الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صممت الامبريالية الجديدة خريطة سياسية وفعلتها لسحق البشر

بن حلمي حاليم

2023 / 10 / 1
العولمة وتطورات العالم المعاصر


صممت الصين والهند من القارة الأسيوية، وروسيا من منطقة ارواسيا التي تربط قارتي أوروبا واسيا ،على حدود أوروبا الشرقية و شمال أسيا، والبرازيل من أمريكا اللاتينية، وجنوب إفريقيا من القارة الإفريقية، هذه الأخيرة احتضنت قمة مجموعة (بريكس) في آب / أغسطس 2023، وأضيفت للمجموعة بهذه القمة بعض الدول منها : من القارة الأسيوية كل من : إيران والإمارات والسعودية، ومن القارة الإفريقية كل من : مصر وإثيوبيا ، ومن أمريكا اللاتينية الأرجنتين، ولم تضاف اي دولة من شرق أوروبا كما كانت تطمح روسيا لتغلغل "بريكس بلوس" في الاتحاد الأوروبي.
فهذا البناء السياسي للدول الرأسمالية والامبريالية الجديدة عمل على تنفيذ سياساته بالعالم منذ تشكله، فقد راقبت عناصر المجموعة بدقة كل ما حدث في خمسة عشر سنة الماضية، ولما تعمقت الأزمة الرأسمالية المتداخلة عناصرها،والمترابطة مع بعضها، تركبت وأصبحت تهدد وجود الحياة.
ولهذه الأزمة الرأسمالية أسبابها البنيوية في النظام الرأسمالي، المبني على الملكية الخاصة واستغلال قوة الإنسان التي جعلتها الرأسمالية بضاعة رخيصة في تكلفة الإنتاج، مما جعل ملايير الناس يعيشون في الفقر المدقع نتيجة ذلك.

