الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


#لاتُطََّبِع مع الكيان فشؤم التطبيع باد للعيان !!

احمد الحاج

2023 / 10 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


إن كنت أعجب فعجبي لفئة من الناس لاتنفك ومنذ نعومة أظافرها عن تعليق صور الثوريين الأمميين ممن تخطت سمعة ثوراتهم حدود بلدانهم على جدران منازلهم نحو " سبارتاكوس ، عبد الكريم الخطابي ، عمر المختار ، الشيخ أحمد ياسين ، غاندي ، جيفارا ، باتريس لومومبا ، نيلسون مانديلا ، فيدل كاسترو ، مالكوم اكس ، مارتن لوثر كينغ ..الخ " بصرف النظر عن قناعتك أو عدم قناعتك ببعض أو بكل المذكورة أسمائهم آنفا ، فهذا ليس موضوعنا هاهنا البتة ، وحديثنا منصب على من يكتبون عن هؤلاء و لايتوقفون عن رسم صورهم بين دفتي دفاترهم ، ولا عن الكتابة عنهم بين سطورهم ، وتجد أن أحدهم لايمل من الحديث عن الثوريين ، والتغني بهم ، ونظم القصائد في مدحهم ، وكتابة المقالات تلو الاخرى للثناء عليهم ، إنه يحاضر فيهم ، يناظر لأجلهم ، يخاصم أو يسالم في سبيلهم وبمناسبة ومن دون مناسبة ، إلا أن ثوريا واحدا لو خرج قريبا منه وفي أي بلد عربي " وثوري أي بلد عربي ولا شك ، كمطربة الحي العربي ، لا تطرب " ليطالب بما طالب به المعلقة صورهم على جدران منزله، و المحتفى بهم في قصائده ، ومقالاته ، ورواياته ، وقصصه ، ودواوينه ، فإنه سيتهمه بالعمالة والجاسوسية للأجنبي وأنه شخص يروم اثارة القلاقل ، وإيقاظ الفتن ، ماظهر منها وما بطن ، ولابد من إجلاسه على الخازوق ، أو تعليقه على أعواد المشانق ، مع الاحتفاء بهذا الإجلاس القسري ، والتعليق القهري بل و تبريره كذلك ، الحقيقة أن هؤلاء وأمثالهم لا أسميهم بما سماهم به عزيز السيد جاسم ، في كتابه "الثوري اللاثوري" وإنما واحدهم وبتوصيف أدق هو " اللاثوري اللاثوري "، ولقد علمتني الحياة بأن كثرة التغني بالثوريين على لسان بعض دعاة الثورية ولاسيما في صفوف المزيفين منهم ، لايفصح بالضرورة عن ثورية داخلية يتصف بها صاحبها يتوق اقتباسها ولو شكليا ، بقدر افصاحها عن " تورية ظاهرية " مقيتة ومحاولة خائبة "من قبل مستأنس ،زاحف، انبطاحي ، ذيل ، طبال سلطة ، واعظ سلطان ،جوكر أحزاب، قره قوز إعلام ،نمر تنظير من ورق ، جحا جماهير مغلوبة على أمرها كل مهمته في الحياة هي إضحاك الجماهير المسحوقة داخل تنور معاناتها وفي خضم مأساتها ، وترقيص المقهورين ، والمغلوبين على أمرهم فوق جراحاتهم وكأنك بلسان حالهم لا مقالهم يردد - لاتحسبوا رقصي بينكم طربا ...فالطير يرقص مذبوحا من الالم " لدفع التهمة عن" انبطاحه الدائم " وموالاته للمستعمرين والرقص بين أيديهم في كل الحقب والعصور، ولو أن من ينبطح بين أيديهم ، ويزحف بحضرتهم قد طبعوا مع الكيان المسخ ، ولو أنهم قد تحالفوا مع كل سقط متاع حول العالم ومسخ ، ولو أنهم فتحوا حدود بلدانهم على مصاريعها ومهدوا وباركوا وهللوا لدخول كل مارد أجنبي وغاز ومسخ ، فستجده في مقدمة المباركين ، ومن أشد المهللين ، ومن أكثر المطبلين ،ولدفع التهمة فإنه لايجد بدا من التغني بثوريين أممين عاشوا وماتوا في مشارق الارض ومغاربها بعيدا عن بلده ، عن مجتمعه ، عن حدوده ، أو في عمق التاريخ بعيدا