الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟.....16

محمد الحنفي

2023 / 9 / 30
التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية


إهداء إلى:

القابضات، والقابضين على الجمر، من أجل الإنسان.

الطامحات، والطامحين، من أجل التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية.

الحزبيات، والحزبيين، الحريصات، والحريصين على تغيير الواقع، من أجل أن يصير في خدمة مصالح الكادحات، والكادحين.

المناضلات، والمناضلين، من أجل بناء الأداة، التي تقود ذلك التغيير؟

محمد الحنفي

التطلع لا يكون إلا فرديا والطموح لا يكون إلا اجتماعيا:

ونحن عندما نتعامل، مع شريحة البورجوازية الصغرى، فإننا نتعامل مع شريحة اجتماعية، لا يجمعها إلا كونها بورجوازية صغرى، لا تسعى إلا إلى تحقيق تطلعاتها الطبقية، ولا تنتظم إلا إذا جمعتها النقابة، أو جمعها حزب بورجوازي صغير، فإن ما يهم كل فرد فيها، هو تحقيق التطلعات الطبقية: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، خاصة، وأن الإنسان، في نظر المرضى بالتطلعات الطبقية، لا يكون {إنسانا}، إلا بما يراكمه من ثروات، وبقدر ما تعظم تلك الثروات، بقدر ما تزداد قيمة مالك تلك الثروة {الإنسانية}، كما يتصورونها، لأنهم يعتبرون: أن {الإنسانية} لا تتحقق خارج دائرة البورجوازية الصغرى، التي تسعى إلى تحقيق تطلعاتها الطبقية، في أفق تحقيق التطلعات الطبقية؛ بل إن الإنسان عندهم، لا يوجد، ولا يمكن أن يوجد، خارج المجتمع الرأسمالي، الذي هو الملاذ الأول، والأخير، ولا ملاذ لدى البورجوازية الصغرى، التي تستغل كل شيء، بما في ذلك العمال، وباقي الأجراء وسائر الكادحين، إلى أن يرث الله الأرض، ومن عليها، حسب زعمهم.

والتطلع، عندما يصير فرديا، معناه إعطاء الفرصة لتجدد البورجوازية، والإقطاع، عن طريق تمكين البورجوازية، والإقطاع، من التجدد المستمر: الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، حتى تصير البورجوازية المتجددة، قائمة باستمرار، ويصير الإقطاع المتجدد، قائما باستمرار، وكل من يخدم، في وجوده، وبوجوده، الحكم القائم، الذي عمل على إنضاج شروط وجود البورجوازية، كما عمل على إنضاج شروط قيام الإقطاع، كما عمل على إنضاج شروط تجددهما، اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا، لتمكين الحكم، من ضمان استمرار الشروط التي تجعله يتجدد باستمرار، وتجعل العبودية تتجدد باستمرار، وتجعل الاستبداد يتجدد باستمرار، ويبقى الشعب الكادح، والجماهير الشعبية الكادحة، والعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، تتجدد باستمرار، على مستوى خضوعها للاستغلال المادي، والمعنوي، لصالح الحكم، ولصالح البورجوازية ولصالح الإقطاع ولصالح التحالف البورجوازي الإقطاعي المتخلف.

وإعطاء إمكانية تجدد البورجوازية، والإقطاع، والتحالف البورجوازي الإقطاعي المتخلف، عن طريق إمكانية العمل على تحقيق التطلعات الطبقية، للبورجوازية الصغرى؛ لأن الحكم، هو الذي جعل الشروط التي تمكن البورجوازية الصغرى، ومن في حكمها، من تحقيق تطلعاتها الطبقية: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، في أفق تحقيق التطلعات الطبقية البورجوازية، أو الإقطاعية، أو في إطار التحالف البورجوازي الإقطاعي المتخلف، لتصير البورجوازية الصغرى، التي تتمكن من تحقيق تطلعاتها الطبقية، مصدر تجدد البورجوازية، والإقطاع، والتحالف البورجوازي الإقطاعي المتخلف، مما يساهم في إبعاد التهمة عن الحكم، في وقوفه وراء تكون البورجوازية، والإقطاع، والتحالف البورجوازي الإقطاعي المتخلف. وهو ما يحيلنا، إلى جملة من الممارسات، التي تؤكد تلك التهمة، ولا تنفيها. ومن هذه الممارسات، نجد:

أولا: تمكن المتطلعين، من المسؤوليات الأساسية، التي تمكنهم من النهب، بدون حدود، ومن الارتشاء المبالغ فيه، حسب نوع الخدمة، التي يتلقاها المرشي، مما يجعل المتطلع يصعد بسرعة، في اتجاه صيرورته من البورجوازيين الكبار، ومن الإقطاعيين الكبار، ليتفرغ من المسؤولية، من أجل العمل على استثمار الثروات، التي صارت له.

