ هذا النظام لا توفّر لهم أي شيء جيّد – و ذلك منذ ولادتهم ، يكبّلون و تحاصرهم قوّات تنظر إليهم و تتعاطى معهم على أنّهم غرباء يبعثون الرعب و الكره – و أولئك الذين تنظر إليهم السلطات على أنّهم حثالة لا يستحقّون أكثر من ضربهم على مؤخّراتهم و توجيه رصاصة إلى رؤوسهم – يحتاج هذا الإحباط و هذا الغضب أن يُعاد توجيهه إلى قتال النظام الذى يتعاطى معهم على هذا النحو و يحرمهم و الكثير من أمثالهم عبر العالم من حياة كريمة و مستقبل كريم أو أيّ مستقبل أصلا .
و مرّة أخرى ، هناك الكثير الذى يستدعى بصفة ملحّة جرأة و بسالة كبيرتين للقيام بما نحن في حاجة إلى القيام به : المساهمة في النهوض ضد هذا النظام و الإستعداد لخوض كامل الثورة حالما يحين الوقت - و كجزء هام من هذا ، مساندة و الدفاع عن الذين يتعرّضون بإستمرار إلى الهجمات غير العادلة على حقوقهم و على وجودهم ذاته .
و ثمّة الهجمات المستمرّة على الناس و على الحركات الذين يتمرّدون ضد الإضطهاد العنصريّ ...
و ثمّة هجمات على أعضاء طاقم المعاهد ليس لتبنّيهم هذه الإجراءات الصحّية الأساسيّة و حسب و إنّما أيضا لأشياء كالقبول بتدريس بعض الحقائق بخصوص تفوّق البيض الملازم لهذه البلاد منذ وجودها أو السماح بإحترام حقوق المتحوّلين جنسيّا.
و هناك تهديدات و هرسلة و هجمات على النساء الباحثات عن الإجهاض و على المصحّات و على العاملين بالصحّة المقدّمين لخدمات الإجهاض ، إلى جانب تصاعد الهجوم على حقّ الإجهاض من قبل الحزب الجمهوري الفاشي و الذين عيّنهم في المحاكم .
و هناك هجمات عنيفة و عادة قاتلة ضد المثليين و المتحوّلين و المزدوجين جنسيّا .
و هناك هجمات عنيفة مستمرّة بما فيها التهديد بالعنف المادي و إستخدامه ، مرّة أخرى لمنع السود و غيرهم من المضطهَدين من حتّى ممارسة ما يُفترض أنّها حقوق أساسيّة كالتصويت في الانتخابات . ( بمنهج و مقاربة علميّين ، في آن معا من الممكن و الهام معارضة محاولات إنكار حقّ الناس في التصويت معارضة نشيطة ، و في الوقت نفسه كسب الناس إلى رؤية أنّ جهودهم يتعيّن أن توجّه ليس إلى التصويت لممثّلى هذا النظام الذى يضطهدهم بل إلى العمل على بناء أسس الإطاحة بالنظام برمّته ) .
كلّ هذه الهجمات على الجماهير الشعبيّة و على حقوقها لا بدّ من معارضتها معارضة قويّة و الناس الواقفون على الجانب الصحيح يحتاجون إلى الحماية النشيطة و الدفاع عنهم بنشاط كلّما تعرّضوا إلى التهديد و حتّى الهجوم الجسديّ المباشر .
و ثمّة حاجة إلى منع الشرطة من تعنيف و ببساطة إغتيال الناس بدم بارد . و لنتذكّر ما قاله بعض من كانوا شهودا على و حتّى سجّلوا الحركات البطيئة للقتل الخبيث لجورج فلويد : لقد تعذّبوا عذابا شديدا و هم يواجهون ما إذا كان عليهم القيام بأكثر ممّا فعلوا ، ما إذا كان يجب عليهم التحرّك لإيقاف عمليّة القتل الجليّة هذه لرجل أسود لا يقدر على الدفاع عن نفسه . و الآن ، مرّة أخرى ، ما أشير إليه متناغم مع النقطة السادسة من ستّ " نقاط يجب الإنتباه إليها من أجل الثورة " – و في ما أقوله هنا، لست أدعو إلى شنّ هجوم على أي شخص .لكن لا يحقّ لأيّ كان بما في ذلك الشرطة أن تقتل ببساطة شخصا – و هناك حقّ و مسؤوليّة الدفاع عن الناس و حمايتهم من لهجمات غير العادلة على حقوقهم و على حياتهم ذاتها .
