الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل نحتاج إلى تدمير مؤسسة العائلة

محمد قاسم نصيف

2023 / 9 / 30
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


شاهدت مؤخرا مسلسل كوري بعنوان امير القهوة ،  تدور قصته  حول فتاة تنكرت بمزي شاب لتستطيع العمل في مقهى لايستخدم سوى الشباب من اجل استقطاب الفتيات الى المقهى . 
   يقع صاحب المقهى الشاب بحب الفتاة المتقمصة شخصية فتى . ويدور النقاش حول علاقة الحب بالجنس ، وكأنه يروج لتقبل مثلي الجنس ، حيث لا يعرف صاحب المقهى في البداية الجنس الحقيقي للفتى العامل عنده

لقد أصبحت "المثلية" اليوم توجهاً عالمياً، امتدَّ لمجتمعاتنا المحليّة -كالعادة- فارضاً معركته ضدّ الجميع. وهكذا، لم يعد ما يحصل اليوم وما يُطرح من نقاشات وتصورات محصوراً بين  جماعة قليلة تريد أن يُعترف بها وأخرى كبيرة ترفض الاعتراف بها لـ"اختلافها"، إنما المعركة اليوم في أنّ الجماعة القليلة تريد أن تحوّل مجموع الناس وتجعلهم على صورتها بكل الأدوات الممكنة. 

لم تعد القضية إذن متعلقة بممارسة فردٍ "للمثلية" في حيزه الخاص؛ فمثل هذه الممارسة لم تكن لتصبح قضيّة عامّة لو بقيت في ذلك الحيز؛ إنما أصبحت القضية عملية تعميمٍ لهذه الممارسة وتطبيع المجتمع معها، ومحاولة فرض تصورات ومقاربات بعينها، في شكلٍ من أشكال القمع الذي يُمارس على الناس في إطار صهرهم وتغيير ذواتهم، وهي عملية سياسية اتخذت من خطاب الهويات الجنسية أيديولوجيا لها...
وقد تنبأ د. عبد الوهاب المسيري
في رسالته للدكتوراة بتلك الحالة من الشذوذ أطلق عليها مسمَّى: (الشذوذ الجنسي البروتستانتي)، وهو ما أصاب المشرف على رسالته بالصدمة، وطالبه بعرض الرسالة على أستاذ أخر بالجامعة يدعى: (بول باتر) لأخذ رأيه، فقال المسيري للمشرف: أن باتر سيرفض الرسالة؛ لأنه شاذ جنسيًّا، بالرغم من أنه متزوج وله أولاد، وبالفعل رفض باير الرسالة مما أخر المسيري لعام كامل عن نيل درجة الدكتوراة! والمثير: أن باتر هذا بعد تلك الواقعة بفترة قصيرة جمع أسرته وأولاده وأخبرهم بأنه قرر أن يطلق زوجته ويقوم بالعيش بقية حياته مع صديقه!)
(المصدر السابق).

في الواقع هناك أسئلة كثيرة عمَّن يقف وراء ترويج “الشذوذ الجنسي” في العالم؟ ولماذا يتم الترويج له تحت مزاعم جينية كاذبة؟ وما المغزى من الدعوة إلى التعامل مع الشذوذ على أنه من قبيل الحرية الشخصية ولماذا يُروَّج للدول التي تسمح بالشذوذ قانونيًّا وبشكل علني على أنها دول عصرية متحضرة تحترم حقوق الإنسان، ولا تحد من حريته؟ وهل الشذوذ الجنسي حقٌّ إنسانيٌّ فعلًا؟! ومن الذي يقف خلف الشواذ ويساعدهم على نشر سلوكياتهم من خلال الدراما والبرامج الإعلامية المختلفة؟ ولماذا تدعمهم عدد من الحكومات والأحزاب الغربية؟ ألا تستحق كل هذه الأسئلة التفكير والتأمل؟!.

خلال الحرب الباردة، كان الصراع بين الاتحاد السوفياتي ومنظومة الدول الاشتراكية من جهة، وبين الغرب من الجهة المقابلة، يأخذ شكل الصراع الأيديولوجي، حيث الاشتراكية والشيوعية بمواجهة الرأسمالية. وكانت الرأسمالية تتغطى بالدفاع عن حقوق الفرد، بوصفها أداة أيديولوجية ضمن الصراع.

منذ الستينيات تقريباً بدأ الغرب الرأسمالي بشحذ أدوات الدعاية الأيديولوجية المبنية على موضوعة «حقوق الإنسان»، باعتباره المدافع عنها بمواجهة الاتحاد السوفيتي والصين، باعتبارهما «مضطهدي حقوق الإنسان». وقد مضى الغرب شوطاً بعيداً في تعاليه الأخلاقي هذا، طامساً بكل ما استطاع تاريخَهُ وحاضره الإجرامي، ابتداءً من تاريخه مع العبودية والاستعمار، ووصولاً لحاضره الاستعماري أيضاً والإجرامي أيضاً.

مع انهيار الاتحاد السوفياتي، والتكشف العلني لإجرام الغرب وخاصة الولايات المتحدة، عبر جملة حروبها خلال الثلاثين عاماً الماضية، وخاصة في أفغانستان والعراق وليبيا والصومال وغيرها من الدول، فإنّ استمرار الولايات المتحدة بتمثيل دور المدافع عن «حقوق الإنسان» بات عديم الجدوى؛ فأي دعاية كانت، وأي بروباغاندا كانت، ومهما كانت كاذبة ومجافية للحقيقية، لا تنال فرصتها من تأدية غرضها ما لم يكن هنالك حد أدنى ممن يصدقونها. والحال اليوم وخلال السنوات العشرين الأخيرة على الأقل، هو أنّ نسبة الناس الذين يصدقون أكاذيب المراكز الغربية بما يخص دفاعها عن الديمقراطية وحقوق الإنسان، قد باتت ضئيلة جداً حول العالم، ولذا كان لا بد من شحذ أدواتٍ جديدة في الصراع الأيديولوجي، وإحدى هذه الأدوات هي بلا شك المتاجرة بالمثلية الجنسية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اندلاع اشتباكات عنيفة بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين في تل


.. مراسلة الجزيرة: مواجهات وقعت بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهري




.. الاتحاد السوفييتي وتأسيس الدولة السعودية


.. غزة اليوم (26 إبريل 2024): 80% من مشافي غزة خارج الخدمة وتأج




.. اعتقال عشرات الطلاب المتظاهرين المطالبين بوقف حرب غزة في جام