الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإنتخابات المصرية والديكتاتور المجنون

عبدالجواد سيد
كاتب مصرى

(Abdelgawad Sayed)

2023 / 10 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


تقول الأساطير القديمة ، أن الآلهة تعاقب الشعوب على خطاياها، كما تعاقب الأفراد على خطاياهم ، وأن هذا ليس بالضرورة أن يحدث فى الحياة الآخرة ، فإنه غالباً مايحدث فى الحياة الدنيا ، سواء لفرد أو أمة ، سوف يدفع ثمن الخطية قبل أن يغادر هذه الدنيا ،،،
لاشك أن عبدالفتاح السيسى هو علامة من علامات غضب الله على المصريين يعذبهم بها تعذيباً شديداً ، على خطية كبرى ، لعلها الإنقلاب على الملك الدستورى فاروق وتسليم بلادهم لجمال عبدالناصر الحاكم المطلق الديكتاتور بحكم ميراثهم الأسطورى فى عبادة الحكام ، لعله حساب على أرواح كل هؤلاء الذين تركوهم يموتون فى سجون ناصر ومن خلفه دون إعتراض ، لعلها تلك الخطية أو خطايا أخرى، ولكن وفى كل الأحوال ، فلاشك أن عبدالفتاح السيسى هو علامة من علامات غضب الله على المصريين ،،،
قبل أشهر قليلة فقط تابع العالم بكثير من الشغف والإنبهار إنتخابات الديكتاتور أردوغان فى تركيا الذى فاجأ العالم بتغيير نهجه الإستبدادى والرهان الأخير على الديموقراطية ليعيد إلى بلده المأزوم الأمل فى النهوض مرة أخرى، وليحاول تطهير صفحته الشخصية أيضاً ، لقد أدرك الديكتاتور العجوز فى سنواته الأخيرة أن الديموقراطية تغفر الخطايا ،،،
اليوم فى الإنتخابات السيساوية المقابلة ، والتى بدأ التسجيل لها منذ أيام ، نجد العكس تماماً ، حيث بدأت إجراءات الترشح المعقدة والتى تقضى بحصول المرشح على تزكية عشرين عضو من أعضاء مجلس النواب بحد أدنى أو جمع التوكيلات اللازمة لقبول الترشح لمنصب الرئاسة خمسة وعشرين ألف توكيل ، من خمسة عشر محافظة على الأقل ، ألف من كل محافظة بحد أدنى ، خلال فترة حوالى عشرين يوم من يوم دعوة الناخبين فى 25 سبتمبر إلى يوم 14 من أكتوبر هذا ، مثل مسابقة جرى للمسافات الطويلة لانعرف من سيتمكن من قطعها ولانعرف حتى من هم المتسابقين ، ولانعرف ماذا سيحدث بعد ذلك ومن سيقبل ومن سيرفض أو من سيعلن عنه كمقبول مثل فيلم إسماعيل ياسين فى الجيش ، بإستثناء أن عبدالفتاح السيسى الذى لايحبه أحد قد جمع حوالى ربع مليون توكيل فى اللحظات الأولى من المسرحية التى لانعرف حتى الآن أبطالها جميعاً ومن منهم سيخرج ومن سيكمل، وهل سيتاح لهم فرصة عرض برامجهم بعد ذلك أو هل سيكون هناك مناظرات إنتخابية مثل الحالة التركية الأخيرة ومثل كل الإنتخابات الديموقراطية ، وهل سيكون هناك إشراف دولى على الإنتخابات المزمع أن تجرى فى ديسمبر إستجابة لمؤسسات المجتمع المدنى والرأى العام المصرى والمهتمين بالشأن المصرى المتدهور يوم بعد يوم ، الحقيقة لا أحد يعرف ذلك تفصيلا ، الخطوط العريضة فقط واضحة ،،،
