الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سيرة الشيخ المجاهد سي مبروك معامير

أسامة هوادف

2023 / 10 / 2
سيرة ذاتية


اليوم أتحدث عن أحد كبار أعيان نڨاوس ومن حكمائها ورجالها القلائل أصيل عائلة أصيلة ورثت المجد كابرا عن كابر أنه سي مبروك معامير.
ولد في 27/02/1926 بمدينة نقاوس ، خطا أولى خطواته التعليمية إلى كتاب سيدي الصالح لتحفيظ القرآن الكريم شأن أترابه في تلك الحقبة على يد الشيخ سي المبارك معامير ، ثم على خاله الشيخ محمد السعيد معامير ، و الذي تلقى عنه مبادئ اللغة العربية من نحو وصرف.
و عند بلوغه سن التمدرس القانوني وجهه والده إلى مدرسة الأنديجان ( الأهالي) للبنين، التي قضى فيها سبع سنوات متمدرسا توجها في القسم النهائي بشهادة التعليم الابتدائي الفرنسي C.E.P.E و كان أثناء الدراسة ، و في نهاية الدوام المسائي يتلقى دروسا في اللغة العربية ، رفقة صديق الطفولة عيسى بوضياف بن عامر ، بمسجد سيدي قاسم على يد جلة من علماء البلدة ، كالشيخ الطيب ميهوبي ، والشيخ عيسى مرزوقي ، و الشيخ لخضر كحيل ، و هذا قبل الافتتاح الرسمي لمدرسة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بنقاوس التي انخرط فيها رسميا سنة 1942 م ، وبعد نهاية مساره الدراسي النظامي أرسلته الجمعية بمعية زميله عيسى بوضياف في بعثة دراسية إلى جامع الزيتونة بتونس سنة 1946 م الذي أقام به ست سنوات تلقى فيه تعليمه على أيدي علماء مدرسين بارزين من أمثال : الفاضل بن عاشور و الحبيب بلخوجة ، و الشاذلي بلقاضي ، العلاني بن محمود ، غيرهم ، وبعد حصوله على شهادة التطويع نهاية سنة 1952 عاد إلى مسقط رأسه ليضطلع متطوعا بتقديم الدروس بالمدرسة التي تعلم بها ، و هي مدرسة الجمعية ، وكان خلالها يقدم دروسا بالعربية لتلاميذ مدرسة الأنديجان ( الأهالي) ، بعد نهاية دوامهم المسائي للراغبين منهم على الخصوص ، بالرغم من المضايقات التي كان يتعرض لها من إدارة الاحتلال ، وهذا الى غاية 1956 تاريخ الغلق النهائي للمدرسة ، و في الأثناء و بعد اندلاع الثورة المباركة سنة 1954 كان منخرطا في أول لجنة ثورية في الناحية ككاتب عام لها لجمعية بمعية عبد الحفيظ طرابلسي ، و كحيل عبد الواحد ، و الشهيد ميلود بلكذاب ، و الصالح سواحلية ، و بلقاسم كداد ، تحت إشراف الشهيد معامير بلقاسم ، و بعد انكشاف أمره ومن معه بوشاية من أذناب الاستدمار، التحق بالحدود الشرقية ، بجوار خط موريس كمسؤول ثان للمنطقة الثالثة لجبهة التحرير الوطني ، التي أوكلت له تحت قيادة علي منجلي مهام التجنيد لجيش التحرير الوطني ، و شراء الأسلحة ، و التنظيم المالي ، و الاجتماعي ، و مكلف بشؤون اللاجئين فيما بعد وكان ضمن لجنة لتي ارسلتها جبهة التحرير الوطني لمعاينة واقعة ساقية الحمراء، و إثر استقلال البلاد من ربقة الاستدمار الغاشم ، وفي صيف سنة 1962 نزل في العاصمة مع رفاق الجهاد ماكثا بها 3 أشهر كاملة في انتظار المستجدات ، و نظرا للخلافات التي حدثت في تلك الحقبة بين الفصائل السياسية ، فضل العودة الى بلدة نقاوس التي غادرها في بداية الثورة ، حيث عين شيخا لأول بلدية في العهد الجديد ثم نائبا ، بناءا على رغبته بعد رفضه تبوأ رئاستها ثانية ، وفي عام 1967 تم تزكيته ككاتب الاول جمعية بعد الاستقلال لمسجد سيدي قاسم تحت رئاسة الشيخ ڨاسمي السعيد رفقة الشيخ عبد القادر معامير والحاج هوادف محمد وغيرهم من وجهاء البلدة و في سنة 1971 انتخب عضوا في المجلس الولائي لولاية باتنة ، و في الأثناء كان مديرا لمدرسة البنين ( الأنديجان سابقا) ، ثم عين مديرا للمدرسة اليوسفية التي كان أول من سعى الى إعادة فتحها بعد استقلال البلاد ، و ختم مساره التربوي مسؤولا على مركز التوزيع ، والتوثيق التربوي عن المصالح الخارجية لمديرية التربية لثلاث دوائر إدارية ، حتى تقاعده نهاية الثمانينات حيث تفرغ لرئاسة الجمعية الدينية لمسجد سيدي قاسم العتيق ، منبريا لتجديد كافة مرافقه و تطويرها ، واهبا قطعة أرض ملكا استغلت في توسيعه مبادلة ، كان في حينها دؤوبا في العمل الخيري ، من إصلاح لذات البين ، وفض الخصومات ، و إعادة اللحمة بين المتنافرين ، مساهما فعالا في كل المشاريع الخيرية بالبلدة ومحيطها وكذلك كمؤسس في جمعية الجماعة رفقة السيد لكحل العروسي ومبروك بوعتوة وجنان دحمان ، إلى جانب نشاطه السياسي في الحزب العتيد ، كمجاهد حاضر ، و مشرف في كل المناسبات والاستحقاقات الوطنية محليا ، و جهويا ، ووطنيا ، و هكذا بقي صامدا ، و ثابتا على المبدأ الذي أله على نفسه حتى أواخر أيامه ، وفي خريف عمره كان الكثير ممن يعتدون بنضاله ، وجهاده ، وتضحياته يسألونه عن سر رفضه لمناصب نافذة عرضت عليه في مفاصل الدولة ، رغم كفاءته و قدرته على القيام بها و هم يعلمون ذلك ، فكان يرد عليهم بتواضع رد المطمئن " أحمد الله على توفيقه لي بالبقاء على عهد الشهداء، و الرفاق المجاهدين و أسأل الله أن يحتسبها لي و لهم يوم الحساب". توفي رحمه الله و أسكنه فسيح جنانه ليلة 21/01/2011.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الفرنسية تفرق محتجين اعتصموا في جامعة السوربون بباريس


.. صفقة التطبيع بين إسرائيل والسعودية على الطاولة من جديد




.. غزة: أي فرص لنجاح الهدنة؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. دعوة لحماس من أجل قبول العرض الإسرائيلي -السخي جدا- وإطلاق س




.. المسؤولون الإسرائيليون في مرمى الجنائية الدولية