الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
زمن الصعاليك
عماد الطيب
كاتب
2023 / 10 / 1
الادب والفن
اكاد اجزم ان تسعين بالمئة من البشر يخطئون في تقييم الاشخاص بصورة صحيحة .. وفرضيتي تبنى على مقياس انساني سأتحدث بها ويؤيدني التاريخ فيها .. دائما يكون تقييمنا للاشخاص على اساس المهنة والمنصب والمال والجاه .. فهؤلاء حتى لو جاؤوا من بيئة وضيعة فهم اصحاب الكعب العالي في المجتمع كما يقولون حتى لو كانوا فاسدون او ممن يتصفون بشخصية ضعيفة .. كلهم ( كرام ) في ظل امتيازاتهم الوظيفية والمادية .. هؤلاء نجدهم بكثرة ويتناسلون بسرعة .. تجد الطبيب او استاذ جامعي اوقاضي او وزير او ماشابه ذلك وهم السواد الاعظم .. وبسبب اختلال الموازين القيمية في المجتمع وتغير اذواق الناس وابتعادهم عن الاصالة . هؤلاء سادوا واصبح لهم مكانة بفضل الفوضى التي احدثتها الظروف ... يقول الان دنو .. ان التافهين قد حسموا المعركة لصالحهم في هذه الايام .. لقد تغير الزمن زمن الحق والقيم والمباديء .. انه زمن الصعاليك الهابط .. فعند غياب القيم والمباديء الراقية يطفو الفساد المبرمج .. ذوقا واخلاقا وقيما .. نقول هناك من يتبجح في منصبه وعلو مقامه في زمن ساد فيه التافهين وامتلكوا زمام الامور .. هؤلاء - وهنا مقصد فرضيتي - لو يتجردون من مناصبهم ووظائفهم تجدهم تافهين لايفقهون من امور الحياة وتنعكس بيئتهم الوضيعة على سلوكهم ويغدون اقزاما بل ذباب بين عمالقة الفكر الحقيقي .. هؤلاء في حال خروجهم من مناصبهم ووظائفهم لايفهمون معنى للحياة ويرجعون الى تخلفهم وصورتهم السابقة ..لهذا اوصي حين تتعامل مع انسان جرده من مناصبه المكتسبة في زمن وزعت الادوار لمن لايستحقها .. تجده انسانا اقل شأنا من الانسان العادي ...حادثة غريبة في زمن التافهين .. احد باعة الخضروات وجدت انه يجيد عدد من اللغات يتحدث فيهما بطلاقة اللسان .. وآخر حاصل على الماجستير يبيع على ( بسطية ) كما يقول اهل العراق وهي عادة خرقة على الارض يعرض فيها سلع بسيطة .. هؤلاء هم ضحايا هذا الزمن .. في حين تجد انسانا في وظيفة مرموقة ولكن لايفقه في الحديث وامور الحياة شيئا ويضع منصبه درع واق لسد النقص .. بل لايمتلك شيئا من الثقافة . ولكن الوقت ذاته نجد اطباء وقضاة وغيرهم يمتلكون ثقافة عالية .. يقرأون ويكتبون في اختصاصات بعيدا عن اختصاصهم بل ويعملون في اعمال بعيدة كل البعد عن مايمارسه في منصبه .. ونجدهم لامعين في ادوارهم . لي صحبة جميلة مع بعضهم مثلا عالم في اختصاص علمي يكتب الشعر الجميل ويمتلك حسا ذوقيا في الفن . وآخر طبيب يكتب مقالات في غير اختصاصه ويقرأ بنهم روايات وكتب ثقافية متنوعة . هؤلاء ليس مثل غيرهم الذين يتبجحون بوظائفهم ومناصبهم الذين ان خرجوا منها يموتون اجتماعيا فليس لديهم ما يواجهون العالم به ويعودون الى ما تربوا عليه قبل ذلك . اعتقد وصلت رسالتي للبعض .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. نهال عنبر : المسرح جزء من الثقافة المصرية ونعمل على إعادة جم
.. إيمان رجائي: النسخة السابعة من مهرجان نقابة المهن التمثيلية
.. لقاء سويدان : خشبة المسرح الدافع الأول للتألق والإبداع الفني
.. نرمين زعزع : رعاية المتحدة للمهرجانات الفنية والثقافية يزيد
.. استعدوا للقائهم في كل مكان! تماثيل -بادينغتون- تزين المملكة