فشلت فكرة الإتفاق على مرشح واحد وتباينت المواقف ، سواء فى تكتل التيار الحر الذى أعلن عن تعليق نشاطه أو سواء فى تكتل الحركة المدنية الذى إختلف أعضائه حول كل شىء بل وتسبب فى ضرب التيار الحر الوليد فى مقتل أيضاً ، الأسماء الليبرالية الكبيرة إختفت من المشهد الإنتخابى فجأة ، هشام قاسم ، جمال مبارك ، أكمل قرطام ، هشام فى السجن ، جمال إمتنع عن المشاركة ، أكمل إمتنع عن المشاركة ، الأسماء الأقل حجماً هى التى سيطرت على المشهد ، بصفة خاصة أحمد طنطاوى الناصرى المدعوم إخوانياً ، والإشتراكى فريد زهران ، و الليبرالية جميلة إسماعيل مع مرشح كوميدى كالعادة ، رئيس حزب الوفد الميت عبدالسند يمامة ، بالنسبة لفصول المسرحية ، التوكيلات فى أكتوبر ، إعلان أسماء المرشحين فى نوفمبر ثم الإنتخابات فى ديسمبر ثم فوز الديكتاتور المجنون عبدالفتاح السيسى المحسوم سلفاً ، والذى قد يعمد فوراً بعد إنتخابه الثالث وليس الأخير، إلى الإجهازعلى ماتبقى من المصريين ، إلاإذا حدثت مفاجأة غير متوقعة وقام الجيش بإستبداله فى اللحظات الأخيرة ،،،
تعلق كثير من المصريين بأحمد طنطاوى فى هذه الإنتخابات ، الذى تزداد أسهمه إرتفاعاً يوم بعد يوم ، خاصة بعد مبايعة أحزاب اليسار الإسلامى له ، التحالف الشعبى رسمياً ، والكرامة الناصرى ضمنياً ، وكذلك صفحات الإخوان الفردية والعامة ، وبصرف النظر عن كيف ستجرى الإنتخابات وهل ستخضع لإشراف دولى أم لا ؟ وفى حالة شبه ثورية ، أصبح طنطاوى الشاب الأمل فى التغيير، وبدأوا فى تصويره بالنبى وببلال وبالحسين وبالبطل المغوار وإلى آخره ، ورفعوا شعار عيش حرية عدالة إجتماعية نفس الشعارات المصرية الإسلامية اليسارية ، فى نفس الوقت وفيما يشبه السحر غاب التيار الليبرالى تماماً الذى أطلق مشروعه الكبير فى التحالف فقط الشهر الماضى وحرك المياه الراكدة ، وسيطرت على الشارع المصرى نفس الخلطة الإسلامية اليسارية المسيطرة منذ ثورة مماليك يوليو ، وإنتصب مثلث الدولة الفاشلة والمجتمع التعيس فوراً ، العسكر على قمة المثلث والتيار الإسلامى اليسارى فى القاعدة ، حالة غريبة تشبه المرض المزمن ، كأن الإنسان المصرى ليس قادراً أبداً على السعى من أجل الديموقراطية حاجته الأساسية ، هو فقط قادر على الدوران فى دوائر الإستبداد الثلاث ، الدينى والعسكرى والمدنى والتى ينتج كل منها الآخر فى حالة دوران لانهائى ،،،
فى هذا المولد الإنتخابى المثلث الأضلاع يعيث إعلام عبدالفتاح الديكتاتور المجنون فساداً ، من خلال برنامج إعلامى ضخم إسمه حكاية وطن يبث من العاصمة الإدارية الجديدة يذكر المواطنين بإنجازات النظام فى الطرق والكبارى ومشروعات البنية التحتية ويبرر من خلال حشد كبير من الموظفين والمنافقين ، أخطائه فى هدر المال وماترتب على ذلك من جوع والذى يرى فيه تضحية بسيطة من أجل الوطن ، كما يمكن لأى حاكم مجنون أن يقول ،،،
الخلاصة الحاكم ديكتاتور مجنون متغلب بالقوة ، والشعب أسير رؤاه التقليدية المحافظة ومثله العليا القروأوسطية ، وميوله العنصرية ، بعيداً تماماً عن التجربة التركية المنفتحة على كل التوجهات والأجيال ، والأمل فى التغيير مازال بعيداً ، ستظل دائرة العسكر ناصر حسن البنا تدور حول نفسها وينتج كل منها الآخر يكاد ينعدم فيها الفارق بين الحاكم والمحكوم وكأنها تحتاج لتدخل طرف ثالث لإنقاذ هذا المجتمع التائه ، ومع ذلك لا يمكننا فى النهاية إلا أن نقول ، إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر ، يسقط عبدالفتاح المجنون ،،،