ثانيا: تمكن المتطلعين، من الوصول إلى رئاسة أي جماعة ترابية، ليتمكن من تدبير الملايير، من السنتيمات، أو من الدراهم، التي ينهب منها ما يشاء، ويرتشي على حساب مصالح المواطنين، ما يشاء من الارتشاء، الذي قد ترتفع قيمته إلى مستوى فوق طاقة المواطن: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، مما يجعل المتطلع، يحقق تطلعاته الطبقية، على حساب الوطن، الذي ينهب خيراته، حتى تتحول إلى ممتلكات للرئيس، معضدة بالارتشاء، الذي يجني منه ما يشاء، على حساب المواطنين، من أجل أن يتحول، وبالسرعة الفائقة، إلى جانب سائر الأثرياء، على المستوى الوطني، إن لم يكن إلى جانب الأثرياء الكبار، على المستوى العالمي.

ثالثا: إغماض عيون السلطات المختلفة، عن الاتجار في الممنوعات، وخاصة المخدرات، التي عم استهلاكها جميع الآفاق، داخل المغرب، وخارجه. والذي يهمنا هنا، هو ممارسة الاتجار في الممنوعات، من أجل تكوين ثروات هائلة، على حساب أبناء الشعب المغربي، الذين تم ابتلاؤهم، بوسيلة، أو بأخرى، بهدف تمكين تجار الممنوعات، من الانتماء الصريح، إلى البورجوازية، أو إلى الإقطاع، أو إلى التحالف البورجوازي الإقطاعي المتخلف. وهو ما يعبر عن أن الطبقات الاجتماعية الثرية، تكونت بطرق غير مشروعة.

رابعا: إغماض العين، عن قيام البورجوازيين الصغار، بالتهريب من، وإلى المغرب، بما في ذلك: تهريب البشر، إلى خارج الوطن، بمقابل قيمة تمكن المهرب من رفع مستواه المادي، والمعنوي، اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا، الأمر الذي يترتب عنه: أن استغلال حاجة العاطلين إلى الهجرة، من أجل البحث عن العمل، من أجل جني ثروات هائلة، تمكن البورجوازية الصغرى، من الالتحاق بالبورجوازيين، والإقطاعيين، وبالتحالف البورجوازي الإقطاعي المتخلف.

خامسا: تمتيع عملاء الحكم المحلي، والإقليمي، والجهوي، والوطني، من الامتيازات الريعية، التي تمكن البورجوازية الصغرى، من تحقيق التطلعات الطبقية الريعية: البورجوازية، أو الإقطاعية، أو التحالف البورجوازي الإقطاعي المتخلف، الذي يمكن من الوصول إلى المراكز العليا، يجمع الثروات، التي يجنيها من وراء استغلال امتيازات الريع المخزني، الذي ينقل البورجوازي الصغير، كعميل مخزني، إلى مستوى عال من من الثراء الفاحش، الذي يمكن صاحبه من الخيرات المادية، والمعنوية، التي لم يكن يحلم بها، على جميع المستويات: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، لأنه يصير إلى الأعلى، ويتمكن من تحقيق ما يريد، بفعل الامتيازات الريعية، التي لا يتوقف عطاؤها، إلا أن ما صار يتمتع به، لا ينفي عنه صفة العميل المخزني، الذي ينال رضى الحكم المخزني، ورضى السلطات المخزنية: المحلية، والإقليمية، والجهوية، والوطنية.

وبعد ما تناولنا التطلع، الذي لا يخدم إلا مصالح الأفراد، ننتقل إلى تناول الطموح، الذي لا يكون إلا جماعيا، خاصة، وأن الطامحين، لا يسعون إلى جمع الثروات، وتكوين الممتلكات، التي تكدس فيها الثروات، كما لا يسعون، إلى أن يصيروا من كبار الأثرياء، كبورجوازيين، أو كإقطاعيين، أو كتحالف بورجوازي إقطاعي متخلف؛ بل إن ما يهتم به الطامحون، هو شيوع العمل المشترك، بين جميع أفراد المجتمع، سواء تعلق الأمر بالاقتصاد، أو بالاجتماع، أو بالثقافة، أو بالسياسة.

والعمل المشترك، لا يمكن أن يتحقق في المجتمع، إلا إذا شاع العمل من أجل التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية؛ لأن هذه الأهداف الكبرى، التي حددها الشهيد عمر بنجلون، كاجتهاد رائد، تبقى طموحا كبيرا، لمجموع أفراد الشعب المغربي، الذي لا يتوقف عن التفكير، في تحقيق طموحاته الكبرى، المتمثلة في التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية.

