الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


C/V لمسؤول بدولة فاشلة

نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)

2023 / 9 / 30
كتابات ساخرة


في الدول الفاشلة والساقطة والمنهارة والممزقة والمفلسة والمستباحة والمتتعفنة والمتفسخة والتي تتناهشها وتتناهبها المافيات والعصابات والزعران والحثالات والميليشيات وتتطاحن بالحروب الأهلية وتهلكها الصراعات عندما ترى مسؤولاً كبيراً أو مديراً عاماً أو وزيراً أو "عضواً" بلا معنى في ذاك المكان (وحاشاكم واعز الله مقداركم يا شباب)، أو حين يمر أمامك اسم أي شخص بمكان مرموق وحساس وعليه القيمة و"العين" والأضواء أو حين تتابع تاريخ وسيرة متنفذ متغطرس شبه أمي وجاهل ساقط اخلاقيا ومنحط خلقيا بطران يسرق وينهب وينتهك القانون ويتبول خمسين مرة يوميا على دستور تلك البلاد المتداعية الفاشلة ووو لن تسأل أبدا ما هي شهاداته ولن تبحث بالمطلق عن خبراته وعلومه ومؤهلاته وإنجازاته ولا عن أخلاقه ورصيده العملي والعلمي أو مسيرته المهنية المفترض ان تكون حافلة بالإنجازات والنجاحات والإبداعات ولن تطلب أن تطلع على أي C/V وسيرة ذاتية له، فكل هذه الشروط التقليدية والمعايير الوطنية والقانونية لا وجود لها في بلد فاشل متداع منهار بل سيتبادر لذهنك فورا السؤال التالي من الذي دعمه وأوصله لهناك؟ واية إدارة امنية ولوبي استخباراتي وجنرال شبه امي وجاهل (بكالوريا أدبي شحط ) دفشه للواجهة ودحشه وصمده هناك وفرضه على اذواق الناس لعقود كأداء من الزمان؟ او ستقول من يقرب هذا الشخص؟ وصهر من؟ ومن هي زوجته؟ ومن يعرف ويقرب ويصاهر من الدوائر الحاكمة بتلك البلاد؟ وربما ستسأل ايضا بكم اشترى مركزه وكم دفع؟ ومن أين سرق شهادته ولقبه المزور؟ ومن سمسر له وكم قبض السمسار او بائع المنصب منه؟ أو كم تقريرا كتب بأقاربه؟ وكم من الضحايا برقبته؟ وقد تتساءل أيضا أية بيضات وما هو حجمها -اي للبيضات- وأية مافيا تقف وراءه وتحميه وتؤمن له الغطاء وترعاه؟
ولا يهم أبداً، ولن تسأل، أبداً، والحال، ولن تتساءل أو سيخطر ببالك مطلقاً أن تستفسر عما هو البرنامج الوطني والعملي و"الرؤية" المستقبلية لديه؟ وماذا قدّم وسيقدّم لاحقاً من خدمات؟ وما هي المشاريع التي أشرف عليها ونفذّها لشعبه وللصالح العام؟ وكم جلب لبلاده من مداخيل وأموال واستثمارات وبكم رفد الميزانية من الأرباح والعملات؟ وكم معمل افتتح؟ وكم مشفى أقام؟ وبكم تبرع لدور العجزة والأيتام؟ وكم منشأة أشاد؟ زكم فقيراً أطعم؟ وكم يتيماً كفل؟ وكم مدرسة بنى؟ وكم أنقذ من العائلات من غائلة الفقر والجوع؟ وكم وكم وكم؟ بل ستحصي له فوراً عدد أسطول سياراته الإمبريالية؟ وكم جمع من الأرصدة والأموال والدولارات والسبائك الذهبية والمليارات؟ وستتوه وأنت تحصي كم بات لديه من القصور والفيلل والعقارات والمزارع والأطيان؟ وكم له من الجواري والحواشي والخليلات والصاحبات والخدم والحشم والمرافقة والحسناوات؟ وستدهش حين تعلم كم جنسية إمبريالية وليبرالية لعينة يحمل؟ وسيصدمك عدد حساباته في دول الرجعية والمؤامرات؟ وكم من أبنائه يعيش ويتنعم ويتدلل ويتمتع هناك؟
محظور بالمطلق، ولا مكان هناك لقصص النجاح الشخصي والصعود والارتقاء الفردي وتحقيق الذات والوصول للقمم الوظيفية بعد مسرة حافلة بالدراسة والتعب والجهد والعمل والإبداع والإنجازات وخدمة الناس والصالح العالم كما هو جار وحاصل في معظم بلاد الناس، كل هذه المعايير منحاة جانباً وليست ذات أهمية وبال أمام معايير المافيوزية وقيم اللصوصية والتزكية والواسطة والمحسوبية وحسابات المحاباة والانتفاع ودرجة القرابة من فلانة وعلانة وفلان وعلتان ومعرفته بهذه المافيا أو ذاك الأخطبوط وما يربطه حقاً بروابط عضوية ومدى توغله بشبكات تلك العصابات والحيتان؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دينا الشربيني: السينما دلوقتي مش بتكتب للنساء.. بيكون عندنا


.. كلمة أخيرة - سلمى أبو ضيف ومنى زكي.. شوف دينا الشربيني بتحب




.. طنجة المغربية تحتضن اليوم العالمي لموسيقى الجاز


.. فرح يوسف مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير خرج بشكل عالمى وقدم




.. أول حكم ضد ترمب بقضية الممثلة الإباحية بالمحكمة الجنائية في