الصراع الامبريالي على ثروات الكرة الأرضية

كانت الدوافع الأساسية لإنشاء مجموعات سياسية واقتصادية وعسكرية لحماية أنظمتها الحاكمة وشركاتها الكبرى ومؤسساتها المالية، هي الهيمنة على مصادر الطاقة والمعابر الإستراتيجية والأسواق الكبرى العالمية، فمن هذا الصراع نشأة مجموعة " بريك" ثم تحولت إلى " بريكس" والآن أصبحت " بريكس بلوس". فمنذ حلول القرن الواحد والعشرين، بدأت الشركات الكبرى العابرة للقارات والمتعدية للقوميات تسيطر بصورة كبيرة جدا على سلسلة الإنتاج والتسويق، وتوالت المنتديات الاقتصادية للرأسماليين بمنتجع دافوس بسويسرا، وأصبحت البلدان حديثة الاستقلال التي تسيطر عليها دول رأسمالية وأنظمة استبدادية خاضعة بالكامل للمؤسسات المالية الدولية : صندوق النقد الدولي، والبنك الدولي، ومنظمة التجارة العالمية، وبنك باريس ،وبنك لندن، وأمثالهم، وبروز زمر تنظر لاقتصاد السوق، والاستهلاك الواسع وترك كل المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والرياضية للرأسماليين والشركات الكبرى.
من هذه الإيديولوجية النيوليبرالية ظهرت للوجود من جديد تيارات سياسية عنصرية وعرقية ودينية خطيرة، ففي 11 سبتمبر/ أيلول 2001 هجمت مجموعة إرهابية لتنظيم ديني إسلامي سني سلفي يتزعمه الملياردير السعودي أسامة بن لادن على نيويورك وواشنطن بالولايات المتحدة الأمريكية باختطاف أربع طائرات نقل مدنية وتجارية واستعمالها بالتفجيرات الإرهابية والإجرامية، اثنتان صدموها بمركز التجارة العالمية بنيويورك، وثالثة بمبنى وزارة الدفاع "البنتاغون" بولايات فيرجينيا، وتحطمت الرابعة بإحدى الحقول بولاية بنسلفانيا، خلفت نحو 3000 قتيل وعدد من المصابين بعاهات مستديمة، وخلقت رعب شديد جدا لدى الشعب الأمريكي، كان أسامة بن لادن من ابرز الذين دعمهتم الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية ومصر ودول الخليج (بترودولار) ماديا ومعنويا، ضد الغزو السوفيتي لأفغانستان سنة 1979 وقد استمرت الحرب حتى فرضت على الاتحاد السوفييتي الانسحاب في 1989، حيث شعرت حركات الإسلام السياسي بالنصر بعدما استجاب الشباب للجهاد الإسلامي ضد المد الشيوعي في المنطقة، وتفوق الغرب الرأسمالي.
وبعد مرور شهر على الهجمات الإرهابية الإجرامية البشعة صيف 2001 قصفت الولايات المتحدة أفغانستان بعدما امتنعت حركة الطالبان اليمينية الرجعية المنغلقة تسليم أسامة بن لادن، وتم الإعلان عن قوانين ضد الإرهاب وتصنيف الدول " مع أو ضد" وبدا احتلال أفغانستان، وفي شتاء 2002، شرع البرلمان الأمريكي / الكونغرس بتوظيف الجيش لغزو العراق، وفي ربيع 2003 غزت قوات التحالف الامبريالي بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية العراق وأطاحت بنظام المستبد صدام حسين بعلة امتلاكه " أسلحة دمار شامل" يهدد به السلام الدولي؟ رغم أن معظم الدول رفضت التدخل العسكري، وكانت الولايات المتحدة وانجلترا تعلمان انه لا يملكها، ولكن قرار الامبريالية بالاحتلال يحتاج لمبرر غزوها الإجرامي ضد الشعب العراقي وتدمير بلده.
وهكذا صنفت الدول فالعراق في " محور الشر" وكذلك كوريا الشمالية، وهما ينتميان للقارة الأسيوية، وقد تفوقت الولايات المتحدة وحلفائها على العالم بقواتها العسكرية.
الأمم المتحدة عجزت عن صد الولايات المتحدة
لم تستطيع الأمم المتحدة إيقاف تهديدات الامبريالية الأمريكية وحلفائها بغزو البلدان، ولم تقدر على منعها من احتلال العراق، فأغلبية الأعضاء طلبوا بقيام مفتشو " أسلحة " من الأمم المتحدة وهيئة الطاقة الدولية بعد ما انتقلوا للعراق للبحث عن ما زعمته الولايات المتحدة الأمريكية، توفير وقت كاف للتحقيقات والبحث، وإيجاد الأدلة على وجود " أسلحة دمار شامل".