وتحدي الطموح، يعتبر مسألة ممتعة، بالنسبة للطامحين، الساعين إلى إشاعة العمل المشترك، بين العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، حتى يتعودوا عليه، باعتباره عملا مشتركا، يقود إلى التنظيم النقابي، الذي يعمل على تحسين الأوضاع المادية، والمعنوية، مما يجعل العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، يفكرون تفكيرا مشتركا، في واقعهم الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، ويعملون على الخروج بخلاصات: تكون موضوع مطالبهم: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، التي يناضلون، نقابيا، من أجل تحقيقها، مما يجعلهم يدركون أهمية العمل المشترك، في العمل النقابي، وتأثيره على حياتهم الخاصة، التي تعتبر مسألة أساسية، في تفاعلها مع العمل المشترك؛ لأنهم يتحركون كطبقة اجتماعية، يتبين لها، مع مرور الأيام، أن تنضم إلى حزب الطبقة العاملة، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، الذي يقتنع بالاشتراكية العلمية، وقوانينها: المادية الجدلية، والمادية التاريخية، وبالمركزية الديمقراطية، وبأيديولوجية الكادحين، ويقود نضال العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، انطلاقا من برنامج محدد، يهدف إلى تحقيق الأهداف الكبرى، المتمثلة في التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية.

وعلى خلاف المتطلعين، الذين يعتبرون الاشتغال، على أساس تحقيق التطلعات الطبقية، فإن الطامحين، يصرون على إشاعة العمل المشترك، في المجتمع، لإذكاء روح التعاون بين الأفراد، والجماعات، وبين الجماعات، فيما بينها، وبين جميع أفراد الجماهير الشعبية الكادحة، وبين جميع أفراد الشعب المغربي، من أجل العمل على تغيير الواقع، لصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، ولصالح الجماهير الشعبية الكادحة، ولصالح الشعب المغربي الكادح، حتى يتأتى للجميع، أن ينعموا بأهمية العمل المشترك، الذي يتخذ طابعا نقابيا، وطابعا سياسيا.

وأي تغيير، يتحقق لصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، لا يمكن أن يكون تغييرا سليما، إلا إذا كان ذلك التغيير، قائما على أساس:

1 ـ تحقيق التحرير: تحرير الإنسان من العبودية، ومن الاستبداد، ومن الاستغلال، وتحرير الأرض، أو ما تبقى منها، من الاحتلال الأجنبي، وتحرير الاقتصاد، من التبعية للرأسمال الأجنبي العالمي، وللمؤسسات المالية الدولية، كصندوق النقد الدولي، والبنك الدولي، والمؤسسات المالية الدولية الأخرى، التي تغرق المغرب بالقروض، التي تجعل اقتصاده، في خدمة الدين الخارجي.

2 ـ تحقيق الديمقراطية، بمضامينها: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، تمييزا لها عن الديمقراطية المخزنية، التي أطلق عليها الفقيد أحمد بنجلون، الكاتب العام السابق، لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، والمناضل الأممي: ديمقراطية الواجهة، المتمثلة بالخصوص، في الانتخابات، التي لا تكون حرة، ولا تكون نزيهة، وتسود فيها كافة أشكال التزوير، تمييزا لها عن الديمقراطية الشعبية، التي لا تكون إلا بالمضامين المذكورة.

3 ـ تحقيق الاشتراكية، باعتبارها إطارا، لتحقيق التوزيع العادل للثروة المادية، والمعنوية، بين جميع أفراد الشعب المغربي، الذين ينعمون بالخيرات المادية، والمعنوية، التي ينتجها العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، لصالح الشعب المغربي، الذي يصير، في ظل تحقق الاشتراكية، متمتعا بالعدالة الاجتماعية، بمضمون التوزيع العادل، للثروة المادية، والمعنوية.

وبتحقيق التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية، كما صنفها الشهيد عمر بنجلون، سنة 1975، في تقديمه للتقرير الأيديولوجي، أمام المؤتمر الاستثنائي، يكون طموح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وطموح الجماهير الشعبية الكادحة، وطموح الشعب المغربي الكادح، قد تحقق، لتصير التطلعات البورجوازية الصغرى، في خبر كان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مراسلة الجزيرة: مواجهات وقعت بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهري


.. الاتحاد السوفييتي وتأسيس الدولة السعودية




.. غزة اليوم (26 إبريل 2024): 80% من مشافي غزة خارج الخدمة وتأج


.. اعتقال عشرات الطلاب المتظاهرين المطالبين بوقف حرب غزة في جام




.. ماذا تريد الباطرونا من وراء تعديل مدونة الشغل؟ مداخلة إسماعي