الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-ادْرَوْنَّ و ادْرَوْنْهُمْ-

سلامة محمد لمين عبد الله

2023 / 9 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


قبل عام تقريبا قال عمر منصور، عضو اﻷمانة الوطنية لجبهة البوليساريو، خلال تجمع شعبي مصغر ضم على ما يبدو مناصرين للجبهة في موريتانيا، أن إهتمام الصحراويين سيتركز على تعلم طريقة عمل و تركيب و إستخدام الطائرات المسيرة، كرد على إستخدام المغرب المكثف لهذا السلاح في الحرب اﻷخيرة ضد اﻷهداف العسكرية و المدنية .

و بعد ذلك بشهور قليلة أعلن اﻷمين العام للجبهة، ابراهيم غالي، أمام مؤتمرها العام أن سلاح "الدرون" سيكون عما قريب "في خبر كان". عمر منصور، يقصد أنه في حال استمرت الحرب و تمادى المغرب في رهانه العسكري على الطائرات المسيرة من أجل الحد من هجمات جيش التحرير الشعبي الصحراوي، فإن قدرات هذا اﻷخير في مجال إستيعاب و إكتساب تكنولوجيا الطائرات المسيرة ستتطور و سيتكيف مع التحديات الجديدة، مثلما فعل ذلك في فترات سابقة عندما كان الجيش المغربي متفوقا بشكل صارخ، ليس عدديا فقط، و لكن أيضا من حيث التسليح. فالجيش المغربي استخدم لسنوات طويلة المدافع الحديثة و الدروع و الطائرات و أنظمة الرادار، في حين كانت أسلحة المقاتلين الصحراويين محدودة جدا و شبه بدائية. و رغم الفارق الكبيرة في المعطيات استطاع المقاتلون الصحراويون شن هجمات ناجحة على القوات المغربية و تدمير و تعطيل ألوية بأكملها أشتهرت بأسماء رنانة مثل: أُحُد و أيمان و الزَّﻻّقة و الرقطاء، و اﻷستيلاء على اسلحتها و اسر الكثير من جنودها. كما وصل نشاطهم العسكري إلى الشواطيء و دخلوا بعض المدن الصحراوية، مثل مدينة السمارة، بل أنهم تمكنوا من نقل المعركة إلى مدن الجنوب المغربي و قطع طرق اﻹمداد البرية للقوات المغربية المتواجدة في الصحراء الغربية. هذا التطور النوعي في مجريات الحرب جعل نواقيس الخطر تدق داخل قصور المخزن المغربي فاستنجد بحلفائه الغربيين و اسرائيل الذين نصحوه بتشييد أحزمة رملية دفاعية لحماية جيشه من اﻹنهيار، و كما هو معروف، فهؤﻻء الحلفاء يملكون خبرة تاريخية كبيرة في بناء اﻷحزمة الدفاعية. عملية البناء تمت على مراحل و استغرقت سنوات طويلة و تُوِّجت بالحزام الدفاعي الحالي الذي يمتد على طول 2700 كم. لم تمض سوى سنوات قليلة حتى تمكن المقاتلون الصحراويون، بعد حرب استنزاف طويلة دامية و مُكَلِّفة للمغرب، من التكيف مع اﻹستراتيجية المغربية الجديدة و حل الغاز "معجزة" اﻷحزمة الدفاعية، و تمكنوا بالفعل من إختراقها في عدة محاور و تنفيذ هجومات عديدة ضد القوات المغربية و التوغل عشرات الكيلومترات خلفها و مهاجمة و تدمير الكثير من قواعد الدعم و اﻹسناد و "السونيتات" المنتشرة على طول الحزام الدفاعي المغربي.
رغم أني لست من المتحمسين للحرب كوسيلة لحل النزاعات إﻻ أنني أتذكر مقطعا من قصيدة لشاعر صحراوي مشهور ألهمته تلك العمليات العسكرية، يقول فيه:

الموت صار ضيفا
قد طاب له المقام
في تجاعيد الحزام
ففي الحزام يُصبحُ،
و فيه يَظلُّ، و فيه مَمسَاهُ،
و في الحزام ينامُ

فعبارة "أدرون و أدرونهم" التي استخدمها منصور تعني أن الصحراويين عازمون على امتلاك الطائرات المسيرة، و حينها، سيكون لكل فعل رد فعل، و سيتم الرد على أي هجوم مغربي بطائرات مسيرة بهجوم مضاد صحراوي بطائرات مسيرة، و ستكون النتيجة هي فشل الخطط العسكرية المغربية و ربما يدفع ذلك المغرب إلى الدخول في مفاوضات سياسية مع الصحراويين مثلما حدث في الحرب اﻷولى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصادر: ورقة السداسية العربية تتضمن خريطة طريق لإقامة الدولة 


.. -الصدع- داخل حلف الناتو.. أي هزات ارتدادية على الحرب الأوكرا




.. لأول مرة منذ اندلاع الحرب.. الاحتلال الإسرائيلي يفتح معبر إي


.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مناطق عدة في الضفة الغربية




.. مراسل الجزيرة: صدور أموار بفض مخيم الاعتصام في حرم جامعة كال