هذا الأمر لم تخضع له الامبريالية الأمريكية وحلفائها، وشكلت " تحالف امبريالي عسكري" مكون من انجلترا واستراليا وبولندا ساهموا بالجيش والعتاد، ووفرت دولة الكويت أراضيها الحدودية للعراق بشن الغارات عليه، وهي فرصة لها لن تدعها تمر، بينما تركيا التي على حدود العراق رفضت استعمال قواعدها العسكرية بغزو العراق، وهي حليف استراتيجي للامبريالية الأمريكية بالمنطقة وعضو بحلف " الناتو". وكذلك فعلت السعودية والدول العربية بالمنطقة، ودعمت ايطاليا واسبانيا احتلال العراق، إضافة إلى عدة دول من أوروبا الشرقية.
وقد امتنعت عدة دول عن دعم سياسة التحالف الامبريالي بغزو العراق عسكريا بعلة امتلاكه "أسلحة دمار شامل" منها : كندا والمكسيك من القارة الأمريكية، وهما على حدودها، وألمانيا وفرنسا من القارة الأوروبية وهما من أهم حلفاء الامبريالية الأمريكية.
تعمقت الأزمة بالمنطقة نتيجة احتلال الامبريالية الأمريكية وحلفائها العراق وأفغانستان، فقد حارب قسم واسع من الأكراد ضد القوات العراقية بالشمال، واستمر القصف حتى انهزم الجيش العراقي وسقط نظام صدام حسين الاستبدادي المجرم الذي قهر العراقيين، ولم يعثر على " أسلحة الدمار الشامل" لديه، وتم تفكيك أجهزة الدولة، وحل الحزب الحاكم، وحل الجيش، وخلق زمرة انتهازية من مختلف الإيديولوجيات ووضعها على رأس الدولة.
وفي 2004 ظهرت بوادر التدخلات الإقليمية بصورة جليا خصوصا السعودية وإيران وقطر وتركيا من خلال التيارات الدينية المتشددة والعنيفة، وخربوا البلد بمعارك طائفية على ارض العراق، واكتسحت البلد حرب أهلية مدمرة. وفي السنة نفسها وضعت الولايات المتحدة زمرة انتهازية تابعة لها على رأس السلطة بأفغانستان، ودعمتها بصورة كبيرة، عسكريا ومدنيا، لكن حركة الإسلام السياسي الذي تمثله حركة الطالبان بتلك المنطقة حاربت الاحتلال الأمريكي، وخلقت أزمة للسلطة الموالية للامبريالية، وتسبب الاحتلال في تدمير العراق وأفغانستان، وإبادة ملايين السكان وما لا يعد من المعطوبين بإصابات خطيرة خلفت عاهات مستديمة.
وقبل تدمير هذه المنطقة بنحو عقد، تعرضت منطقة غرب البلقان، جنوب شرق أوروبا، لتدمير شامل، وتفكيك بنياتها ومكوناتها الثقافية والعرقية بعد حرب أهلية اندلعت من 1991 وحرقت نيرانها الأخضر واليابس إلى 2001، نتيجة الصراع الرأسمالي الامبريالي على المواقع الإستراتيجية والثروات فوق الأرض وتحتها في العالم، بدون احتساب حياة الناس ومصيرهم ومصيرهن، فكل قوة تتحكم بزمرة تابعة لها تسلحها وتدعمها ماديا وسياسيا من اجل السيطرة على السلطة، وكانت أكثر حرب دموية وبشاعة بعد الحرب الامبريالية العالمية الثانية في 1914 و1918 تحدث بالقارة الأوروبية، حيث عرفت الجرائم الكبرى ضد الإنسانية والإبادة الجماعية.
العولمة الرأسمالية العسكرية تنسج خرائط سياسية امبريالية جديدة
ففي سنة 2006 بدأت الاتصالات والترتيبات للعمل السياسي للامبريالية الجديدة، وتشكيل مجموعة " بريك" البرازيل، وروسيا، والهند، والصين. وفي سنتي2007 عقد لقاء لوضع ضوابط المجموعة، وفي سبتمبر/ ايلول 2008، هزت النظام الرأسمالي أزمة الرهن العقاري عالي المخاطر بقلب قاطرته بالولايات المتحدة الأمريكية، وعرفت المضاربات المالية العالمية أزمة كبرى، وانهارت بعض المصارف الأمريكية نحو 19 مصرف (بنك)، وانتشرت بسلسلة العولمة الرأسمالية المرتبطة باقتصاد الولايات المتحدة، في قارتي أسيا وأوروبا.
فالرأسمال المالي العالمي يبحث عن الأرباح بالسرعة والكثرة وبأقل كلفة على حساب الكادحين من الجنسين، وبذلك بسطت المصارف في عملية منح القروض العقارية للذين سحقتهم الرأسمالية، وغير قادرين على إرجاعها بصفة مضمونة مائة في المائة، لأنهم يشكلون الأغلبية الساحقة من المجتمع، والمصارف جعلتهم زبائنها الجدد، لأنهم في حاجة ماسة للسكن،بدأت الدعاية الرسمية الواسعة للعملية، وأمنت القروض شركات التامين، ثم انتقلت للاقتصاد الصناعي والإنتاجي، وبذلك تعمقت أزمة العولمة الرأسمالية، وتدخلت الدول لانقاد المؤسسات المالية الخاصة من الميزانيات العامة على حساب غذاء وشراب الكادحين والكادحات، وضخت الولايات المتحدة الملايير، ونهجت سياسة " خطة الانقاد" والعمل نفسه انتهجه الاتحاد الأوروبي لانقاد المؤسسات المالية الخاصة على حساب الأجراء.
