الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق وفستان مونيكا

محمد أيوب

2006 / 11 / 12
الادب والفن


عجيب أمر الشعب الأمريكي ، يثأر لغزوة جنسية فيسقط رئيسه ولا يهتم بغزوة همجية أزهقت أرواح عشرات الألوف من البشر في العراق ، فقد غزا الرئيس الأمريكي كلينتون مونيكا غزوة جنسية وترك بضعة منه على فستانها ، لتحتفظ مونيكا بالفستان لأمر في نفس يعقوب ، وحين حاول كلينتون عمل شيء من أجل حل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني ، لم يرض ذلك السعي مؤيدي إسرائيل في أمريكا فأثاروا قضية مونيكا وفستانها فسقط كلينتون ، بينما شجع هؤلاء كلا من بوش الأب والابن الذي يبتعد عنهما الروح القدس على غزو العراق بحجج واهية يعرفون هم قبل غيرهم مدى كذب هذه المبررات .
وأخيرا وقع العراق تحت الاحتلال الأمريكي ولم يسقط بوش الابن ، فقد ظن الأمريكان أن الحرب في العراق مجرد نزهة يستمتعون بقضائها هناك يلعقون دم الأبرياء ، ويغتصبون الرجال والنساء في أبي غريب وغير أبي غريب ، كنت قد حذرت بعد الغزو بيوم واحد من أن غزو العراق لن يكون نزهة ، وأن جنود الجيلاتي الأمريكان سيواجهون فيتنام جديدة في العراق ، وقد حصل ، أرسلت المقال لجريدة الحياة الجديدة يوم 23 /3 /2003 م ، ولكن الجريدة لم تنشره إلا بعد أكثر من عشرة أيام ، ولولا اتصالي بأخت محترمة في الجريدة لما تم نشر المقال وقتها لأننا نخضع لقانون منع التحريض ، ويمكن أن يندرج التحليل السياسي تحت بند التحريض .
سقط كلينتون على خلفية قضية التحرش الجنسي وهي قضية فردية ، ولم يسقط البوشان ، الابن والأب بلا روح القدس لما ارتكباه من جرائم في حق الإنسانية في كل من أفغانستان والعراق وفلسطين ، بل تمادى كل منهما في غيه بحجة وجود أسلحة الدمار الشامل في العراق أو بحجة نشر الديمقراطية هناك ، ديمقراطية سفك الدماء وسقوط عشرات القتلى في المدن العراقية يوميا .
لم يسقط بوش ولكن حزبه الذي يجب أن يجعل الثور الذي يدور حول الساقية وهو معصوب العنينين شعارا له ، حزبه هذا دفع ثمن انقياد بوش لرغباته العدوانية ورغبات صقور البنتاجون ، سقط الحزب الجمهوري في الانتخابات النصفية للكونجرس فأقيل رامسفيلد الجمل الذي يعرج من شفته كما قلت عنه في بداية الحرب على العراق ، ولكن سقوطه جاء بعد فوات الأوان ، فقد اعتقد بوش أن مهزلة محاكمة صدام بأيد تدعي أنها عراقية وبقرار أمريكي ستمنح حزبه ثقة الشعب الأمريكي .
لقد مزقنا حزب بوش وغرس عندنا من ألآفات السياسية ما تنوء بحمله الجبال ، فقد تمزقت أوطاننا سياسيا بين رأسين ، الرئاسة والحكومة في فلسطين ، والحكومة والرئاسة في لبنان وكذلك في العراق على أمل أن يتم استنزافنا من خلال الصراع الإثني بين الحزبين أو التيارين الكبيرين في كل بلد ، وها هو بوش يشرب من الكأس نفسه لأن الجزاء من ونوع العمل ، فالسلطة التنفيذية في يد بوش وحزبه بينما السلطة التشريعية بيد الحزب الديمقراطي ، ولكن علينا ألا نتفاءل كثيرا لأن مؤيدي وحماة إسرائيل موجودون في الحزبين ، وإذا لم يعرف العرب كيف يلعبون على حبل التناقضات بين الحزبين هناك فإن حالة التقهقر والتخاذل العربي والإسلامي ستستمر وستظل حالة العداء والتجاهل لقضايا العرب على حالها ، فهل آن الأوان لتكتشف الأمة العربية والمسلمون مكامن قوتهم وضعفهم ومكامن قوة خصومهم وضعفهم حتى يعرفوا كيف يستفيدون منها ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفاة زوجة الفنان أحمد عدوية


.. طارق الشناوي يحسم جدل عن أم كلثوم.. بشهادة عمه مأمون الشناوي




.. إزاي عبد الوهاب قدر يقنع أم كلثوم تغني بالطريقة اللي بتظهر ب


.. طارق الشناوي بيحكي أول أغنية تقولها أم كلثوم كلمات مش غنا ?




.. قصة غريبة عن أغنية أنساك لأم كلثوم.. لحنها محمد فوزي ولا بلي