الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مراكمة القوى من أجل الثورة

مرتضى العبيدي

2023 / 9 / 30
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


إن هدف قيادة الثورة البروليتارية إلى النصر لن يكون ممكنا إلا إذا انضمت مجموعات كبيرة من الجماهير إلى النضال السياسي لوضع حد لنظام الاستغلال والقمع الذي فرضته ودعمته الإمبريالية والبرجوازية الكبرى. إن تصوّرنا الأيديولوجي والسياسي يعترف بالدور الدافع الذي تلعبه الجماهير في جميع العمليات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي تتطور خلال تطور البشرية؛ ومن ثم، يسعى حزبنا إلى دمج الجماهير في العمل السياسي، حتى تقوم بالدور الذي أوكله لها التاريخ.
ويحلل الخط السياسي للحزب الشيوعي الماركسي اللينيني بالاكوادور PCMLE هذا الجانب بطريقة واضحة وبسيطة في فصله الخامس المعنون "حشد وتوحيد القوى من أجل الثورة". إذ يشير الى أنه لتحقيق هذا الهدف، يجب “توطيد الحركة الثورية الجماهيرية وتطويرها؛ والمضي قدما بمزيد من التصميم في بناء حزب البروليتاريا الثوري".
هذه التوجهات العامة تحدد محتوى وخصائص أعمالنا في هذه الفترة التاريخية، وتسمح لنا بإثبات الضرورة الحتمية للعمل من أجل بناء حركة جماهيرية تناضل من أجل حقوقها ومطالبها المادية، ومطالبها السياسية، وفي الوقت نفسه، في النضال من أجل تحرير الطبقة العاملة والطبقات والقطاعات المستغلة والمضطهدة. إن أساس هذه الحركة الجماهيرية هو التحالف بين العمال والفلاحين، وهو يمتد إلى كافة القطاعات الشعبية، ضحايا استغلال واضطهاد النظام الرأسمالي الإمبريالي.
«ولتحقيق هذه الأهداف – كما ينصّ عليه الخط السياسي – يجب على حزب البروليتاريا أن يستخدم جميع أشكال النضال، سواء كان قانونيًا أم لا، والانتقال من الأشكال البسيطة للنضال إلى الأشكال الأكثر أهمية وجذرية، ومن الأعمال المعزولة والجزئية إلى الأعمال العامة والشاملة. كما على الحزب وضع النضال السياسي دائما في المقدمة، وإخضاع جميع النضالات الأخرى له، لأن الهدف الأساسي هو الاستيلاء على السلطة. إن النضال الجماهيري الذي تقوده البروليتاريا يجب أن يزيد من حدة التناقضات الطبقية الأساسية الموجودة في المجتمع.
فلا يمكن للحركة الجماهيرية أن تنشأ وتتطور خارج المشهد الاجتماعي والسياسي؛ ويجب أن تعمل في هذا السياق، على الظواهر الموجودة هناك، وبمقترحات وبدائل سياسية تمثل مصالحها ومطالبها الطبقية. إنها تنشأ وتتطور في خضم العمل الديناميكي – أي في خضم النضال – الذي يواجه أعداء الطبقة العاملة والشعب، مما يؤدي إلى تأجيج الصراع الطبقي؛ وفي المقابل، يجب أن يكون لها توجه سياسي طبقي محدد، يضمن استقلالها عن سلوكات ومواقف مختلف الفصائل السياسية البرجوازية والانتهازية.
وهذا يتطلب عملاً صبورًا ومنتظمًا – على المدى الطويل – بين الطبقة العاملة والفلاحين الفقراء وشبه البروليتاريا في المناطق الحضرية والشباب الشعبي وجميع قطاعات المجتمع المستغلة والمضطهدة. الهدف من هذا العمل هو كسب الجماهير للأفكار الثورية وتنظيمها حول أهداف الثورة.
إن الشيوعيين الماركسيين اللينينيين ليسوا القوة السياسية الوحيدة التي تعمل بين العمال والشعب: فجميع القوى السياسية تعمل، بطرق مختلفة، للتأثير على الجماهير، وجذبها وإبقائها تحت هيمنتها، بحيث يكون هناك في الحركة دائمًا نشاط أيديولوجي وسياسي مكثف بين الجماهير، حتى لو بدا لنا أحيانا أن مثل هذا الصراع غير موجود. ويعبر هذا الصراع عن الصراع الطبقي في المجال الأيديولوجي.
«إن الارتباط الإيديولوجي للحزب بالجماهير يعني العمل بمثابرة حتى تعرف الطبقة العاملة والشعب الحزب وبرنامجه وتوجهاته السياسية الملموسة وقادته. وهذا يعني تقديم اقتراح للثورة والاشتراكية وتبليغها إلى الجماهير الكادحة. وهذا يعني مضاعفة نشاط الحزب وقواه لإعطاء وعي ثوري للطبقة العاملة والجماهير، وتوعيتها بدورها في عملية التغيير الثوري، وتأكيد النظرية الثورية في مفهومها وفي جانبها العملي.
إن ارتباط الحزب الأيديولوجي بالجماهير يتطلب تثقيف هذه الأخيرة بالنظرية الثورية، وتدريبهم سياسيا في خضم النضالات، ونشر الماركسية اللينينية بينهم، والعمل بجرأة على دمجهم في التنظيم والنشاط السياسي، وخلق من خلال كل هذا، الوعي بأن إن الصراع من أجل الفوز بالسلطة هو الصراع الأساسي"، كما أكدنا ذلك في الفصل الخامس من الخط السياسي.
يمكن قياس فعالية هذا العمل بمدى تطور الحركة الجماهيرية، وتعزيز المنظمات الشعبية لقواها، ومدى تأثير الحركة الشعبية بشكل أكبر على الحياة السياسية للبلاد، والنضال الجماهيري من أجل مطالبها الخاصة ومن أجل مطالبها السياسية؛ فيتم قياس الفعالية من خلال النمو التنظيمي للحزب.
«إن العلاقة الأيديولوجية والسياسية الدائمة والعميقة بين الحزب والطبقة العاملة والشعب تتحقق من خلال الارتباط العضوي الصحيح بين المناضلين الماركسيين اللينينيين مع الجماهير. وهذا يعني أنه فقط عندما يكون لدينا أعضاء حزبيون في المصانع، في المناطق الفلاحية، في مراكز الدراسة، في الأحياء، وما إلى ذلك، عندما نبني خلايا ولجان حزبية في المواقع الرئيسية للإنتاج ومراكز نشاط الجماهير، سيكون الحزب قادرا حقا على التأثير وتوجيه النقابات والكومونات والتعاونيات والمنظمات الفلاحية الأخرى، ومنظمات المعلمين والطلاب، والمنظمات النقابية المختلفة، ولجان الأحياء الشعبية وشبه البروليتاريا، وما إلى ذلك، سيكون قادرا على تعزيز النضالات وقيادتها على الطريق الصحيح وتعزيز تنظيمه الخاص. عندها فقط يمكننا أن نتحدث عن العلاقة العضوية للحزب مع الجماهير.
صحيفة "الى الأمام"، العدد 2066، من 26 سبتمبر الى 01 أكتوبر 2023








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اندلاع اشتباكات عنيفة بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين في تل


.. مراسلة الجزيرة: مواجهات وقعت بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهري




.. الاتحاد السوفييتي وتأسيس الدولة السعودية


.. غزة اليوم (26 إبريل 2024): 80% من مشافي غزة خارج الخدمة وتأج




.. اعتقال عشرات الطلاب المتظاهرين المطالبين بوقف حرب غزة في جام