تصوّروا لو توجد وُجدت ، في مثل هذه الظروف المختلفة ، نواة قوّة قويّة ثوريّة منها شباب قاعديّ ، يكون حضورها في تشكيلة منضبطة و منظّمة توضّح أنّها لن تقبل الهجمات غير العادلة على الناس . إلاّ أنّ هذا لا ينبغي أن يبقى مجرّد تصوّر – يجب تطويره كجزء هام من السيرورة العامة من الإعداد و بناء القوى المنظّمة من أجل الثورة .
من الواجب أخذ هذا مأخذ الجدّ ، مأخذ العلم – أن لا نحاول في أيّة لحظة معطاة القيام بما لا تتوفّر قاعدة لقيام به ، و إنّما نسعى سعيا حثيثا نحو إيجاد ظروف حيث ما كان غير ممكن قبلا يغدو ممكنا مع تواصل نموّ صفوف الثورة المنظّمة و تحوّلها إلى قوّة منضبطة صلبة كالفولاذ . إن فُهم الأمر على هذا النحو، يمكن أن يكون له تأثير ديناميكيّ متصاعد – ب " تبعات " و إنعكاسات أبعد من الوضع المباشر ، جاذبا المزيد من الناس إلى صفوف هذه الثورة ... ما سيجعل بدوره ممكنا إحداث تأثير أكبر ... و جذب حتّى المزيد من القوى إلى صفوف الثورة .
كلّ هذا جزء هام من المقاربة العامة التي عُرضت في ثنايا هذا الخطاب و هذا ما سيخوّل لقوى الثورة المنظّمة الصغيرة اليوم من مواصلة النموّ - بشكل متزايد وعبر طفرات وقفزات - عدديّا و قوّة منظّمة وتـأثيرا على المجتمع ككلّ. و لهذا ينبغي تحدّى المزيد و المزيد من الناس و تمكينهم من أن يساهموا في ذلك .
و هنا يبرز بُعدٌ هام آخر من العمل من أجل الثورة – و معارضة الفاشيّين كجزء من القيام بذلك : لزاما علينا أن نفضح و نعارض بشدّة - و نقاوم لنتجاوز سياسيّا و عمليّا – واقع أنّ التفوّقيّين البيض و الفاشيّين عموما بإنتظام قد رفعوا عاليا راية البند الثاني من الدستور ، المعلن ل" الحق في حمل السلاح "، و لقوا مساندة قانونيّة و قضائيّة في ذلك من طرف الشرطة و غيرها من مؤسّسات الدولة ؛ بينما بالنسبة إلى السود و المضطهَدين الآخرين و عامة الذين يعارضون إضطهاد هذا النظام و ظلمه ، مُنعوا من " حق حمل السلاح " حتّى عند الدفاع عن النفس و تعرّضوا للقمع القاسي جرّاء ذلك .
و قد تمّ تسجيل هذا بجلاء في كتاب لكارول أندرسن بؤرة تركيزه البند الثاني من الدستور – " الثاني : العرق و البنادق في أمريكا غير المتساوية بشكل قاتل " . و يتضمّن هذا الكتاب ( حتّى أكثر ! ) فضحا حارقا لعنف منفلت من عقاله سلّط على السود عبر تاريخ هذه البلاد ، و كيف أنّ " حقّ حمل السلاح " لم ينسحب قط على السود بل على العكس من ذلك وُجد حقّ فاسد ، " حقّ قتل " السود على يد السلطات القائمة و البيض العنصريّين عامة . و هذا أمر لا يمكن السماح بتواصله .
