الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سقف التطبيع مع الأمير محمد بن سلمان و هبوطاً

عصام محمد جميل مروة

2023 / 10 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


الصراحة الواقعية كانت اداة خطيرة بعدما إستضافت قناة فوكس نيوز ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان الذي تُوِج كشخصية صدامية لا تقبل الجدال او النقاش مباشرة بعد التنقيب الجذري في إدارات اعمامهِ من ابناء الملك عبدالعزيز مؤسس المملكة العربية السعودية التي كانت تنتقل السلطة بكل سلاسة لتولى مَنْ هُم مُخولون لإدارة حكم العائلة الكريمة لآل سعود وأنسبائهم حسب مقررات ومواثيق الشوري المتبعة والمأخوذة من تعاليم الدين الحنيف الإسلامي وإن كان هناك ملاحظات حول تدبير الإمام محمد عبد الوهاب في ما يدعيهِ كثيرون حول ""وهابية المملكة"" ، التي إتخذت على عاتقها نظام سياسي مغاير حتى في بعدهِ الشرعي عن مبادئ الأئمة الأربعة للشرائع والقوانين .
لكن الامير الذي أطل منذ بدايتهِ السياسية كانت ربما تتسم بالتجني او بالعمل على إزاحة ما أسماه تنظيف المؤسسات من فساد كإن شائعًا إبان فترات التراكم عندما كانت تنتقل السلطة من ملك الى أخر .
وكان الملك سلمان إبن عبد العزيز أميراً للعاصمة السعودية الرياض لعقود طويلة حيث تنامت معها مراحل التطور العمراني مجارات مع إكتمال خطط الملوك المتتالية احكامهم في عمليات جعل المملكة العربية السعودية اكثر الدول العربية والاسلامية اماناً خصوصاً لكونها جهة اخيرة لكل مسلم يطمح الى إكمال تعاليم دينهِ في حجه الى مكة المكرمة اخر مطاف من يستطيع اليها سبيلاً .
فالامير الحديث ربما كان محور اهتمام غير منظور بعدما تم إستضافتهِ لدى محطة "" فوكس نيوز "" التلفزيونية التي تعادي كل من يقف ضد وجود الكيان الصهيوني الجديد العهد !؟. بين الأمم الاسلامية والعربية على ارض فلسطين المحتلة منذ مباشرة الاعلام المرئي والمسموع والمكتوب في تحسين صورة إسرائيل وتضليل العالم كافة عن احتلالها فلسطين لا بل محاولات المحطة مؤخراً بعد تدمير عمليات نيويورك الشهيرة في "" 11 ايلول - سبتمبر 2001 "" حيث راحت المحطة الى نشر ما هو ابعد بكثير من دعم الصهيونية المحلية في الكونغرس الامريكي عبر منظمة "" الإيباك العلنية في عنصريتها ضد العرب وتأييدها الاعمى للكائن اليهودي الصهيوني "" . فكانت المحطة منذ ايام قد شددت على نشر اللقاء والحوار المباشر مع الامير محمد بن سلمان حول إستعداده وتأهبه لنظرية التطبيع مع الكيان الصهيوني في طرح ما أسماه التبادل في المكاسب لصالح الدولتين "" إسرائيل- وفلسطين "" ، لا سيما بعد الهرولة المتتالية لعجلات القطار السريع والإلتحاق المباشر وركوب عرباتهِ واحدة بعد الاخرى تيمناً بالإتفاق الإبراهيمي الذي ساد منذ زيارة صهر الرئيس دونالد ترامب جيراد كوشنير الذي عَربَّ على مقاسهِ مشروع صهينة الدول العربية او بطريقة وإسلوب اقرب !؟. بيع القضية الفلسطينية مقابل سلام لا يمكن إيقافهِ بالطرق المعهودة في نظريات المقاومات،
فهناك كانت حرية الإنجرار للدول العربية واحدة تلو الأخرى في فتح سفارات وإقامة علاقات عبر تقبل مكاتب للكيان الصهيوني منذ أول ايام ذهاب ألرئيس المصري محمد انور السادات الى تل ابيب وإلقاء خطبتهِ العصماء في إنهاء حمام الدماء وطرح مبكر لإنذار سلام طويل مع مَنْ يسكن الاراضي المقدسة وإعتبارها ارض الاجداد "" موسى وعيسى ومحمد"" ، ديمومة التعايش المشترك وتناسي الحروب التي لا يبدو من خلالها تحقيق مكاسب لدور دولة على أخرى !؟..