هذه الأزمات المتتالية للنظام الرأسمالي دفعت الامبريالية الجديدة، لتوسيع سياستها، ففي 2009 عقد مؤتمر قمة لمجموعة" بريك" ووضع خطة للهيمنة على أهم المناطق بالكرة الأرضية، وفي سنة 2010 انضمت جنوب افريقيا للمجموعة، وأضيف اسمها وأصبحت المجموعة تحمل اسم " بريكس".
أواخر 2010 وبداية 2011 الثورة العربية تزعزع المنطقة
تطبيق السياسات النيوليبرالية، والانضمام لمخططات العولمة الرأسمالية وبرامج مؤسساتها المالية الدولية، وفرضها على الأغلبية بالسلاح والقمع، وبيع مكاسب الشعوب للرأسماليين بأسعار زهيدة، رمزية أحيانا، وتجميد الأجور مع ارتفاع الأسعار، مما تسبب في عسر الحصول على ضروريات الحياة والعيش الكريم، وإغراق الأجيال المتتالية في الديون، كان هذا من احد الأسباب التي دفعت باندلاع الانتفاضات العارمة وثارت الجماهير العريضة على الأنظمة واحد تلو الأخر، فأسقطت بعض الرؤساء، وانتزعت مكاسب إصلاحية من بعض الملوك والرؤساء، وواجهت أخرى بالسلاح، ودخلت في حروب أهلية أكثر دموية وبشاعة، وتدخلت الامبريالية القديمة بزعامة الولايات المتحدة، والامبريالية الجديدة بزعامة الصين، وحلفائهما الإقليميين المجاورين، تركيا وإيران، إضافة إلى إسرائيل الدولة الصهيونية العسكرية العنصرية التي احتلت فلسطين وشردت شعبها، عمل هؤلاء من اجل حصار المد الثوري، والتحكم في مساره، بدعم الزمر الانتهازية وحماية الرأسماليين، والجيوش من الطوفان الثوري في شراراته الأولى، وقام الإسلام السياسي بخدمة جليلة للإمبريالية. وتعاونوا على السيطرة على جغرافية ثورة شعوب المنطقة.
فالتنظيم الدولي للإخوان المسلمين بدعم مباشر، وغيره من دولتي قطر وتركيا، نشط بصورة اكتسحت الحراك السياسي أثناء الثورة، وسيطرة على بعض الانتخابات منها المجلس التأسيسي في تونس ، والرئاسية بمصر، وخاضت حروب في ليبيا وسوريا واليمن.
الإسلام السياسي السني : الإخوان المسلمين أسس فروع في عدة بلدان بالمنطقة : ؛ ولهم مناصرين بباقي الدول العربية.
ففي العراق نشط الإسلام السياسي اليميني الرجعي لتنظيم الإخوان المسلمين في التركمان وفي الكرد وفي العرب منذ عقود، وبعد الاحتلال وسقوط نظام صدام حسين في ابريل / نيسان 2003، أعلن عن حزب العدالة وهو امتداد لجماعة الإخوان المسلمين بكركوك حيث أغلبية السكان من القومية التركمانية؛ أما مجموعات أخرى من داخل العراق ومن خارجها تتحدر من الإخوان المسلمين أسست الحزب الإسلامي العراقي، وانتخب أعضاءه البارزين بالمجلس الانتقالي للحكم في العراق بتعاون مع الرأسماليين والامبرياليين، والاحتلال الأمريكي، وشكلوا جبهات انتخابية رجعية وحصلوا على مقاعد، وحصل طارق الهاشمي احد المؤسسين للإخوان المسلمين بالعراق على منصب نائب رئيس الجمهورية جلال طالباني سنة 2006، وقد ايد الإخوان الاتفاقية الأمنية الموقعة بين الحكومة العراقية والاحتلال الأمريكي في سنة 2008، بينما طعنت فيها عدة جهات منتمية للإسلام السياسي السني، وقد غطت الأحزاب السياسية ذات المرجعية الاخوانية الخريطة العراقية وفتحت عدة فروع لها بالمدن، الحزب الإسلامي العراقي، وحزب العدالة التركماني، والاتحاد الإسلامي الكردستاني، وشكلوا كتلة انتخابية بالمجالس التشريعية" قائمة التوافق العراقي" وساهم الإخوان المسلمين في ترسيخ حكم الامبريالية بالعراق بمشاركتهم بمجلس الحكم تحت إدارة بول بريمر ممثل السلطة الفعلية للاحتلال الامريكي، وعملوا ما بوسعهم لذلك، وشاركوا في الحكومات المتعاقبة التي شكلها الاحتلال.
لقد وظفت عدة دول بالمنطقة بزعامة السعودية حركات الإسلام السياسي المتبنية لإيديولوجية السلفية لابن تيمية والوهابية لأكثر تزمتا وانغلاقا، افكار تعود للقرون الغابرة، في المعارك السياسية أثناء ثورة شعوب المنطقة العربية 2011، وقد انبثقت من هذه الإيديولوجية، تنظيمات إرهابية وإجرامية أكثر دموية، " السلفية الجهادية" المرتبطة بشبكات متداخلة ماليا وعسكريا ومخابراتيا، وعصابات تنظيم الهجرة السرية.