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مع الأستاذ مجدي خليل، إلى أين تتجه مصر؟
ليندا كبرييل ( 2023 / 10 / 1 - 11:37 )
الأستاذ عبد الجواد سيد المحترم
تحية طيبة

مواضيع هامة تتناولها في مقالاتك الكريمة
أعجبني الحوار الشيّق مع الأستاذ مجدي خليل عن الأوضاع في مصر
تطرّق في الدقائق الأخيرة من القيديو إلى الانتخابات القادمة أرجو من حضرتك الاطلاع عليه
إلى أين تتجه مصر؟
https://www.youtube.com/watch?v=ppZUT-tPX78

الأستاذ عامر سليم، حتى في وقت سماع السيدة أم كلثوم التي تسلطن الروح وترتقي بها إلى أجواء اللامحسوس تحضر قوتك الذهنية الخفية لتربط بين عالمك الداخلي والعالم الخارجي
اتفقَ أن يتزامن سماعك تفاصيل الحفل مع قراءة مقال الأستاذ وهذه صدفة تحتاج إلى شخصية ذات دراية وتركيز تؤهِّل للربط بين الموضوعين
لا شيء يمر تحت نظرك أو سمعك مرورا عابرا، كله يسخَّر في خدمة ودعم المعرفة

احترامي للحضور الكريم


2 - الرد على الأستاذة ليندا كبريل تعليق رقم 1
عبدالجواد سيد ( 2023 / 10 / 1 - 14:18 )
الأستاذة ليندا ، سأشاهد الليلة فيديو الأستاذ مجدى خليل إلى أين تتجه مصر ، الحقيقة العنوان لفت نظرى منذ أيام ولكن الوقت لم يتسع لمشاهدته الليلة أسهر معه وشكراً لمرور حضرتك الكريم


3 - السيسي و هذيانه
طلال بغدادي ( 2023 / 10 / 1 - 21:16 )
قال الرئيس السيسي، على هامش مؤتمر ممتد لعدة أيام في العاصمة الإدارية الجديدة: -أنا كنت بكلم السادة (أعضاء) مجلس القضاء الأعلى الصبح وقلت لهم تخيلوا أنا ممكن أهد مصر بـ2 مليار جنيه، وهم استغربوا جدًا، قلت لهم أدي باكتة (مخدر البانجو) و20 جنيه وشريط ترامادول لـ100 ألف إنسان ظروفه صعبة، أنزله يعمل حالة-، يقصد اضطرابات.

هل هذا الكلام يليق بدولة بحجم مصر وما بها من كفاءات ؟؟
الحال لاتحتمل فترة ثالثة لهذا المتخلف


4 - كارثه
محمد سعيد ( 2023 / 10 / 2 - 01:19 )
من المؤكد ان السيسى كارثه على مصر ومصيبه فادحه وبلوى سودا , هذا المتخلف الاغبر غبى جدا وقاصر عقليا وحمار كبير , لاادرى لماذا الله يعاقب الشعب المصرى بهذه الطريقه المرعبه ؟ اكيد هذا غضب على الشعب


5 - نتيجة الانتخابات
هانى شاكر ( 2024 / 2 / 19 - 05:12 )

نتيجة الانتخابات
________

مصر بلد عريقة ، و حالها انشال و انقلب
قال عملت انتخابات ، هي المسخرة و العجب

مابين حرامي مسطول
و شخص زي الغول
و نقول وياما نقول

كسب : الدولار و الدهب!

و عجبي

….

اخر الافلام

.. رغم المعارضة والانتقادات.. لأول مرة لندن ترحّل طالب لجوء إلى


.. مفاوضات اللحظات الأخيرة بين إسرائيل وحماس.. الضغوط تتزايد عل




.. استقبال لاجئي قطاع غزة في أميركا.. من هم المستفيدون؟


.. أميركا.. الجامعات تبدأ التفاوض مع المحتجين المؤيدين للفلسطين




.. هيرتسي هاليفي: قواتنا تجهز لهجوم في الجبهة الشمالية