و خوض النضال نضالا مصمّما لا ينبغي أن يتمحور حول ما يمثّله ببساطة " البند الثاني من الدستور " ، بل حول عديد الطرق التي بها تجرى مقاربة الحقوق التي من المفترض أن تكون مضمونة للناس و التي تطبّق بطريقة لامتساوية إلى أقصى الحدود ، فبإستمرار يجد المضطهَدون و الذين يعملون ضد العلاقات الإضطهاديّة لهذا النظام حقوقهم عُرضة للهجوم و " التقييد " أو مداسة تمام الدوس . و في خوض هذا النضال ، من المهمّ الإعتراف إلى الدرجة الممكنة و الإستفادة من هذا التناقض : في الواقع ، في ظلّ هذا النظام الرأسمالي – الإمبريالي ، الحقوق و الحرّيات محدّدة و محدودة حسب ما يخدم مصالح هذا النظام و طبقته الحاكمة ؛ إلاّ أنّه يُقال لنا بصفة مستمرّة في ظلّ هذا النظام هناك " حرّية وعدالة للجميع " و يشعر حكّام هذا النظام أو على الأقلّ بعضهم بأنّه من المهمّ الحفاظ على هذه الأسطورة . و مجدّدا، إلى الدرجة الممكنة ، يجب إغتنام هذا التناقض في خوض النضال لإلحاق الهزيمة بمحاولات فارضي هذا النظام دوس ما يُفترض أنّه حقوق أساسيّة ، في تحرّكاتهم لقمع من ينهض ضد هذا النظام و ظلمه العميق .
و ما هو أكثر مركزيّة هو أنّ هذا النضال يتعيّن أن يُخاض بوعي تام و بفهم يعتمد العلم للطبيعة الأساسيّة لهذا النظام ، بتوجّه و هدف العمل للإطاحة بهذا النظام و تفكيك علاقاته و مؤسّساته للإستغلال الخبيث و لإضطهاد و لإلجام مصّاصي الدماء .
و مرّة أخرى ، كي نحقّق كلّ هذا في الواقع ، و هذه الثورة تتقدّم إلى أعداد متنامية من الشباب القاعديّ و غيرهم ، و يقع تحدّيهم للتعمّق فيها ، لا مناص من خوض صراع معهم ، صراع شاق لتخليصهم من طرف التفكير السلوك التي تبقي على هذا النظام سائدا . إنّهم في حاجة إلى " تعديل أذهانهم " ، إلى وضع رؤوسهم على أكتافهم و إلى تبنّى المنهج و المقاربة العلميّين للشيوعيّة الجديدة لتفسر الواقع و تغييره جوهريّا عبر الثورة . و هذا يعنى ليس مجرّد المضيّ للقتال من أجل النفس أو من أجل الذين نتماثل معهم بطريقة ضيّقة ( مهما كانوا ) بل التحوّل إلى ثوريّين بأتمّ معنى الكلمة – إلى شيوعيّين ثوريّين ، محرّري الإنسانيّة قاطبة – التحوّل إلى جزء من القوى المنظّمة و المنضبطة من أجل الثورة و لا شيء أقلّ من ذلك .
و كما قلنا ، إلى " كلّ من له / لها قلب يحفّزه على القتال في سبيل شيء يستحقّ حقّا النضال من أجله : تحتاجون إلى أن تكونوا جزءا من هذه الثورة . "
------------------------------------
الهوامش :
1. The 5 STOPS are:
STOP Genocidal Persecution, Mass Incarceration, Police Brutality and Murder of Black and Brown People!
STOP The Patriarchal Degradation, Dehumanization, and Subjugation of All Women Everywhere, and All Oppression Based on Gender and Sexual Orientation!
STOP Wars of Empire, Armies of Occupation, and Crimes Against Humanity!
STOP The Demonization, Criminalization and Deportations of Immigrants and the Militarization
of the Border!
STOP Capitalism-imperialism from Destroying Our Planet!
2. The text and film of Why We Need An Actual Revolution And How We Can Really Make Revolution, a speech by Bob Avakian in 2018, are available at revcom.us in BA’s Collected Works.
3. Something Terrible,´-or-Something Truly Emancipating: Profound Crisis, Deepening Divisions, The Looming Possibility Of Civil War—And The Revolution That Is Urgently Needed, A Necessary Foundation, A Basic Roadmap For This Revolution, by Bob Avakian is available at revcom.us.
4. The Constitution for the New Socialist Republic in North America is available at revcom.us.
5. The six Points of Attention for the Revolution are available as well at revcom.us.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل وبخ روبرت دينيرو متظاهرين داعمين لفلسطين؟ • فرانس 24 / FR


.. عبد السلام العسال عضو اللجنة المركزية لحزب النهج الديمقراطي




.. عبد الله اغميمط الكاتب الوطني للجامعة الوطنية للتعليم التوجه


.. الاعتداء على أحد المتظاهرين خلال فض اعتصام كاليفورنيا في أمر




.. عمر باعزيز عضو المكتب السياسي لحزب النهج الديمقراطي العمالي