ووظفت ايران الإسلام السياسي الشيعي، وذلك تم منذ عقود وتعزز بقوة المال وجهاز الدولة الايرانية منذ سنة 1979، وساهمت بتأسيس أحزاب يمينية رجعية تظهر خلافها ومعاداتها لحكومات بعينها وتنفذ السياسات الرأسمالية وتخدم مصالح الامبريالية الجديدة في العمق، وقد نفذت عدة عمليات إجرامية، واغتيالات لسياسيين، ومفكرين شيوعيين وعلمانيين ، عمليات تصب في الخدمات الجليلة للرأسماليين والامبرياليين، فقد ترأس نوري المالكي وزراء العراق سنة 2006، وقام بالدور نفسه خدمة الدولة الإقليمية، إيران والامبريالية العالمية، وخصوصا روسيا والصين، وكان معزز من خلال فوز ائتلاف سياسي لتيارات الإسلام السياسي الشيعي في 2005 بالانتخابات التشريعية ، وبعدما سيطروا على قسم من جهاز الدولة قمعوا بشدة كل من يخالفهم، وكان نوري المالكي زعيم حزب " الدعوة الإسلامي الشيعي" اليميني الرجعي في الثمانينيات من القرن الماضي، وقد قضى وقت بالمنفى الاختياري بسوريا، ولهذا قام بدور مركزي للنظام الإيراني بالمنطقة، وقد اتضح بصورة جلية في الدفاع عن نظام بشار الأسد المجرم قاتل شعبه بالنار، بدون رحمة ولا شفقة اثناء الثورة العربية 2011، وقد تقوى حزب " الدعوة الإسلامية" منذ 2003 واكتسح عدة مناطق بدعم مالي ومعنوي من طرف النظام الإيراني؛ و وكان نوري المالكي عضو اللجنة التي شكلها الاحتلال الأمريكي لصياغة مسودة الدستور العراقي، وساهم في ذلك، مركزا على محو القوميين البعثيين العراقيين من البلد، ودائما المعارك السياسية لها ثمن ، وبذلك يتلون نوري المالكي الانتهازي مع الأوضاع السياسية والتحولات والمستجدات بالبلد، وقد شكل " ائتلاف دولة القانون" وارتدى قميصا جديدا، واستمرت المعارك السياسية لخدمة الامبريالية، وصدر حكم قضائي ضد طارق الهاشمي بعد مغادرة جيوش الاحتلال الأمريكي، والتجاء إلى تركيا حامية قسم من التنظيم الدولي للإخوان المسلمين الحليف الأساسي للولايات المتحدة بالمنطقة.
جائحة كوفيد 19، واحتلال أوكرانيا يزعزعا العالم، ويتسببان في تصميم الخرائط السياسية، فالوباء الذي اجتاح العالم مصدره الصين معمل العالم، واحتلال اوكرانيا قامت به جارتها روسيا، وهاتان الدولتان هما من يقودا " بريكس بلوس"
انضمام إيران والسعودية والإمارات لمجموعة بريكس بلوس
الم يكن هذا الانضمام نتيجة تخريب وتدمير العراق، وقتل الملايين من شعبه بمختلف ثقافته ولغاته وقومياته؟ الم يمهد لهذه الأوضاع القوميون العرب بمختلف توجهاتهم، البعثيون والناصريون؟ الم يساهم بشكل كبير الستالينيون في ما وصلت له العراق الآن؟ الذين خدموا مصالح موسكو وجعلوا شعب العراق وبلده يدفعون الثمن؛ ولا يمكن نسيان جرائم القوميون العرب البعثيون العراقيون خصوصا ضد الشيوعيون العراقيون، لقد وضعوا البساط لليمين الرجعي ليمر عليه إلى رأس السلطة بالأنغام والهتافات، والتصفيقات من طرف الانتهازيين والمتملقين واللصوص والمجرمين من أنحاء العالم. لقد تسلطوا على العراق وربطوا الحزب بالجيش والدولة ودفعوا بالشباب العراقي إلى الحروب الطاحنة مع الجيران، وضيعوا أمواله وثرواته خدمة للامبريالية وحماية الأنظمة الرجعية، من الإلحاد والعلمانية والشيوعية والاشتراكية ...،الم تتحالف موسكو وواشنطن على ارض العراق بحكم الجبهة التي شكلها البعثيون والستالينيون؟ هذه أسئلة كثيرة، أجاب عليها التاريخ المعاصر للعراق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل اشترى فولوديمير زيلينسكي سيارة كانت تعود لهتلر؟


.. الجزائر: ماذا وراء لقاء رئيس أركان الجيش الجزائري بمدير الاس




.. المستشار السابق في مكتب الرئاسة الإيرانية جابر رجبي: إيران ب


.. وزير خارجية إيران يحذر من كارثة في المنطقة.. هذا ما قاله




.. قراءة عسكرية.. كتائب القسام توقع قوة إسرائيلية في كمين مركب