وهنا يجرنا الحديث حول ما سمعناه من الامير الذي صرح إن جوهر التطبيع لن يكون منحازاً الى جهة ضد اخرى وإعتبارهِ تقبل الدول الكبرى مهمة تأمين حماية عاجلة للشعب الفلسطيني الذي يتعرض الى التصفية والأعتداء المباشر على اماكن تواجد الجيل المقاوم الجديد في قطاع غزة و مقر المقاطعة للسلطة الوطنية الفلسطينية في راماالله وداخل المخيمات والقرى والبلدات القريبة من المستوطنات الاسرائيلية التي تشكل نقطة تهديد مسلح ومحمي من جيش الاحتلال الصهيوني الذي تتعمد قيادتهِ الى طمس الحقائق بعد كل عملية تصادم ناتجة عن نظام الأبارتهيد المعتمد لدى قيادة الجيش العنصري الذي يضرب بيد من حديد ضد الابرياء والمدنيين من سكان فلسطين المحتلة .
في مجال التجاذب لأخذ معاني حديث الامير وتقبلهِ بكل جدية فهذا يعني إن المشاورات المتبادلة في اروقة الامم المتحدة حيث كانت هذه الدورة مخصصة لفض مشاكل حرب اوكرانيا وروسيا التي كانت بمثابة سيرة وحكايا كل الذين شاركوا في الدورة الاممية تلك !؟.
خيار فوكس نيوز كان ذات اهمية بعد فتح الحوار المباشر الذي لم يكن مفاجئاً وتناسب مع مؤتمر تنظيم حركة السياحة العالمية التي ترعاها الامم المتحدة في العاصمة السعودية الرياض وكانت دولة إسرائيل مُرحباً بها ، مع زيارة الوزير للسياحة "" حاييم كانس "" الذي عبر عن إرتياحه قائلاً إنني اتواجد في أئمن دولة في العالم ومن هنا يبدأ مشروع تبادل السلام مع دول جوار بيتنا الجديد ارض الميعاد اسرائيل الابدية .
خطر على بالي مباشرة إستعادة صورة رئيسة الحكومة الإسرائيلية الاكثر تطرفاً في مشروعها الصهيوني عندما زارت منطقة طاباً بعد حرب ايام النكسة في عام 1967 حيث رقصت مع مجموعة من الجنود معبرةً انها تشتم رائحة اجدادها في يثرب ونجد وخيبر وانها على ثقة بإن إنتصاراها قريب جداً جداً !؟.
عن اهمية الحوار التلفزيوني الاخير ومحتوياته وتوجهاته في تقبل تلك "" المهالك القاسية "" التي لم تعد مقبولة في المراحل اللاحقة خصوصاً مع بداية النظام العالمي الجديد الذي طرحه الامير مع كبار مجموعة دول العشرين في الهند حينما ركز على مرور قطار السريع الذي سوف يخترق خطوط الحرير الأسيوية من الهند والصين الى فلسطين المحتلة "" إسرائيل ""، وصولاً لأوروبا ،و مروراً بالموانئ العربية في دول تعاقدت مع اتفاقات ابراهيم من هناك سوف تدخل المملكة العربية السعودية كدولة قوية في مشروعها الاقتصادي العظيم الذي طرحه الامير "" 2030 "" كصيغة دولية واقليمية ومحلية تستفيد منها دولة فلسطين حسب خبرة علماء يأخذون على عاتقهم مهمة الامير وتشديدهِ على إحلال السلام مروراً بتبادل السفارات مع تل ابيب والرياض مهما كلف ذلك من غضب شعبي او نشاز "" مقاوم "" حسب تعبيره المجاز في الإنتظار طويلاً كانت ضرورته مكلفة . لكن تجاوز العقبات هي محصلة تعتمد على المجارات مع الحداثة والعولمة في كل شيئ للمواكبة دون خسائر بشرية .
إذاً كل السياق يمر تحت ظاهر سقف التطبيع هبوطاً ووصولاً الى تقبل السطلة الوطنية الفلسطينية زيارة سريعة لوفد سعودي ديبلوماسي كان إنتظاره بفارغ الصبر .

عصام محمد جميل مروة ..
اوسلو في / الاول من تشرين الاول - أكتوبر / 2023 / ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيطاليا: تعاون استراتيجي إقليمي مع تونس وليبيا والجزائر في م


.. رئاسيات موريتانيا: لماذا رشّح حزب تواصل رئيسه؟




.. تونس: وقفة تضامن مع الصحفيين شذى الحاج مبارك ومحمد بوغلاب


.. تونس: علامَ يحتجَ المحامون؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. بعد لقاء محمد بن سلمان وبلينكن.. مسؤول أمريكي: نقترب من التو