عن واقعه المعاش ، وعن حاضره مدلهم الخطوب،وحيث لاناقة له في ثورية السابقين واللاحقين ولا جمل ،ولاريب أن حال هؤلاء تماما كحال بخيل لطالما تغنى بكرم حاتم الطائي ، ليغطي على بخله ، كجبان لطالما تباهى بشجاعة عمر المختار ليغطي على جبنه ، كمسرف لطالما تماهى مع زهد الجنيد البغدادي ليغطي على سرفه ، كجاهل لطالما أبدى اعجابه بعلم ابي حنيفة النعمان ، ليغطي على جهله ، كمجاهر بالمعاصي لطالما حاضر في تقوى الحسن البصري ليغطي على سفهه ، كظالم لطالما ناظر في عدل عمر بن عبد العزيز ، ليغطي على ظلمه ، وقس على ذلك ما شئت من أمثلة لا حصر لها خلاصتها هي " كرعة وتتباهى بشعر أختها !" وكلها تدور في اطار نقيض لا يفتأ المدعي الموهوم يتغنى ويتغزل بنقيضه للتغطية على عيوبه وسترها بين الناس من خلال هذا التغني المحموم وإيهام الناس بأن ظاهره بخلاف ما يبطن، وأن سريرته على النقيض مما يعلن !
اليوم تحديدا بت أشخص" ثوريين"مزعومين في عالمنا العربي ومن شتى القوميات والشرائح والطوائف والملل لطالما تغنوا بالمقاومة الفلسطينية الشريفة الباسلة وعلى مدار عقود ونظموا القصائد بأيقوناتها ونضالاتها وكفاحها، الا أنهم اليوم يطالبون ، ويطبلون للتطبيع مع الكيان المسخ ويباركونه ويدعون إليه ، بل ويردون على كل من يقف بوجه التطبيع ويناهضه بهذه الذريعة أو تلك وكأن التطبيع مع الكيان المسخ ، ودويلة الاحتلال الغاشمة ، قد صار قدرا لا بد للجميع من الانحناء أمامه ، والإذعان له ، والركون إليه ، والهرولة خلفه !
وأقول" أيها اللاثوري اللاثوري " حسبك فإن من سوء خاتمة المرء افصاحه عن حقيقة ما يعتمل في صدره ، وما يدور في ذهنه ، أواخر أيامه في لحظة قد تكون الأخيرة وبما لاينفع معها التنصل أو التراجع او الاعتذار، لتنسف كل ماضيه المبدئي الموهوم ، فيوصم بما أفصح به وعلى لسانه شخصيا آخرا ، لا بما زعمه ماضيا ، وعاش مثرثرا بما لا يؤمن يعتاش به ، ويقتات عليه ، والعبرة بالخواتيم ..ياقوم .
وأذكر بأن مصر قد طبعت أولا فافتقرت !
وان الاردن قد طبعت ثانيا فتراجعت !
وأن السودان قد طبعت ..فهوت !
وأن المغرب قد طبعت ...فزلزلت !
وأن وزيرة خارجية ليبيا نجلاء المنقوش ، أرادت فتح باب التطبيع مع الكيان خلسة خلال لقائها مع وزير خارجية الكيان ايلي كوهين والذي لولا تغريدته على منصة اكس " تويتر سابقا " لما علم احد بهذه الخطوة التي أثارت لغطا لم يهدأ بعد ...فغرقت !
وكأننا بها بمثابة رسائل ربانية جلية ومتتالية مفادها ، وخلاصتها " #لا_تطبع" لأن ما بعد التطبيع وبخلاف الرخاء والازدهار والسلام الموهوم الذي يعد به الكيان وهو لا يملكه ولا يحبذه ، ولا يعتقده ، ولا يتمناه ، لوهبه - إعلاميا فقط - الى من بنظره لا يستحقه ، ليس كما قبله ، فهل من متعظ ! اودعناكم اغاتي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القضية الفلسطينية ليست منسية.. حركات طلابية في أمريكا وفرنسا


.. غزة: إسرائيل توافق على عبور شاحنات المساعدات من معبر إيريز




.. الشرطة الأمريكية تقتحم حرم جامعة كاليفورنيا لفض اعتصام مؤيد


.. الشرطة تقتحم.. وطلبة جامعة كاليفورنيا يرفضون فض الاعتصام الد




.. الملابس الذكية.. ماهي؟ وكيف تنقذ حياتنا؟| #الصباح